داخل مجتمع مكتنز المظاهر يعتصره الشتات و تبعثره خطوب الزمن الذي لا يُحتمل ، طالما تحركت مشاعرنا نحو طريق الاستنكار و الشجب كنوع من الاعتراض الحر على ما نواجهه يوميا من أفات تؤرق عيشنا و تهين كرامتنا كبشر يميزهم العقل عن بقية الخلائق غير أنهم آثروا على أنفسهم هذه الملكة و اكتفوا فقط بمسودة كلام . للأسف الشديد أصبح مجتمعنا العربي خلية مساوئ متنقلة تحركها مجموعة إخفاقات متكررة و أفكار بدائية مزمنة خطيرة ، تعددت الإخفاقات و الخلية واحدة و لا شك في إن اكتناز السم في منطقة واحدة يتسبب في سوء لابد له من شماعة تُعلق خطيئته عليها ، و لابد أيضا من حل سريع للتخلص من السوء و لو كان هذا المنفذ يصب في نكران الذات الإلهية و الاستعانة بغيرها . ما من مطية أسهل ن إتباع السحرة و المشعوذين و اتخاذ كلامهم و أفعالهم كحلول جذرية لمأساة مجتمعنا العربي و الدليل واضح لنا جميعا فكم من صدفة جمعت بعضنا بإعلان في القنوات الفضائية يقدم خدمات ساحر و مشعوذ لفك سحر و تزويج العانس و جلب الرزق و إرجاع المطلقة و .... و الأمثلة كثيرة للأسف ، و كم من منظر صادف أعيننا في أي وجهة نولي وجوهنا إليها نرى فيه جموع غفيرة تقف عند بيت ساحر أو قارئة حظ تنتظر دورها لتنال ما يرضيها من بركات و نصائح شركية للتخلص من المشاكل الخاصة و العامة. هل حقا بات السحر حليف المجتمع الوحيد ؟ و كيف لقوم حباهم الله بالعقل و دعمهم بالشريعة آن تنحدر أفكارهم إلى هذا المنحنى الخطير في التدبر و التماس الأسباب؟ إن ظاهرة السحر و الشعوذة في مجتمعنا تحولت إلى واقع دامي تذهب ضحيته النفوس البريئة و تنجر خلفه نفوس أخرى خبيثة فتُحدث الخلل و تصيب نفسها و غيرها بالمصائب و مهما حاولت أن تبين لها بالحجج و البراهين خطورة هذا التصرف الشنيع و الكفر المعلن بلا خجل أو حياء تتمسك بمعقوليه اخطر الظواهر الاجتماعية في حل المشاكل البشرية . وهنا ندرك حجم سوء التوغل الخطير للسحر و مغبة تداوله علنا في المجتمع و عبر الفضائيات و وسائل الإعلام و ربما هذا ما حوله إلى واقع قار يعترف به المثقف على انه علم يُنتفع به قبل الجاهل الذي يراه عصى سحرية من الضروري الانتفاع بها علمنا الله سبحانه أن ما أخذ من الأسباب نصفه لنا و جله علينا فما بال عقول بعضنا لا تدرك نهاية المطاف و تبحث عن السعادة في أحضان الكهنة و دعاة الكفر و الانتساب إلى أهل النار