استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

المفتاح لأسرار النجاح Empty المفتاح لأسرار النجاح

بدوي محمد نور الإسلام
بدوي محمد نور الإسلام
عضو فعال
عضو فعال
رقم العضوية : 5704
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 706 نقاط التميز : 2013 تقييم العضو : 17 التسجيل : 01/06/2010 العمر : 29 الإقامة : www.yahoo.com
تمت المشاركة الخميس سبتمبر 20, 2012 8:02 pm
المفتاح لأسرار النجاح

المعلم برمهنسا يوغانندا

الترجمة: محمود عباس مسعود

_________





النجاح يعني رضا الإنسان وقناعته في المحيط الذي يعيش فيه. النجاح الحقيقي هو المحصّلة لأعمالٍ مؤسسة على مبادئ الحق، ويشمل سعادة ورفاهية الآخرين كجزء متمم لسعادة الإنسان نفسه. إن طبقنا هذا القانون على حياتنا المادية والفكرية والأدبية والروحية نكون قد حصلنا على تعريف كامل وشامل للنجاح.



الناس لهم نظرات ونظريات مختلفة عن النجاح، بحسب طموحاتهم في الحياة. ولا يندر أن نسمع بعضهم يقرن النجاح بالسرقة كقوله "لقد كان لصاً ناجحاً"! مما يؤكد أن النجاح بكل أطيافه وأصنافه مطلوب ومرغوب. لكن نجاحنا يجب أن لا يُلحق الأذى بالغير.



هناك أيضاً معيار آخر للنجاح: فعندما نتمكن من جلب نتائج توافقية ونافعة لأنفسنا يجب أن نشمل الآخرين أيضاً في نجاحنا ونقاسمهم ثماره.



قد يرغب أحدهم بممارسة الصمت لفترة طويلة ويرفض خلال تلك الفترة الكلام مع أفراد أسرته. ذلك الشخص قد يفلح، نتيجة لذلك، بإحراز بعض السلام الذاتي، إنما تصرفه هذا هو أناني وضار بسعادة أسرته. فهو لا يُعتبر ناجحاً بالمعنى الصحيح ما لم ينتفع أعزاؤه أيضاً من إنجازه.



وبالمثل، فإن إحراز النجاح المادي لا يقتصر على حقنا في التمتع بالرفاهية بمفردنا وحسب، بل يعني أيضاً مسؤوليتنا الأدبية نحو الآخرين من حيث مساعدتهم لتحسين أوضاعهم المادية وظروفهم المعيشية.



كل من يمتلك ذكاءً يستطيع كسب المال. لكن إن كان يمتلك حُباً في قلبه فلن يستعمل ذلك المال أبداً لأغراض أنانية، بل سيشارك الآخرين به. المال لعنة ونقمة في أيدي الأنانيين والبخلاء وبركة ونعمة في أيدي ذوي القلوب الطيبة والنفوس الكريمة.



هنري فورد على سبيل المثال يكسب أموالاً طائلة، وفي نفس الوقت لا يؤمن بالصدقة التي تشجع الناس على الخمول والكسل. بدلاً من ذلك يقوم بتأمين العمل ومصدر الرزق للكثيرين. فإن كان هنري فورد يكسب المال بتوفير الرخاء للآخرين أيضاً، فهو ناجح بالكيفية الصحيحة.



وحتى عظماء القديسين لا يحصلون على الخلاص التام ما لم يقاسموا نجاحهم مع الآخرين، أي تجاربهم الروحية ومعارفهم العليا، عن طريق مساعدتهم على بلوغ المعرفة المقدسة. ولهذا السبب فإن الواصلين إلى تلك المراحل والحاصلين على تلك الحالات مهتمون بتقديم الفهم لمن هم بحاجة له.



إن كنتَ ترغب في بلوغ النجاح الحقيقي فإنك لا تضمن بذلك سعادتك الشخصية وحسب بل سعادة الآخرين أيضاً.



اختلاف معايير النجاح في الشرق والغرب



هناك معايير مختلفة للنجاح في الشرق والغرب. ومن المؤسف أن الشرق آخذ بتقليد أسوأ ما يراه في الأفلام الغربية. بعض الأفلام تقدّم عزاءً للقلوب والنفوس، لكن لدى النظر إلى الحياة الحقيقية تجد أن النجاح ليس بالشيء السهل. فالحياة غالباً ما تكون قاسية لا ترحم، وعلينا أن نكافح من أجل كسب لقمة العيش. فكـّر بالجهد الذي تبذله لإعالة الجسد وإبقائه معافىً وخالياً من المرض! وحتى لو نجحتَ في ذلك فإن ذلك النجاح يبقى مؤقتاً. فالجسد سيوسَّد الثرى في نهاية المطاف. الضرورة تقتضي مصارعة قوىً عديدة على المستويين الداخلي والخارجي من أجل إحراز النجاح المطلوب. تلك القوى تعمل جاهدة لسلبك الإنجازات الجديرة بالإعتبار.







الغرب يركز على النجاح الجزئي أو المؤقت المتصل بهذه الحياة الحاضرة. أما الشرق فيركـّز على النجاح التام والدائم الباقي.



الذين بلغوا ذروة النجاح الأبدي ندعوهم (الفائزين في الدارين.. الناجحين في نظر الديّان)



هؤلاء سعداء جسماً وعقلاً وروحاً. قد يكون لديهم بعض الأشياء، لكنهم يمتلكون ثروة عظيمة: ثروة الرضاء النفسي والفهم الروحي لعلاقة النفس بالروح الإلهي وعلاقة الجسد بالحياة الكونية.



في الشرق يتم غرس فكرة هذا النوع من النجاح في عقل الطفل. أما في الغرب فيُعطى الطفل حصّالة ويُلقن التطلع إلى المال من أجل تحقيق الرغبات.



لا بأس من الكد من أجل إحراز نجاح مادي كافٍ، لكن الصغار يجب تلقينهم أيضاً قيمة النجاح الذي لا يفنى. ثروة الروح تدوم للأبد في بنك الخلود، ويمكنك سحب السعادة من ذلك البنك في أي وقت.



(الجَدّ في الجـِدِّ والحرمانُ في الكسل ِ فاسعَ تـُصِبْ عن قريبٍ غاية الأمل ِ)



ولكن حتى النجاح الروحي يمكن أن يكون وحيد الجانب.. غير متوازن فيما إن كانت لديك مسؤوليات مادية ولم تقدر على الوفاء بها.



فقط كبار اليوغيين الذين تحرروا من قوانين الطبيعة يمكنهم أن يتجاهلوا كلياً الشؤون المادية.



في الشرق انصَبَّ الاهتمام في المقام الأول على تنمية السعادة الروحية في حين تم إهمال الجانب المادي للحياة في معظم الأحيان. في الغرب توجد بعض وسائل الراحة المادية والقليل جداً من السعادة النفسية. ما تمسّ له الحاجة هو إحداث التوازن بين الإثنين لأن الإهتمام بشيء واحد فقط في الحياة يؤدي إلى خلل وعدم القدرة على التعامل منطقياً مع متطلبات الحياة.



على سبيل المثال، إن أبدى الفنان اهتماماً بالفن فقط واستثنى باقي الأمور الأخرى فسيؤدي ذلك إلى خلل في التوازن يتحول إلى عصبية وتعاسة. أما الإهتمام بالفن إضافة إلى الروحيات والعمل والعلوم والخدمة فيثمر توازناً رائعاً ونجاحاً متكاملاً وسعادة حقيقية.



إن اقترنتْ الثروة بالمرض والمشاكل فالتبعات ستكون كثيرة. النظافة والرعاية الصحية هما من محاسن الغرب. فالحشرات المؤذية والجراثيم الفتاكة يتم مكافحتها بفعالية في البلدان المتطورة في حين تتواجد بكثرة في بلدان أخرى. لكن التخلص من تلك الآفات لا يعني ذروة الإنجاز، لأن هناك آفات من نوع آخر في الدول المتقدمة، مثل فواتير يصعب دفعها وأزمات مالية خانقة بسبب نظام الشراء على التقسيط.. آفات تقض المضاجع وتفتك بالسلام فتكاً.







الحياة أكثر من مجرد بقاء



الله لم يخلق هذه الأرض لنا فقط كي نأكل وننام ونموت، بل لنعرف إرادته وندرك الغاية من وجودنا. إن حفنة من الحكماء قد أدركوا معنى الخطة الكونية لكن أكثر الناس غير مبصرين وغير مدركين لتلك الغاية. إن الأرض تتحول إلى حجرة تعذيب بالنسبة للذين يعيشون بجهل للخطة الإلهية. ولكن عندما تنظر إلى تجارب الحياة على أنها معلمك وتتعلم منها الطبيعة الحقة لهذا العالم وماهية دورك المخصص لك في المسرحية الكونية، تتحول تلك التجارب إلى إضاءات قيّمة على الطريق نحو الرضاء والسعادة الدائمين.



لقد جعل الله الوهم الكوني قوياً للغاية! إننا نعيش في هرج وصخب. تظن أن المال يعني السعادة، ولكن عندما تحصل عليه تجد أنك ما زلت غير سعيد. قد تحصل على المال وتفقد صحتك. أو قد تمتلك صحة جيدة وتفقد مالك. أو قد تمتلك المال والصحة مع مشاكل عديدة مع الآخرين. فقد تقدم للناس أشياء طيبة ويعطوك في المقابل حقداً وكراهية. بدون الله لا يمكن لأي شيء في هذه الحياة أن يرضيك. ومن العجيب أن الله يجرّبنا بالمغريات المادية ليرى ما إذا كنا نريد العاطي الوهّاب أم الفنانا والهبات فقط!



لو أن الله يريدنا أن نحيا فقط في الوعي المادي لكنا راضين كل الرضاء بالأشياء المادية وقانعين بالطرق الدنيوية.



هل سبق ورأيت قطيعاً من الغنم؟ إن قفز واحد منه يقلده باقي القطيع دون تردد. معظم الناس هم على هذه الشاكلة. إذ قد يأتي أحدهم بفكرة أو يطلع بموضة جديدة فيتلقفها الآخرون ويقلدونها. هذا النمط ما زال على حاله منذ أجيال. لكل أمة عاداتها وتقاليدها ولا يمكننا القطع بصحة وسلامة جميعها. ولكن من يدري؟ فقد تكون بعض تلك العادات والتقاليد سخيفة لا معنى لها ولا فائدة منها؟



هناك طريقة لتقييم تلك العادات والتقاليد والحكم عليها.



في البداية كان لكل تقليد مبرر. فإن وجدنا أن ذلك المبرر ما زال ساري المفعول، يكون للتقليد معنى وفائدة. ولكن من الغباء اتباع التقاليد دون تبصّر. يجب أن نعرف الحق فنتبعه، ونتبيّن ما يمكن أن يمنحنا السعادة فنطبّقه.



الحياة يجب تبسيطها. لو قمتَ بتحليل ٍ موضوعي للخاصيّات الفردية للسلوك البشري، لوجدتَ أن بعض عاداتنا وتقاليدنا تبعث على الكثير من الضحك.



ففي الغرب يتبع الناس قواعدَ كثيرة. ثياب خاصة بالسهرات وحفلات العشاء والزيارات والنزهات. بل رأيت ذات يوم إعلاناً عن جاكيتات خاصة للمدخنين!



التنظيم رائع إنما التقيد المفرط بالتنظيم والمنهجية غالباً ما يولد الشقاء.



في الشرق البيوت بسيطة وكذلك الثياب. أما في الغرب فإن الحياة كثيرة التعقيد لدرجة أن السعادة تهرب لشدة الإهتمام في عمل الأشياء بطريقة معينة.



لماذا تعقيد الحياة بالتشديد على كيفية ترتيب البيت والمائدة بطريقة معينة؟



في الشرق عندما ندعو الناس للزيارة الكل يشعر بالبهجة ويتطلع بشوق إلى تلك الزيارات.



أما في الغرب فيتم توجيه الدعوة للضيوف ثم يعقب ذلك ساعات من التحضير المحموم للتأكد من أن كل شيء هو طبق الأصول. وما أن يشرّف الضيوف حتى ينتظر المضيف مغادرتهم بفارغ الصبر!



يجب تبسيط العيش والثياب والطعام. تناول الوجبات في المطاعم قد لا يكون عملياً من الناحية الإقتصادية لكن لا بأس من ذلك بين الحين والآخر، إذ ليس من الصواب صرف ساعات طويلة في المطبخ بحيث لا يتبقى ما يكفي من الوقت للتمتع بأشياء أخرى أكثر أهمية.



أثناء تنقلاتي وإلقاء المحاضرات كنت أبسّط غذائي، فكنت ببساطة أحتفظ ببعض الحليب والخس والجبن في غرفتي، وكنت مرتاحاً لذلك.







الجنة بداخلنا وليس في الأشياء



في تدريبنا النسكي في الهند تعلمنا ضبط رغباتنا والترفع عن ما نحب وما نكره وما نحبّذ. كنا شاكرين ممتنين لكل ما نحصل عليه. أما في الغرب فمعظم الناس غير سعداء بالرغم من الأشياء الكثيرة التي بين أيديهم، تماماً كما لو كانوا لا يمتلكون تلك الأشياء. الرغبات لا تقف عند حد. في الصباح، وبعد أن يحلق الزوج ويلبس ثيابه، أول شيء يريده تناول طعام الإفطار. وما أن يجلس إلى المائدة حتى يتمنى لو أن زوجته حضّرت له شيئاً آخر. وهي بدورها تتمنى لو أن لديها أطباق (صحون) وملاعق وسكاكين وشوكات طعام أفضل.



تمر الأيام وتتواصل التمنيات في الحصول على هذا وذاك إلى أن يعجز أي شيء عن إرضائهما. أخيراً يفشل الزوجان في إرضاء بعضهما ولا يجدان بهجة حتى في أولادهما فيفقدان السعادة الزوجية. ولأنهما يشعران بالإحباط ينقلبان على أقرب الناس منهما.. الزوجة تنق وتلحّ وتكثر من انتقادها لزوجها، وحضرته يزعق بالأولاد، والأولاد يتمردون على الأهل ويرتكبون حماقات مع رفاقهم (وخـُذ على بركة تحط)!



ليس من الخطأ امتلاكنا للممتلكات، بل الخطأ هو السماح لممتلكاتنا بامتلاكنا. يجب أن نتحرر من التعلق بالناس وبالأشياء لأن التعلق يجلب التعاسة.



فردوسي هو في داخلي. وإذ أستمتع بما أنعم الله عليَّ به، أشكره فيتعاظم فرحي الباطني. بدون ذلك الرضاء الداخلي تتحول حتى أفراح الأرض ومسراتها إلى جحيم. ولقد تيقنت أنه لولا ذلك الفرح الباطني لكان عبء المسؤوليات الملقى على عاتقي قد سلبني سلامي وحرمني من سعادتي.



إن ألد أعداء السعادة هي استدانة المال لشراء الكماليات. الناس يظنون من قبيل الوهم أنهم لن يكونوا سعداء ما لم يحصلوا على شيء بعينه. لكنهم لن يتذوقوا تلك السعادة حتى بعد حصولهم على ذلك الشيء، بالرغم من ابتهاجهم المؤقت به. فما هو الهدف من الجري وراء سراب السعادة الأرضية الذي يعِد ويخلف الوعد؟



يجب أن يعيش الناس ببساطة دون الحاجة للكثير من المقتنيات التي تتطلب اهتماماً متواصلا.



لا جدال أن هناك شعوراً ممتعاً لدى شراء شيء جديد. ولكن بعد مضي فترة من الوقت يتلاشى ذلك الشعور البهيج تدريجيا، بل قد تفقد الرغبة في ذلك الشيء وتنساه وترغب بشيء آخر. لكن فاتورة ذلك الشيء لن تنساك، فيما إن كنت قد اشتريته على التقسيط!



يجب أن يتحكم الإنسان بحياته ويبسّطها قدر الإمكان. ويجب أن يدّخر بعض المال للحاجيات والظروف الطارئة، وأن يوفـّر أكثر من الإنفاق على الكماليات، ويساعد الآخرين على قدر طاقته. عندما تساعد الآخرين سيأتيك العون بطريقة أو بأخرى ولن تحتاج أو تـُحرم شيئاً.



إنني أعلم علم اليقين بأن كل ما أحتاجه سيأتي إليّ ولذلك لا أقلق لما سيحمله المستقبل. هذه ليست مباهاة ولا ادعاءً لأنني لمست عمل وفاعلية تلك القوة المباركة في حياتي مرات عديدة؟



سواء كنت عائماً على سطح الحياة أو غارقاً في أعماق اليمّ، أعلم أنني مع الله وهو معي، وأن لا شيء يقدر على إيذائي. تلك المعرفة أعطتني سعادة فائقة تعصى على الوصف.



ولولا الفهم والإختبارات الروحية التي حصلت عليها لكنت أتعس إنسان على وجه الأرض. لقد كسبت مالاً كثيراً لكنني رفضت أن يستعبدني المال ولم أسمح له بأن يمسّني أو يغيّرني. كل ما أكسبه أصرفه في سبيل الله والمستحقين. سعادتي الباطنية هي أعظم ما أملك.. إنها ثروة لا يحلم حتى الملوك بامتلاكها.



النجاح يعتمد على التحصيل الداخلي



عندما ترى أعداداً كبيرة من الناس لا يملكون سعادة أو نجاحاً، لا تفكر أن الإنسان مكتوب عليه أن يعيش هكذا. باستطاعتك أن تجعل من نفسك ما تريد أن تكون. ونجاحك الداخلي هو ما يجعلك ناجحاً. إن كنت لا تملك شيئاً في داخلك فلن تكون سعيداً. وإن كنت لا تملك شيئاً من حولك وكنت سعيداً في ذاتك فأنت ناجح بكل تأكيد. وهكذا ليس في المستطاع الحكم على الناس بحسب ظروفهم الخارجية. من بين الجماهير الغفيرة قد يوجد إنسان بلغ حالة من السمو الروحي ويتمتع بسلام باطني وسعادة روحية فائقة.



ولهذا السبب فإن النجاح الأدبي والخلقي – التحرر من إملاءات العادات الخاطئة والأهواء غير السليمة – يمنح سعادة أكبر بكثير من السعادة التي يمنحها النجاح المادي. في النجاح الأدبي سعادة نفسية لا يمكن للظروف الخارجية أن تسلبها منك. بإمكانك أن تصرف كل وقتك في جمع المال لكن ذلك المال لن يمنحك الراحة والضمان الدائمين الذين تبحث عنهما. بل على العكس سيجلب لك المزيد من التعاسة لأن السعادة والسلام هما في الفكر وليس في الأشياء نفسها.



وإن لم تصرف وقتاً لتهذيب العقل، فلن يتمكن أي مقدار من الرخاء المادي من إرضائك. هذا التهذيب ليس تعذيباً بل تدريب للوعي لتغذية الأفكار والأفعال التي تقود إلى السعادة.



سعادتك هي نجاحك، فلا تسمح لأحد بسلبك سعادتك. احمِ نفسك من الذين يحاولون إزعاجك. عندما كنت فتىً كنت أفقد صبري كلما روّج البعض إشاعات كاذبة عني. بعدها أدركت أن راحة ضميري هي أهم من رضاء الناس عني أو استحسانهم لي.



الضمير هو إحساس بديهي، يبيّن حقيقة المرء ودوافعه. عندما يكون ضميرك صافياً، وعندما تعلم أنك تفعل الصواب، فلن تخشى شيئاً. الضمير النقي هو شهادة حسن سلوك من الله. كن نظيفاً أمام محكمة الضمير وستمتلك السعادةً وتحصل على بركات الله.



إن كان الإنسان لا يكسب مالاً فلأنه لا يركـّز على تحصيل المال. وبالمثل، إن كان غير سعيد فلأنه لا يركز على إحراز السعادة.



البغل الذي يحمل حِملاً من الذهب على ظهره لا يعرف قيمة ما يحمله. وبالمثل فإن الإنسان منهمك "بنتع" عبء الحياة على كتفيه على أمل العثور على بعض السعادة في نهاية الطريق، بحيث ينسى أنه يحمل في داخله غبطة روحة فائقة ودائمة.



(كالعيس ِ في البيداءِ يقتلها الظما والماءُ فوقَ ظهورها محمولُ)



ولأنه يبحث عن السعادة في "الأشياء" لا يعرف أنه يمتلك ثروة السعادة في داخله.







إعطاء الواجب حقه



لا تنصحك تعاليم اليوغا بإهمال واجبات الحياة أو الهروب منها. لكنها تسألك أن تملأ فكرك بالله أثناء أداء دورك الذي خصصه لك في مسرحية الحياة. إن رغبتَ بحياة منعزلة في الغابات أو الجبال، ظاناً أنك ستعثر على الله بالتخلص من واجباتك، فيجب أولاً أن تكون مستعدا وتتمكن منً الجلوس في التأمل(دون حراك) طوال النهار ولعدة أيام متواصلة. إن مجهوداً كهذا هو رائع بكل تأكيد لمن يقدر عليه. ولكن أعظم من ذلك بكثير هو أن تكون في العالم وليس منه. وأن تؤدي واجباتك الحقيقية لمنفعة الآخرين والتفكير بالله في نفس الوقت.



يجب التمييز بين الواجبات الكبرى والصغرى وإعطاء الأولية للأهم منها قبل المهم. كما ينبغي ألا يناقض واجبٌ واجباً آخر. الأسفار المقدسة تخبرنا أنه عندما يتعارض أحد الواجبات مع واجب آخر فذلك دليل على أنه ليس واجباً حقيقياً. مثال على ذلك إن سعيتَ في تحصيل النجاح المالي على حساب الصحة تكون مقصراً في حق الجسد. وإن كنتَ مهووساً بالدين لدرجة إهمال مسؤولياتك المادية لا تكون متوازناً لأنك سمحت لأحد الواجبات بالتعارض مع التزاماتك لجسمك وعائلتك. أما إن أهملت واجبك نحو الله بسبب انصباب كل اهتمامك على أسرتك، فذلك ليس واجباً.



كثيرون يسألون: "هل ينبغي لنا أن نحصل أولاً على النجاح المادي للوفاء بالتزاماتنا الدنيوية ومن ثم نبحث عن الله؟" أو "هل نعثر على الله أولا ومن ثم نبحث عن النجاح؟"



الله أولاً، ولا ينبغي أن نستقبل يومنا أو نودعه دون التفكير به والتأمل العميق عليه. ويجب أن نتذكر أنه لولا حصولنا على القوة والنشاط من الله لما تمكنا من القيام بأي عمل من أعمالنا. ولذلك واجبنا الأكبر هو نحوه. إن قمنا بكل الواجبات الأخرى دون تأدية واجبنا نحوه فلن يرضى عن ذلك. الأفضل أن ننجز أعمالنا مرضاة لله.



رائع التفكير بالجمع ما بين البحث عن الله وتحقيق النجاح المادي. ولكن ما لم يتأمل الإنسان بعمق وبانتظام بحيث يترسّخ وعيه في الله أولاً سيطغى العالم على وعيه ولن يجد بعدها متسعاً من الوقت للإهتمام بالروحيات. وإن لم نمتلك الإحساس اليقيني بأن الله معنا تتحول واجباتنا الدنيوية في معظم الأحيان إلى عذاب نفساني. ولكن عندما تشعر أن الله معك كل حين وتفكر به أثناء إنجاز واجباتك ستكون من أسعد السعداء.



(رجالٌ لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله)



(أطلبوا أولا ملكوت الله والباقي يُعطى لكم)



(تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك..)



(أفكارهم مستغرقة بالله وكيانهم مقطورٌ به..



ينوّر أحدهم الآخر ويشجع بعضهم بعضا..



هنيئاً لمحبي الله فهم في رضاء دائم ونعيم مقيم...)



لو لم أحصل على تعاليم مرشدي سوامي سري يوكتسوار التي منحتني الوعي الإلهي لكنت فقدت العزيمة منذ أمد بعيد ولم أتمكن من مساعدة الناس وبناء المعابد للبحث عن الله والتأمل عليه. ومع كل هذا فقد سعى البعض لوضع العراقيل في دربي بدلاً من تعاونهم معي.



من يتعامل مع الناس على أنه سيدهم الواجب عليهم طاعته سينقلبون ضده ويحاولون التخلص منه بشتى الوسائل والطرق.



ولكن إن حاولتَ توجيه الآخرين وإرشادهم بمحبة صادقة سينصّبونك مَلكاً على عرش قلوبهم. وعندما تحب الجميع بالتساوي تتمكن من التعرف على الذين يستجيبون لتلك المحبة.







الحب الإلهي لا يُعلى عليه



ليتكم تعرفون حكاية الغرام الإلهي التي يحياها بعض المريدين مع الله! ما من اختبار آخر في الحياة يمكن مقارنته بذلك الفرح. كنت أعرف قديساً كان مستغرقاً في حب الله طوال الوقت، وكان وجهه يشع بالحب المقدس. عين الله دوماً على محبيه ولا يتخلى عنهم لحظة واحدة (إنك بأعيننا).



(أنا من يذكرني أذكرهُ لا أغيب عنهُ ولا عني يغيبْ



فيراني ماثلاً في قلبـه ويحسّ أننــــي منــــه قريبْ)



إنني لأرى حبيبي الله في كل شيء من حولى..



أبصره يرنو إليّ من الزهور ويطل عليَّ من نافذة القمر..



أراه في وجه الطبيعة وفي وجوه ذوي النفوس الكريمة والقلوب الطيبة...



يجب أن لا نتجاهل المحب الأعظم.. مصدر كل خير وحب ومكرمة. ويجب أن لا ندع قلوبنا تمتلئ بأوهام وتفاهات العالم بل بالحب الإلهي الذي ينعش القلب ويلهم الفكر ويجدد قوى النفس. ذلك الحب لا يُعلى عليه. عندما يتملك الحب الإلهي كيان المريد تنتشي خلايا جسمه ويغمره الفرح الأعظم. وعن تلك التجربة أنشد أحد محبي الله:



عندما دخل سيد الأكوان معبد روحي..



غمرتْ البهجة قلبي فنسيّ دقاته..



مثلما نسيتْ كل خلايا جسمي عملها المناط بها..



إذ أصيبت بالذهول وهي تصغي لصوت الحياة الأبدية..



صوت أعظم حبيب في الوجود.. صوت الله.. نبع الحياة..



وتكهرب قلبي ودماغي وكل ذرة من كياني..



إذ لامسها الحضور الرباني الأقدس..



تلك لمحة بسيطة عن الحب الإلهي ومفعوله في حياة عشاق الله.



الأحزان التي تخلقها وتخلـّفها الكراهية والحروب في النفوس هي برهان على أن الروحانية والتعاطف واللطف والمحبة قوى فائقة. الكراهية مدمرة، بينما المحبة هي أعظم قوة بنـّاءة في الكون.



لذلك يا أصدقائي الأعزاء، يجب أن ندرك عبثية البغضاء وحماقة الحرب ونتوجه إلى الله بكل كياننا ونحبه من كل قلوبنا. فمحبته تهب نجاحاً فيه كل القناعة والرضى: نجاح لا يمكن الحصول عليه بغير ذلك.



المحبة فقط ستعمّر العالم وتجلب الخير إلى ساكنيه وتمنحهم الحياة الكريمة. فلو تخلت الأمم عن فرض نفسها على بعضها بالأساليب الخاطئة.. ولو أحبت بعضها وقدمت المساعدة لبعضها.. لرأينا نجاحاً عالمياً ينعم بثماره جميع أهل الأرض.



فكروا بالملايين التي تـُصرف على قتل الإنسان لأخيه الإنسان في الحروب! يا لها من وصمة عار على الإنسانية! وهل يمكن أن تكون النهاية سوى ألم ومعاناة وتخريب ودمار؟



الطريقة الوحيدة لوضع حد لهذا الشقاء البشري هو عن طريق المحبة.



ما دامت إحدى الدول تبني وتطور أسلحة للدمار، ستحاول دول أخرى ابتكار أساليب وأسلحة أكثر تطوراً وأشدّ فتكاً لحماية نفسها.. وسيعيش الناس في رعب دائم. فلماذا لا تنمّي كل الأمم المحبة والفهم بدلاً من تغذية الأحقاد والحروب؟ الحل الحقيقي هو في دين كوني من المحبة والتفاهم. الحب يجعل الإنسان منتصراً ظافراً.



(إن الله لا يحب المعتدين.. إن الله يحب المحسنين..



وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين..



أحبوا بعضكم بعضا.



الراحمون يرحمهم الله.



ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.)



(ارحمْ أخي عبــــادَ الله كلـّهمُ وانظر إليهم بعين العطفِ والشفقة ْ



وقـّر كبيرَهمُ وارحمْ صغيرَهمُ وراع ِ في كل خلق ٍ وجهَ مَن خلقهْ)







القوة خلف كل قوة



أولاً وقبل كل شيء أحرز النجاح مع سيد الكون. الناس ينهمكون في أعمالهم لدرجة أنهم يظنون أن ليس لديهم متسعاً من الوقت للتفكير بالله. لكن ما الذي سيحدث للإنسان لو أن الله سحب قوّته من جسمه وعقله؟ لن يدق القلب بعدها ولن يقوى الدماغ على التفكير.



الله هو الحب الإلهي خلف كل حب بشري.. وهو العقل الكوني خلف كل عقل.. هو الإرادة الكلية خلف كل إرادة.. وهو النجاح الأعظم خلف كل نجاح أرضي، والقوة العظمى خلف كل القوى..



هو الدم في كل العروق والنـَفـَس خلف الكلام.



لو أنه سحب قوته مني لتوقفتُ فوراً عن النطق ولصمت صوتي للأبد.



ولو لم تعمل قوته في قلوبنا وعقولنا لكنا جثثاً هامدة.



فلنحفظ – حفظكم الله – الجميل .. ولنتذكر أن واجبنا الأول في الحياة هو نحو الله.



فمتى أدّينا ذلك الواجب المقدس نتصل مع مصدرنا وينشرح صدرنا وذلك هو النجاح الأكبر والفوز الأعظم. والسلام عليكم.

المفتاح لأسرار النجاح Empty رد: المفتاح لأسرار النجاح

لمسة خيال
لمسة خيال
عضو مميز
عضو مميز
رقم العضوية : 12518
الجنس : انثى عدد المساهمات : 1700 نقاط التميز : 1959 تقييم العضو : 78 التسجيل : 03/05/2012 العمر : 27 الإقامة : سكيكدة وافتخر ليمعجبوش الحال ينتحر ويكتب في قبروا منقهر
تمت المشاركة الخميس سبتمبر 20, 2012 9:00 pm
المفتاح لأسرار النجاح 120829
التوقــيـــــــــــــــــــــع


لمـ♥̨̥̬̩سة خيآإل دآإئمـ♥̨̥̬̩آإآإ في آإلبـ♥̨̥̬̩آإل
المفتاح لأسرار النجاح 081f049832
المفتاح لأسرار النجاح Img_1368204494_736
المفتاح لأسرار النجاح Img_1368204500_570

المفتاح لأسرار النجاح Empty رد: المفتاح لأسرار النجاح

avatar
زائر
زائر
تمت المشاركة السبت سبتمبر 22, 2012 10:04 pm
الف شكر لطرحك المميز كطرح سموك

ودي لروحك
استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى