و أنا أتصفح ورقات كتاب"إستمتع بحياتك" الذي هو عبارة عن عصارة ذكريات لأكثر من 20 سنة للشيخ
الجليل محمد العريفي، شدني عنوان فرعي ضمن عناوين كثيرة تحت عنوان
" إرض بما قسمه الله لك"
و الذي يحكي فيه كيف أوصلته تجربته الشخصية إلى أهمية الرضى بالنصيب، و أن الله قد أنعم على عباده من
النعم مالا يستطيع لسانا ذكره، و قد طرح مثالا رائعا لذلك، و سأحاول أن ألخصه بطريقتي الخاصة
فقد كان الشيخ في رحلة إلى أحد البلدان لإلقاء عدد من المحاضرات، وكان هذا البلد مشهورا بوجود مستشفى
للأمراض العقلية، و بعدما أن ألقى المحاضرات، طلب من إحدى أصدقائه من الدعاة من أبناء
ذلك البلد أن يقوده إلى مستشفى المجانين، و كان هدفه هو الإعتبار ومعرفة نعم الله علينا، و توجها إلى ذلك المكان
حتى دخلاه، وبدت لهما الكآبة تميز،قابلا أحد الأطباء الذي رحب بهما، ثم أخذهم في جولة
في المستشفى، وأخذ الطبيب يحدثهم عن المآسي،ثم قال، و ليس الخبر كالمعاينة
و هم يدلفون إلى ذلك الممر سمعوا أصواتا هنا و هناك، مروا بغرف كثيرة
وقفوا عند غرفة ، نظروا داخلها، فإذا بها أكثر من عشرة أسرة فارغة، إلا واحدا منها قد إنبطح عليه رجل
ينتفض بيديه و رجليه
إلتفت الشيخ إلى الطبيب و سأله: ماهذا؟
- الطبيب: هذا مجنون،و يصاب بنوبات صرع تصيبه كل خمس أو ست ساعات
- الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، منذ متى و هو على هذه الحال؟
- الطبيب:منذ أكثر من عشر سنوات.
.
.
كتم الشيخ عبرة في نفسه، ومضى ساكتا، ثم مروا على غرفة أخرى، بابها مغلق،و في الباب فتحة يطل من خلالها
رجل من الغرفة،و يشير لنا إشارات غير مفهومة، و لقد كانت هذه الغرفة كلها باللون البني
- الشيخ: ماقصة هذا الرجل؟
- الطبيب:هذا الرجل إذا رأى جدارا ثارت أعصابه و أقبل يضربه بيده،وتارة برجله،و أحيانا برأسه،فيوما تتكسر
أصابعه،ويوما تتكسر رجله،ويوما يشج رأسه...
ثم خفض الطبيب رأسه حزينا و قال:ولم نستطع علاجه، فحبسناه في غرفة كما ترى جدرانها و أرضها مبطنة بالإسفنج
فيضرب كما يشاء، ثم سكت الطبيب.
وبدأ الشيخ و صاحبه يرددان الحمد لله الحمد لله الذي عافانا مما إبتلاك به
ثم إنطلقوا إلى غرفة أخرى ووجدوا فيها أكثر من ثلاثين رجلا، ثلاثة منهم أجلسوا على كرسي، و ربطت أيديهم
و أرجلهم، ويحاولون التفلت فلا يستطيعون، فسأل الشيخ الطبيب.
- الشيخ:لماذا ربطتهم دون الباقين؟
- الطبيب:هؤلاء إذا رأوا شيئا إعتدوا عليه، يكسرون النوافذ و المكيفات، و الأبواب...لذلك نحن نربطهم
- الشيخ: منذ متى و هم على هذه الحالة؟
- الطبيب:هذا منذ عشر سنوات، وهذا منذ سبع سنوات،و هذا جديد منذ خمس سنوات...
ثم سأل الشيخ الطبيب عن باب الخروج، ولكن قال له الطبيب بقيت غرفة واحدة لعل تكون فيها عبرة أخرى
فوجدوا غرفة مليئة بالرجال فيها رجل جاوز عمره الخمسين، وهو عاريا تماما من الملابس حتى من الملابس
الداخلية، فثار الشيخ و أحس بالغضب الشديد، ونظر إلى الطبيب بشدة
فقال له الطبيب هدىء من غضبك، سأشرح لك حاله
هذا الرجل كلما ألبسناه ثوبا عضه بأسنانه و قطعه، وحاول بلعه، وقد نلبسه في اليوم عشرة ثياب
وكلها على مثل هذا الحال، لا يتحمل أي قطعة قماش فوق جسده، فتركناه هكذا صيفا و شتاءا...
فطلب الشيخ من الطبيب أن يدله عن باب الخروج لأنه لم يستطع أن يتحمل أكثر.
ومن هنا نخلص أن الله قد يرزق الرجل مالا و حسبا و نسبا و منصبا، لكن يأخذ منه عقله، فتجده من أكثر الناس مالا، لكنه مسجون
في مستشفى المجانين
وقد يرزق الآخر حسبا رفيعا، ومالا وفيرا...لكن يسلب منه الصحة،فتجده مقعدا على سريره
وهناك من يمنعه الله الصحة و القوة، لكن يمنعه المال، فتجده حمالا في الأسواق
.
.
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الأسئلة النقاشية:
-1 مالفكرة التي كونتها بعض قرائتك للموضوع؟
-2- لماذا ينظر الإنسان في حياته إلا إلى الجوانب المظلمة و يترك المشرقة منها؟
-3- كلمة تفوح بها أقلامكم
منقول للافادة
الجليل محمد العريفي، شدني عنوان فرعي ضمن عناوين كثيرة تحت عنوان
" إرض بما قسمه الله لك"
و الذي يحكي فيه كيف أوصلته تجربته الشخصية إلى أهمية الرضى بالنصيب، و أن الله قد أنعم على عباده من
النعم مالا يستطيع لسانا ذكره، و قد طرح مثالا رائعا لذلك، و سأحاول أن ألخصه بطريقتي الخاصة
فقد كان الشيخ في رحلة إلى أحد البلدان لإلقاء عدد من المحاضرات، وكان هذا البلد مشهورا بوجود مستشفى
للأمراض العقلية، و بعدما أن ألقى المحاضرات، طلب من إحدى أصدقائه من الدعاة من أبناء
ذلك البلد أن يقوده إلى مستشفى المجانين، و كان هدفه هو الإعتبار ومعرفة نعم الله علينا، و توجها إلى ذلك المكان
حتى دخلاه، وبدت لهما الكآبة تميز،قابلا أحد الأطباء الذي رحب بهما، ثم أخذهم في جولة
في المستشفى، وأخذ الطبيب يحدثهم عن المآسي،ثم قال، و ليس الخبر كالمعاينة
و هم يدلفون إلى ذلك الممر سمعوا أصواتا هنا و هناك، مروا بغرف كثيرة
وقفوا عند غرفة ، نظروا داخلها، فإذا بها أكثر من عشرة أسرة فارغة، إلا واحدا منها قد إنبطح عليه رجل
ينتفض بيديه و رجليه
إلتفت الشيخ إلى الطبيب و سأله: ماهذا؟
- الطبيب: هذا مجنون،و يصاب بنوبات صرع تصيبه كل خمس أو ست ساعات
- الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، منذ متى و هو على هذه الحال؟
- الطبيب:منذ أكثر من عشر سنوات.
.
.
كتم الشيخ عبرة في نفسه، ومضى ساكتا، ثم مروا على غرفة أخرى، بابها مغلق،و في الباب فتحة يطل من خلالها
رجل من الغرفة،و يشير لنا إشارات غير مفهومة، و لقد كانت هذه الغرفة كلها باللون البني
- الشيخ: ماقصة هذا الرجل؟
- الطبيب:هذا الرجل إذا رأى جدارا ثارت أعصابه و أقبل يضربه بيده،وتارة برجله،و أحيانا برأسه،فيوما تتكسر
أصابعه،ويوما تتكسر رجله،ويوما يشج رأسه...
ثم خفض الطبيب رأسه حزينا و قال:ولم نستطع علاجه، فحبسناه في غرفة كما ترى جدرانها و أرضها مبطنة بالإسفنج
فيضرب كما يشاء، ثم سكت الطبيب.
وبدأ الشيخ و صاحبه يرددان الحمد لله الحمد لله الذي عافانا مما إبتلاك به
ثم إنطلقوا إلى غرفة أخرى ووجدوا فيها أكثر من ثلاثين رجلا، ثلاثة منهم أجلسوا على كرسي، و ربطت أيديهم
و أرجلهم، ويحاولون التفلت فلا يستطيعون، فسأل الشيخ الطبيب.
- الشيخ:لماذا ربطتهم دون الباقين؟
- الطبيب:هؤلاء إذا رأوا شيئا إعتدوا عليه، يكسرون النوافذ و المكيفات، و الأبواب...لذلك نحن نربطهم
- الشيخ: منذ متى و هم على هذه الحالة؟
- الطبيب:هذا منذ عشر سنوات، وهذا منذ سبع سنوات،و هذا جديد منذ خمس سنوات...
ثم سأل الشيخ الطبيب عن باب الخروج، ولكن قال له الطبيب بقيت غرفة واحدة لعل تكون فيها عبرة أخرى
فوجدوا غرفة مليئة بالرجال فيها رجل جاوز عمره الخمسين، وهو عاريا تماما من الملابس حتى من الملابس
الداخلية، فثار الشيخ و أحس بالغضب الشديد، ونظر إلى الطبيب بشدة
فقال له الطبيب هدىء من غضبك، سأشرح لك حاله
هذا الرجل كلما ألبسناه ثوبا عضه بأسنانه و قطعه، وحاول بلعه، وقد نلبسه في اليوم عشرة ثياب
وكلها على مثل هذا الحال، لا يتحمل أي قطعة قماش فوق جسده، فتركناه هكذا صيفا و شتاءا...
فطلب الشيخ من الطبيب أن يدله عن باب الخروج لأنه لم يستطع أن يتحمل أكثر.
ومن هنا نخلص أن الله قد يرزق الرجل مالا و حسبا و نسبا و منصبا، لكن يأخذ منه عقله، فتجده من أكثر الناس مالا، لكنه مسجون
في مستشفى المجانين
وقد يرزق الآخر حسبا رفيعا، ومالا وفيرا...لكن يسلب منه الصحة،فتجده مقعدا على سريره
وهناك من يمنعه الله الصحة و القوة، لكن يمنعه المال، فتجده حمالا في الأسواق
.
.
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الأسئلة النقاشية:
-1 مالفكرة التي كونتها بعض قرائتك للموضوع؟
-2- لماذا ينظر الإنسان في حياته إلا إلى الجوانب المظلمة و يترك المشرقة منها؟
-3- كلمة تفوح بها أقلامكم
منقول للافادة