قدوة الناجحين أفضل الخلق
صلى الله عليه وسلم
لفضيلة الشيخ
أحمد أبو وائل أكرم عمير
قدوة الناجحين: أعظم الخلق
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه أحمده سبحانه وأثني عليه الخير كله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ..
وأنا أتجول في بساتين السيرة العطرة وتاريخ الأمة وأنا أسمع عن أطروحات العصر الجديد عن موضوعيات النجاح والطموح والأمل والتطوير والقيادة والإبداع ، وهذا بلا ريب من الضرورات والهدف من كل ذاك " صناعة الإنسان " ؛ أي: صناعة فكره وقلبه وروحه، ووراء ذلك "صناعة المجتمع والدولة والأمة " .
وإذ بأذني تلتقط كلمات صنع و صناعة الإنسان وتطويره وإلى غير ذلك مما يتعلق بشخص الإنسان ونجاحه ..فسعيت جاهدا لأقطف هته التميرات وهته النفائس والللألئ من بحر زاخر ونبع فياض دفاق من حياة حبيبنا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار ..
سعيت لأسقط الأقنعة المزيفة والتي حاول أعداء أمتنا الأبية بكل سبيل أن يضعوا بين الأمة وبين هذا الماضي المجيد المشرق الوضيء الطاهر الحواجز والموانع والسدود، حتى لا تستمد الأمة من هذا الماضي نوراً يضيء لها الطريق، ودماء زكية لتتدفق في عروق مستقبلها وأجيالها، مع أن كل أمم الأرض تفخر بماضيها وتفخر برجالها، وتفخر بأبنائها، وأولى أمم الأرض بهذا الاعتزاز والفخار بجدارة واقتدار، بل وبشهادة العزيز الغفار هي أمة نبينا المختار، قال جل وعلا: ?كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ? [آل عمران:110]، فلا ينبغي أبداً -مع هذا الواقع النازف- أن نجرد الأمة من خيريتها، ولا ينبغي أبداً -مع حالة الضعف التي تعتري الأمة الآن- أن نسلب الأمة مكانتها التي أرادها لها ربها تبارك وتعالى، فشتان بين الإيمان والكفر! وشتان بين الطاعة والمعصية، قال تعالى: ?أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ? [القلم:35-36]..
نعم نريد أن نوقد هذه الأمة والتي هي أولى أمم الأرض بالاعتزاز والفخار، فلقد أنجبت هذه الشامخة الأمة على طول تاريخها رجالاً سيظل التاريخ يقف أمام سِيرَهِمْ وقفة إعزاز وإجلال وإكبار، وعلى رأس هذه الأمة قدوتنا الأعظم وأسوتنا ومعلمنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم..
فإلى المثل الأعلى لنعيش أنفاسا من جوانب عظمته ومعالم شخصه الكريم بأبي وأمي هو عليه الصلاة والسلام ..إلى محمد بن عبد الله الذى زكاه ربه سبحانه وتعالى ورباه على عينه فإن الذى تولى تربية وتزكية محمد ابن عبد هو الله جلا جلاله... زكاه فى بصره فقال سبحانه: ? مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ? [النجم : 17].
وزكاه فى فؤاده فقال سبحانه: ? مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ? [النجم : 11].
وزكاه فى صدقه فقال سبحانه ? وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ?[النجم : 3] .
وزكاه فى علمه فقال سبحانه: ? عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ? [النجم : 5].
وزكاه فى حلمه فقال سبحانه ? لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ? [التوبة : 128 ].
وزكاه فى ذكره فقال سبحانه: ?أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ? [الشرح : 1] .
وزكاه فى طهره فقال سبحانه: ?وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ? [الشرح : 2] .
سورة الشرح وزكاه كله فقال سبحانه: ?وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ?[القلم : 4 ].
ولو طفنا نستجمع معالم رسول الله لوقفنا على مجلدات ضخمة من عظمته فقد كان معلماً رحيماً وقائد يخطط وأباً وجداً ورب أسرة كبيرة وموجهاً ومرشداً وطبيباً يداوي القلوب المريضة ويحيها بنبع القرآن العظيم كان وكان روحي فداه عليه الصلاة والسلام ..
ومما زادني شرفاً وتيهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك ياعبادي وأن سيرت لي أحمد نبياً
ومن هنا نثبت أن بعض :
الدراسات التي أجريت على مجموعة من الناجحين، توصلت إلى أنهم تعلموا النجاح من خلال تقليد ناجحين سبقوهم، ويدعم هذا القول ما يذهب إليه علم النفس السلوكي أننا نتعلم السلوك من خلال البيئة المحيطة.
كما نتعلم الرياضيات في المدارس بالطريقة التقليدية في التعلم، وهذا يعني أن الباحثين عن النجاح في الحياة عليهم قبل كل شيء أن يضعوا نصب أعينهم المثال الذي يريدون تعلم النجاح منه، غير ذلك فإنهم سيواجهون طريقاً شائكاً في الوصول إلى غاياتهم وأهدافهم، وقد يكررون الوقوع في الخطأ حتى يصلوا إلى الطريق الصحيح، كما هي طريقة تعلم الفئران في تحديد الطريق الصحيح في المتاهات.
والقرآن الكريم يقدم لنا مثالاً واضحاً للناجحين ويطلب منا تمثله في حياتنا لكي نحقق انجازاً في الحياة يمكن له أن يحاكي ما حققه القدوة من انجاز، المثال هو خاتم الأنبياء والمرسلين محمد (صلى الله عليه و سلم) الذي استطاع أن يحول أمة متخلفة إلى أقوى حضارة رأتها البشـرية في لحظتها التاريخية، كما انه تحول في فترة زمنية وجيزة من يتيم إلى أقوى رجل على وجه الأرض بمقاييس الدين والدنيا.
يقول تعالى: ? لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.. ? والأسوة هي القدوة والمثال كما يقول المفسرون، ولاشك أن القرآن الكريم حين يطلب منا أن نجعل النبي مثالاً نقتدي به يريد لنا أن نتمثله في جانبه الإنساني الذي استطاع من خلاله أن يحقق رسالته في الحياة.
ولقد كان نجاحه عليه السلام نجاحاً منقطع النظير بكل المقاييس، أما ما يتصل بالسماء في شخصيته فلا يمكن لنا أن نصل إليه إذ هو اختيار الهي لا دخل للناس فيه.
يقول المؤرخ القدير «ويل ديورانت» في كتابه قصة الحضارة: «إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من اثر في الناس قلنا إن محمدا كان من أعظم عظماء التاريخ.
فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحاً لم يدانه فيه أي مصلح في التاريخ كله».
صلى الله عليه وسلم
لفضيلة الشيخ
أحمد أبو وائل أكرم عمير
قدوة الناجحين: أعظم الخلق
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه أحمده سبحانه وأثني عليه الخير كله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ..
وأنا أتجول في بساتين السيرة العطرة وتاريخ الأمة وأنا أسمع عن أطروحات العصر الجديد عن موضوعيات النجاح والطموح والأمل والتطوير والقيادة والإبداع ، وهذا بلا ريب من الضرورات والهدف من كل ذاك " صناعة الإنسان " ؛ أي: صناعة فكره وقلبه وروحه، ووراء ذلك "صناعة المجتمع والدولة والأمة " .
وإذ بأذني تلتقط كلمات صنع و صناعة الإنسان وتطويره وإلى غير ذلك مما يتعلق بشخص الإنسان ونجاحه ..فسعيت جاهدا لأقطف هته التميرات وهته النفائس والللألئ من بحر زاخر ونبع فياض دفاق من حياة حبيبنا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار ..
سعيت لأسقط الأقنعة المزيفة والتي حاول أعداء أمتنا الأبية بكل سبيل أن يضعوا بين الأمة وبين هذا الماضي المجيد المشرق الوضيء الطاهر الحواجز والموانع والسدود، حتى لا تستمد الأمة من هذا الماضي نوراً يضيء لها الطريق، ودماء زكية لتتدفق في عروق مستقبلها وأجيالها، مع أن كل أمم الأرض تفخر بماضيها وتفخر برجالها، وتفخر بأبنائها، وأولى أمم الأرض بهذا الاعتزاز والفخار بجدارة واقتدار، بل وبشهادة العزيز الغفار هي أمة نبينا المختار، قال جل وعلا: ?كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ? [آل عمران:110]، فلا ينبغي أبداً -مع هذا الواقع النازف- أن نجرد الأمة من خيريتها، ولا ينبغي أبداً -مع حالة الضعف التي تعتري الأمة الآن- أن نسلب الأمة مكانتها التي أرادها لها ربها تبارك وتعالى، فشتان بين الإيمان والكفر! وشتان بين الطاعة والمعصية، قال تعالى: ?أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ? [القلم:35-36]..
نعم نريد أن نوقد هذه الأمة والتي هي أولى أمم الأرض بالاعتزاز والفخار، فلقد أنجبت هذه الشامخة الأمة على طول تاريخها رجالاً سيظل التاريخ يقف أمام سِيرَهِمْ وقفة إعزاز وإجلال وإكبار، وعلى رأس هذه الأمة قدوتنا الأعظم وأسوتنا ومعلمنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم..
فإلى المثل الأعلى لنعيش أنفاسا من جوانب عظمته ومعالم شخصه الكريم بأبي وأمي هو عليه الصلاة والسلام ..إلى محمد بن عبد الله الذى زكاه ربه سبحانه وتعالى ورباه على عينه فإن الذى تولى تربية وتزكية محمد ابن عبد هو الله جلا جلاله... زكاه فى بصره فقال سبحانه: ? مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ? [النجم : 17].
وزكاه فى فؤاده فقال سبحانه: ? مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ? [النجم : 11].
وزكاه فى صدقه فقال سبحانه ? وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ?[النجم : 3] .
وزكاه فى علمه فقال سبحانه: ? عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ? [النجم : 5].
وزكاه فى حلمه فقال سبحانه ? لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ? [التوبة : 128 ].
وزكاه فى ذكره فقال سبحانه: ?أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ? [الشرح : 1] .
وزكاه فى طهره فقال سبحانه: ?وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ? [الشرح : 2] .
سورة الشرح وزكاه كله فقال سبحانه: ?وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ?[القلم : 4 ].
ولو طفنا نستجمع معالم رسول الله لوقفنا على مجلدات ضخمة من عظمته فقد كان معلماً رحيماً وقائد يخطط وأباً وجداً ورب أسرة كبيرة وموجهاً ومرشداً وطبيباً يداوي القلوب المريضة ويحيها بنبع القرآن العظيم كان وكان روحي فداه عليه الصلاة والسلام ..
ومما زادني شرفاً وتيهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك ياعبادي وأن سيرت لي أحمد نبياً
ومن هنا نثبت أن بعض :
الدراسات التي أجريت على مجموعة من الناجحين، توصلت إلى أنهم تعلموا النجاح من خلال تقليد ناجحين سبقوهم، ويدعم هذا القول ما يذهب إليه علم النفس السلوكي أننا نتعلم السلوك من خلال البيئة المحيطة.
كما نتعلم الرياضيات في المدارس بالطريقة التقليدية في التعلم، وهذا يعني أن الباحثين عن النجاح في الحياة عليهم قبل كل شيء أن يضعوا نصب أعينهم المثال الذي يريدون تعلم النجاح منه، غير ذلك فإنهم سيواجهون طريقاً شائكاً في الوصول إلى غاياتهم وأهدافهم، وقد يكررون الوقوع في الخطأ حتى يصلوا إلى الطريق الصحيح، كما هي طريقة تعلم الفئران في تحديد الطريق الصحيح في المتاهات.
والقرآن الكريم يقدم لنا مثالاً واضحاً للناجحين ويطلب منا تمثله في حياتنا لكي نحقق انجازاً في الحياة يمكن له أن يحاكي ما حققه القدوة من انجاز، المثال هو خاتم الأنبياء والمرسلين محمد (صلى الله عليه و سلم) الذي استطاع أن يحول أمة متخلفة إلى أقوى حضارة رأتها البشـرية في لحظتها التاريخية، كما انه تحول في فترة زمنية وجيزة من يتيم إلى أقوى رجل على وجه الأرض بمقاييس الدين والدنيا.
يقول تعالى: ? لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.. ? والأسوة هي القدوة والمثال كما يقول المفسرون، ولاشك أن القرآن الكريم حين يطلب منا أن نجعل النبي مثالاً نقتدي به يريد لنا أن نتمثله في جانبه الإنساني الذي استطاع من خلاله أن يحقق رسالته في الحياة.
ولقد كان نجاحه عليه السلام نجاحاً منقطع النظير بكل المقاييس، أما ما يتصل بالسماء في شخصيته فلا يمكن لنا أن نصل إليه إذ هو اختيار الهي لا دخل للناس فيه.
يقول المؤرخ القدير «ويل ديورانت» في كتابه قصة الحضارة: «إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من اثر في الناس قلنا إن محمدا كان من أعظم عظماء التاريخ.
فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحاً لم يدانه فيه أي مصلح في التاريخ كله».