شرعت الجالية الجزائرية بمصر في التحضير للقاء الكروي الحاسم بين منتخبي
مصر والجزائر بكل حماس وشوق، إذ لم يعد حديثهم بالشارع المصري سوى عن لقاء
14 نوفمبر.
لا صوت يصدر بين الجزائريين المقيمين بمصر سوى عن
المباراة وهي تتقلب بين ناري التعاطف مع المنتخب الجزائري والحماسة
الشديدة للمصريين التي يخشى أن يكونوا ضحاياها.
ويبدو أن أعضاء
الجالية لم يطيقوا صبرا مع توالي الأيام واقتراب الموعد الحاسم، وشرعوا في
محاولة تكسير الجمود من خلال التحرك في الأيام الأخيرة عبر شوارع العاصمة
القاهرة ترقبا للحدث.
ويعيش العشرات من الطلاب ورجال الأعمال الجزائريين على توقيت مباراة 14 نوفمبر منتظرين وصول المنتخب الجزائري.
نور الدين ينتظر بشغف يوم المباراة
نور
الدين خليفي أحد الجزائريين المتلهفين لمشاهدة مباراة الخضر، تحدث للشروق
قائلا "أتوق كثيرا لمشاهدة اللقاء، لم أعد أتحمل كثيرا وأوّد أن أصحو على
يوم المباراة وتأهل المنتخب الجزائري".
ونور الدين صاحب مكتب للخدمات
في القاهرة، كثير الاحتكاك بالمصريين ولم يعد حديثه هذه الأيام سوى عن
"الخضر"، موضحا في دردشته مع صحفي الشروق بهذا الخصوص:"أتحدث يوميا
للأشقاء المصريين يتوعدوننا بالخسارة والتأهل على حسابنا، لكن في كل مرة
أسعى إلى الحط من معنوياتهم ..فنحن في المرتبة الأولى".
ويقول محدثنا الذي زرناه بالمهندسين (أرقى الأحياء المصرية) أن الفرحة لن تسعه في حال تمكن منتخبنا الجزائري من الوصول للمونديال.
مباراة "البليدة" أثلجت الصدور..والاحتفالات إلى الفجر
ويعود نور الدين بذاكرته إلى مباراة الذهاب شهر جوان الماضي، حينما تمكن
أشبال سعدان من الفوز بثلاثية على نظيره المصري، حينها كانت الفرحة
لاتسعنا كلنا بالقاهرة، واحتفلنا بطريقة رائعة إلى غاية ساعات الفجر.
"اتفقنا
على مشاهدة المباراة في بيت زميلنا علي رفقة 15 فردا من أعضاء الجالية،
كنا في الوهلة الأولى نفكر في إقامتها بأحد المقاهي، لكننا فكرنا مليا
وقررنا تفادي استفزاز الطرف المصري" قال ابن الجزائر.
ويضيف "كانت
أصواتنا تتعالى وتهلل طربا بكل هدف كان يدخل شباك الحارس الحضري، ومع
نهاية اللقاء خرجنا في موكب احتفالي نجوب شوارع القاهرة".
ويؤكد محدثنا بأن الاحتفالات دامت إلى غاية الساعات الأولى من الفجر، أسوة بما كانت تعيشه الجزائر من أفراح.
ننتظر بشوق مباراة السبت وسنكرر الاحتفال
مباراة
الذهاب انتهت ولكن الجالية الجزائرية بقيت تتوق لما هو آت، فموعد مباراة
الإياب ستحدد المتأهل للمونديال، وتتأهب الجالية الجزائرية للحدث بشكل
لافت من خلال مجموعة من اللقاءات الدورية لمناقشة أهم سبل للتشجيع الأمثل
للخضر.
ويقول نور الدين "شرعنا في التحضير للمباراة منذ الشهر الماضي،
نلتقي يوميا في المقاهي للحديث عن هذه المباراة، أما الآن فقد حان وقت
تحضير الاحتفال الذي يليق بالحدث، من خلال التعبئة التي نقوم بها بين
أفراد جاليتنا المشكلة في غالبيتها من الطلبة".
يومياتهم "الجزائر" وأمانيهم "المونديال"
تعوّد
أفراد الجالية في مصر في مثل هذه التظاهرات أو غيرها بالاتصال والتنسيق
فيما بينهم، من خلال الذهاب إلى الملعب لمشاهدة المباراة وتشجيع الأندية
الجزائرية أو الاكتفاء بالذهاب إلى منزل أحدهم لمشاهدة المباراة في
التلفزيون بصفة جماعية والتعبير عن مشاعرهم.
