بسم الله الرحمان الرحيم
كان الشا ب عمر البالغ من العمر20 عاما دائم الغضب و الشجار مع أمه التي تحبه كثيرا و كانت دائما تسقيه من حنانها و كلماتها الطيبة و دعاءها له بالهداية من الله تعالى , الا أن هذا لم يكن يلين قلبة و لو قليلا و كان دائما يقول لها عندماأكون مع أصدقائي في الخارج لا تأتيني أمامهم لأنهم كلما رأوك انفجروا ضحكاعلى وجهك البشع يا وحيدة العين و يقولون لي بسخرية مذا حدث لأمك المسكينة كيف فقدت عينها هل هجم عليها ذئب أم كلب..انها تبدو مضحكة كثيرا فأشتد خجلا و أتمنى لو تنشق الأرض و تبتلعني لاتخلص من سخريتهم و من وجهك البشع الذي سئمت رؤيته.
كان عمر دائما ينادي أمه المسكينة بوحيدة العين إلا أن الأم المسكينة المصنوعة من العطف و الحنان لم تكن تبالي بما ينعتها من ألفاظ سيئة و تلبي له كل طلباته حلوها و مرها ,عسى أن يهدي الله ابنها الوحيد عليها.
ذات يوم أراد عمر الذهاب الى السوق لاقتناء بعض الملابس الجديدة فطلبت منه أمه الذهاب معه لتعينه في اختيار ملابس لائقة , فرد عليها بسخرية قائلا هل تريدين أن يغلق أصحاب المحلات مخلاتهم خوفا منك يا وحيدة العين , أطرقت الأم المسكينة رأسها و انسلت دموع الحزن من على خديها ثم عادت الى خديها تبكي غفلة ابنها و حزنها الشديد عليه . خرج عمر من الصباح و لم يعد حتى الليلمما جعل أمه تقلق عليه كثيرا و ينقبض قلبها على ابنها الوحيد, حيث وضعت طعام العشاء فوق المائدة و بقيت تنتظره على أحر من الجمر فاذا بالباب يفتح و عينيها تفتحان معه , ها هو يدخل و القلق يزول عنها ثم تنطق بكلمات رقيقة : أين كنت يا ولدي لقد قلقت عليك كثيرا
هيا تعالى لنتناول العشاء معا , قال أ مجنون أنا آكل معك حتى أفقد شهيتي بمجرد النظر الى وجهك البشع , لقد تناولت العشاء مع أصدقائي في الخارج ثم صعد الى غرفته و ترك أمه غارقة في دموعها و قد انسد قلبها من الحزن و الأسى و الكرب و لم تعد لها رغبة في تناول الطعام و أخذت تجمع الصحون و الدموع تنهمر فوق الطعام الذي أعدته من أجل ابنها و لم يعرها اهتماما بل زادها حزنا و أسى. و هكذا مرت الأيام المريرة السوداء.
عندما استيقظت الأم في صباح أحد الأيام و ذهبت الى غرفة ابنها لتوقظه فلم تجده و وجدت فوق فراشه رسالة فعرفت أن ابنها قد رحل عليها , تناولت الرسالة و فتحتها و قرأت ما يلي: لقد مللت البقاء معك و من سخرية الناس مني بسببك يا وحيدة العين أنا راحل الى بلد بعيد أرتاح فيه منك و من وجهك البشع أريد الزواج هناك و التمتع بحياتي كما ينبغي بعيدا عنك وداعا الى الأبد. صدمت الأم من الحزن و لم تصدق ما قرأته, سقطت الرسالة من بين يديها المرتجفتين , فتحت عيناها و نظرت الى صورة ابنها المعلقة على الحائط ركضت نحوها و نزعتها ثم ضمتها الى صدرها و هي تصرخ قائلة بكلام ممزوج مع البكاء : ابنيييييييي لماذا تركتني وحيدة و رحلت ,أنا محتاجة الى ضمك الى صدري لااااااااااا لا أصدق أنك رحلت و تركتني لماذا؟!!!!!. و واصلت الأم البكاء طوال النهار و الليل .
في صباح يوم الغد ذهبت الأم في حالة مزرية يرثى لها تبحث عن ابنها الغالي الذي لم تستطع فراقه. ذهبت الى اصدقائه و توسلت اليهم أن و هي تبكي أن يدلوها على مكانه فرق قلب أحدهم عليها و أخبرها بأنه رحل الى بلدة بعيدة فشكرته جزيل الشكر و ذهبت راكضة الى المنزل حملت النقود التي بقيت لديها و أوقفت حافلة نقلتها الى المحطة حيث ركبت القطار الى تلك البلدة و حين و صولها الى المحطة نزلت فورا تسأل عن اقامة ابنها و لم تجد أين يقيم الا بعد عشرة أيام فذهبت اليه و هي تتذكر ملامح وجهه و تنتظر رؤيته من جديد . وصلت الى مسكنه و دقت الباب و هي تترقب من سيفتحه فاذا به ابنها فلما رآها صرخ في وجهها قائلا لماذا لحقتي بي لا أريد أن أرى وجهك من جديد أغربي عن و جهي و أغلق الباب في وجهها و تركها تبكي و تصرخ حتى ذهبت و رجعت الى منزلها.
اشتد مرض الأم و هي تنتظر عودة ابنها بفارغ الصبر و لم يعد و حين أحست أن أجلها قريب عزمت على كتابة رسالة له لعله يعود فيجدها من بعد موتها. توفيت الأم المسكينة من شدة الحزن الذي ألم بها و تركت ورائها أياما سوداء. بعد شهور عدة أحس الابن بالندم الشديد على أمه بعد نصح زوجته له بأن ليس هناك أغلى ما في الدنيا من الأم و بأن يذهب ليراها , فلما عاد ليراها دق الباب عدة مرات فلم تفتح فكسر الباب و دخل فوجد أن المنزل قد عششت فبه العناكب و امتلأ بالغبار فذهب الى غرفة أمه فلم يجدها و وجد رسالة مثل التي تركها الى أمه سابقا فبدأ يقرأ: ابني الحبيب أنت أغلى ما عندي في هذه الدنيا . لقد تعرضنا لحادث حين كنت صغيرا أنا و أنت و أبوك فلم يصبني أنا و أبوك مكروه الا أنت فقد فقدت عينك و لم نجد لك البديل ولم يرد أبوك البقاء معنا لأنك كنت قبيح الوجه و مشوها ثم ذهب و تركني معك و لأنك كنت صغيرا و ما زلت أمامك الدراسة و المستقبل تبرعت لك بعيني. التي لطالما شتمتني بفقدانها و هي عندك. أما الآن اعلم أنني سامحتك يا بني وداعا فأنا راحلة من هذه الدار الى الدار الأخرى. فجن جنونه و خرج الى الشارع يصرخ و ينادي بأعلى صوته : أميييييييييييي عودي أنا نادم على مافعلته بك.
و هكذا اصبح الابن مجنونا يجول في الشوارع لما فعله بأمه نتيجة تضحيتها من أجله.
- انورعضو مميز
- الجنس : عدد المساهمات : 1573 نقاط التميز : 2454 تقييم العضو : 17 التسجيل : 01/05/2010 الإقامة : لايهم الى اي بلد انتمي المهم اني مسلم والى العروبة انتسب*الجزائر*
تمت المشاركة الأحد مايو 02, 2010 9:18 pm
- منصف الجزائريعضو مشارك
- رقم العضوية : 3722
الجنس : عدد المساهمات : 238 نقاط التميز : 242 تقييم العضو : 4 التسجيل : 02/03/2010 العمر : 34 الإقامة : الواد سوف"مدينة ألف قبة وقبة"
تمت المشاركة الإثنين مايو 03, 2010 8:54 pm
لا حول و لا قوة ألا بالله
- barcaعضو محترف
تمت المشاركة الإثنين مايو 03, 2010 8:56 pm
بارك الله فيك على القصة المؤثرة
التوقــيـــــــــــــــــــــع
فداك أبـــــــــ يا رسول الله ــــــي وأمي
معلوماتـــ مهمة:
تنبيــه!! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
- rymعضو مميز
- رقم العضوية : 2913
الجنس : عدد المساهمات : 1686 نقاط التميز : 1898 تقييم العضو : 11 التسجيل : 23/01/2010 العمر : 36
تمت المشاركة الإثنين مايو 03, 2010 9:02 pm
قصة جددددددددددددد
محزنة
اللهم اجعلنا من البارين لامهاتنا وابائنا
محزنة
اللهم اجعلنا من البارين لامهاتنا وابائنا
التوقــيـــــــــــــــــــــع
- فراسبيتوعضو محترف
- رقم العضوية : 3079
الجنس : عدد المساهمات : 7200 نقاط التميز : 10794 تقييم العضو : 40 التسجيل : 28/01/2010 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة الإثنين مايو 03, 2010 10:47 pm
مشكوور اخي على القصه.... تقبلي مروري ...
التوقــيـــــــــــــــــــــع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى