![](https://i.servimg.com/u/f11/19/43/51/72/untitl12.png)
تعتبر الملابس من المكونات الثقافية لأي جماعة أو فئة أو شعب من الشعوب و تكتسب الملابس الوطنية في أي مكان من العالم هذه الصفة لإرتباطها بوطن معين و تصبح جزءا مهما و سيمة أساسية بل عنوانا مميزا لهذا الشعب أو ذلك ومن الطبيعي أن يعتز كل فرد بملابسه الوطنية ففيها إرتبط وعمق تاريخي و تراتي بالاصالة والحضارة و العادات والتقاليد فهذا الزي أو ذلك جزء لا يتجزء من الشخصية مهما طرأ عليه من تغير و تطور ومسايرة لآخر خطوط الموضة و الازياء أوحتى تغير في المواد و الخامات المستعملة فيه، فهناك دائما توابث لا تتغير بتغير الزمان والمكان.
ومن بين ما تفتخر به الجزائر الحجاب التقليدي الجزائري و الذي يتغير اسمه وشكله من منطقة لأخرى.
![الحايك أو الملحفة(الحجاب الجزائري التقليدي) 24029_113756325319780_105827619445984_168539_7693074_n](https://2img.net/h/sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs395.snc3/24029_113756325319780_105827619445984_168539_7693074_n.jpg)
الحايك:رمز من رموز الثقافة الجزائرية و جزء من مورثونا الشعبي الذي تفتخر به المرأة الجزائرية عبر الزمن، فلطالما أضفى عليها سحرا و جمالا ينبع من بياضه فيحفظ حياءها و يزيد من بهائها و قيمتها عند رجال ''زمان''، خاصة لمن تعرف كيف تلفه على جسدها بطريقة ذكية و محكمة. و تضفي عليه سحر
لا يزال "الحايك" الذي يتربع على عرش الأزياء التقليدية في الجزائر العاصمة وعاصمة الغرب الجزائري وهران جزء من التراث الحضاري الضارب بجذوره في أعماق تاريخ هذه المنطقة من المغرب العربي وشمال إفريقيا، حيث تختزل فيه معاني الحشمة والحياء والوقار الظاهر على محيا العاصميات والوهرانيات.
و"الحايك" أو الملحفة أو المقرون كما يطلق عليه في وهران، والمعروف باللونين الأبيض والأصفر هو بمثابة الزى الرسمي للمرأة العاصمية والوهرانية ، وجزء من أصالتها وحياتها الاجتماعية حيث لازمها في حلها وترحالها.
وبما أن للملحفة الوهرانية ألف حكاية فان حكايتها الأولى أنها تفننت في جمع مختلف أنواع الحايك، ولكل نوع مناسبة خاصة به إلى جانب أنها جعلته جزءًا من جهاز العروس التي تتباهى به، غير أن رياح العصرنة عصفت بهذا الزي فاحتجب عن الأنظار و أصبح من الأزياء القديمة التي لا وجود لها أو أنها تكاد تنقرض في عالم الأزياء والموضة .
الحايك: هو ذلك اللباس التقليدي الأبيض الذي أسهم في إطلاق تسمية ''الدزاير البيضاء'' على العاصمة بعد أن أضحى اللون الأبيض هو الغالب على لونها. هو ذو قيمة حضارية عريقة استحقها عن جدارة فقد كان شريكا مهما في ثورة التحرير و كانت العروس الجزائرية لا تخرج من بيت أهلها لتزف إلى بيت زوجها إلا بهذا اللباس التراثي التاريخي، الّذي كان أيضا جزءا لا غنى عنه من يومياتها، تنوع فيه حسب المناسبات و تتحكم فيه أيضا الطبقية.
![الحايك أو الملحفة(الحجاب الجزائري التقليدي) 24029_113756161986463_105827619445984_168533_5669271_n](https://2img.net/h/sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash1/hs435.ash1/24029_113756161986463_105827619445984_168533_5669271_n.jpg)
فالحايك أنواع أشهرها ''حايك المرمى'' في العاصمة الذي كان يصنع من الحرير المزين بخيوط الذهب و الفضة غير أن هذا النوع كان محصورا على العائلات الميسورة الحال ليتراجع عنه الزمن اليوم و يصنفه في خزانة الألبسة التقليدية التي تناستها الجزائريات.
![الحايك أو الملحفة(الحجاب الجزائري التقليدي) 24029_112746935420719_105827619445984_164908_3181149_n](https://2img.net/h/sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs375.snc3/24029_112746935420719_105827619445984_164908_3181149_n.jpg)
كانت المرأة الجزائرية تخصص لخرجاتها اليومية ''الحايك نصف مرمة'' للذهاب إلى بيت الأهل أو لزيارة أحد من أقربائها وتحتفظ ''بالحايك المرمة'' فقط للمناسبات والأعراس، إذ لا ولا يمكن لبس هذا الأخير دون معرفة تقنيات لبسه و شدته.
![الحايك أو الملحفة(الحجاب الجزائري التقليدي) 08_demeure](https://2img.net/h/www.algerieautrefois.com/Ressources/Alger/AlgerRegion/albums/Blida/images/08_demeure.jpg)
أما في الغرب الجزائري فيسمى الملحفة و لا فت للانتباه أن نساء الغرب الجزائر ي لا تستعمل النقاب ولاكن تتنقب بنفس الحايك ولا تترك لأا قدر عين لرؤية الطريق.
أما الحايك الأسود و المسمي في الشرق الجزائري بالملاية فهو موجود في منطقة قسنطينة و يقال حزنا على موت الباي أحمد أما في الغرب كتلمسان المعروف باسم العشعاشي. حيث انفردت هذه المنطقة باللون الأزرق النيلي. أما في وهران فكانت مشهورة ببو عوينة.
![الحايك أو الملحفة(الحجاب الجزائري التقليدي) 324620188](https://2img.net/h/75.img.v4.skyrock.com/759/constantine-bill/pics/324620188.jpg)
وقد استعمله الفدائيون في حرب التحرير ومعركة الجزائر للتخفي والافلات من المراقبة والقيام بعمليات في قلب المدن .
![الحايك أو الملحفة(الحجاب الجزائري التقليدي) Hayek5](https://2img.net/h/merioumasiya7a.googlepages.com/hayek5.gif)
في الثمانينات و مع التغير
السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي الذي عرفته الجزائر بدأ الحايك في
الاختفاء والاندثار شيئا فشيئا و كان غزو الحجاب و الجلابة والجلباب
والطايور والموضة المستوردة .لكن البعض لم يتخلين عنه خاصة العجائز و اللاتي يعتبرنه حرمة لا يمكن المساس بها.
وبالرغم من زواله كثوب الخروج من البيت بقي قطعة مهمة وأساسية في جهاز العروس لخروجها به من بيت أبيها.
لكن في اواخر التسعينات تقريبا لم نعد نراه الا نادرا جدا
في الجزائر لازالت بعض عجائز القصبة محافظات عليه
وفي قسنطينة البعض القليل جدا لازلن يخرجن بالملاية السوداء
واصبحت العروس تخرج بالبرنوس عوضا عن الحايك.
حتى عادات الشورى تغيرت فزال
الحايك منها مثلما زالت الاواني النحاسية منه كالمحبس والسني ومطارح الصوف
و غيرها من عاداتنا وتقاليدنا التي لم نعد نراها الا في الصور القديمة
لامهاتنا وجداتنا ونتشوق لسماع الحديث عنها ومعرفتها منهن.
من الجميل ان لا تقاوم المرأة
الجزائرية التغيير وتواكب تطورات العصر ولكن الاجمل والاروع ان نحفظ
لاجيال المستقبل عادات وتقاليد مناطقهم ومدنهم والبصمات التي كانت ترسم
حياة ومعيشة الاجداد في الماضي الجميل.
![الحايك أو الملحفة(الحجاب الجزائري التقليدي) Mini_0807180145574094259](https://nsa02.casimages.com/img/2008/07/18/mini_0807180145574094259.jpg)