الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
بحثت في قاموس الزمن العربي الأخرس، فعثرت على قصيدة غطتها أكداس الركام..حاورت عيني زهرة تائهة، كي أنفض الغبارعن زمن ولّى ومجد ضاع، فاستصرختني هائمة بحبّنا، تهوى السواد العربي لكنها لاتقوى على الإفصاح..
آه غرناطة ياوجعي العربي حين يرفض الفرنجة إتاحة لقائنا العربي، في غياب عبد الرحمان الداخل..
بكيت في ذكرك يا حبيبتي ، وما بقي الغرام غرام.. كفكفت دموع العشق الذي ولّى، فوجدت نزار قباني على أبواب ذاكرتي المشتتة، هذه غرناطة الحب، وكم يحلو الزمان في ذكرها ، فما أنت قائل فيها أيها السفير؟؟؟
غـرنـاطـة
في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
ما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في جحريهما
تتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد
هل أنت إسبانـية؟ ساءلـتها
قالت: وفي غـرناطة ميلادي
غرناطة؟ وصحت قرون سبعة
في تينـك العينين.. بعد رقاد
وأمـية راياتـها مرفوعـة
وجيـادها موصـولة بجيـاد
ما أغرب التاريخ كيف أعادني
لحفيـدة سـمراء من أحفادي
وجه دمشـقي رأيت خـلاله
أجفان بلقيس وجيـد سعـاد
ورأيت منـزلنا القديم وحجرة
كانـت بها أمي تمد وسـادي
واليـاسمينة رصعـت بنجومها
والبركـة الذهبيـة الإنشـاد
ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينها
في شعـرك المنساب ..نهر سواد
في وجهك العربي، في الثغر الذي
ما زال مختـزناً شمـوس بلادي
في طيب "جنات العريف" ومائها
في الفل، في الريحـان، في الكباد
سارت معي.. والشعر يلهث خلفها
كسنابـل تركـت بغيـر حصاد
يتألـق القـرط الطـويل بجيدها
مثـل الشموع بليلـة الميـلاد..
ومـشيت مثل الطفل خلف دليلتي
وورائي التاريـخ كـوم رمـاد
الزخـرفات.. أكاد أسمع نبـضها
والزركشات على السقوف تنادي
قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودنا
فاقـرأ على جـدرانها أمجـادي
أمجادها؟ ومسحت جرحاً نـازفاً
ومسحت جرحاً ثانيـاً بفـؤادي
يا ليت وارثتي الجمـيلة أدركـت
أن الـذين عـنتـهم أجـدادي
عانـقت فيهـا عنـدما ودعتها
رجلاً يسمـى "طـارق بن زياد"
خالص ودّي واحترامي.
