مفهوم التقنية و العلم
المحور الأول: ماهية التقنية
إشكال المحور :
- ماهية التقنية ؟
- ما الذي يجعل التقنية خاصية إنسانية ؟
- ما الفرق بين التقنية عند الإنسان و تلك الموجودة عند الرائعات ؟
تحليل نص شبنغلر : مفهوم التقنية
مؤلف النص :
شبنغلر (1880-1936) فيلسوف ألماني اهتم بدراسة الحضارة في إطار فلسفة التاريخ. من كتبه "انحطاط الغرب " و " الإنسان و التقنية ".
1- إشكال النص :
ما التقنية ؟ و ما الفرق بين التقنية عند الإنسان و التقنية عند الرائع؟
و بأي معنى يمكن اعتبار التقنية خاصية إنسانية ؟
2- أطروحة النص :
تعتبر التقنية خاصية إنسانية مرتبطة بالوجود الإنساني منذ القدم . و إذا كنا نتحدث عن التقنية عند الرائع، فهي تظل مجرد خطة حيويّة للدفاع عن نفسه، كما أنها محكومة بمحددات غريزية، بينما ترتبط التقنية عند الإنسان بالعقل و الفكر مما يجعلها خطة للحياة؛ أي أنها استراتيجية هادفة و موجهة للسلوك البشري .
3- مفاهيم النص :
* خطة حيوية / خطة حياة :
خطة حياة
خطة حيوية
- الفكر / التأمل
- الهدف هو تنظيم الوجود الإنساني
- الإنسان
- الغريزة
- الهدف حيوي مرتبطة بالحفاظ على بقاء الجسم
- الرائع
← التقنية عند الحيوان مرتبطة بالغريزة فقط ، فهي مجرد عمليات و سلوكات غريزية يقوم بها الرائع من أجل المحافظة على و جوده الطبيعي .
أما عند الإنسان فالتقنية ترتبط بالفكر والعقل؛ فهي تلك التأملات والمخططات والاستراتيجيات الفكرية التي تقف وراء السلوكات البشرية وترسم لها غاياتها .
* التقنية / اللآلة :
يرى " شبنغلر " أن هدف التقنية ليس هو صنع الأدوات و الآلات في حد ذاتها . كما يرى أنه لاينبغي فهم التقنية من خلال وظيفة الأداة، بل ينبغي اعتبار التقنية خطة حياة؛ أي أنها تلك الأهداف و المخططات والاستراتيجيات التي تقف و راء صنع الآلات. وهذا يعني أن التقنية هي فكر و سلوك هادف و ليست مجرد موضوعات أو آلات خارجية .
4 حجاج النص :
للدفاع عن أطروحته القائلة بأن التقنية هي خطة حياة، استخدم صاحب النص مجموعة من الأساليب الحاجيات ارتكزت على الدحض و الإثبات و المقارنة :
أ- أسلوب الدحض :
* المؤشرات اللغوية الدالة عليه :
- علينا ألا ننطلق من .... ولا من المفهوم الخاطئ ...
- بل هي ...
- يظهر لنا الخطأ الثاني ....
- لا نفهم التقنية من خلال ...
- إن مايهم ليس هو ... ولا ... .
- فما يهم ليس ...
- ولا انطلاقا من ...
* مضمونه :
دحض صاحب النص تصورين اعتبرهما خاطئين للتقنية؛ الأول يعتبر أن هدف التقنية هو صنع الأدوات والآلات، والثاني يفهم التقنية من خلال الوظائف التي تقوم بها الآلات و كيفية استخدامها .
ب – أسلوب الإثبات :
* المؤشرات اللغوية الدالة عليه :
- إن التقنية ترجع في الواقع إلى ...
- وإذا أردنا أن ... فعلينا الانطلاق من ...
- إنها ...
- إن التقنية هي ...
- إن كل آلة ....
- كل و سائل نقلنا و لدت انطلاقا من ...
* مضمونه :
- التقنية تعود إلى أزمان غابرة .
- دلالة التقنية مرتبطة بالروح أو النفس، وهي ما يجعلها بالمعنى الدقيقة خاصية إنسانية .
- التقنية في مستواها الإنساني هي خطة حياة؛ أي أنها تلك المخططات الفكرية و التأملات التي تسبق صنع الآلات .
- التقنية ليست أدوات و موضوعات، بل هي أفكار تحدد أهدافا مرسومة سلفا لتلك الأدوات و الموضوعات .
- كل آلة هي نتاج لسيرورة من التأملات التي تسبق و جودها و تحدد أهدافها مسبقاٌ .
ج - أسلوب المقارنة :
* المقارنة بين نمط حياة الحيوان و نمط حياة النبات: و الغرض من ذلك هو إثبات أن التقنية تميز حياة الحيوان دون النبات؛ لأن الأول يفعل في الطبيعة و يمتلك استقلالا إزاءها، و هنا تظهر فاعلية الرائع، بينما لا يتمتع النبات بهذه الخاصية .
* المقارنة بين الإنسان و الحيوان : والغرض منها هو تمييز التقنية عند الإنسان عنها عند الحيوان؛ فهي عند الرائع مجرد خطة حيوية، أي سلوكات غريزية هدفها الحفاظ على بقاء النوع . أما عند الإنسان فتعتبر التقنية خطة للحياة، أي أنها مرتبطة بالفكر و قائمة على التأمل ورسم أهداف للسلوك البشري .
تحليل نص مارتن هيدغر : ما التقنية ؟
1- إشكال النص :
أين تكمن ماهية التقنية ؟
2- أطروحة النص :
لا تتحدد ماهية التقنية حسب هيدغر في اعتبارها أدوات و آلات ناتجة عن العلم، وعن سيطرة الإنسان باعتباره سيدا على الطبيعة، بل إن ماهية التقنية تكمن في اعتبارها نمط و جود إنساني لم يعد الإنسان يتحكم فيه، بل أصبح خاضعا للفكر التقني الذي يسعى إلى الكشف عن أسرار الطبيعة و استخراج مواردها .
3- مفاهيم النص :
* التقنية / العلم: العلم لا يؤسس التقنية، بل على العكس من ذلك إن جذوره توجد في جوهر التقنية .
* التقنية / الإنسان: لم يعد الإنسان حسب هيدغر كائنا حرا صانعا للأدوات و متحكما فيها و يسخرها لتحقيق غاياته. بل إن هذا البعد الغائي يختفي في التقنية في صورتها المعاصرة، ليحل محله البعد الآلي الذي أصبحت معه للتقنية منطقها الخاص الذي ينفلت من سيطرة الإنسان .
* التقنية / الحدوث/ الكون :
الحدوث هو كشف و مساءلة للطبيعة من أجل استخراج طاقاتها و مكنوناتها اعتمادا على نوع من القسر و التحريض و الاستثارة .
4- حجاج النص :
اعتمد هيدغر في عرض أطروحته على أسلوبي الإثبات والنفي :
أ- أسلوب الإثبات :
* المؤشرات اللغوية الداة عليه :
- إن تحديدي لماهية التقنية هو ...
- إنني أرى أن... وأن أمرا... وأن هذه العلاقة ...
- أرى في ماهية التقنية ...
ب- أسلوب النفي :
* المؤشرات اللغوية الدالة عليه :
- وليس العكس ...
- لا مجال للحديث عن ...
- لا يمكن أن يتم ذلك ...
* مضمون الأسلوبين :
- التقنية هي التي تؤسس العلم وليس العكس .
- الإنسان لا يتحكم في التقنية بل إنها تتجاوزه .
- التقنية هي كشف لأسرار الطبيعة وطاقاتها .
- لا يدين هيدغر التقنية ولا يرفضها، بل يريد فقط أن يعرف ماهيتها وحقيقتها
- ينفي هيدغر أن يتم فهم ماهية التقنية في إطار علاقة الذات بالموضوع؛ والذات هنا هي الإنسان، والموضوع هو التقنية. ومعنى النفي هنا هو أن التقنية لا تتحدد من خلال سيطرة الإنسان على الآلات التقنية وتسخيرها لغايات يرسمها بشكل حر، بل إن التقنية انفلتت من مراقبة الإنسان، وأصبح لها مسارها ومنطقها الخاص الذي يتجلى في الكشف عن الطاقات الموجودة في الطبيعة بشكل تراكمي ولامحدود .
خلاصة عامة للمحور :
يتعلق هذا المحور بإشكال رئيسي هو تحديد ماهية التقنية: فما هي التقنية ؟ و بأي معنى يمكن اعتبارها خاصية إنسانية ؟
في إطار الإجابة عن هذا الإشكال تعرفنا على أطروحتين متكاملتين : الأولى لشبنغلر و فيها يعتبر أن التقنية قديمة، و أنها تميز نمط حياة الحيوان عن نمط حياة النبات، إذ أن الأول يمارس فاعليته على الطبيعة في حين أن الثاني يستسلم لقوانينها. غير أن شبنغلر يميز بين التقنية عند الإنسان و اعتبارها خطة للحياة و ممارسة فكرية هادفة، بينما تظل التقنية عند الرائع مجرد خطة حيوية؛ أي نظام للسلوك مرتبط بمحددات غريزية .
أما الثانية فهي لهيدغرالذي يلتقي مع شبنغلر في التأكيد على أن التقنية ليست مجرد أدوات أو آلات، بل هي ذلك الفكر الذي يرتبط بالعلم و الذي أصبح يسيطر على الحياة الإنسانية، و الذي يتميز بسيرورة خاصة به هدفها الرئيسي هو استفزاز الطبيعة و تحريضها و إرغامها على البوح بأسرارها و طاقتها الخفية .
المحور الثاني: التقنية والعلم
إشكال المحور :
كيف تتحدد العلاقة بين العلم و التقنية ؟ و ما هي النتائج المترتبة عن هذه العلاقة على الحياة الإنسانية والطبيعية ؟
تحليل نص إدغار موران : التقنية-العلم كسيرورة
1- إشكال النص :
ماهي علاقة التقنية بالعلم ؟
و ما علاقتهما بالمجتمع ؟
2- أطروحة النص :
يبين إدغار موران أن التقنية و العلم و المجتمع يشكلون سيرورة دائرية، و أن بينهما علاقات متبادلة ومتداخلة. فالتجريب العلمي يؤدي إلى ابتكار آلات تقنية؛ و هذه الأخيرة تساهم بدورها في إجراء التجارب العلمية و تطويرها، و يرتبط كل هذا بالمصالح الإقتصادية و السياسية للمجتمع الذي يتدخل في سيرورة العلم – التقنية .
3- مفاهيم النص :
* العلم / التقنية : أية علاقة ؟
هناك علاقة تفاعل وتدا خل قويين بين العلم و التقنية، إذ يساهم كل منهما في إغناء الآخر و تطويره .
* العلم – التقنية و المجتمع : أية علاقة ؟
إن سيرورة العلم – التقنية سيرورة دائرية ترتبط بالأهداف الإقتصادية و السياسية للمجتمع .
4- حجاج النص :
اعتمد صاحب النص في عرضه لأفكاره على التحليل و التفسير و إعطاء الأمثلة .
- التحليل انصب على إبراز العلاقة الموجودة سواء بين التقنية و العلم أو بين التقنية و المجتمع .
- تقديم مثال يتعلق بملاحظة الجزيئات و التلسكوبات .
- الاعتماد على رسم خطاطة توضح السيرورة التفاعلية الدائرية بين العلم و التقنية و المجتمع و الدولة .
تحليل نص جلبيرهوتوا :
1- إشكال النص :
ماهي المبادىء التي ترتكز عليها استقلالية التقنية ؟ وما هي انعكاسات ذلك على مستوى ثقافة الإنسان وحضارته ؟
2- أطروحة النص :
إن للتقنية منطقها الخاص بها، والذي ينمو بشكل آلي وذاتي دون أن يخضع لأية غاية خارجية. وهذا ما أفقد الإنسان السيطرة على مسار التقنية، وجعل لها انعكاسات سلبية على الثقافة التقليدية والرمزية بحيث أدى إلى إخضاعها أو إعدامها .
3- أفكار النص :
- يبرز لنا صاحب النص أن للتطور التقني منطقه الذاتي، الداخلي و الآلي، والذي لا يخضع لأية غاية خارجية. و هذا خلافا لموقف إدغار موران الذي ربط بين التطور التقني و الأهداف السياسية والإقتصادية للمجتمع .
و يؤكد جلبير هوتوا على خضوع الإنسان للتقنية " بحيث أضحى البشر مجرد منفذين لهذا الأمر التقني الضروري " .
- لا يمكن في نظر هوتوا اعتبارالتقنية مجرد و سائل و آلات في خدمة الإنسان، بل أصبح الإنسان خاضعا للتقنية التي تتطور و فقا لنظام داخلي خاص بها .
- إن للتقنية و للقوانين العلمية طابع كوني، كلياني و أحادي البعد، و لذلك فهو كثيرا ما يمارس علاقة إخضاع و سيطرة و إعدام لثقافة المجتمعات .هكذا فالعلم و التقنية لا يشكلان حسب هوتوا ثقافة أصيلة .
- يعتبر صاحب النص أن التقنية لا تشكل ثقافة أصيلة لأنها عابرة و غير متجذرة في ثقافة و تاريخ المجتمعات.كما أنها أحادية البعد فهي تسيطر على الإنسان و لا تتيح له إمكانية الإبداع و الاختيار بين عدة ممكنات .
- هكذا فالثقافة الحقيقية حسب هوتوا هي الثقافة الرمزية و التقليدية المتجذرة في التاريخ، و الموجودة في جماعات مختلفة. أما التقنية فهي في نظره ضد الإنسانية نظرا لما تمارسه من تدمير و إخضاع و سيطرة على الثقافات المحلية .
تحليل نص موسكوفيتشي : عمل المهندس
1- إشكال النص :
كيف تتحدد علاقة العلم (الهندسة والحساب) بالعمل التقني؟
2- أطروحة النص :
أكد موسكوفتشي على العلاقة القوية بين العلم والتقنية، وذلك من خلال توضيحه كيف أن العمل التقني للمهندس يتطلب إلماما بالعلم الرياضي .
3- مفاهيم النص :
* المهندس/الحرفي أوالصانع :
إن عمل المهندس يرتكز على مبادىء علمية نظرية، بينما يرتكز عمل الحرفي أوالصانع على مجرد الخبرة أو الممارسة العملية .
* الرياضيات/التقنية: تسمح لنا المفاهيم الرياضية بمعرفة أوزان وأحجام وأشكال الآلات، كما تلعب دورا مهما في الرسم والتصميم والدراسة المتعلقة بالتطبيق التقني. 4- حجاج النص: استخدم صاحب النص مجموعة من الآليات الحجاجية لتدعيم أطروحته: أ- آلية العرض والإثبات :
* المؤشرات اللغوية الدالة عليها :
- لم يعد بمقدورنا... إذا لم ...
- ... بل يتعلق الأمر ...
- لقد أصبح من الضروري ...
-... يظهر أن تملك مفاهيم الرياضيات هو الذي ...
- لقد أصبحت وظيفة الرياضيات معترفا بها ...
- وهكذا نجد الرياضيات ...
- عندما يتعلق الأمر... يكون من الضروري ...
* مضمونها :
- لحل الكثير من المشاكل التي واجهت الحرفيين والصناع، يكون من الضروري على المهندس أن يكون قادرا على استخدام الآلات والتقنيات الميكامشكوور يا مدعية .
- التأكيد على الارتباط القوي بين العلم (الهندسة والرياضيات) والتقنية (الرسومات والخطاطات والبناءات)، ذلك أن الرياضايات تمكن من تكميم الوقائع الحسية مما يجعل إنجازها أكثر صحة ودقة .
- للرفع من أداء الآلات، لا بد من معرفة أوزانها وأحجامها وأشكالها. وهذا يبين العلاقة الوطيدة التي تربط التقنية بالرياضيات؛ إذ أن المعرفة بمفاهيم وقواعد هذه الأخيرة أصبح سمة مميزة للممارسين للتقنية الجديدة .
- الاعتراف بوظيفة الرياضيات في تقدم التقنية المعاصرة. فقد أضحت الرياضيات تخترق مهارة المهندس وتشكل عنصرا مكونا لمعرفته بمختلف التقنيات التي تتطلبها ممارسته على أرض الواقع .
- تمكن الرياضيات من إجراء التجارب والفحوص القبلية الضرورية لبناء منشىء أو إصلاحه، أو لحل بعض المشاكل التقنية .
ب- أسلوب الاستشهاد :
لتأكيد دور الرياضيات والهندسة في العمل التقني ، استشهد موسكوفيتشي بأعمال ليوناردو دافينشي في هذا الإطار؛ حيث لجأ هذا الأخير إلى الهندسة لتصميم العجلة المسننة والتروس المخروطة واللولبية... كما لجأ إلى الرياضيات في أبحاثه في الطاقة الهوائية. كما تمكن انطلاقا من قياس أجنحة الوطواط ، من قياس كم الهواء القادر على حمل وزن محدد .
← هكذا بين موسكوفيتشي انطلاقا من هذه الآليات الحجاجية، أن الممارسة التقنية لعمل المهندس تتطلب إلماما بالعلم الرياضي. من هنا يمكن اعتبار العلم مؤسسا للعمل التقني .
المحورالثالث: نتائج تطور التقنية
إشكال المحور :
ما نتائج تطور التقنية على وجود الإنسان ؟
ولمذا تحولت إلى قوة مسيطرة على مصيره ؟
تحليل نص ديكارت : السيطرة على الطبيعة
1- إشكال النص :
ما هي نتائج علم الطبيعة على الوجودين الطبيعي و الإنساني ؟ و كيف يجعلنا العلم سادة و مالكين للطبيعة؟
2- أطروحة النص :
- إن موقف ديكارت من الفلسفة التأملية النظرية هو موقف تجاوز و قطيعة و رفض، لأنها في نظره فلسفة عقيمة وجوفاء، و لا تنتج عنها أية منافع ملموسة على المستوى العملي .
- لقد كان لازما على ديكارت الإفصاح عن مبادئ العلم الطبيعي، لأنه اختبر نجاعتها على مستوى حل العديد من المعضلات، و تبين له أنها تؤدي إلى تحقيق منافع كثيرة للناس، و هو ما يجعلها تختلف عن المبادئ التي ترتكز عليها الفلسفة السكولائية التي كانت سائدة في القرون الوسطى .
- إن الفلسفة العملية المرتبطة بالعلم الطبيعي تمكننا من فهم و معرفة القوانين التي تتحكم في الظواهر، وهي خطوة أساسية للسيطرة عليها و تحويلها إلى منتوجات صناعية وثقافية يستفيد منها الإنسان .
← هكذا تكمن أطروحة ديكارت في القول بأن العلم الطبيعية يمكننا من معرفة القوانين التي تخضع لها الظواهر الطبيعية، و هو الأمر الذي يجعل الإنسان يحول الطبيعة لخدمته فيصبح مالكا لها و سيدا عليها .
3- مفاهيم النص :
* الفلسفة العملية / علم الطبيعة: أية علاقة ؟
علم الطبيعة يضع المبادئ النظرية و القوانين التي تحكم الظواهر الطبيعية، أما الفلسفة العملية فهي التطبيق الواقعي و الترجمة الفعلية لتلك المبادئ، عن طريق تحويل الطبيعة و تسخيرها لخدمة مصالح الإنسان . * معرفة القوانين والسيطرة على الطبيعة: أية علاقة ؟
إن معرفة القوانين التي تخضع لها الظواهر الطبيعية تؤدي إلى معرفة مكوناتها والعلاقات القائمة بينها، وهو الأمر الذي يسمح باستغلالها واستخدامها لتحقيق أغراض ومصالح الإنسان. هكذا تمكن هذه المعرفة الإنسان من أن يصبح سيدا على الطبيعة ومالكا لها .
4- حجاج النص :
استخدم صاحب النص مجموعة من الآليات الحجاجية من أجل الدفاع عن أطروحته :
أ - آلية الدحض :
* المؤشرات اللغوية الدالة عليه :
- … و مبلغ اختلافها عن المبادئ التي استخدمت إلى الآن ...
- ... و أنه يمكننا أن نجد بدلا من هذه الفلسفة النظرية … فلسفة عملية ...
* مضمونه :
يدحض ديكارت الفلسفة التأملية النظرية التي كانت سائدة في القرون السابقة، لأنها فلسفة عقيمة، و غير اختبارية، و غير مفيدة، و لا تؤدي إلى السيطرة على الطبيعة .
ب- حجة المنفعة: * المؤشرات اللغوية الدالة عليها :
- ... وأنا أبدأ باختبارها في مختلف المعضلات الجزئية ...
-... لأن هذه المبادىء أبانت لي أنه يمكننا الوصول إلى معارف عظيمة النفع في الحياة ...
-... اختراع عدد لا نهاية له من الصنائع التي تجعل المرء يتمتع من دون أي جهد بثمرات الأرض... الغرض الرئيسي منه أيضا حفظ الصحة ...
* مضمونه :
دافع ديكارت عن علم الطبيعة، وعن الفلسفة العملية المرتبطة به، لأنهما أثبتا فائدتهما على مستوى الواقع الفعلي، وحققا للإنسان عدة منافع؛ كاختراع التقنيات، والتمتع بخيرات الأرض، وتوفير أسباب الراحة، وحفظ الصحة .
ج- آلية المثال :
لتبيان فائدة العلم الطبيعي، اعتمد صاحب النص على إعطاء مجموعة من الأمثلة من الظواهر الطبيعية : النار، الماء، الهواء، الكواكب، السموات ... و الغرض من ذلك هو توضيح أن معرفة مكوناتها و القوانين المتحكمة فيها، يؤدي إلى السيطرة عليها و تسخيرها لخدمة مصالح الإنسان .
تحليل نص مشيل سير : ضرورة التحكم في التحكم
1- إشكال النص :
ماهي نتائج تحكم التقنية و العلم الحديث في الطبيعة على مستوى الوجودين الطبيعي و البشري ؟ و كيف ينبغي التحكم في هذا التحكم ؟
2- أطروحة النص :
لقد أدى العلم الحديث إلى التحكم المفرط في الطبيعة، مما أدى إلى ممارسة العنف عليها، و تهديد حياة الإنسان، و تكبيده خسائر فادحة. هكذا يتحتم حسب مشيل سير ضرورة التحكم في هذا التحكم الأول، وذلك عن طريق تقنين و عقلنة سيطرتنا على الطبيعة .
3- مفاهيم النص :
[ التحكم / التملك، العلم و الصناعة ] .
* دلالة التحكم و التملك: إن العلم النظري يمكن الإنسان من فهم و معرفة القوانين المتحكم في الظواهر الطبيعية، كما يمكن من ابتكار تقنيات تساعد الإنسان على التحكم في الطبيعة و تسخيرها لخدمة أغراضه و مصالحه .
* العلم / الصناعة : أية علاقة ؟
يبرز لنا النص نوعا من التحالف المشترك بين المشروع الصناعي و العلم، و هو التحالف الذي أدى إلى تهديد حياة الطبيعة و الإنسان .
* التحكم في التحكم: التحكم الأول هو التحكم الذي نادى به ديكارت مع فجر العصر الحديث، والذي يكون هدفه هو السيطرة على الطبيعة وتملكها إلى أقصى الحدود، وهو ما أدى إلى ممارسة الدمار والعنف عليها وعلى الإنسان. لذلك يدعو ميشيل سير في هذا النص إلى تحكم ثاني، يكون هدفه هو التحكم في التقنية والعلم عن طريق تقنينهما وتوجيههما نحو تحقيق ما هو إيجابي ومفيد بالنسبة للطبيعة والإنسان. 4- حجاج النص :
اعتمد ميشيل سير في صياغته لأطروحته القائلة بضرورة إعادة النظر في علاقة الإنسان بالطبيعة، وذلك من خلال إحداث تحكم جديد في التحكم العلمي والتقني الحالي، على مجموعة من الآليات الحجاجية :
أ- آلية العرض :
* المؤشرات اللغوية الدالة عليه :
- هذا هو شعار ديكارت ...
- هذه هي الفلسفة المشتركة ...
* مضمونه: يعرض صاحب النص للشعار الذي رفعه ديكارت في فجر العلم الحديث، والمتمثل في الدعوة إلى بذل أقصى الجهود من أجل استخدام العلم والتقنية للسيطرة على الطبيعة وامتلاك طاقاتها ومواردها .
ب- آلية النقد :
* المؤشرات اللغوية الدالة عليه :
- إن التحكم الديكارتي يؤسس العنف ...
- إن علاقتنا الأساسية بموضوع العالم أضحت تتلخص في الحرب ...
- إن تحكمنا لم يعد منضبطا ولا مقننا، ويتجاوز هدفه، بل أصبح ضد الإنتاج .
لقد انقلب التحكم الخالص على نفسه . -
إن التحكم لا يدوم طويلا... فيتحول إلى عبودية . -
كما أن الملكية... تنتهي إلى الهدم . -
* مضمونه :
لقد أدى التحكم الديكارتي إلى ممارسة العنف على الطبيعة، لأنه تحكم غير مقنن، فهو يلحق أضرارا بالغة على الطبيعة والإنسان مادام أن هدفه هو الإنتاج. إن تحكما كهذا يؤدي إلى نتائج معكوسة، فيجعل الإنسان في موقع الضعف والعبودية إزاء الطبيعة بدل أن يكون في موقع القوة والسيادة، وذلك بسبب تدميره للبيئة الطبيعية التي لا يمكن للإنسان الاستغناء عليها في حياته. ج- آلية المقارنة :
استخدم صاحب النص مقارنتين :
+ الأولى: تمثلت في إقامة نوع من المساواة بين الخسائر التي أدى إليها التحكم التقني للطبيعة والذي بدأ مع ديكارت، وبين الخسائر التي يمكن أن تخلفها حرب عالمية وراءها .
+ الثانية: تمثلت في المقارنة بين العلاقة بين الإنسان والطبيعة في القديم وفي الحديث، وذلك بإقامة نوع من التشابه بين العلاقتين؛ ففي القديم كان الإنسان خاضعا للطبيعة وفي حاجة ماسة إليها لتلبية ضرورياته البيولوجية، أما اليوم فيمكن الحديث عن خضوع من نوع ثاني للإنسان تجاه الطبيعة حيث أصبح ضعيفا أمامها وتهدده وتتملكه، وذلك بسبب إفراطه في التحكم فيها بواسطة العلم والتقنية
- فراسبيتوعضو محترف
- رقم العضوية : 3079
الجنس : عدد المساهمات : 7200 نقاط التميز : 10794 تقييم العضو : 40 التسجيل : 28/01/2010 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة الجمعة فبراير 26, 2010 5:25 pm
- فراسبيتوعضو محترف
- رقم العضوية : 3079
الجنس : عدد المساهمات : 7200 نقاط التميز : 10794 تقييم العضو : 40 التسجيل : 28/01/2010 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة الجمعة فبراير 26, 2010 10:10 pm
- جزائرية و اعتزعضو فعال
- الجنس : عدد المساهمات : 881 نقاط التميز : 1281 تقييم العضو : 7 التسجيل : 14/08/2010 العمر : 33 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة الأربعاء أغسطس 25, 2010 3:47 pm
شكرا جزيلا لك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى