حذاري من الدعوة لنقاش فقد يكفرونك !!
الصراع بين رجال الدين و الفكر ليس بجديد ، فهو يعود لعقود و قرون من الزمن خلت من قبل ، مفكرين كان رصيدهم هو فكرهم الذي حاولوا تقديم خلاصاته للبشرية ، لكن هذا الأمر لم يكن محط ترحيب دائما بل لطالما في مواجهة فكر محافظ يرفض التجديد تحت عناوين كثيرة جعلها ثوابت غير قابلة ' لمجرد التفكير ' حتى ..
هكذا جاء غاليلي و أعلن للعالم بأن الأرض مستديرة ، لكنه كان من المستحيل القبول بذلك و ضرب الأفكار السائدة لدى الجميع أنذاك ، لقد كفر غاليلي هكذا قالوا إنه واحدا من الزنادقة يريدون تغيير ثوابت الناس و وجب إعدامه ، و هو ما تم بالفعل و بذلك تم كتمان صوت غاليلي قليلا قبل أن يدركوا أنه كان على حق و أنهم عندما أعدموه أعدموا معه فكرا مستنيرا كان قادرا على تقديم النفع للبشرية ..
عندنا نحن المسلمين فالتاريخ يشهد علينا بتكفير مجموعة من العلماء ، فهناك من تم قتله إعدامه أو إغتيال و منه من ظل دمه مباح حتى مماته و منهم من تم تكفيره حتى بعد موته ، و بعد مرور الزمن يصبحون هم بالذات مراجع جديدة يتم إعتمادها في مجتمعاتنا بدون مركب نقص و بنسيان ما تم إصداره في حقهم أنذاك ، نعم لقد تم تكفير جابر بن حيان،و الرازي و ابن رشد و علي عبد الرازق و الكواكبي و طه حسين،فرج فودة و خليل عبد الكريم و محمد أركون كلهم تم تكفيرهم و كما قال الكاتب أحمد عصيد في أحد مقالاته لا أحد يذكر اليوم من كفرهم و من إغتال بعضهم لكنهم هم بالذات يعتبرون اليوم مراجع فكرية كبيرة ...
من يتحرك دائما من أجل إصدار هكذا فتاوى يكون تبريره دائما حماية الدين من العبث ، لكن ما يجب قوله هل فعلا الدين يحتاج لحمايتهم ؟ قطعا لا فالله سبحان و تعالى من أنزل الرسالات السماوية جميعها و هو القادر على حمايتها دون الحاجة لهم ، و الإسلام لا يعاني أبدا من الهشاشة حتى يتم الهجوم بشراسة على كل من يدعوا لفتح نقاش حول أمر معين ، الإسلام قابل و قادر على إستوعاب كل التساؤلات و كل النقاشات و لا يمكن أبدا أن يحاول أي كان أن يلعب دور الوصي عليه.
ربما إنكم على علم بحادثة الشيخ أبو النعيم و تكفيره لحزب بأكمله الأحياء و الأموات بسبب دعوته لمراجعة أحكام الإرث بالمغرب ، و ذلك بناء على المراجعات التي تم إعتمادها في مجموعة من الميادين الأخرى ، فحكم السارق لا ينفذ ، و حكم الزناة لا يطبق و باتت اليوم قوانين أخرى يجري بها العمل ، و العبودية تم تجريمها لأنها لم تعد مقبولة اليوم في عالم من المفروض فيه حقوق متساوية بين العباد هذا كله تم عبر سنين من الزمن دون حرج و السبب كان واضحا ملاءمة القوانين مع الواقع الذي نعيشه اليوم ..
الدخول في نقاش لا يعني أبدا الخروج بتوصيات لتنفيذ ما جاء به من دعى للنقاش و لا يعني أن النقاش ينطلق لينتهي سريعا ، بل أي نقاش من هذا الحجم يجب أن يكون مجتمعيا و قد يطول لسنوات من الزمن ..
تحية لكم و دمتم في رعاية الله .
الصراع بين رجال الدين و الفكر ليس بجديد ، فهو يعود لعقود و قرون من الزمن خلت من قبل ، مفكرين كان رصيدهم هو فكرهم الذي حاولوا تقديم خلاصاته للبشرية ، لكن هذا الأمر لم يكن محط ترحيب دائما بل لطالما في مواجهة فكر محافظ يرفض التجديد تحت عناوين كثيرة جعلها ثوابت غير قابلة ' لمجرد التفكير ' حتى ..
هكذا جاء غاليلي و أعلن للعالم بأن الأرض مستديرة ، لكنه كان من المستحيل القبول بذلك و ضرب الأفكار السائدة لدى الجميع أنذاك ، لقد كفر غاليلي هكذا قالوا إنه واحدا من الزنادقة يريدون تغيير ثوابت الناس و وجب إعدامه ، و هو ما تم بالفعل و بذلك تم كتمان صوت غاليلي قليلا قبل أن يدركوا أنه كان على حق و أنهم عندما أعدموه أعدموا معه فكرا مستنيرا كان قادرا على تقديم النفع للبشرية ..
عندنا نحن المسلمين فالتاريخ يشهد علينا بتكفير مجموعة من العلماء ، فهناك من تم قتله إعدامه أو إغتيال و منه من ظل دمه مباح حتى مماته و منهم من تم تكفيره حتى بعد موته ، و بعد مرور الزمن يصبحون هم بالذات مراجع جديدة يتم إعتمادها في مجتمعاتنا بدون مركب نقص و بنسيان ما تم إصداره في حقهم أنذاك ، نعم لقد تم تكفير جابر بن حيان،و الرازي و ابن رشد و علي عبد الرازق و الكواكبي و طه حسين،فرج فودة و خليل عبد الكريم و محمد أركون كلهم تم تكفيرهم و كما قال الكاتب أحمد عصيد في أحد مقالاته لا أحد يذكر اليوم من كفرهم و من إغتال بعضهم لكنهم هم بالذات يعتبرون اليوم مراجع فكرية كبيرة ...
من يتحرك دائما من أجل إصدار هكذا فتاوى يكون تبريره دائما حماية الدين من العبث ، لكن ما يجب قوله هل فعلا الدين يحتاج لحمايتهم ؟ قطعا لا فالله سبحان و تعالى من أنزل الرسالات السماوية جميعها و هو القادر على حمايتها دون الحاجة لهم ، و الإسلام لا يعاني أبدا من الهشاشة حتى يتم الهجوم بشراسة على كل من يدعوا لفتح نقاش حول أمر معين ، الإسلام قابل و قادر على إستوعاب كل التساؤلات و كل النقاشات و لا يمكن أبدا أن يحاول أي كان أن يلعب دور الوصي عليه.
ربما إنكم على علم بحادثة الشيخ أبو النعيم و تكفيره لحزب بأكمله الأحياء و الأموات بسبب دعوته لمراجعة أحكام الإرث بالمغرب ، و ذلك بناء على المراجعات التي تم إعتمادها في مجموعة من الميادين الأخرى ، فحكم السارق لا ينفذ ، و حكم الزناة لا يطبق و باتت اليوم قوانين أخرى يجري بها العمل ، و العبودية تم تجريمها لأنها لم تعد مقبولة اليوم في عالم من المفروض فيه حقوق متساوية بين العباد هذا كله تم عبر سنين من الزمن دون حرج و السبب كان واضحا ملاءمة القوانين مع الواقع الذي نعيشه اليوم ..
الدخول في نقاش لا يعني أبدا الخروج بتوصيات لتنفيذ ما جاء به من دعى للنقاش و لا يعني أن النقاش ينطلق لينتهي سريعا ، بل أي نقاش من هذا الحجم يجب أن يكون مجتمعيا و قد يطول لسنوات من الزمن ..
تحية لكم و دمتم في رعاية الله .