استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

الطب النبــوي Empty الطب النبــوي

admin
admin
المدير العام
المدير العام
رقم العضوية : 1
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 3049 نقاط التميز : 7194 تقييم العضو : 87 التسجيل : 05/08/2009
https://hammam24.ahlamontada.net
تمت المشاركة الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 1:04 am
المرض : نوعان : مرض القلوب ، ومرض الأبدان ، وهما مذكوران في القرآن .

ومرض
القلوب : نوعان : مرض شبهة وشك ، ومرض شهوة وغي ، وكلاهما في القرآن . قال
تعالى في مرض الشبهة : " في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا " [ البقرة : 110
] وقال تعالى : " وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله
بهذا مثلا " [ المدثر : 31 ] وقال تعالى في حق من دعي إلى تحكيم القرآن
والسنة ، فأبى وأعرض : " وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق
منهم معرضون * وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين * أفي قلوبهم مرض أم
ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون " [
النور : 48 و 49 ] فهذا مرض الشبهات والشكوك .

وأما مرض الشهوات ،
فقال تعالى : " يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن
بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض " [ الأحزاب : 32 ] . فهذا مرض شهوة الزنى
، والله أعلم .





فصل

وأما مرض الأبدان ،
فقال تعالى : " ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج
" [ النور : 61 ] ، وذكر مرض البدن في الحج والصوم والوضوء لسر بديع يبين
لك عظمة القرآن ، والإستغناء به لمن فهمه وعقله عن سواه ، وذلك أن قواعد
طب الأبدان ثلاثة : حفظ الصحة ، والحمية عن المؤذي ، واستفراغ المواد
الفاسدة ، فذكر سبحانه هذه الأصول الثلاثة في هذه المواضع الثلاثة .

فقال
في آية الصوم : " فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر " [
البقرة : 184 ] ، فأباح الفطر للمريض لعذر المرض ، وللمسافر طلباً لحفظ
صحته وقوته لئلا يذهبها الصوم في السفر لاجتماع شدة الحركة ، وما يوجبه من
التحليل ، وعدم الغذاء الذي يخلف ما تحلل ، فتخور القوة ، وتضعف ، فأباح
للمسافر الفطر حفظاً لصحته وقوته عما يضعفها .



وقال في آية
الحج : " فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو
نسك " [ البقرة : 196 ) ، فأباح للمريض ، ومن به أذى من رأسه ، من قمل ،
أو حكة ، أو غيرهما ، أن يحلق رأسه في الإحرام استفراغاً لمادة الأبخرة
الرديئة التي أوجبت له الأذى في رأسه باحتقانها تحت الشعر ، فإذا حلق رأسه
، تفتحت المسام ، فخرجت تلك الأبخرة منها ، فهذا الإستفراغ يقاس عليه كل
استفراغ يؤذي انحباسه .



والأشياء التي يؤذي انحباسها
ومدافعتها عشرة : الدم إذا هاج ، والمني إذا تبيغ ، والبول ، والغائط ،
والريح ، والقئ ، والعطاس ، والنوم ، والجوع ، والعطش . وكل واحد من هذه
العشرة يوجب حبسه داء من الأدواء بحسبه .

وقد نبه سبحانه باستفراغ
أدناها ، وهو البخار المحتقن في الرأس على استفراغ ما هو أصعب منه ، كما
هي طريقة القرآن التنبيه بالأدنى على الأعلى .



وأما الحمية
: فقال تعالى في آية الوضوء : " وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم
من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا " [ النساء
: 43 ) ، فأباح للمريض العدول عن الماء إلى التراب حمية له أن يصيب جسده
ما يؤذيه ، وهذا تنبيه على الحمية عن كل مؤذ له من داخل أو خارج ، فقد
أرشد - سبحانه - عباده إلى أصول الطب ومجامع قواعده ، ونحن نذكر هدي رسول
الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، ونبين أن هديه فيه أكمل هدي .



فأما
طب القلوب ، فمسلم إلى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ، ولا سبيل إلى
حصوله إلا من جهتهم وعلى أيديهم ، فإن صلاح القلوب أن تكون عارفة بربها ،
وفاطرها ، وبأسمائه ، وصفاته ، وأفعاله ، وأحكامه ، وأن تكون مؤثرة
لمرضاته ومحابه ، متجنبة لمناهيه ومساخطه ، ولا صحة لها ولا حياة البتة
إلا بذلك ، ولا سبيل إلى تلقيه إلا من جهة الرسل ، وما يظن من حصول صحة

القلب
بدون اتباعهم ، فغلط ممن يظن ذلك ، وإنما ذلك حياة نفسه البهيمية
الشهوانية ، وصحتها وقوتها ، وحياة قلبه وصحته ، وقوته عن ذلك بمعزل ، ومن
لم يميز بين هذا وهذا ، فليبك على حياة قلبه ، فإنه من الأموات ، وعلى
نوره ، فإنه منغمس في بحار الظلمات .



فصل

وأما طب الأبدان : فإنه نوعان :

نوع
قد فطر الله عليه الرائع ناطقه وبهيمه ، فهذا لا يحتاج فيه إلى معالجة
طبيب ، كطب الجوع ، والعطش ، والبرد ، والتعب بأضدادها وما يزيلها .



والثاني
: ما يحتاج إلى فكر وتأمل ، كدفع الأمراض المتشابهة الحادثة في المزاج ،
بحيث يخرج بها عن الإعتدال ، إما إلى حرارة ، أو برودة ، أو يبوسة ، أو
رطوبة ، أو ما يتركب من اثنين منها ، وهي نوعان : إما مادية ، وإما كيفية
، أعني إما أن يكون بانصباب مادة ، أو بحدوث كيفية ، والفرق بينهما أن
أمراض الكيفية تكون بعد زوال المواد التي أوجبتها ، فتزول موادها ، ويبقى
أثرها كيفية في المزاج .



وأمراض المادة أسبابها معها تمدها
، وإذا كان سبب المرض معه ، فالنظر في السبب ينبغي أن يقع أولاً ، ثم في
المرض ثانياً ، ثم في الدواء ثالثاً . أو الأمراض الآلية وهي التي تخرج
العضو عن هيئته ، إما في شكل ، أو تجويف ، أو مجرى ، أو خشونة ، أو ملاسة
، أو عدد ، أو عظم ، أو وضع ، فإن هذه الأعضاء إذا تألفت وكان منها البدن
سمي تألفها اتصالاً ، والخروج عن الإعتدال فيه يسمى تفرق الإتصال ، أو
الأمراض العامة التي تعم المتشابهة والآلية .



والأمراض المتشابهة : هي التي يخرج بها المزاج عن الإعتدال ، وهذا الخروج يسمى مرضاً بعد أن يضر بالفعل إضراراً محسوساً .

وهي
على ثمانية أضرب : أربعة بسيطة ، وأربعة مركبة ، فالبسيطة : البارد ،
والحار ، والرطب ، واليابس ، والمركبة : الحار الرطب ، والحار اليابس ،
والبارد الرطب ، والبارد اليابس ، وهي إما أن تكون بانصباب مادة ، أو بغير
انصباب مادة ، وإن لم يضر المرض بالفعل يسمى خروجاً عن الإعتدال صحة .



وللبدن
ثلاثة أحوال : حال طبيعية ، وحال خارجة عن الطبيعية ، وحال متوسطة بين
الأمرين . فالأولى : بها يكون البدن صحيحاً ، والثانية : بها يكون مريضاً
. والحال الثالثة : هي متوسطة بين الحالتين ، فإن الضد لا ينتقل إلى ضده
إلا بمتوسط ، وسبب خروج البدن عن طبيعته ، إما من داخله ، لأنه مركب من
الحار والبارد ، والرطب واليابس ، وإما من خارج ، فلأن ما يلقاه قد يكون
موافقاً ، وقد يكون غير موافق ، والضرر الذي يلحق الإنسان قد يكون من سوء
المزاج بخروجه عن الإعتدال ، وقد يكون من فساد في العضو ، وقد يكون من ضعف
في القوى ، أو الأرواح الحاملة لها ، ويرجع ذلك إلى زيادة ما الإعتدال في
عدم زيادته ، أو نقصان ما الإعتدال في عدم نقصانه ، أو تفرق ما الإعتدال
في اتصاله ، أو اتصال ما الإعتدال في تفرقه ، أو امتداد ما الإعتدال في
انقباضه ، أو خروج ذي وضع وشكل عن وضعه وشكله بحيث يخرجه عن اعتداله .



فالطبيب
: هو الذي يفرق ما يضر بالإنسان جمعه ، أو يجمع فيه ما يضره تفرقه ، أو
ينقص منه ما يضره زيادته ، أو يزيد فيه ما يضره نقصه ، فيجلب الصحة
المفقودة ، أو يحفظها بالشكل والشبه ، ويدفع العلة الموجودة بالضد والنقيض
، ويخرجها ، أو يدفعها بما يمنع من حصولها بالحمية ، وسترى هذا كله في هدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم شافياً كافياً بحول الله وقوته ، وفضله
ومعونته .



فصل

فكان من هديه صلى الله عليه وسلم فعل
التداوي في نفسه ، والأمر به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه ، ولكن لم يكن
من هديه ولا هدي أصحابه استعمال هذه الأدوية المركبة التي تسمى أقرباذين ،
بل كان غالب أدويتهم بالمفردات ، وربما أضافوا إلى المفرد ما يعاونه ، أو
يكسر سورته ، وهذا غالب طب الأمم على اختلاف أجناسها من العرب والترك ،
وأهل البوادي قاطبة ، وإنما عني بالمركبات الروم واليونانيون ، وأكثر طب
الهند بالمفردات .



وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يعدل عنه إلى الدواء ، ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل عنه إلى المركب .

قالوا : وكل داء قدر على دفعه بالأغذية والحمية ، لم يحاول دفعه بالأدوية .

قالوا
: ولا ينبغي للطبيب أن يولع بسقي الأدوية ، فإن الدواء إذا لم يجد في
البدن داء يحلله ، أو وجد داء لا يوافقه ، أو وجد ما يوافقه فزادت كميته
عليه ، أو كيفيته ، تشبث بالصحة ، وعبث بها . وأرباب التجارب من الأطباء
طبهم بالمفردات غالباً ، وهم أحد فرق الطب الثلاث .



والتحقيق
في ذلك أن الأدوية من جنس الأغذية ، فالأمة والطائفة التي غالب أغذيتها
المفردات ، أمراضها قليلة جداً ، وطبها بالمفردات ، وأهل المدن الذين غلبت
عليهم الأغذية المركبة يحتاجون إلى الأدوية المركبة ، وسبب ذلك أن أمراضهم
في الغالب مركبة ، فالأدوية المركبة أنفع لها ، وأمراض أهل البوادي
والصحاري مفردة ، فيكفي في مداواتها الأدوية المفردة ، فهذا برهان بحسب
الصناعة الطبية .



ونحن نقول : إن ها هنا أمراً آخر ، نسبة
طب الأطباء إليه كنسبة طب الطرقية والعجائز إلى طبهم ، وقد اعترف به
حذاقهم وأئمتهم ، فإن ما عندهم من العلم بالطب منهم من يقول : هو قياس .
ومنهم من يقول : هو تجربة . ومنهم من يقول : هو إلهامات ، ومنامات ، وحدس
صائب . ومنهم من يقول : أخذ كثير منه من الرائعات البهيمية ، كما نشاهد
السنانير إذا أكلت ذوات السموم تعمد إلى السراج ، فتلغ في الزيت تتداوى به
، وكما رؤيت الحيات إذا خرجت من بطون الأرض ، وقد عشيت أبصارها تأتي إلى
ورق الرازيانج ، فتمر عيونها عليها . وكما عهد من الطير الذي يحتقن بماء
البحر عند انحباس طبعه ، وأمثال ذلك مما ذكر في مبادئ الطب .

الطب النبــوي Empty رد: الطب النبــوي

barca
barca
عضو محترف
عضو محترف
رقم العضوية : 2
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 30651 نقاط التميز : 40610 تقييم العضو : 915 التسجيل : 05/08/2009 الإقامة : guelma
http://www.guelma24.net
تمت المشاركة الأحد أكتوبر 11, 2009 1:46 pm
الطب النبــوي 974807

الطب النبــوي Empty رد: الطب النبــوي

messi
messi
عضو مشارك
عضو مشارك
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 325 نقاط التميز : 506 تقييم العضو : 8 التسجيل : 12/08/2009 العمر : 32
تمت المشاركة الأربعاء ديسمبر 23, 2009 11:30 pm
الطب النبــوي 813769

الطب النبــوي Empty رد: الطب النبــوي

فراسبيتو
فراسبيتو
عضو محترف
عضو محترف
رقم العضوية : 3079
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 7200 نقاط التميز : 10794 تقييم العضو : 40 التسجيل : 28/01/2010 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة الثلاثاء فبراير 09, 2010 5:52 pm
شكرا
استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى