صدم العالم بأسره لما حصل مع الألماني مايكل شوماخر لأن هذا البطل هو رمز وسفير للرياضة والأخلاق، دخوله في غيبوبة بلا شك مأساة.
20 يناير 2014
سامر الحلبي
مما لا شك فيه أن المأساة التي حلت بالجسم الرياضي عامة ورياضة الفورمولا وان هي فاجعة كبيرة بدخول الألماني مايكل شوماخر في غيبوبة إثر تعرضه لحادث أليم وهو يمارس رياضة التزلج.
فهذا الرياضي ابن الـ45 عاماً يعد حالة استثنائية في عالم السرعة والرياضة الميكانيكية، ولا شك أن العالم يقف بذهول مصدوماً لما قد تؤول إليه الحالة الصحية لشوماخر في الأيام القليلة المقبلة فوحدها العناية الإلهية قادرة على إنقاذه مما هو فيه على الرغم من اعتزاله اللعبة إلا أنه سيبقى رمزاً وقدوة للسائقين على مدى عقود مقبلة.
هل سيعود هذا البطل والسائق المحبوب إلى وعيه وإلى الدنيا التي يغيب عنها حالياً بحسب المفهوم الطبي، وهل سيستفيق هذا المارد الرياضي الذي يعشقه الكثيرون.
آخر سباقات "شومي" كان في جائزة البرازيل الكبرى عام 2012 على حلبة "إنتر لاغوس" وبه اختتم مسيرة حافلة ومظفرة من البطولات والتتويج على المنصات كما عرف إخفاقات عدة مثله مثل سائر الأبطال.
يبلغ عدد البطولات التي حملها مايكل 7 بطولات في 308 سباقات أما عدد مرات الفوز فبلغت 91 فوزاً منها 72 مع فيراري وصعد منصة التتويج 155 مرة وتبوأ الصدارة في 68 مناسبة، أولى سباقاته بدأت عام 1991 في جائزة بلجيكا الكبرى مع فريق بينيتون فورد الذي دافع عن ألوانه 4 مواسم تحت اسم (بينيتون فورد ثم بينيتون رينو)، واحتل المركز الثاني 43 مرة. أما إذا أردنا أن نتحدث عن أحلى أيامه وعن "العسل" الذي غرق فيه ففريق فيراري الإيطالي هو الذي أطلق شوماخر في عالم المجد والمال والانتصارات إذ دافع عنه 11 موسماً متواصلاً حتى عام 2006 ليعلن اعتزاله قبل أن يعود عام 2010 مع فريق مرسيدس لثلاث مواسم حتى 2012.
أما بطولات العالم السبع التي أحرزها فكانت أعوام (1994 و1995و2000 و2001 و2002 و2003 و2004). أما أحلى مواسمه فكان عام 2004 حين أحرز فريقه فيراري بطولة الصانعين برصيد 148 نقطة أما على الصعيد الشخصي فكان عام 2002 حين أحرز 144 نقطة وكان الفارق 67 نقطة بينه وبين الثاني وهو أعلى فارق هامش في النقاط.
مايكل بدأ مسيرته مبكراً في حب السرعة ورياضة السيارات فمنذ الرابعة من عمره جلس خلف مقود السيارة وتدرج في رياضة الكارتينغ ثم انتقل إلى الفورمولا 2 قبل أن يبزغ نجمه في الفورمولا وان.
مايكل بدأ مسيرته مبكراً في حب السرعة ورياضة السيارات فمنذ الرابعة من عمره جلس خلف مقود السيارة وتدرج في رياضة الكارتينغ ثم انتقل إلى الفورمولا 2 قبل أن يبزغ نجمه في الفورمولا وان.
ودخل مايكل شوماخر، نجم فريق فيراري، بوابة المجد من أوسع أبوابها بتحقيقه الرقم القياسي (6 مرات) الذي كان يصبو إليه وتتوق إليه نفسه منذ أمد، بإحرازه "نقطة اللقب" اليتيمة والثمينة، الأحد 12 تشرين الأول/أكتوبر 2003، في جائزة اليابان الكبرى، المرحلة الأخيرة من بطولة العالم التي أحرز لقبها زميله في الفريق البرازيلي روبنز باريكيللو.
فقد كان المركز الثامن كافياً، ليعتلي مايكل عرش البطولة ويحقق الرقم القياسي الذي سيحافظ عليه ردحاً من الزمن، ولا سيما أن منافسه الأرجنتيني خوان مانويل فانجيو (5 مرات) الذي كسر شومي رقمه أصبح في "دنيا الحق".
لقد كابد شوماخر وكافح لتحقيق هذا الرقم في اليوم الموعود (12 تشرين الأول 2003)، وهو تاريخ لن ينساه أبداً، واحتل رأس القائمة الطويلة التي تضم نايجل مانسل وآلان بروست وأيرتون سينا ونيكي لاودا ونيلسون بيكيت وكيكي روزبيرغ وسواهم، وحفر اسمه بأحرف من ذهب في "اللائحة الخالدة".
ولا بد من الإشارة إلى دور البرازيلي روبنز باريكيللو الكبير في تحقيق شوماخر لرقمه القياسي، فضلاً عن الاستراتيجية التي اعتمدها فريق فيراري. وبرهن شوماخر للقاصي والداني أنه أهل لإحراز اللقب الذي حام الشك حوله في العام الذي قبله (2002)، مؤكداً أن القوانين التي "عدّلها" الاتحاد الدولي للسيارات (الفيا)، لم تقف حائلاً دون تحقيقه أحلامه. وبذلك، غرّد الألماني وحيداً خارج السرب الذي ضم نخبة السائقين في مقدمهم مونتويا ورايكونن وكولتهارد والونسو.
واحتفل مع كل الألمان، الذين استيقظوا باكراً وتجمعوا أمام شاشات عملاقة، بعد فوز نجمهم ببطولة العالم. كما احتفل المشجعون، في بلدة كيربن في هويرت هيرمولهايم (ألمانيا)، مسقط رأس شوماخر، بفوز نجمهم وهم يرتدون ملابس حمراً وأخذوا يلوحون بأعلام فيراري.
وتكررت مشاهد الفرح في مارانيللو، مقر فيراري شمالي إيطاليا، حيث عرض السباق على شاشة أقيمت في الميدان.
مسيرة شومي طويلة وحافلة، ولا يتسع المجال لذكرها في كلمات بل في مؤلف أومجلدات، ولكن الآن ما يستنبش ذاكرة الماضي هو أن البطل أو "البارون الأحمر" يرقد في غيبوبة طويلة ويستعيد شريط الذكريات.. غيبوبة قد يصحو منها وقد لا يصحو، فهل تكون نهاية بطل وسائق لم يلق حتفه على الحلبة بل في جبل جليدي لا يرحم أم أن العناية الإلهية ستنقذه وتعيده إلى كامل وعيه وقواه؟.