ويقول علي، مهندس في
الإعلام الآلي ومقيم بمصر منذ خمس سنوات، "غالبا ما يتم الاتصال بالسفارة
الجزائرية التي تؤجر حافلات خاصة، حتى يتم تأطير الأنصار الجزائريين
وتخصيص مكان لهم في الملعب، لتجنب الاحتكاك المباشر الذي قد يؤدي إلى
مشاحنات".
ويتجلى هذا الحماس أكثر في هبة الجميع وإصرارهم على الإسهام
في بعث الثقة وترسيخ الإرادة لدى المنتخب الوطني، لتخطي هذه المرحلة،
والصعود إلى نهائيات كأس العالم".
دروس "جزائرية" لطلبة الجامعة المصرية
وتتشكل
غالبية الجالية الجزائرية بالقاهرة من طلبة معهد البحوث التابع لجامعة
الدول العربية وقد بادرت الجالية الجزائرية المقيمة بمصر على قلة عددها
حوالي 3000 شخص، إلى التحرك والتواصل بين أعضائها أملا في خلق أجواء
حماسية لتشجيع ومناصرة المنتخب الوطني.
وبدأت بوادر هذه التحضيرات
تتجلى بوضوح عقب لقاء الجزائر مع زامبيا، وأيضا زيادة تحمس الجمهور المصري
وتفاعله مع الحدث خاصة في صفوف طلبة هذا المعهد.
ورافقت الشروق مجموعة
من هؤلاء من مقر إقامتهم بالمعادي في جولة إلى مختلف شوارع العاصمة
المصرية، وهم يجوبون شوارعها بسيارة تزدان بالرايات الوطنية وكلهم فخر
واعتزاز بالانتماء للوطن.
ويقول صالح سرايش القادم من بلدية معاضيد من
ولاية المسيلة إنه لن يفوّت فرصة وجود المنتخب الجزائري لمساندته مثلما
فعلها من قبل مع باقي الأندية الجزائرية أثناء تواجدها بمصر.
التذاكر معضلة..وسنحصل على التذاكر بأي طريقة
أما
حسين بوصالح والذي تنحدر أصوله من الأخضرية بولاية البويرة فيرى من خلال
حديثه للشروق أن المشكلة الكبيرة التي تلاحقهم هي عدم توفر التذاكر وسط
سيطرة على حالة من التيهان.
ويضيف أن التذاكر المخصصة للجزائريين تذهب
كلها إلى الجزائر، وتبقى نسبة قليلة منها لدى مصالح السفارة، وهي كمية لا
تكفي لكل الراغبين في دخول الملعب والجلوس في المربع المخصص للجزائريين
بالنظر إلى لون التذكرة.
ويبحث أعضاء الجالية يوميا عن أخبار التذاكر
وكيفية الحصول عليها من خلال توافدهم المستمر على السفارة الجزائرية
بالقاهرة بشارع البرازيل في أحد أرقى أحياء الزمالك.
وتبذل مجموعة
الطلبة الجزائريين المقيمين هنا بالقاهرة مساع حثيثة للحصول على التذكرة
التي تخوّل لهم حضور مباراة "العمر" على حد قولهم.
مستعدون لدفع 1000 جنيه لمساندة "الخضر"
ويتفق
الطالبان نجم الدين سواحي وحسان زارع القادمين من تبسة على أن مباراة بمثل
هذه الأهمية تجعلك تستدين قسطا من المال لحضورها، وفعل أي شيء لأنها فرصة
لن تتكرر.
ويتحدث زارع لموفد الشروق "علاقتنا جيدة مع الشعب المصري منذ
القدم رغم أن البعض يحاول تشويهها، واحتكاكنا بهم زاد من حبنا إليهم، لكن
لكرة القدم أحكام، والمباراة هامة وفاصلة للتأهل للمونديال ولابد من
الوقوف إلى جانب منتخبنا مهما كانت الظروف".
ليقاطعه زميله سواحي "لا
يمكن أن أتصور نفسي أشاهد المباراة من التلفاز هذا أمر غير مقبول إطلاقا
ولا أحاول التفكير فيه البتة، ربما أنا محظوظ لوجودي بالقاهرة وتزامن ذلك
مع هذه المباراة، إنه لقاء تاريخي ولا يمكن تضييع هذه الفرصة."
ويضيف
"لحد الآن لم نتحصل على معلومات وافية حول المكان الذي ستباع فيه التذاكر،
ورغم أننا لا نملك دخلا إلا أننا مستعدون لشراء تذكرة اللقاء بألف
جنية(مليون ونصف مليون سنتيم).
رايات الجزائر وأقمصة الخضر في كل "حتة"
ويتأهب
الجزائريون للمباراة بطرق خاصة، تبدأ بتحميل الأغاني الحماسية والتي تمجد
المنتخب الوطني وتشحذ الهمم من المواقع الالكترونية، ليرتفع الإيقاع في
الشقق التي يقيمون بها أو في السيارات التي يمتطونها.
وعلى إيقاع "وان
تو ثري" و"معاك يا الخضراء" ... وغيرها من الأغاني يستقبلك طلبة بمعهد
البحوث في شقتهم بحدائق المعادي وهوحي شعبي يقطنه الكثير من الطلبة
الأجانب، ويحدثونك بكل اعتزاز عن جو التحضيرات وقالوا "لم ننتظر اقتراب
موعد اللقاء في 14 نوفمبر القادم لتهيئة أنفسنا لتشجيع ومؤازرة الفريق
الوطني".
ولا تخلو شقة أي طالب جزائري من الراية الوطنية وقميص المنتخب
الوطني، بل هناك من يملك قبعات والكثير من الأغراض التي تحمل ألوان العلم
الوطني فخرا واعتزازا بانتمائهم للجزائر، ورغبة في الوقوف إلى جانب أشبال
سعدان.
أقمصة جزائرية بـ50 جنيها والطلب متزايد
ونشطت في
الأيام القليلة الماضية حركة من أفراد الجالية والمقيمين في القاهرة من
أجل توفير أكبر عدد من الرايات الوطنية، بل إن هناك سيدة جزائرية متزوجة
بمصري تعمل على إنجاز أكبر عدد ممكن من الأعلام بهدف منحها للأنصار
الجزائريين مثلما أبلغنا به سيد علي.
ويتحدث سيد علي الملقب بـ"بوكي"
في أوساط الجالية الجزائرية عن فكرة تجهيز عدد من الأقمصة التي تحمل
شعارات جزائرية، موضحا بأن شركات النسيج والخياطة مستعدة لإنتاج أقمصة أو
أوشحة تحمل اسم الجزائر مقابل قيمة مالية تتراوح مابين 50 و 75 جنيه ( بين
750 دينار و1200 دينار جزائري).
الجمهور الجزائري في زيارة للأهلي المصري
وتشهد
شوارع القاهرة قبل خمسة أيام من المواجهة المرتقبة تحديات جزائرية مصرية،
فلطالما يؤشر المصريون إلى أنهم سيفوزون بالمباراة وسيحسمون تأشيرة التأهل
لصالحه، لكن الجالية الجزائرية ركبت الموجة وأضحت ترد على المصريين في
أجواء ودية وأخوية "مين حيكسب؟ الجزائر" بعيدا عن التعصب.
ورغم بعض
الاستفزازات التي تحدث هنا أو هناك إلا أن الجو العام في القاهرة يؤكد بأن
حالة الاحتقان التي ترددها دكاكين الفتنة وبعض الأبواق الإعلامية ليس لها
مكان في قلوب الشعب المصري، الذي لا يكن أي حقد تجاه الجزائريين، وهي
رسالة أصر أفراد الجالية الجزائرية على نقلها لكل الجزائريين عبر الشروق.
وكان
عدد من الأنصار الجزائريين قد قاموا أمس بزيارة إلى مقر الأهلي الفريق
المصري والذي يحظى بشعبية جارفة في الجزائر، وناقشوا موضوع المباراة في
حديث ودي يؤكد عمق العلاقة التاريخية والترابط بينهما في قاسم مشترك وهو
فريق الأهلي، النادي المصري الوحيد الذي يضم في صفوفه لاعب جزائري (امير
سعيود)، وربما ستكون المباراة الودية المقبلة للأهلي الأربعاء القادم فرصة
مواتية للجماهير الجزائرية التي بدأت تتوافد لمشاهدة سعيود وفريق القرن
الأهلي.
- أنصار "الخضر" يحطمون مكتب مبيعات مصر للطيران مصر تشكل "خلية أزمة" لمتابعة أوضاع مواطنيها في الجزائر
- غلق للمعابر البرية بين مصر وليبيا لسد الطريق أمام الجزائريين مصر تكبل أنصار "الخضر" وتبحث عن متفرجين يوم 14 نوفمبر
- كواليس كأس إفريقيا "الفراعنة مستعدون لمواجهة الخضر في أنغولا"
- خبراء: قرصنة "الشروق أون لاين" عمل استخباري "مصرائيلي"
- قناة "مودرن سبورت" على لسان مدحت شلبي في تصعيد جد خطيرلاعبو "الخضر" يفتقدون للإيمان".. وإهانة على المباشر لبوتفليقة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى