بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإخوة والأخوات الاعزاء :
كثيراً منا من أحب المنتدى واعتبره بيته الثاني .
تعودنا على لقياه . جعلنا لا نترك يوماً دون أن نتواجد به قدر المستطاع .
ومن أحب شيئاً فحتماً أنه يحب الانتساب إليه ويتشرف به ويحاول أن تعلو مكانته كلما علت مكانة المنتدى .
وقد لاحظنا جميعاً بعض الحوارات والنقاشات الإسلامية التي تثيرجدلاً واسعاً في كل مكان .
لذلك أحببت أن أقوم بدراسة شاملة حول مفهوم الحوار والنقاش الاسلامي ومن عدة مصادر ودراسات و حالفني الحظ فجمعت لكم هذه الأسطر عسى أن يمن الله علينا برقي ما نتحاور به هنا و نستفيد ونفيد غيرنا ممن يقرأ لنا هنا .
الإسلام دين اتخذه الله للبشرية جمعاء ، دعا إلى حسن الخطاب وعنى عناية كبيرة بموضوع الكلام وأسلوب أدائه . لأن الكلام الصادر عن إنسان ما يشير إلى عقله . وطبيعة خلقه ونوع تربيته ولأن لغة الكلام عند المجتمعات هي في الحقيقة لغة السلوك وهي مقياس مستواها العام حيث يحظى الحوار بعناية هامة في الشريعة الإسلامية وتمت الدعوة و التطبيق له باعتباره مسار جيد من الخطاب ويتجلى ذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية .
أولاً: الدعوة إلى الحوار في القرآن الكريم :
القرآن كلام الله تعالى المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والمنقول إلينا بالتواتر والمتعبد بتلاوته ، فتح باب الحوار بين دفتيه ، وطبق له ، ويتضح ذلك على مستويين :
- مستوى اللغة القرآنية كلغة للحوار :
تعتبر اللغة القرآنية لغة الدعوة إلى الحوار والتطبيق له وذلك، استنادا إلى عدة أدلة من بينها: أن مادة القول وما اشتق منها كقال، ويقول، وقل، وقالوا، ويقولون، وقولوا،... الخ هذه المادة التي تدل على التحاور والجدل والمناقشة والمراجعة بين الناس في أمور معينة قد تكررت في القرآن أكثر من ألف وسبعمائة مرة ، كما أن كلمة حوار رغم أنها لم ترد مصدراً وإنما وردت مشتقات لها مثل يحور في قوله تعالى (( إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ )) ويحاوره في قوله تعالى (( وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا )) . وتحاور كما في قوله تعالى (( وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)) فإن هذه الاشتقاقات لم تخرج عن معنى المراجعة والمجاوبة عند أهل التفسير والدارسين للغة القرآنية ، واللذان هما جوهر الحوار في اللغة .
- مستوى تمييز القرآن الكريم للحوار المدعو له :
تم التأكيد على جدوى الحوار في القرآن الكريم والدعوة إلى ممارسته في إطار سنة الاختلاف والتنوع المقررة في قوله تعالى (( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ )) إذ في هذا الإطار تم فتح باب الدعوة إلى الحوار الذي يقر الاختلاف ويدعوا إلى الحقيقة والتوحيد (( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباب من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون ))كما أن القرآن الكريم دعا إلى ممارسة الحوار في الحياة اليومية والعلاقات الإنسانية المتواصلة وذلك من خلال المبادرة بالتحية والسلام وردها يقول الله عز وجل (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا )) إذا السلام لغة حوار وقناعة وعقل وليس لغة عنف وإجبار وتعسف . والقرآن الكريم إضافة إلى هذا لم يتوقف عند الدعوة إلى الحوار كآلية من آليات التوافق والتلاقي في إطار سنة الاختلاف والتنوع. بل جعله متميزا على عدة مستويات: إذا اقترنت نشأته بنشأة الإنسان بل قيل قبل خلق الإنسان وحاور الله عز وجل به الملائكة وغيرهم في أول حوار في القرآن . كما يتم تمييزه بأنه ليس من خصوصيات فرد أو جماعة بذاتها ...وذلك لينتهجه الإنسان في حركته لكشف أسرار الكون لتطوير سبيل الحياة والارتقاء بالإنسان إلى بلوغ درجة الخلافة في الأرض . وتميز بأنه أسلوب الأنبياء والمرسلين والصالحين، حتى تميز به موسى عليه السلام لكثرة مخاطبته لله عز وجل (( وكلم الله موسى تكليما )).
ثانياً : الدعوة إلى الحوار في السنة النبوية :
إذا كان القرآن الكريم يدعوا إلى الحوار ويطبق لأسلوبه، فإن السنة النبوية بدورها تواصل هذه الدعوة وتمارسها، ويمكن استخلاص ذلك من خلال: اللغة في الحديث النبوي ممارسة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه للحوار رغم أن كلمة حوار لم ترد مصدرا في الحديث النبوي وإنما وردت مشتقات لها فإن اللغة في الحديث النبوي لغة حوار، حيث أن أغلب الأحاديث النبوية عبارة عن أجوبة وأسئلة خاطب فيها النبي صلى الله عليه وسلم الناس وأجابوه فيها، كما نجد لفظ القول كقال ويقول وقل متردد بكثرة في الأحاديث النبوية إضافة إلى أن لفظ أو مصطلح الحديث يعلم بوجود حوار يقتضي أطراف له مخاطب ومخاطب .
والسنة النبوية مليئة بالمواقف الداعية إلى نبذ الاختلاف والتفرقة، يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : ( لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ). كما بين أن الاختلاف وكثرة الأسئلة الغير المجدية والتي هدفها الفتنة والتفرقة والتعجيز كانت سبباً كافياً لهلاك كثير من الأمم السابقة يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: (إن مما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم ، واختلافهم على أنبيائهم ).
في حين دعا الرسول إلى التوافق والتقارب والحوار الذي تمكن به من الوصول إلى قلوب الناس بالحكمة البالغة والموعظة الحسنة رافعا الشعار الوارد في الآية القرآنية (( تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )) .
هذا الحوار الذي يدعوا إلى الحقيقة المتمثلة في التوحيد في أعلى مستوياته حيث أن النبي صلى الله عليه و سلم رغم أنه مبعوث ومختص بالرسالة التوحيدية فإن أسلوبه في الحوار كان واسع النطاق إلى حد دعوة الغير إلى البرهنة على ما يعتقدون إذا كان هذا الغير يعتبر التوحيد مجرد إدعاء يقول الله تعالى في كتابه العزيز على لسان رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم (( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )) .
كما أن السنة النبوية مليئة بالحوارات: حوار الله تعالى مع ملائكته ومع عباده وحوار الرسول صلى الله عليه و سلم مع جبريل والأنبياء والأعراب والصحابة وزوجاته أمهات المؤمنين والخدم ومع الصغار والوفود والملوك ...... كما أن الصحابة رضي الله عنهم ساروا على نهج النبي صلى الله عليه و سلم في الحوار في حياته ، وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى حيث تمت محاورات هامة لاختيار الخليفة الأول للنبي صلى الله عليه و سلم مما نتج عنه استقرار الأمر على الخليفة أبو بكر رضي الله عنه في قاعة التشاور والتحاور سقيفة بني ساعدة وكانت كأول نتيجة للحوار والتشاور بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم تبين من خلالها مدى تشبع الصحابة رضي الله عنهم بروح الحوار النبوي الذي يبني ولا يهدم .
ومن الحوارات التي كان لها الأثر البارز على الأمة الإسلامية في عهد الصحابة الحوار الذي دار بين ثلاثة من كبار الصحابة رضي الله عنهم أبو بكر وعمر و زيد بن ثابت والذي أفضى بعد المراجعة وحسن الخطاب وقوة الدليل إلى جمع القرآن وتدوينه في مصحف على يد زيد بن ثابت بعد وفاة العديد من القراء في حروب الردة .
بقدر ما يكون الحوار إيجابياً يكون متميزاً في حياة الفرد وحياة الجماعة وبقدر ما يكون سلبياً يكون هداماً لكيان الفرد وكيان الجماعة ولكي يكون الحوار إيجابياً لابد من تأطيره بآهايل وضوابط وتحديد العوائق التي تؤدي إلى سلبية الحوار وانعدامه .
الآهايل العامة للحوار :
ما يمكن التأكيد عليه هنا أن التأدب بآداب الإسلام العامة والخاصة يعطي حواراً إيجابياً ومن بين هذه الآهايل العامة:
إخلاص النية : تعتبر النية أصلاً أساسياً في جل العبادات والمعاملات وبها تتميز العبادة عن العادة ، ولهذا يجب على كل متحاور أن يخلص النية في جداله وحواره ويكون قصده في ذلك التقرب إلى الله تعالى وطلب مرضاته في امتثال أمره فيما أمر به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الحق وإزهاق الباطل فلا يقصد المباهاة وطلب الجاه والرياء.
التقوى : وهي فضيلة أراد بها القرآن أحكام ما بين الإنسان والخلق وإحكام ما بين الإنسان وخالقه ، ولذلك تدور هذه الكلمة ومشتقاتها في أكثر آيات القرآن الأخلاقية والاجتماعية ، والمراد أن يتقي الإنسان ما يغضب ربه وما فيه ضرر لنفسه أو ضرر لغيره وبهذا يكون الحوار مأطر بحصانة التقوى .
الصبر : لأن عمدة الأمر في استخراج الغوا مض وإثارة المعاني هو الصبر على التأمل والتفكير ولولا الصبر لانهارت نفس الإنسان من البلايا التي تنزل عليه . ولأصبح عاجزاً عن السير في ركب الحياة، وأصبح في حالة يكفر فيها بالقيم الأخلاقية فضلاً على أنه يصبح عنصر شر لا نفع منه منعزلاً عن المجتمع ومنفعلا مع مكوناته .
السماحة والتخلي عن التعصب: أي تخلي كل الفريقين اللذين تصديا للمحاورة الجدلية حول موضوع معين عن التعصب لوجهة نظره السابقة وإعلانهما الاستعداد التام للبحث عن الحقيقة والأخذ بها عند ظهورها سواء كانت هي وجهة نظره السابقة أو وجهة نظر من يحاوره أو وجهة نظر أخرى. وقد أرشدنا القرآن الكريم إلى الأخذ بهذه القاعدة: إذ علم الرسول صلى الله عليه و سلم أن يقول للمشركين في مجادلته لهم(( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )) وفي هذه الآية غاية التخلي عن التعصب لأمر سابق، وكمال الرغبة بنشدان الحقيقة أنى كانت والسماحة وعدم التعصب لا يعنيان بالضرورة الانهزام بل هما أوج القوة الفكرية وسمو التربية الروحية . كما أن لكل موضوع ضوابط يتبين بها مدى تسامح / تعصب المتحاورين ، أضف إلى ذلك أن عدم التعصب \ السماحة لا يعني بالضرورة التخلي والاستسلام ونهج ما يرتضيه الغير وإن كان في ذلك مخالفة للنقل الصحيح والعقل الراجح، ولكن المقصود عدم اضطرار الغير إلى مطابقة تفكيره تفكيرك .
سلوك الحسنى : مصداقا لقوله تعالى (( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )) ومن تأمل الآية الكريمة وجد أنها لا تكتفي بالأمر بالجدال بالطريقة الحسنة ، بل أمرت بالتي هي أحسن ، فإذا كان هناك طريقتان للحوار والمناقشة : أحدهما حسن والأخر أحسن منها . وجب على المسلم أن يجادل بالتي هي أحسن جذبا للقلوب وتقريبا للأنفس المتباعدة .
عوائق و صعوبات الحوار:
لقد عرفت عدة حوارات التوقف والفشل وعدم الاستمرارية نتيجة عدة أسباب ، غير أن أغلب تجمد الحوارات وفشلها في بعض الأحيان ، مرجعه في المقام الأول إلى عدم التقيد بأدب الحوار ومضامينه في المخاطبة والمجادلة أسلوبا وممارسة " في حين نجد عوائق أخرى تحول دون الحوار أو استمراره نحو :
سوء الظن : وهو من العوائق التي تحول دون وقوع الحوار فإذا كان حسن الظن يسمح بتحقيق أرضية للحوار والمساواة بين المتحاورين فإذا سوء الظن مرض ينتشر في النفوس الضعيفة نهى الإسلام عنه بقوله عز وجل(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيم ٌ)) .
الكبرياء : رذيلة من الرذائل الاجتماعية تغرس الفرقة والعداوة بين الأفراد فتقضي على التعاون والمحبة بينهم وبذلك يظهر الطرف المتحاور للطرف المتكبر أنه دون مستواه ولا يستحق أن ينزل إليه إذ يعتبر ذلك نقصاً وعيباً لكن الحقيقة أن عدم التواضع هو النقص والعيب وأن صاحب الكبر مآله ما أخبر به الرسول صلى الله عليه و سلم فيما رواه عنه حارثة بن وهب الخزاعي أن النبي قال ( الا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبره آلا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر ).
الغضب : وهو من العوائق التي تحول دون استمرار الحوار القائم ، وهو كذلك محاولة إبطال دعوى الخصم قبل أن يقدم الدليل عليها وهو من الرذائل الخلقية التي إذا تحكمت في نفوس الناس وتمكنت من مجتمعاتهم كان لها أسوأ الأثر في حياتهم ونتائج بشعة في تمزيق روابط المودة بينهم .
استفزاز الغير : واحتقاره بأسماء وألقاب تؤدي إلى انفعاله وذلك قصد وضعه في موقف حرج وإرباكه وتحويل انتباه الغير الملاحظ من تتبع الحوار إلى الشماتة وقد نهى الإسلام عن هذا الأسلوب في قوله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) .
و كما أن للحوارأهايل وصعوبات هناك ضوابط يجب مراعاتها بكل دقة و نذكرمنها :
الابتداء بنقاط الاتفاق : وذلك بالانطلاق من نقاط مشتركة تعتبر مبادئ لكل طرف من أطراف الحوار هذه النقاط التي يظن أنها موجودة بين سائر البشر إذ أن كل إنسان ولو كان كافرا لا يعدم نقطة خير في قلبه يبدأ بها المسلم فيدخل إليها أو يدخل منها . ثم ينميها ويسير بها إلى هدفه الذي يريد وتكون القاعدة التي يتأسس عليها الحوار .
معالجة الفكرة وفق الضوابط المعمول بها في إطارها واحترام التخصص : فإذا كانت عقائدية عرضها على القرآن والصحيح من السنة وإذا كانت فقهية عرضها على الأصول والضوابط الفقهية مع ضرورة الأخذ بمذهب قائلها ودليله من مصادره وليس من مصادر خصمه وأفواه الشانتين عليه فإن كان في غير تلك المجالات نوقش في مجال تخصصه ووفق ضوابطه . فلكل علم رجاله ولكل فن أهله. و إلا فالتجرأ على جميع التخصصات من علامات التشتت الفكري الذي لا ينتج عنه إلا الصدام .
قبول النتائج : قبول النتائج التي توصل إليها الأدلة القاطعة أو الأدلة المرجحة إذا كان الموضوع فيه الدليل المرجح وإلا كانت المجادلة من العبث الذي لا يليق بالعقلاء أن يمارسوه . كما أن قبول النتائج يوضح مدى حسن نية المتحاورين، وإلا فتحديد النتائج عند البداية ضرب من الجنون.
تحديد نقاط الاتفاق في نهاية كل حوار: فنتواصى جميعا بالعمل بها ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه. وبالتالي فلا يحاول بعضنا أن يؤثر في بعض ليكون نسخة منه لأن هذا فيه من التدخل في شؤون الغير كما يمكن الاستفادة من نقاط الاتفاق في الحوارات الأخرى ولكي تكون محط بداية كذلك .
ضبط النقل: والأمانة في ذلك والحذر من النقل على لسان الغيروالمحاولة قدر المستطاع نقل أفكار الآخرين من مصادرها الأصلية ونقل ما عليه إجماعهم في الصدد وعدم نقل الرأي الشاذ لديهم كما من الضروري نقل ما صح عند الآخر وعدم نقل ما ضعفه . وضبط النقل يبين مدى حرص الضابط في تحري الحقيقة وأنه سينقل ما توصل إلية الحوار كما هو دون زيادة ولا نقصان أو تحريف.
في الختام :
مواضيعنا يجب أن تخاطب العقل و تحاور الفكر.. بأفكار أسسها الحجة و قوة الاقناع .
نعم قد نختلف لكن في النهاية يجب أن يخدم إختلافنا هذا المنتدى و يسمو بأفكارنا إلى ماهو افضل .
يجب أن نضع نصب أعيننا القاعدة الكبيرة التي أصبحت مثلاً يضرب به وهو: ((الإختلاف في وجهات النظر لايفسد للود قضية)) .
وإنني آمل وأتمنى أن يأتي اليوم الذي تكون فيه هذه الأمة كما قال عنها ربها سبحانه وتعالى: ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )) .(آل عمران).
كلمة أخيرة :
إما سطور تضيء الطريق وإما رحيل يريح القلم ....
دمتم برعاية الله
- فراسبيتوعضو محترف
- رقم العضوية : 3079
الجنس : عدد المساهمات : 7200 نقاط التميز : 10794 تقييم العضو : 40 التسجيل : 28/01/2010 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة الأحد مارس 07, 2010 5:06 pm
- barcaعضو محترف
تمت المشاركة الأحد مارس 07, 2010 5:20 pm
التوقــيـــــــــــــــــــــع
فداك أبـــــــــ يا رسول الله ــــــي وأمي
معلوماتـــ مهمة:
تنبيــه!! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
- فراسبيتوعضو محترف
- رقم العضوية : 3079
الجنس : عدد المساهمات : 7200 نقاط التميز : 10794 تقييم العضو : 40 التسجيل : 28/01/2010 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة الأحد مارس 07, 2010 6:21 pm
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى