أماه .. أين وطني؟
ركض سامح هنا وهناك كمن يبحث عن شيء يشعر بحاجة إليه , لكنه لا يعرف ذلك الشيء الذي يبحث عنها ، فاقترب من الحمامة الرمادية وهي تهدل على غصن شجرة قريبة منه وسألها :
أين بيتك أيتها الحمامة الرمادية ؟
انه عش جميل ودافئ على غصن شجرة الزيتون تلك .
تألم سامح حينما سمع ذلك , ومع هذا فانه توجه نحو النسر الأبيض الذي حط لتوه على غصن شجرة قريبة منه وسأله:-
أين بيتك أيها النسر الأبيض ؟
انه قرب الصخرة , فوق قمة ذلك الجبل العالي المغطى بالثلوج ، إن أفراخي هنالك ينامون فيه بهدوء بعد قليل سأذهب إليهم.
تألم سامح مرة أخرى وركض بلهفة وراء فراشة برتقالية تطير من زهرة إلى زهرة تبحث عن الرحيق الذي تصنع منه العسل , واقترب منها بهدوء وسألها:
أين بيتك أيتها الفراشة البرتقالية ؟
توقفت الفراشة البرتقالية عن امتصاص الرحيق وضحكت كثيرا , ثم قالت له :
بيتي فوق أوراق تلك الوردة الكبيرة الحمراء … ياه ما أجمله!!! وما أطيب رائحته !!!
امتلأ سامح بالألم مرة أخرى ودمعت عيناه , لكنه توجه نحو ساقية قريبة منه وشاهد فيها سمكة ملونة صغيرة وهي تسبح بهدوء وفرح مع بقية الأسماك وسال السمكة :
أين بيتك أيتها السمكة الصغيرة الجميلة ؟
فإجابته السمكة الملونة وهي تسبح في الماء الصافي بهدوء :
انه في أعماق هذا النهر الجميل …فهناك أخوتي وأصدقائي , لقد اشتقت إليهم سأذهب الآن لأراهم .
قالت ذلك بفرح وسعادة وغطست في الماء وابتعدت بعد أن ودعته واختفت في أعماق النهر الصافي .
بقي سامح في مكانه واقفا لا يعرف ماذا يقول ؟؟؟ وماذا يتكلم ؟؟؟
لأنه لا يعرف إلى أي مكان يتجه ؟ وانه لا يستطيع أن يجيب على السؤال الذي وجهه إلى الآخرين …كل واحد منهم له بيت يذهب إليه , وهو الوحيد الذي لا بيت له , فحرك رجليه بصعوبة وهو يتجه نحو المكان الذي ترك أمه العجوز فيه … مكان مصنوع من الصفائح المليئة بالتراب وسقفه مغطى بأغصان الأشجار , انه قرب شجرة زيتون مثمرة… لقد أصرت أمه أن يكون قرب شجرة زيتون مثمرة, سال سامح أمه والدموع تترقرق في عينية حتى سالت على خده :
أماه … أين بيتي؟
حزنت الأم حزنا كبيرا … لكنها فرحت في الوقت نفسه , فالآن سامح أصبح كبيرا وبدأ يفهم , فاقتربت منه وضمته إلى صدرها بكل قوة … ففي تلك اللحظات تذكرت كيف أن اليهود المتوحشين هاجموا قريتها وقتلوا زوجها الذي حمل السلاح وقاومهم … أولئك اليهود لم يكتفوا بقتل الأب بل قتلوا معه أخوته الثلاثة الآخرين … ثم احرقوا البيت بالمشاعل التي يحملونها معهم … كانت دموعها المتساقطة من عينيها تنزل مثل قطرات المطر فوق خد ي سامح الذي انتبه إلى بكاء أمه وقالت له :- يا ولدي سامح … بيتك هو وطنك … هناك في فلسطين , وطنك سرقه الصهاينة منك بعد أن قتلوا أباك وأخوتك الثلاثة … لقد طردونا من الوطن بعد أن أصابتني أطلاقاتهم في رجلي اليمنى وفي فكي الأسفل… ستتعلم يا ولدي وستكون رجلا قويا تحمل السلاح لتطرد من وطنك ولتقتل من قتل ابك وأخوتك الثلاثة … وطنك يا ولدي فلسطين … وفلسطين تنتظرك , الآن لقد كبرت وقلت لك كل شيء … ولكن لا تنسى يا سامح أن الصهاينة ليسوا أعداءك فقط , بل أنهم أعداء لكل البشرية .
نظر سامح إلى وجه أمه وعرف الآن سبب عدم قدرتها على الكلام وعرف أيضا لماذا وضعت ساقا خشبية في رجلها اليمنى , وبسرعة تناول سامح منديله من جيبه ومسح به دموع أمه ودموعه بعد ذلك , وبلغة كلها تفاؤل وثقة قال لها :
سأتعلم يا أماه… وسأعيد بيتي واسكن فيه , بعد أن اطرد الصهاينة المعتدين منه … إنهم مجرمون وقتلة وأنا لهم.
وضم أمه إليه من جديد ضمة قوية وامسك كتابه وبدأ يقرأ .
أردت نقلها لتأثيرها الحساس
ركض سامح هنا وهناك كمن يبحث عن شيء يشعر بحاجة إليه , لكنه لا يعرف ذلك الشيء الذي يبحث عنها ، فاقترب من الحمامة الرمادية وهي تهدل على غصن شجرة قريبة منه وسألها :
أين بيتك أيتها الحمامة الرمادية ؟
انه عش جميل ودافئ على غصن شجرة الزيتون تلك .
تألم سامح حينما سمع ذلك , ومع هذا فانه توجه نحو النسر الأبيض الذي حط لتوه على غصن شجرة قريبة منه وسأله:-
أين بيتك أيها النسر الأبيض ؟
انه قرب الصخرة , فوق قمة ذلك الجبل العالي المغطى بالثلوج ، إن أفراخي هنالك ينامون فيه بهدوء بعد قليل سأذهب إليهم.
تألم سامح مرة أخرى وركض بلهفة وراء فراشة برتقالية تطير من زهرة إلى زهرة تبحث عن الرحيق الذي تصنع منه العسل , واقترب منها بهدوء وسألها:
أين بيتك أيتها الفراشة البرتقالية ؟
توقفت الفراشة البرتقالية عن امتصاص الرحيق وضحكت كثيرا , ثم قالت له :
بيتي فوق أوراق تلك الوردة الكبيرة الحمراء … ياه ما أجمله!!! وما أطيب رائحته !!!
امتلأ سامح بالألم مرة أخرى ودمعت عيناه , لكنه توجه نحو ساقية قريبة منه وشاهد فيها سمكة ملونة صغيرة وهي تسبح بهدوء وفرح مع بقية الأسماك وسال السمكة :
أين بيتك أيتها السمكة الصغيرة الجميلة ؟
فإجابته السمكة الملونة وهي تسبح في الماء الصافي بهدوء :
انه في أعماق هذا النهر الجميل …فهناك أخوتي وأصدقائي , لقد اشتقت إليهم سأذهب الآن لأراهم .
قالت ذلك بفرح وسعادة وغطست في الماء وابتعدت بعد أن ودعته واختفت في أعماق النهر الصافي .
بقي سامح في مكانه واقفا لا يعرف ماذا يقول ؟؟؟ وماذا يتكلم ؟؟؟
لأنه لا يعرف إلى أي مكان يتجه ؟ وانه لا يستطيع أن يجيب على السؤال الذي وجهه إلى الآخرين …كل واحد منهم له بيت يذهب إليه , وهو الوحيد الذي لا بيت له , فحرك رجليه بصعوبة وهو يتجه نحو المكان الذي ترك أمه العجوز فيه … مكان مصنوع من الصفائح المليئة بالتراب وسقفه مغطى بأغصان الأشجار , انه قرب شجرة زيتون مثمرة… لقد أصرت أمه أن يكون قرب شجرة زيتون مثمرة, سال سامح أمه والدموع تترقرق في عينية حتى سالت على خده :
أماه … أين بيتي؟
حزنت الأم حزنا كبيرا … لكنها فرحت في الوقت نفسه , فالآن سامح أصبح كبيرا وبدأ يفهم , فاقتربت منه وضمته إلى صدرها بكل قوة … ففي تلك اللحظات تذكرت كيف أن اليهود المتوحشين هاجموا قريتها وقتلوا زوجها الذي حمل السلاح وقاومهم … أولئك اليهود لم يكتفوا بقتل الأب بل قتلوا معه أخوته الثلاثة الآخرين … ثم احرقوا البيت بالمشاعل التي يحملونها معهم … كانت دموعها المتساقطة من عينيها تنزل مثل قطرات المطر فوق خد ي سامح الذي انتبه إلى بكاء أمه وقالت له :- يا ولدي سامح … بيتك هو وطنك … هناك في فلسطين , وطنك سرقه الصهاينة منك بعد أن قتلوا أباك وأخوتك الثلاثة … لقد طردونا من الوطن بعد أن أصابتني أطلاقاتهم في رجلي اليمنى وفي فكي الأسفل… ستتعلم يا ولدي وستكون رجلا قويا تحمل السلاح لتطرد من وطنك ولتقتل من قتل ابك وأخوتك الثلاثة … وطنك يا ولدي فلسطين … وفلسطين تنتظرك , الآن لقد كبرت وقلت لك كل شيء … ولكن لا تنسى يا سامح أن الصهاينة ليسوا أعداءك فقط , بل أنهم أعداء لكل البشرية .
نظر سامح إلى وجه أمه وعرف الآن سبب عدم قدرتها على الكلام وعرف أيضا لماذا وضعت ساقا خشبية في رجلها اليمنى , وبسرعة تناول سامح منديله من جيبه ومسح به دموع أمه ودموعه بعد ذلك , وبلغة كلها تفاؤل وثقة قال لها :
سأتعلم يا أماه… وسأعيد بيتي واسكن فيه , بعد أن اطرد الصهاينة المعتدين منه … إنهم مجرمون وقتلة وأنا لهم.
وضم أمه إليه من جديد ضمة قوية وامسك كتابه وبدأ يقرأ .
أردت نقلها لتأثيرها الحساس