الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
بَيْنَ الحَنِينِ وَالكِبْريَاءْ ،،
يَضِيعُ بَيْنَنَا كَثِيرٌ مِنَ الأشْيَاءْ
رَأيْتُ عُيُونَهَا ،،
وَوَجَدْتُ فِيهِمَا الحَيَاةَ جَمِيلَةً ،،
وَظَلَلْتُ أدْعُو كَىْ نَكُونَ إلىَ الأبَدِ ،،
مَعَاً فِي ظِلِّ الوَفَاءْ
هُنَا قَدْ التَقَيْنَا ذَاتَ يَوْمٍ ،،
فِي وَاحَةِ الزهُورِ العَتِيقَةِ ،،
وَشَرِبَ مِنْ نَهْرِ الدَلَالِ حَدِيثُنَا ،،
وَزفِيرُ الغُرُوبِ ،،
يَطِيرُ بمُهْجَتِي حَدَّ السَمَاءْ
الجهَاتُ جَمِيعُهَا ،،
عِنْدَ شُرفَتِهَا قَدْ تَجَمَّعَتْ وتَألَّقَتْ
وَالفَرْحُ حِينَ مَجيئهَا ،، قَدْ جَاءْ
وَفِي يَوْمِ مَوْلِدِهَا ،،
أهْدَيْتُها زَهْرتَيْنِ وَقَصِيدَةً ،،
وَلَحْنَاً مِنْ نَبْعِ حُرُوفِهَا ،،
مَا زَالَ يَعْبَثُ بالغِنَاءْ
وَحِينَ غِبْتُ عَنْهَا لَيْلَتَيْنِ
وَجَدْتُ دُمُوعَهَا ،،
تَجُوبُ شِعَابَ الهَوَاجسِ
وَاسْتَمَرَّ فِي اللَّيْلَتَيْنِ دُعَاؤهَا والبُكَاءْ
قَدْ كُنَّا تَعَاهَدْنَا ،،
ألَّا نَفْتَرقْ
وَأنْ نَذُوبَ فِي وَهَجِ الحَنِينِ ،،
حَتَّىَ نَحْتَرِقْ
وَكُنَّا فِي ضِجيجِ الشَوَارعِ ،،
لَا نَسْمَعُ إلَّا بَعْضَنَا
لَا أرَىَ إلَّا وَجْنَتَيْهَا فِي الرَّبيعِ
وَدِفءَ عيُونِهَا فِي الشِتَاءْ
هِىَ فَتَاتِي الأولَىَ والأخيرَةُ
وَطِفْلَتِي المُشَاغِبَةُ وَالمُدَلَّلَةُ
وَهِيَ بعَيْنِي جَمِيع النِّسَاءْ
فِي عِيدِ الحُبِّ كَانَ لَنَا عُمْرٌ
وَفِي كُلِّ يَوْمٍ قَدْ كَانَ لَنَا عِيدُ حُبٍّ
وكَمْ أهْوَىَ فِي عيُونِهَا حَنِينَاً ،،
يَأتِي عَلَىَ اسْتِحيَاءْ
أنْفَاسُهَا ،،
أسْتَمِدُّ مِنْهَا الحَيَاةَ
وَظِلُّهَا يَبْعَثُ فِي لَيْلِي الضِيَاءْ
فِي كُلِّ لَيْلَةٍ قَدْ كَانَ لَنَا اشْتِيَاقٌ
وَوَعْدٌ باللقَاءِ
وَاسْتِعَاذَةٌ مِنْ آلَام الفرَاقِ
وَدَعْوَةٌ للسَمَاءِ وَرَجَاءْ
تَخَاصَمْنَا مَرَّةً ،،
وَأضْحَتْ أيَّامُنَا بلَا طَعْمٍ
بغَيْر شَيءٍ يَدْفَعُنَا للحَيَاةِ
كُلُّ الأشْيَاءِ كَانَتْ فِي الغِيَابِ ،،
سَوْدَاءْ
كُلُّ الأشْيَاءِ عَانَتْ ألَمَاً واحْتِضَاراً ،،
وَاسْتِيَاءْ
ذَابَ الخِصَامُ بَعْدَ طُولِ خِصَامْ
وَكَثُرَ الكَلَامُ بَعْدَ إذْ سَكَتَ الكَلَامْ
وَعَادَتْ للحَيَاةِ بَهْجَتُهَا
وَعُدْنَا باللقَاءِ أحْيَاءْ
تَكَرَّرَ الخِصَامُ مَرَّتَيْنْ
وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ ،،
يَزيدُ الحَاجزُ بَيْنَنَا صَخْرَتَيْنْ
وَكُلٌّ مِنَّا يَرَىَ الآخَرَ مُخْطِئَاً
وَوَجَبَ الاعْتِذَارُ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ،،
كَىْ يَتِمَّ الشِّفَاءْ
وَمَرَّتْ لَيْلَتَانِ دُونَ حَدِيثٍ ،،
وَجَاءَ الصَبَاحُ
وَتَحَرَّكَ قِطَارُ البُعْدِ
وَعَلَتْ أصْوَاتُ الفرَاقِ ،،
فِي سَمَاءِ المَدِينَةِ
وَلَا زِلْنَا فِي البُعْدِ ،،
نُعَانِي حَنِيناً يُخَالِطُهُ الكِبْريَاءْ
وَبَيْنَ الحَنِينِ وَالكِبْريَاءْ
يَضِيعُ مِنَّا ،، يَضِيعُ فِينَا ،،
كَثِيرٌ مِنَ الأشْيَاءْ !!
