مجتمع يسير نحو الهاوية والمال هو السبب
لا يخفى على أحد أهمية السيارة لقضاء حوائجنا الكثيرة ولا أهمية المال الذي نقضي به حوائجنا وطلباتنا الا متناهية إضافة إلى الشهادة الدراسية التى كلما كانت كبيرة كلما أصبح باب العمل أمام حاملها مفتوحا بقوة إضافة إلى أن توفر هذه النقاط أمر إيجابي يمكنك من جعل أسرتك تعيش في حال جيدة ومستقرة ، ولكن لا يمكن أن نصف ما وصل له المجتمع العربي إلا من رحم ربي اليوم من تقدير غريب لهذه النقاط والتى إذا لم تأتي كلها فإن المال والسيارة يبقيان أهم من كل شيئ فلو تعلق الأمر بالفتاة فقط فيمكن ترجمة الأمر ببساطة إما فتاة فقيرة تستغل طلبك لها من أجل تحقيق ما كانت تراه حلما يصعب تحقيقه أو فتاة غنية تعودت على السيارة والمال فلا تريد أن تتراجع عن نفس المستوى دون أن ننسى أنه يوجد بعض الشباب يبحث عن الفتاة الغنية حتى تقضي له حوائجه وإن كنت أستغل كلامي لأبين أن الفتاة التى تحب من قلبها وكذالك الشاب فإن همهما يكون فقط في العيش معا حتى يفرقهما الموت دون الأهتمام للأمور الأخرى التى إن أتت أستمتعا بها وإلا لم يسمحا لها بأن تفرق بينهما.
لكن المسألة أن هذه المتطلبات أصبحت عند العائلات أكثر من الفتيات فعندما تنوي أن تتقرب إلى أي فتاة كانت فإن أهلها يضعون شروطا أولها السيارة و المال الكثير جدا وكأنها سلعة تشتريها من عندهم يريدون أن يربحوا منها قدر المستطاع.
إنني سأركز على مجتمعي هنا في موريتانيا الذي أصفه بالفاسدإلا من رحم ربي فقد أصبح أي شاب مهما كان ذو دين ومهما كان ذو خلق بل حتى إن كان ذو حسب ونسب والتى هي معايير أساسية لأختيارالزوج وأبو العيال فإنه إذا كان فقيرا والفقير فيناليس الذي لا يمتلك قوت يومه بلالذي ليس عنده راتب كبير وسيارة فخمة أو أبوه مليونير يتكفل بالمصاريف فإن دخوله مع الباب لطلب فتاة من أهلها بمثابة عملية أنتحارية يقدم عليها وإنني لا أريد أن أقول ان بقية المجتمعات العربية كلها وصلت لهذه المرحلة ولذالك أنتظر التأكيد من الأخوة في الموضوع.
أين الفتيات من تلك الفتاة التى كان شرطها على من يتزوجها أن يسكنا على حصيرة و وسادة فقط ولما تزوجها شاب مثلها وسألها عن السبب في هذا الشرط قالت لأنها ليست أفضل من فاطمة الزهراء وهو ليس أفضل من علي كرم الله وجهه ، وأين نحن من الأسر التى تفتح بابها أمام اهل الدين والخلق قبل أي شيئ أين نحن من الفتاة التى ردت رجالا أغنياء من أجل أن تطاوع قلبها الذي أحب رجلا فقيرا.
إن ما وصل له مجتمعنا اليوم من أنحطاط كبير وهروبا خلف المادة و الاموال وتركا لرجال الدين والخلق اللذين كانا شرطا عند الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل أن يزوج الرجل للبنت لقوله(إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه)يجعلنا نخجل من أنفسنا ولا نستغرب أبدا أن تكثر الفاحشة ولا أن تهرب البنت والولد إلى خلاء من الأرض ليعيش حبهما.
أتمنى أن نجد من يقف أمام هذه العقلية السخيفة التى ملأت قلوب أسرنا وبناتنا وأن نرجع إلى المسار الصحيح حتى ننقذ ما تبقى لنا من كبرياء وفرص ضئيلة لعودة الحياة إلى أهلنا ونحيي سنة نبينا ونكثر من الحلال ونقلل من الحرام وأختم موضوعي المتواضع والذي اجعله بوابة للحديث عن هذا المرض العضال بحقيقة مرة هي:
أن الشاب الفقير ذو دين إذا تقدم لفتاة رفضوه وإذا تقدم شاب غني سفيه قبلوه ثم قالوا سيهديه الله ونسواأن الهادي هو نفسه الرزاق وأن الأول أيضا سيرزقه الله.
إن كان هذا هو حال الشعوب العربية جميعها فكبروا أربعا على وفاة الدين في قلوب العرب