واصل مانشستر يونايتد مشواره نحو الفوز
باللقب للمرة الثانية على التوالي والعشرين في تاريخه (رقم قياسي)، بعدما
حقَّق فوزه الثامن على التوالي والحادي عشر في آخر 12 مباراة، وجاء على
حساب ضيفه كوينز بارك رينجرز (2-0) اليوم الأحد على ملعب "أولد ترافورد" في
المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم.
وابتعد يونايتد عن جاره مانشستر
سيتي بفارق 8 نقاط (79 مقابل 71) بعد سقوط الأخير أمام آرسنال (0-1) في
ختام مباريات المرحلة، علماً بأن مسار "الشياطين الحمر" لما تبقى من الموسم
سهل نسبياً إذ لا يخوض أي لقاء مع فرق الطليعة باستثناء واحد سيكون
مصيرياً يجمعه بسيتي في 30 الشهر الحالي على ملعب الأخير.
واستهلَّ مانشستر يونايتد اللقاء بشكل
مثالي، وهو الذي لم يذق يوماً طعم الهزيمة على أرضه أمام كوينز بارك
رينجرز، والذي تعود هزيمته الأخيرة على أرض منافسه اللندني إلى 8 أيار/
مايو 1989 (2-3 في دوري الدرجة الأولى سابقاً)، إذ افتتح التسجيل منذ
الدقيقة 15 من ركلة جزاء نفَّذها واين روني بنجاح رافعاً رصيده إلى 23
هدفاً في الدوري هذا الموسم، وذلك إثر خطأ من شون ديري على آشلي يونغ الذي
كان متسللاً بشكل واضح عندما وصلته الكرة إلا أن الحكم المساعد لم يحتسب
شيئاً.
وتسبَّبت ركلة الجزاء بحصول ديري على
بطاقة حمراء، ما اضطر فريق المدرب الويلزي مارك هيوز إلى إكمال اللقاء
بعشرة لاعبين منذ ربع الساعة الأول، ودافع هيوز عن ألوان "الشياطين الحمر"
بين عامي 1988 و 1995 وتُوِّج معه بالدوري مرتين والكأس المحلية ثلاث مرات
وكأس الرابطة مرة وكأس الكؤوس الأوروبية وكأس السوبر الأوروبية مرة واحدة
أيضاً.
فيرغسون من النقص العددي في صفوف الفريق اللندني الذي كان حقَّق انتصارين
في المراحل الثلاث السابقة وأنعش آماله بالبقاء، ليفرض هيمنته التامة وقد
حصل على العديد من الفرص لتعزيز تقدُّمه لكنه عجز عن الوصول إلى الشباك
فيما تبقى من دقائق الشوط الأول، وبقي الأمر على حاله في بداية الثاني حيث
اندفع لاعبو يونايتد إلى منطقة الحارس باتريك كيني الذي تألق في الدفاع عن
مرماه بمساعدة العارضة التي صدَّت محاولة للبرازيلي رافايل دا سيلفا في
الدقيقة 59.
وانحنى كيني أخيراً أمام بول سكولز الذي
وصلته الكرة خارج المنطقة بتمريرة من رافايل فأطلقها صاروخية في الزاوية
اليمنى الأرضية (68)، ليريح أعصاب جماهير "أولد ترافورد" التي كادت أن تشهد
هدفاً رائعاً لمايكل كاريك الذي أطلق كرة صاروخية من حوالي 25 مترا لكن
الحظ عانده بعدما ارتدت محاولته من أعلى القائم الأيمن (77).
آرسنال يستعيد المركز الثالث
تواصلت عُقدة مانشستر سيتي على أرض
آرسنال، حيث فشل في الخروج فائزاً على صعيد الدوري منذ 4 تشرين الأول/
أكتوبر 1975 (3-2 في دوري الدرجة الأولى سابقاً)، وأخفق في استعادة نغمة
الانتصارات التي غابت عنه للمرحلة الثالثة على التوالي، ما جعل حلمه في
الظفر باللقب للمرة الأولى منذ عام 1968 والثالثة في تاريخه (أحرزه عام
1937 أيضاً) صعب المنال.
ولم يقدِّم الفريقان شيئاً يذكر في الشوط
الأول من اللقاء الذي شهد تعرض لاعب وسط سيتي الإيفواري يايا توري للإصابة
ما اضطر مدربه الإيطالي روبرتو مانشيني إلى اجراء تبديل منذ الدقيقة 17
بإدخال التشيلي دافيد بيتزارو بدلاً منه.
وكان الفريق اللندني الذي خسر في المرحلة
السابقة أمام جاره كوينز بارك رينجرز، الأفضل في النصف الأول من اللقاء من
حيث السيطرة الميدانية إذ استحوذ على الكرة بنسبة 66 %، لكن دون أن يتمكن
من الوصول إلى شباك الحارس جو هارت، وكانت أخطر المحاولات برأسية من هدافه
الهولندي روبن فان بيرسي التي كانت متجهة نحو المرمى لكنها اصطدمت برأس
زميله البلجيكي توماس فيرمايلين وتحولت فوق العارضة.
التسجيل لولا تألق الحارس البولندي فويسييتش تشيسني في مواجهة رأسية
الأرجنتيني سيرخيو أغويرو الذي وصلته الكرة إثر عرضية من لاعب وسط آرسنال
السابق الفرنسي سمير نصري (53).
وواصل سيتي اندفاعه وحاصر مضيفه في منطقته
دون أن يتمكن من التسجيل، وجاء رد آرسنال عبر فان بيرسي الذي كان قريباً
جداً من افتتاح التسجيل من كرة رأسية إثر تمريرة من الكاميروني ألكسندر
سونغ، إلا أن القائم الأيسر ناب عن هارت وأنقذ الضيوف (62).
وانتقل الخطر بعدها إلى الجهة المقابلة
حين وصلت الكرة إلى الإيطالي ماريو بالوتيلي المتواجد على بعد مترين من
المرمى وذلك بتمريرة رأسية من البلجيكي فينسان كومباني فحاول لاعب إنتر
السابق أن يسدِّدها خلفية أكروباتية إلا أن محاولته باءت بالفشل (69).
ثم فرض آرسنال أفضليته مجدداً وانطلق
بهجمات متلاحقة على مرمى هارت الذي تدخَّل أمام محاولة من ثيو والكوت (71)،
ثم كرَّر الأمر وبمساعدة القائم الأيمن أمام تسديدة أخرى لوالكوت ثم سقطت
الكرة أمام البلجيكي توماس فيرمايلن الذي أخفق في إيداعها الشباك رغم وجوده
في مواجهة المرمى (76).
وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها
الأخيرة تمكَّن الإسباني ميكيل أرتيتا من خطف هدف الفوز لآرسنال بكرة
صاروخية أطلقها من حوالي 25 متراً في الزاوية اليسرى الأرضية لمرمى هارت
(87)، مانحاً فريقه نقطته الـ61 فصعد إلى المركز الثالث المؤهل مباشرة إلى
دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وشهدت الدقيقة الأخيرة من اللقاء حصول بالوتيلي على الإنذار الثاني، فطرد على إثره ليكمل فريقه الثواني الأخيرة بعشرة لاعبين.