قد يبدو العنوان غريبا للوهلة الأولى لأنه لا يعقل أن يعتذر المعتدى عليه للمعتدي، ويعتذر المظلوم للظالم، وتعتذر الجزائر عن تأهلها للمونديال، ويعتذر الجزائريون على حكمتهم وثباتهم وصبرهم. ولكن الاعتذار من هذا النوع في زماننا يصبح عاديا عندما نسمع أشقاءنا في مصر يتحدثون عن "عقوبة مرضية" تلك التي أصدرتها لجنة الانضباط للاتحادية الدولية في حق الاتحاد المصري .
سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري صاحب بدعة "العقوبة المرضية"، أدخل إلى قاموس اللغة والقانون مصطلحا جديدا، وصدقته بعض الأبواق مثلما صدقته عندما قال بأن الجزائريين ضربوا أنفسهم، وعندما قال بأن مصر قدمت ملفا من حديد للفيفا بشأن أكذوبة أم درمان، وعندما قال أيضا بأنه لم يعرض على راوراوة مشروع رسالة اعتذار رغم أنني تحصلت شخصيا على نسخة منها من أقرب مقربيه..
ورغم كل هذا، ورغم أن الشعب الجزائري لم يفوضني فإنني قررت اليوم أن أتقدم بهذا الاعتذار راجيا من الاتحاد المصري وبعض الإعلاميين المصريين والفنانين ووسائل الإعلام أن يتكرموا بقبوله، ويعذروني على تأخري بسبب تأخر الفيفا في إصدار هذه العقوبات المرضية :
ـ نعتذر لكم لأن الفيفا أدانتكم وعاقبتكم بسببنا وكان يجب على لاعبينا المصابين في الأوتوبيس أن يمسحوا دموعهم ودماءهم دون شوشرة، وكان على الجزائرالأخت الصغرى أن تحترم الكبرى مصر وتسمح لها بالتأهل إلى المونديال لأنها أولى به.
ـ نعتذر لكم لأننا استقبلناكم بالورود في البليدة وأكرمناكم، واعتقدنا بأن اتحادكم سيستقبلنا بالمثل وإعلامكم سيرحمنا، ويترحم على شهدائنا ويذكرنا بخير.
ـ نعتذر لكم على تنقلنا بقوة إلى الخرطوم لمناصرة ونصرة منتخبنا، وكان علينا أن نبقى في بيوتنا نبكي حظنا ونتفرج عليكم وأنتم تضربون أبناءنا وتسبوننا وتفوزون علينا لأنكم إخواننا، ولأن شعبنا لا يحق له أن ينتصر ويفرح لأنه إرهابي وهمجي وبربري .
ـ نعتذر لكم على تأهلنا إلى المونديال لأنه حق لكم سلبناه منكم مثلما اعتقدتم وأوهمتم جماهيركم به، وأبناءنا لا يستحقون التأهل، ولن يفعلوا شيئا في المونديال لأنهم فازوا عليكم بالمطاوي والسكاكين وليس بهدف من عنتر يحيى.
ـ نعتذر لكم على هذه العقوبة الثانية التي سببناها لمصر بعد عقوبة الإقصاء من المونديال وكان علينا أن نعترف بأنكم استقبلتمونا بالورود وبأن لاعبينا هم الذين أخرجوا مسرحية الاعتداء وأظهروا براعتهم في التمثيل.
ـ نعتذر لكم لأننا كشفنا أوهام وأكاذيب إعلامكم واتحادكم أمام العالم، بفضل إعلام قاصر لا يتعدى عمره عشرين عاما، وبضعة أقلام جزائرية مأجورة أذنبت عندما دافعت على شرفها وعرضها وبلدها وشعبها.
ـ نعتذر لذلك السائق المزيف الذي اضطر أن يشهد شهادة زور وأقسم بالله بأن اللاعبين الجزائريين هم الذين كسروا الأوتوبيس وضربوا أنفسهم، ونتمنى من الله أن يغفر له.
ـ نعتذر لكم على تجاهل الفيفا لما سمي بأحداث أم درمان واعتبارها شكواكم غير مؤسسة ولا تستند على أدلة رغم وجود أكثر من عشرين كاميرا مصرية في الخرطوم، والآلاف من المصريين المقيمين هناك.
ـ نعتذر لكم لأنكم خسرتم شعبا جزائريا كان وفيا للصداقة والأخوة والعروبة، وبسبب تداعيات مباراة في كرة القدم، لم يعد يحترم سوى الشعب المصري المكافح الذي أسأتم إليه بتصرفاتكم وأنانيتكم وتهوركم، ونعتذر لأننا أثبتنا بأننا لسنا بحاجة إليكم سياسيا واقتصاديا وثقافيا ورياضيا، وبأننا أصحاب مواقف ومبادئ لن نحيد عنها.
ـ نعتذر لكم لأنكم بسببنا أسأتم إلى بلدكم وشعبكم وتاريخكم وحضارتكم، وانقلب سحركم على سحرتكم، وانقلبتم على أعقابكم عديد المرات، ونعتذر لكم على اللغط الحاصل عندكم اليوم بسبب اعتراف أحد إعلامييكم بجريمة الاعتداء المدبر مع سبق الإصرار والترصد.
ـ نعتذر لفنانيكم ومثقفيكم على تأهلنا للمونديال الذي تسبب في سقوطهم في عيون العرب بسبب سقطاتهم وتفننهم في سب الجزائر وشعبها ورموزها رغم أننا كنا نحترمهم ونقدرهم.
ـ نعتذر لإعلامكم لأنه سقط أيضا في عيون قرائه ومشاهديه بأكاذيبه وافتراءاته وتطاوله على شعب عظيم كان السبب في تعرية حقيقتهم وزيف مشاعرهم وشعاراتهم.
ـ نعتذر لاتحادكم لأن اتحادنا تميز عنه بالحكمة والفطنة والرزانة، وراوراوة انتصر على سمير زاهر في كل المعارك في الفيفا والكاف والاتحاد العربي وفي القاهرة وأم درمان، وكان يخطط ويعمل عندما كان اتحادكم يتكلم ويكذب.
ـ نعتذر لكم لأن مجتمعنا الرياضي والإعلامي أثبت قدرته على التحمل والتغيير بالفعل وليس بالقول، وأثبت زيف وهشاشة مشروعكم وإعلامكم، وأكد على أن الإنجازات والانتصارات تتحقق فوق الميدان وليس بالكلام.
هذا هو مضمون اعتذارنا للاتحاد المصري وللكثير من الإعلاميين بعد العقوبة المرضية التي أصدرتها الفيفا في حق الاتحاد المصري، في وقت نكتفي نحن في الجزائر بالرضا بالإدانة المرضية، التي لن تجفف دماء ودموع الجزائريين، ولن تنسيهم تلك الأيام العصيبة التي عاشوها من إعلام جاهل ومفتر حتى ولو فزنا بكأس العالم.
عقوبة الاتحاد الدولي كانت مرضية للاتحاد المصري وإعلامه الذي يكابر، ولكن العقوبة الكبيرة كانت الإقصاء من المونديال، وخسارتكم لثقة شعبكم فيكم، وخسارتكم لثقة ومودة واحترام شعب وبلد لا ينافق ولا يساوم ولا يغفر لمن يتجرأ على المساس بشرفه..
فمعذرة لكم مرة أخرى!
- CHIKH SAADANEعضو مشارك
- الجنس : عدد المساهمات : 174 نقاط التميز : 280 تقييم العضو : 7 التسجيل : 23/05/2010 العمر : 57 الإقامة : denheb@hotmail.fr
تمت المشاركة الثلاثاء مايو 25, 2010 7:28 pm
- فراسبيتوعضو محترف
- رقم العضوية : 3079
الجنس : عدد المساهمات : 7200 نقاط التميز : 10794 تقييم العضو : 40 التسجيل : 28/01/2010 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة الأربعاء يونيو 16, 2010 7:52 pm
...بارك الله فيك...
التوقــيـــــــــــــــــــــع
- samy 05عضو مميز
- الجنس : عدد المساهمات : 1024 نقاط التميز : 1383 تقييم العضو : 20 التسجيل : 18/01/2010
تمت المشاركة الأربعاء يونيو 16, 2010 8:04 pm
السلام عليكم..
أخي "بوكا 24" ،، أنا ما هيك أنظر إلى الذي حصل.
أنا أقول قول الرّئيسي الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للسلطات الفرنسية الحالية ، عند ذكرى مجازر08ماي 1945 ، خلال خطابه لسنة (2008) : " ارتكبتم مجازر، وعليكم أن تقدّموا اعتذارا"...فهكذا أستطيع أن أقول للمصريين : اقترفتم اعتداء على الجزائريين الأشقاء وقذفتم شهداءهم الأبرار ورجالهم الأشاوس ، وكان عليكم أن تدانوا من "الفيفا" وتسارعوا إلى الاعتذار...
صحيح أخي أنّ الإمام علي كرّم الله وجهه ترك لنا حكمة بليغة وهي: "أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة " ، لكن الجزائريين الشرفاء كما عهدهم كل العرب ، لوأنّ المصريين قدموا اعتذارا رسميا ، لربّما ناشدوا "الفيفا" رفع العقوبة التي سلّطتها على الفراعنة..لكن ذلك لم يحصل بكلّ أسف من السبّاق بالاعتداء، فكيف ينتظرمن الضحية ومؤيّديه الصفح والعفو؟؟؟
تقبلني حياديا برأيي أخي "بوكا24" إخواني المصريين الحقيقيين لاأشباه المصريين.
أخي "بوكا 24" ،، أنا ما هيك أنظر إلى الذي حصل.
أنا أقول قول الرّئيسي الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للسلطات الفرنسية الحالية ، عند ذكرى مجازر08ماي 1945 ، خلال خطابه لسنة (2008) : " ارتكبتم مجازر، وعليكم أن تقدّموا اعتذارا"...فهكذا أستطيع أن أقول للمصريين : اقترفتم اعتداء على الجزائريين الأشقاء وقذفتم شهداءهم الأبرار ورجالهم الأشاوس ، وكان عليكم أن تدانوا من "الفيفا" وتسارعوا إلى الاعتذار...
صحيح أخي أنّ الإمام علي كرّم الله وجهه ترك لنا حكمة بليغة وهي: "أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة " ، لكن الجزائريين الشرفاء كما عهدهم كل العرب ، لوأنّ المصريين قدموا اعتذارا رسميا ، لربّما ناشدوا "الفيفا" رفع العقوبة التي سلّطتها على الفراعنة..لكن ذلك لم يحصل بكلّ أسف من السبّاق بالاعتداء، فكيف ينتظرمن الضحية ومؤيّديه الصفح والعفو؟؟؟
تقبلني حياديا برأيي أخي "بوكا24" إخواني المصريين الحقيقيين لاأشباه المصريين.
- ريانعضو مميز
- الجنس : عدد المساهمات : 2987 نقاط التميز : 3678 تقييم العضو : 31 التسجيل : 04/03/2010 الإقامة : www.ma-bimbo.com
تمت المشاركة الأربعاء يونيو 16, 2010 8:10 pm
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى