بالوصول إلى القاهرة، في ساعة متأخرة من مساء الأحد 3-1-2010، للاحتفال
بمولد "أبو حصيرة" وسط رفض من أهالي محافظة البحيرة ونشطاء سياسيين، فيما
وضعت السلطات المصرية خطة تأمين موسعة لموقع الاحتفال، وشددت من كثافته
الأمنية خشية حدوث اعتداءات من قبل المواطنين المصريين.
ويقع ضريح "أبو حصيرة" بقرية دميتوة بمحافظة البحيرة في دلتا مصر. وقال
مواطنون من سكان محافظة البحيرة لـ"العربية.نت" إنهم "لن يسمحوا بهذا
الاحتفال، ولا يوجد شخص يسمى أبو حصيرة".
تحرك المواطنين وهدد المواطنون في "البحيرة" بإفشال المولد حال إصرار السلطات المصرية على إقامته، خاصة بعد وصول المئات منهم إلى مطار القاهرة مساء أمس، رغم وجود حكمين من القضاء الإداري، صدر الأول في العام 2001 بوقف الاحتفال بالمولد، والثاني حكم محكمة المحكمة الإدارية العليا في 5 يناير 2004 يمنع الاحتفالات بشكل نهائي. ووصل أمس (الأحد) 44 إسرائيليا على متن رحلة "إير سينا"، بينما وصل أكثر من 250 على طائرتين خاصتين لشركة "العال" الإسرائيلية، حيث تم تأمين وصول الإسرائيليين من مطار القاهرة وحتى مقر أبو حصيرة بقرية دميتوه التابعة لمدينة دمنهور. وكانت السلطات المصرية قررت العام الماضي عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، منع اليهود من إقامة الاحتفال بمولد أبو حصيرة لدواع أمنية. وزار مساء أمس الأحد وفد من القنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية قرية دمتيوه، وضريح أبو حصيرة، للاطلاع على استعدادات الاحتفال، فيما أعلنت القوى الوطنية بالبحيرة تنظيم وقفة احتجاجية غدا الثلاثاء أمام كوبري أبو الريش المؤدي لطريق القرية. وخلال اليومين الماضيين، وضعت الداخلية المصرية خطة تأمين للوفود الإسرائيلية وذلك من خلال متابعة خط سير الوفود من محطة الوصول، سواء من مطار القاهرة أو الإسكندرية بسيارات الشرطة، ووضع جنود الأمن المركزي على مداخل مدن وقرى محافظة البحيرة، وإغلاق المحال التجارية والمقاهي، وفرض حظر تجول على سكان القرية. وفي إطار الإجراءات الأمنية ذاتها تم إغلاق الطريق بين عزبة سعد ودمتيوه، لأنه يمر بجوار مقبرة أبو حصيرة. |
قصة أبو حصيرة ومنذ أكثر من 25 عاماً، يتوافد إسرائيليون على المكان في نهاية شهر ديسمبر والعشر الأوئل من شهر يناير من كل عام للاحتفال بمولد حاخام يدعى "أبو حصيرة"، حيث يتوافدون إلى دمتيوه. وعقب توقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، عام 1978، طلبت إسرائيل رسميًا من الحكومة المصرية تنظيم رحلات دينية للاحتفال بمولد الحاخام الذي يعتبره الإسرائيليون "رجل البركات"، وهي احتفالات تستمر قرابة 15 يوماً من كل عام. وتزايد عدد الإسرائيليين المحتفلين اطراداً، حتى بلغ عددهم قبل عامين من بداية انتفاضة الأقصى قرابة أربعة آلاف. ويبدأ الاحتفال غالباً، من يوم 26 ديسمبر فوق رأس أبي حصيرة، حيث يُقام مزاد على مفتاح مقبرته، تليها عمليات شرب الخمور أو سكبها فوق المقبرة، وذبح تضحيات غالباً ما تكون خرافًا أو خنازير، والرقص على بعض الأنغام اليهودية بعد أن يشقوا ملابسهم، وذكر بعض الأدعية والتوسلات توصل إلى البكاء بحرقة أمام القبر، وضرب الرؤوس في جدار المبكى للتبرك وطلب الحاجات. وشهدت المقبرة بعض التوسعات مع تزايد عدد القادمين، وتمت كسوة الضريح بالرخام، والرسوم اليهودية، لا سيما عند المدخل، ثم بدأ ضم بعض الأراضي المحيطة، وبناء سور، ثم قيام منشآت أشبه بالاستراحات، وهي عبارة عن غرف مجهزة. |