- barcaعضو محترف
تمت المشاركة الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 12:38 pm
أثارت زيارة "وفد جزائري" إلى سوريا، ولقاؤها الرئيس بشار الأسد، جدلا سياسيا وشعبيا، بين معارض ومندد ومؤيد ومحايد. فبينما يرى المؤيدون أن الزيارة هدفها "مساندة سوريا وتجنيبها الانقسام"، يعتقد المعارضون أنها زيارة "مؤسفة" بسبب الأزمة الدموية التي تعرفها سوريا الشقيقة. وما يرون أنه "جرائم في حقّ الشعب"، واختيار الوفد الوقوف في صفّ طرف على حساب طرف آخر، وهو ما يتناقض حتى مع الموقف الجزائري الرسمي، الذي دعا إلى الحوار والحلول السلمية، وأكد أنه لا يقف مع أيّ طرف ضد أيّ طرف آخر في سوريا. وبحثا عن خلفيات وأهداف الزيارة، ارتأت "الشروق" الاتصال برئيس الوفد واستفساره في الموضوع.
بداية كيف قررتم إجراء هذه الزيارة ومن يقف وراءها؟
موقفنا من القضية السورية واضح، حقيقة هناك شعوب تسعى للديمقراطية والحرية، ونحن مع الديمقراطية، ولكن لا يجب أن ننسى بأن هناك مؤامرات تحاك من قبل إسرائيل وحلفائها، ضد بعض الدول التي تهدد أمن إسرائيل، وسوريا هي من بين هذه الدول، أما عن الفكرة فقد كنا هنا في الجزائر نقوم بعدة نشاطات حول سوريا، ودعم صمودها في وجه المؤامرات، قبل أن نقرر التوجه إلى دمشق ولبنان لإعلان مساندتنا للقضية السورية، ودعم رئيسها المستهدف من المحاولات كلها.
كيف وصلتم إلى الرئيس بشار الأسد، في ظل الوضع القائم والحرب المشتعلة بين الجيش النظامي والجيش الحر؟
هي كذبة كبرى تلك الصور عن الدمار والموت والضحايا، دمشق مؤمّنة وما يحدث يخص مناطق بعينها دون الأخرى، وما يقال عن انقسام الجيش السوري مجرد افتراءات وأكاذيب لأن الجيش السوري موحد ويقف مع قيادته، لأنه على علم بما يحاك ضد سوريا، ما لاحظناه هو أن الوضع كان عاديا خلال تواجدنا طيلة تلك الفترة بسوريا، لا يمكن إنكار وجود مرتزقة ومسلحين مأجورين في بعض المناطق مهمتهم تدمير ما تبقى من دول عربية قائمة، غير أن حديثنا إلى الشارع السوري، يؤكد أن السوريين يدعمون رئيسهم، وهم حاليا يتجندون من أجل إنشاء فرق لمنع "الإرهابيين" من العودة، في وقت يعمل الجيش النظامي على استعادة السيطرة على كثير من المناطق التي يوجد بها من يسمون أنفسهم "الجيش الحر".
أما عن الرئيس بشار الأسد، فليس كباقي الرؤساء الذين يخاطبون شعوبهم من بروج عالية، وزيارتنا له كانت عادية، حيث تم التحضير لها ولدى تواجدنا في الإقامة التي خصصت لنا بدمشق، تم إخبارنا عشية اللقاء بأن الموعد سيكون صبيحة اليوم الموالي "الغد"، ورافقنا إلى مقر إقامته وفد كان مخصصا لنا لكل واحد منهم مهمة يقوم بها، وكانت الزيارة عادية جدا، حيث استقبلنا مع حراسة شخصية عادية غير مكثفة وتنقلنا في سيارات بدون أية إجراءات خاصة.
كيف ذلك والوضع الحالي في سوريا يقول العكس، والأسد أول المطلوبين في الحرب القائمة؟
هذا غير صحيح، وما يقال مجرد تشويه إعلامي تقوده قنوات واضحة الاتجاه تتلقى أموالا من جهات يهمها تعفين الوضع في سوريا، من أجل تصوير الوضع بشكل سيئ.
وماذا كان انطباع بشار الأسد لدى لقائكم؟
الشعب السوري والرئيس أكدوا على عمق العلاقات الجزائرية ـ السورية، وأشادوا بالموقف الجزائري سواء الرسمي أو الشعبي، ويعتبرون أن تمسك الجزائر بالشرعية في سوريا مرده العلاقات الوطيدة بين البلدين، كما أن الرئيس الأسد، يعتبر أن النزاع الذي يخوضه نظامه ضد المعارضة المسلحة شبيها بالنزاع الذي غرقت فيه الجزائر قرابة عقد من الزمن.
لقد حظينا باستقبال خاص جدا، وككل اللقاءات الخاصة تم سحب الهواتف والكاميرات من أعضاء الوفد قبل الدخول، وبعد أن سلمنا عليه "بشار الأسد" قال لنا تحدثوا بكل حرية وراحة، ونقلنا انشغالاتنا وطرح كل واحد سؤاله الذي كان يخالجه، ثم عبّر لنا الرئيس عن امتنانه لمواقف الشعب الجزائري وقيادته، خصوصا وأن الجزائر تعد البلد العربي الوحيد الذي ترك سفارته مفتوحة في سوريا إلى جانب سفارة العراق، وقال أن مواقف الشعب الجزائري المساندة لسوريا ليست غريبة عن هذا الشعب، وخاصة أنه خاض تجربة مشابهة إلى حد بعيد لما يعانيه الشعب السوري الآن في مواجهة الإرهاب، كما تحدث الأسد عن التاريخ النضالي المشرّف الذي يتقاسمه الشعبان الشقيقان في مواجهة الاستعمار، وقال إن ما تتعرّض له دول المنطقة يؤكد أهمية تضافر جهود النخب والقوى الوطنية العربية لتحقيق ردع فكري عربي، قادر على تحصين الفكر العربي والقومي، ومواجهة المتغيّرات والمخططات الخارجية والتكفيرية التي تستهدف حاضر العرب ومستقبلهم.
وماذا استنتجتم مما قاله، ولماذا يحدث هذا التقتيل في حق شعبه، وماذا عن استعمال الكيماوي الذي حصد أرواح المئات؟
بشار الأسد، قائد يواجه أكبر مؤامرة تقودها أمريكا وإسرائيل بتمويل وأدوات عربية من قطر، تركيا والسعودية، نحن الآن مشكلتنا مع النظام السعودي، لأنه يرغب في أن يحطّم ما تبقى من دول، وحتى أكون صريحا، نحن ذهبنا لندافع عن الجزائر عبر خط سوريا، فسقوط سوريا يعني وصول دور الجزائر.
أما عما تقولين عن تقتيل الشعب السوري واستعمال الكيماوي، فهذا محض افتراء لأن بشار الأسد، أكد لنا أنه لم يستعمل قط هذا السلاح لا في الغوطة، ولا في أي ربع من ربوع سوريا، بل هي مطيّة سعت بعض الدول إلى استغلالها لضرب سوريا، كما قال بأنه ليس بحاجة للسلاح الكيماوي، حيث سيتم استبداله بصواريخ ردع روسية الصنع، وأكد أن تنازله عن الأسلحة الكيماوية جاء في إطار حماية دول المنطقة من حرب شاملة لا ناقة لها فيها ولا جمل، لأن ضرب سوريا يعني حرب دمار شامل تمس باقي دول الجوار، وهذا ما قاله لنا الرئيس
السوري، كما أكد أيضا أن قرار التخلي عن الكيماوي جاء استجابة لرغبة روسيا الصديقة، ومن أجل التأسيس لمطلب إجبار إسرائيل على إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل التي بحوزتها.
زيارة اللجنة الجزائرية لدعم صمود سوريا تثير جدلا واسعا
جزائريون وصفوا الوفد بالشبيحة وآخرون أيّدوا المبادرة
أثارت الزيارة التي قام بها وفد ما يسمّى باللجنة الجزائرية لدعم صمود سوريا للرئيس بشّار الأسد جدلا واسعا في الشارع الجزائري ما بين رافض للزيارة بالأساس، معتبرا أنّ ما حدث مسّ بالعلاقات الأخوية الجزائرية السورية ومثّل انحيازا فاضحا للنّظام السوري ضدّ المعارضة ورافضي حكم الأسد. وهو ما يخالف حسبهم الدعوة إلى الحوار الذي بدأت العديد من الأطراف تبنّيه حتى من داخل النّظام السوري للخروج من الأزمة وتوقيف حالة التعفين وشلال الدّم الذي طبع البلاد لمدّة فاقت السنتين.
في حين ذهبت أطراف أخرى إلى أنّ الزيارة لا تمثّل إلا أصحابها واعتبرت أنّ ذلك يدخل في إطار الحرّيات المكفولة دستوريا. وفي هذا الصدد يقول النّاشط اليساري بوجمعة مختار: "ما دام السلوك لا يمثّل الدولة فهم أحرار فيما يفعلون ولن يغيّروا من أمر واقع الأرض شيئا". ويرى أصحاب هذا الطرح أنّ الرأي الذي يلزمهم التعليق عليه وتقييمه بالسلب أو الإيجاب هو موقف النّظام الجزائري من تلك الأحداث لا كل من هبّ ودب.
فيما بدت وسائل التواصل الاجتماعي أكثر انقساما ما بين أكثرية "جرّمت" الفعل وصنّفت من قاموا به في دائرة "الشبّيحة" الذين لا يمثّلون إلا أنفسهم ولا يحقّ لهم الحديث باسم الشعب الجزائري، واصفين فعلهم بأنّه وصمة عار في تاريخ "الدبلوماسية" الشعبية الجزائرية المعروفة بمؤازرة الشعوب ضد جلاديها وقتلة أبنائها.
وفي طرف مناقض، اختار البعض الوقوف إلى جانب الوفد باعتبار ما تتعرض له سوريا حلقة من مسلسل الغدر بالأوطان العربية محاولات من قوى عالمية لتركيع محور الممانعة. وهو ما يفرض عليهم الوقوف إلى جانب النّظام السوري الذي آزر- حسبهم- القوى الثورية في فلسطين ولبنان في أيّام تخاذلت العديد من الدول العربية التي تنادت اليوم إلى نصرة السوريين.
- عبدالحميد19عضو محترف
- رقم العضوية : 13498
الجنس : عدد المساهمات : 10035 نقاط التميز : 12443 تقييم العضو : 105 التسجيل : 07/10/2012 العمر : 34 الإقامة : برج بوعريريج
تمت المشاركة الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 12:47 pm
- mirou camillaعضو متقدم
- رقم العضوية : 13578
الجنس : عدد المساهمات : 3042 نقاط التميز : 3487 تقييم العضو : 18 التسجيل : 13/10/2012 العمر : 31 الإقامة : في قلب من احب
تمت المشاركة الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 8:38 pm
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى