عاد تشلسي الإنكليزي من ملعب النور في
لشبونة، بفوز ثمين على مضيفه بنفيكا البرتغالي (1-0)، مساء اليوم الثلاثاء
في ذهاب الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، وبذلك يحسم أول مواجهة
تجمع الفريقين في تاريخ البطولات الأوروبية.
وجاء مستوى المباراة متوسطاً بالعموم،
استغل فيه تشلسي إحدى فرصه المباشرة القليلة، فيما لعب حارسه التشيكي بيتر
تشيك دوراً أساسياً في الفوز بتألق لافت خاصة في الشوط الثاني.
وكان قرار مدرب تشلسي الإيطالي روبرتو دي
ماتيو مفاجئاً قبل بداية المباراة، بتركه للمهاجم الإيفواري ديدييه دروغبا
ولاعبي الوسط فرانك لامبارد والغاني مايكل إيسيان، والجناح الصاعد دانيال
ستوريدج على مقاعد البدلاء، مانحاً الفرصة للإسباني فرناندو توريس والظهير
البرتغالي باولو فيريرا الذي خاض مباراته السادسة فقط هذا الموسم،
والنيجيري جون أوبي ميكيل.
في حين غاب عن تشكيلة بنفيكا الأرجنتيني إيزيكييل جاراي ،ويانيك ديالو من غينيا بيساو بسبب الإصابة.
شوط هادئ
والتحفُّظ من الجانبين، فلعب كل فريق في نصف ملعبه تقريباً خلال أول ربع
ساعة، إلى أن كسر بنفيكا الجمود بأول فرصة من كرة طويلة لعبها البرازيلي
برونو سيزار وتابعها الباراغواياني المخضرم أوسكار كاردوزو من لمسة واحدة
مرت بالكاد بجوار القائم الأيمن (19).
وفي الجانب المقابل كانت محاولات الفريق
الإنكليزي ارتجالية، عابها التسرع، رغم النشاط الواضح للثلاثي البرازيلي
راميريس والبرتغالي راؤول ميريليس والإسباني فرناندو توريس، إلا أن إنهاء
المحاولات الهجومية من هذا الأخير كان مخيباً في ثلاث مناسبات طاشت جميعها
خارج القوائم.
وحصل "البلوز" على فرصتهم الوحيدة في هذا
الشوط بتسديدة أطلقها ميريليس من خارج منطقة الجزاء وأبعدها الحارس
البرازيلي أرتور لركنية (41).
تألق تشيك وهدف حاسم
الحصة الثانية بدأت بصورة مغايرة فتابعنا
حواراً مثيراً أمام المرميين، وتوالت الفرص، فكانت الأولى بتسديدة لكاردوزو
تصدَّى لها لاعب بنفيكا السابق البرازيلي ديفيد لويز أمام المرمى، وسط
مطالبة من الفريق الأحمر بركلة جزاء (49)، إلا أنها لم تلق آذاناً صاغية من
الحكم الإيطالي باولو تاليافينتو.
وسدَّد برونو سيزار كرة قوية من نحو 25
متراً أمسكها العملاق تشيك بثبات (51)، وجاء الرد عبر كرة رأسية سدَّدها
الإيفواري سالمون كالو دون رقابة دفاعية لكنها مسحت العارضة (54)، وعاد
لاعب وسط أوروغواي ماكسيمليانو بيريرا ليختبر تشيك من جديد بتسديدة أرضية
خادعة وكان الأخير على الموعد بتمركز مناسب (59).
وحصل تشلسي على فرصة ذهبية لافتتاح
التسجيل، بعد كرة طويلة لعبها تشيك تجاوزت الجميع وسط سوء فادح في التغطية
من المدافع البرازيلي لويزاو، ليجد الإسباني خوان مانويل ماتا نفسه منفرداً
فتجاوز الحارس وسدد الكرة نحو المرمى، لكن القائم الأيمن رد الكرة (60)،
ليستمر سوء الحظ ملازماً اللاعب الإسباني بعد أن ردت القوائم تسديدتين له
في آخر مباراة لتشلسي أمام توتنهام في الدوري الإنكليزي.
وواصل تشيك لعب دور البطولة في فريقه، فتعامل مع رأسية البرازيلي جارديل بردة فعل مثالية لينقذ مرماه من هدف محقَّق (67).
وحاول كل مدرب تغيير الهوية الهجومية
لفريقه، لكن عبر مصادر التمويل في خط الوسط، فشارك فرانك لامبارد بدلاً من
ميريليس في تشلسي، والصربي نيمانيا ماتيتش بدلاً من الأرجنتيني البعيد عن
مستواه خوان بابلو أيمار (68) في بنفيكا.
ونجح الفريق الزائر في خطف هدف بوزن الذهب، بعد توغّل من توريس من الجهة اليمنى وكرة عرضية تابعها كالو بكل هدوء في المرمى (75).
ولم تجد محاولات المدرب جورج جيسوس في
إعادة فريقه للمباراة، عبر الدفع بالثنائي الإسباني لاعب الوسط نوليتو
والمهاجم رودريغو، لتمر الدقائق التالية بتوتر واضح من الفريق البرتغالي
الذي لم يشارك معه أي لاعب محلي في المباراة، ورغم ذلك كاد القدر أن يمنحه
التعادل بعد كرة عرضية من الأرجنتيني نيكولاس جايتان كاد أن يتابعها
المدافع آشلي كول بالخطأ في مرماه (90).
وبذلك يعود تشلسي بفوز ثمين جداً، هو
الأول له هذا الموسم خارج أرضه في المسابقة، وليضع قدماً في الدور نصف
النهائي، قبل مباراة الإياب الأسبوع القادم على ملعبه ستامفورد بريدج في
لندن، فيما توقفت سلسلة مباريات بنفيكا دون هزيمة أوروبياً على ملعبه عند
عشر، كما أنه تلقى الهزيمة الخامسة على أرضه في تاريخ مواجهاته مع الأندية
الإنكليزية.