المريخ،
عندما رأوه من بعيد، أعجبوا به أشد ما إعجاب،
بشكله الشبيه جدا بكوكب الأرض،
وفتنوا بلونه الأحمر،
بل ولاحظوا على سطحه وجود آثار لمجاري أرضية تشبه الوديان،
ففرحوا باعتقادهم أنه ربما توجد به حياة،
لكن،
ما أن اقتربوا منه أكثر، حتى استيقظوا من أحلامهم على خيبة،
" لا وجود للماء " ،
وحيث لا يوجد ماء، لا توجد حياة،
وتكرر نفس الأمر بعد أن أعجبوا من بعيد بعظمة المشتري وأناقة زحل...
ما أشبه مجموعتنا الشمسية بما يحدث داخل المجموعة البشرية،
وما أشبه بعض الكواكب في فضاء الكون ببعض القلوب في فضاء المجتمعات،
نحن نرمق كثيرا من الناس من بعيد،
فتعجبنا أشكالهم وتدهشنا أقوالهم،
بل وقد نُفتن من شدة جمال أفعالهم، "ريائهم "،
لكن،
ما أن نُحلق فوق أجوائهم أكثر، وندنو منهم أكثر،
وترسو سُفننا فوق سطوح أفئدتهم،
حتى نكتشف في الأخير أنها قلوب لا يوجد بها لا ماء ولا هواء،
لا مكان فيها للعيش ولا فرصة لنا داخلها للحياة.
و بحق،
من المفيد أن تقصد تجارب الإنسان مع الفضاء،
وتسرح في التفكر في ملكوت الله،
فستكتشف عظمة الخالق، وضُعف المخلوق، وقصور العين
ومعنى أنه،
" ليس كل ما يلمع هو من ذهب "،
فقد يكون مجرد صخور كونت حلقات زحل،
أو ليس الا بقايا من حجارة مُذنبات