تركت له العنان فصال وجال قلمي على تلك الورقة البيضاء كأنه فارس على جواد في أرض المعركة ويالها من معركة عاتية ضروس . أنتهت المعركة وقلمي ما زال يناضل وحيدا فريدا وقد سئم الحياة هو أيضا فنضاله لا يأتي الا بشق الأنفس الا بالذل والهوان فيجب عليه أن ينكس رأسه ويرفع عقيرته الى الأعلى لكي يوصل للآخرين ما يريد صاحبه لا ما يريده هو فهو مسلوب الأراده وعبدا لصاحبه .
مسكين أنت أيه القلم فتارة نعتصر ضلوعك وتارة أخرى نفترسك بأنيابنا كأننا نثأر منك وأحيانا اخرى نكسر ظهرك ونرمي بك على قارعة الطريق أو حاوية القمامة . وذلك القلم المسكين يصرخ بأعلى صوته ويستغيث ويقول لماذا الغدر يا أصحابي الم أكن لكم الصديق الوفي الذي يكتم أسراركم الم اسهر معكم الليالي الطوال وأنتم تنكسون رأسي الى أن أصلع ذلك الرأس الخاوي وأندثر وأقول خاوي لأنها مشاعركم وكلماتكم وليس لي ذنب سوى أنني القلم الذي تستغلونه لمصالحكم . تنفستم زمنا طويلا وكتمتم أنفاسي . من أصبح فارس ومن أصبح معشوق العذارى ومن .... ومن ..... وأنا الوسيلة . ولنا لقاء أحبتي . فأنا قلمكم الوفي ورمز الوفاء والأخلاص .