بانتهاء "الميركاتو الصيفي" لعام 2013 يكون قد انقضى أحد أغرب مواسم الانتقالات وأكثرها إثارة للجدل في الملاعب الإنكليزية بسبب المبالغ الطائلة التي أنفقت، والصفقات القياسية التي عقدتها العديد من الفرق المنافسة على لقب الدوري الإنكليزي، وأيضاً لأن أغلب الصفقات الهامة التي أبرمتها الأندية الإنكليزية واستحوذت على اهتمام جميع وسائل الإعلام العالمية، قد حُسمت في اللحظات الأخيرة قبل إغلاق باب الانتقالات، كما أن الكثير من القرارات التي اتخذتها أندية القمة ومدربوها مثل تشلسي وآرسنال سارت على عكس المتوقع تماماً، وهو ما جعل نهاية موسم الانتقالات الإنكليزي للعام الحالي تبدو مثيرة ونارية وساخنة إلى حد غير متوقع.
قرارات غير متوقعة
لم يتوقع الكثيرون من الخبراء والمراقبين لموسم الانتقالات الحالي في إنكلترا أن تكون نهايته على هذه الشاكلة التي انتهى عليها، والسبب الرئيسي في ذلك أن العديد من صفقات اللحظات الأخيرة التي تمت سارت عكس اتجاه الأخبار والشائعات التي ظلت تُبث في وسائل الإعلام المختلفة طوال موسم الميركاتو الصيفي، فالبداية كانت مع تشلسي الذي فاجأ مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو الجميع في إبقائه على صانع ألعابه الإسباني خوان ماتا الذي أثيرت الكثير من الأقاويل حول قرب رحيله عن الفريق خاصة بعد أن أصبح حبيس مقاعد البدلاء عقب تولي مورينيو تدريب الفريق اللندني.
الأكثر إثارة للجدل، كان قرار المدرب البرتغالي بالاستغناء المفاجئ عن خدمات مهاجمه البلجيكي روميلو لوكاكو الذي انتقل على سبيل الإعارة إلى إيفرتون على الرغم من إصرار مورينيو على إنهاء إعارته إلى وست بروميتش ألبيون وإعادته إلى ستامفورد بريدج مجدداً، وهو عكس ما كان يريده اللاعب نفسه الذي أراد أن يمدد إعارته للفريق بعد أن سجل له ستة أهداف منذ انتقاله الموسم الماضي، إلا أن إصرار مورينيو على عودته إلى جانب مشاركة الدولي البلجيكي بديلاً في مباراة كأس السوبر الأوروبي أمام بايرن ميونيخ الألماني جعلت الجميع يتوقع أن يكون لوكاكو أحد الأوراق الهجومية الهامة التي سيعتمد عليها المدرب البرتغالي في الموسم الحالي.
القرار الأغرب الذي اتخذه مورينيو أيضاً كان الاستغناء عن خدمات مهاجمه النيجيري الشاب فيكتور موزيس الذي انتقل هو الآخر إلى ليفربول، وهي صفقة بدت غريبة إلى حد كبير بسبب التنازل عن مهاجم متميز أحرز مع بلاده كأس أمم أفريقيا في العام الماضي إلى جانب تسجيله عشرة أهداف مع البلوز في موسم (2012-2013).
المثير للدهشة أن موزيس ذهب إلى ليفربول الذي سيكون منافساً شرساً لتشلسي هذا الموسم سواء على لقب الدوري أو حتى على المقاعد المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم القادم، صفقة جعلت إدارة تشلسي تبدو كأنها لم تتعلم من درس الاستغناء عن مهاجمها السابق دانيل ستوريدج الذي انتقل إلى ليفربول ذاته في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، وأصبح الآن أحد أبرز الهدافين في الدوري الإنكليزي ونجم الفريق الأول بإحرازه خمسة أهداف في أربع مباريات منها ثلاثة أهداف في الدوري وهدفين في كأس رابطة الأندية المحترفة، كما فاجأ مورينيو الجميع بالإبقاء على مهاجمه السنغالي ديمبا با الذي بدا وكأنه على أعتاب الرحيل عن أروقة النادي اللندني بسبب التجاهل الذي حدث للاعب في المباريات الأخيرة إذ إنه شارك في مواجهة وحيدة لتشلسي كان أمام أستون فيلا وتم استبداله فيها بعد 65 دقيقة، وغير ذلك فإن اللاعب كان خارج التشكيلتين الأساسية والاحتياطية في أغلب مباريات تشلسي الأخيرة لدرجة أن آلان جيريس مدرب المنتخب السنغالي استبعده من تشكيلة الفريق التي ستواجه أوغندا في تصفيات كأس العالم لأنه لا يشارك مع فريقه بانتظام.
الفرنسي آرسين فينغر مدرب آرسنال "عميد مدربي الدوري الإنكليزي حالياً" لم يكن هو الآخر بعيداً عن القرارات غير المتوقعة والمثيرة للجدل، التي اتخذها طوال أيام موسم الانتقالات الحالي، حيث ظل يحاول جاهداً التعاقد مع مهاجم "سوبر" يكون خير عون للفرنسي المتألق أوليفر جيرو، خاصة بعد أن بدت دكة البدلاء في الفريق الملقب بالمدفعجية خالية من الأسماء الهامة في مركز الهجوم بعد الاستغناء أخيراً عن خدمات المغربي غير الموفق مروان شماخ الذي انتقل إلى صفوف كريستال بالاس، إضافة إلى الاستغناء المفاجئ عن الإيفواري جيرفينيو الذي انتقل إلى روما الإيطالي.
وعلى الرغم من أن فينغر حاول الحصول على خدمات الأرجنتيني غونزالو هيغواين في البداية ثم الأوروغوياني لويس سواريز عقب ذلك كما دارت الكثير من الشائعات حول رغبته في ضم ديمبا با من تشلسي إلا أن المدرب الفرنسي في النهاية استقر على ضم لاعب وسط عكس كل التوقعات هو الألماني مسعود أوزيل المنتقل إلى صفوف المدفعجية في اللحظات الأخيرة قبل غلق باب الانتقالات من ريال مدريد الإسباني في صفقة انتقال تاريخية للمدفعجية كلفت النادي أكثر من 60 مليون دولار فأصبح اللاعب ذو الأصول الكردية هو ثاني أغلى صفقة في تاريخ الدوري الإنكليزي بعد صفقة انتقال فيرناندو توريس من ليفربول إلى تشلسي مطلع موسم (2010/2011) التاريخية التي تكلفت أكثر من 51 مليون جنيه إسترليني.
صفقة فلايني تحفظ ماء وجه يونايتد
واجه مانشستر يونايتد من جهته صعوبات كبيرة في موسم الانتقالات الصيفي المنقضي، إذ أخفقت جهوده في الحصول على خدمات أوزيل وكانت الصدمة أكبر بانتقاله إلى آرسنال أحد أبرز المنافسين للشياطين الحمر، كما أخفقت خطة مدرب الفريق أيضاً في الحصول على خدمات البرتغالي فابيو كوينتراو من ريال مدريد أو ضم الإسباني أندير هيريرا من أتلتيك بلباو، فكان التعاقد مع البلجيكي مروان فلايني من صفوف إيفرتون هو طوق النجاة لسد احتياجات حامل لقب الدوري الإنكليزي في وسط الملعب، وهو تعاقد كلف إدارة النادي 27.5 مليون جنيه إسترليني بما يعادل 43 مليون دولار أميركي.
الغريب أن انتقال فلايني للمان يونايتد جاء عكس المتوقع تماماً، خاصة بعد أن أعلن إيفرتون أن انتقال الدولي البلجيكي إلى يونايتد تحديداً مستبعد بسبب اتفاقه السابق مع مدربه السابق مويز الذي كان يقضي بعدم ملاحقة أي من لاعبي الفريق بعد أن ينتقل إلى تدريب مانشستر يونايتد.
وكان مانشستر يونايتد قد ضم في مطلع موسم الانتقالات الصيفي المدافع الأوروغوياني الشاب غويرمو فاريلا من نادي أتلتيكو بينارول بعقدٍ يمتد خمس سنوات مقابل مليون و540 ألف جنيه إسترليني.
موسم انتقالات تاريخي لتوتنهام
فريق توتنهام كان بلا منازع هو الأبرز في موسم الانتقالات الصيفية الماضي ليس فقط على صعيد كرة القدم الإنكليزية، بل يمكننا القول إن الفريق الموجود في شمال لندن خطف الأضواء من جميع الأندية في العالم أجمع، فقد باع لاعبه الويلزي غاريث بايل إلى ريال مدريد الملكي في صفقة تاريخية تخطت حاجز المئة مليون يورو فجعلت اللاعب هو الأغلى في تاريخ كرة القدم، كما نجح النادي اللندني في المقابل في تدعيم صفوفه بالعديد من الصفقات الهامة والمؤثرة التي جعلت الفريق يتصدر قائمة الأندية الأكثر إنفاقاً في إنكلترا هذا الموسم بعدما أنفق أكثر من 107 ملايين جنيه إسترليني، متخطياً مانشستر سيتي أحد أغنى الأندية الإنكليزية وأكثرها إنفاقاً في السنوات الأخيرة.
مدرب توتنهام الشاب أندريه فيلاش بواش الذي استغنى بصعوبة عن خدمات نجمه بايل أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي في موسمه الماضي، قام في المقابل بإبرام العديد من الصفقات القوية بدأت بالتعاقد مع البرازيلي باولينيو من صفوف كورنثيانز البرازيلي فور انتهاء كأس القارات الماضية بـ 17 مليون جنيه إسترليني، كما ضم مهاجم فالنسيا السابق روبيرتو سولدادو بـ 26.400.000 جنيه إسترليني، وحصل على خدمات البلجيكي ناصر شاذلي من صفوف توينتي الهولندي بأكثر من سبعة ملايين جنيه إسترليني، ثم تعاقد بواش مع لاعب الوسط المدافع الفرنسي إيتين كابوي من صفوف تولوز بما يقارب عشرة ملايين جنيه إسترليني.
ويمكن القول إن إدارة توتنهام كانت هي الأبرز والأنشط مع اقتراب موسم الانتقالات من نهايته فقد نجحت في التعاقد مع الجناح الأرجنتيني إيريك لاميلا من صفوف روما بصفقة كبيرة قدرت تكلفتها بأكثر من 26 مليون جنيه إسترليني، فيما كان الحصول على خدمات لاعب الوسط المهاجم الدنماركي الواعد كريستيان إيريكسين البالغ من العمر 21 عاماً من صفوف اياكس أمستردام مفاجأة سارة لجماهير الفريق خاصة بعد أن تألق اللاعب في الموسم الماضي مع بطل الدوري الهولندي مسجلاً عشرة أهداف في 33 مباراة.علماً بأنه اختير أفضل لاعب صاعد في المسابقة عام 2011، وبلغت قيمة الصفقة وفقاً لوسائل إعلام إنكليزية 11.5 مليون جنيه إسترليني بما يعادل 13.5 مليون يورو.
صفقات "مؤثرة" لمانشستر سيتي
أصبحت إدارة مانشستر سيتي تتعامل بحرفية بالغة ومهارة مع مواسم الانتقالات المختلفة، إذ يمكننا القول إن أعين المتخصصين في النادي أصبحت حساسة ودقيقة لتدرك مدى الاحتياجات الحقيقية للفريق وتوفر على أساسها لاعبين مناسبين يسهل اندماجهم بسرعة وسهولة مع تشكيلة اللاعبين والمنظومة التي يعمل بها الفريق، وقد وضح ذلك من خلال صفقات الانتقالات الهامة والمؤثرة التي أبرمتها إدارة الفريق ومعها مدربه الجديد التشيلي مانويل بيليغريني في موسم الانتقالات الصيفية.
استهل فريق مانشستر سيتي نشاطه في الميركاتو الصيفي بالتعاقد مع البرازيلي فيرناندينهو من شاختار الأوكراني في صفقة كلفت خزائن النادي أكثر من 35 مليون جنيه إسترليني، ومثل اللاعب إضافة جيدة للسيتيزينز حيث شارك في جميع مباريات الفريق منذ انطلاق مسابقة الدوري الإنكليزي الممتاز، كما انضم للفريق لاعب الوسط الإسباني الدولي خيسوس نافاس قادماً من إشبيليه بصفقة انتقال تكلفت 17.600.000 جنيه إسترليني، ودعم الفريق خط هجومه بالتعاقد مع المهاجم الصربي ستيفن يوفيتيتش من صفوف فيورنتينا الإيطالي ثم بضم الإسباني ألفارو نيغريدو من إشبيليه أيضاً والأخير مثل إضافة قوية للمان سيتي حيث أحرز هدفين حتى الآن في مستهل مسيرة الفريق في الدوري بتسجيله الأول الذي كان في شباك كارديف سيتي ضمن الأسبوع الثاني أما الثاني فكان في مرمى هال سيتي في الأسبوع الثالث علماً بأن ضم مهاجم إشبيليه السابق صاحب الـ28 عاماً كلف خزائن النادي 22 مليون جنيه إسترليني.
ومع أن خط دفاع "سيتي" يعج باللاعبين المخضرمين وأصحاب الخبرات الكبيرة أمثال الصربي ألكسندر كولاروف (27 عاماً)) والبلجيكي قائد الفريق فينسينت كومباني (27 عاماً) إضافة للأرجنتيني زاباليتا (28 عاماً) والإنكليزيين الدوليين ميكا ريتشاردز(25 عاماً) وجوليون ليسكوت البالغ من العمر 31 عاماً، فإن بيليغريني أصر على تدعيم خطه الخلفي بالأرجنتيني الدولي مارتن ديميكيليس ( 32 عاماً) على الرغم من أن اللاعب كان قد حط رحاله بالفعل في أتلتيكو مدريد منذ أكثر من شهرين، ولكن يبدو أن الفترة التي قضاها المدافع الأرجنتيني مع بيليغريني في ملقا عندما كان الأخير يشرف على تدريب النادي الأندلسي قد أقنعته تماماً بقدرات المدافع المخضرم الذي دافع في السابق عن ألوان العملاق البافاري بايرن ميونيخ (2003-2010).
مورينيو يعيد إيتو إلى الأضواء
على عكس المتوقع تماماً فمع بدء الولاية الثانية لمورينيو في تشلسي اعتقد الجميع أن يكون موسم الانتقالات السابق مشتعلاً في أروقة "ستامفورد بريدج" إلا أن مورينيو فاجأ متابعيه ولم يضم أي لاعب من العيار الثقيل خاصة بعد إخفاق محاولاته في التعاقد مع مهاجم المنتخب الإنكليزي ومانشستر يونايتد واين روني، إذ جاءت معظم صفقات تشلسي هادئة ودون الدخول في أي صراعات مع أندية أخرى وتركزت على ضم لاعبين يمكن القول عليهم إنهم من نجوم الصف الثاني، فتعاقد مدرب البلوز مع الألماني الدولي أندري شورله من باير ليفركوزن مقابل 22 مليون جنيه إسترليني بالإضافة لضم البرازيلي ويليان من صفوف أنجي ماخشكالا الروسي الذي عرض لاعبيه الكبار من تلقاء نفسه للبيع بعد أن قرر مالك الفريق الملياردير سليمان كريموف تخفيض ميزانية فريقه بشكل كبير، وتكلفت صفقة ويليان قرابة 35 مليون جنيه إسترليني.
أما المفاجأة الحقيقية والصفقة التي يراها الكثير من عشاق وجمهور الفريق اللندني بالرائعة فكانت التعاقد المفاجئ مع الهداف الكاميروني الكبير صامويل إيتو "32 عاماً"، الذي رحل هو الآخر دون مقابل عن صفوف إنجي، حيث انتقل إلى ستامفورد بريدج لمدة عام في صفقة محدودة تكلفت 7 مليون جنيه إسترليني فقط، ورغم ذلك فإنه من المتوقع أن يكون أثرها كبيراً خاصة في ظل حالة الانسجام والتفاهم التي تربط إيتو بمورينيو حيث عمل الثنائي معاً وحققا ثلاثية تاريخية عندما كان الأخير مدرباً لإنتر ميلان.
أما الصفقة الأغرب التي قام بها تشلسي فكان التعاقد مع الحارس الأسترالي المخضرم مارك شفارتسر البالغ من العمر 41 عاماً المنتقل دون أي مقابل من صفوف فولهام، والذي يبدو أنه أراد أن يختتم مسيرته في الملاعب باللعب لأحد الأندية الكبرى لعله يتوّج ببطولة تكون مسك الختام له قبل أن يعتزل.
ليفربول يتعامل بواقعية
على الرغم من أن ليفربول لم ينفق بسخاء في سوق الانتقالات السابق، إلا أنه يعد من أفضل الأندية التي وفقت في التعاقد مع لاعبين مؤثرين أبلوا حتى الآن بلاءاً حسناً مع انطلاقة الدوري الإنكليزي حيث ساعدوا "الريدز" على الفوز بالثلاث المباريات الأولى في الدوري الممتاز دون أن تهتز شباك الفريق بأي هدف محققاً بذلك أفضل انطلاقة في تاريخه.
فريق المدرب الأيرلندي الشمالي بيرندان رودجرز دعم صفوفه هذا الموسم بالحارس البلجيكي سيمون ميغنوليت من سندرلاند بعشرة ملايين وستمئة ألف جنيه إسترليني، كما حصل على خدمات المدافع الإيفواري المخضرم حبيب كولو توريه "32 عاماً" في صفقة انتقال حر بعد أن أمضى أربعة مواسم في صفوف مانشستر سيتي، إضافة إلى ضم المهاجم الإسباني الشاب إياغو أسباس من سلتا فيغو في صفقة انتقال تكلفت ما يقارب 8 ملايين جنيه إسترليني، وكان أسباس قد تألق الموسم الماضي مع سلتا فيغو في الليغا بتسجيله 12 هدفاً.
الصفقة الأبرز التي حصل عليها ليفربول مع نهاية الميركاتو الصيفي تمثلت في ضم المدافع الفرنسي ذي الأصول السنغالية مامادو ساخو "23 عاماً" من صفوف باريس سان جيرمان الذي حصل على 21 مليون جنيه إسترليني نظير الاستغناء عن مدافعه الشاب، أما الصفقة "الهادئة" التي لم تتحدث عنها وسائل الإعلام كثيراً فكانت التعاقد مع مهاجم إشبيليه الواعد لويس ألبيرتو روميرو البالغ من العمر 20 عاماً الذي يتوقع له التألق مع الفريق في الموسم الحالي والمواسم القادمة.
النجاح الحقيقي لليفربول في فترة الانتقالات الصيفية يمكن القول إنه لم يكن في التعاقد مع لاعبين واعدين بقدر ما تمثل في الاحتفاظ بخدمات المهاجم الأوروغوياني الدولي لويس سواريز الذي تعرض لإغراءات كثيرة لمغادرة صفوف الفريق خاصة من جانب الآرسنال الذي كاد أن يستحوذ على خدمات اللاعب مقابل صفقة رصد لها أكثر من 40 مليون جنيه إسترليني إلا أن تمسك رودجرز بسواريز أبقى على اللاعب، ومع التألق الكبير لستوريدج ووجود مهاجم هداف مثل النيجيري موزيس وانضمام المتحرك والنشيط أسباس وعودة سواريس ثاني هدافي الدوري الإنكليزي في الموسم الماضي برصيد 23 هدفاً من الإيقاف، يتوقع أن يكون هجوم ليفربول نارياً وبالغ الخطورة في الموسم المنطلق حديثاً من الدوري الإنكليزي.
أندية الوسط تضرب بقوة
وبوجه عام فإن حجم التعاقدات في الدوري الإنكليزي في فترة الانتقالات الصيفية المنصرمة تكلفت أكثر من 700 مليون جنيه إسترليني، والملاحظ أنه على عكس الدوريات الأوروبية الكبرى فإن الصفقات الكبرى أو التي تخطت حاجز العشرة ملايين جنيه إسترليني لم تكن حصراً على الأندية الكبرى أو الغنية في ال"بريميير ليغ" فقط وإنما امتدت لتشمل عدداً غير قليل من الأندية.
فإيفرتون على سبيل المثال ضم إلى صفوفه الأيرلندي جيمس ماكارثي "22 عاماً" من صفوف ويغان الهابط إلى مصاف أندية دوري الدرجة الأولى في صفقة مرتفعة تكلفت أكثر من 15 مليون جنيه إسترليني، كما ضم سوانسي المنتمي إلى ويلز المهاجم الإيفواري الدولي ويلفريد بوني من صفوف فيتيس الهولندي بما يقارب 14 مليون جنيه إسترليني، فيما احتفظ ويستهام يونايتد بخدمات المهاجم الدولي آندي كارول الذي كان معاراً إليه من ليفربول بعد أن دفع للأخير 17.5مليون جنيه إسترليني.
وفاجأ ساوثامبتون الجميع بإبرام صفقتين من العيار الثقيل إذ دفع 12.5 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع المدافع الدولي الكيني فيكتور وانياما من صفوف سيلتك الاسكتلندي، كما نجحت إدارة النادي في حسم صفقة من العيار الثقيل بضم الدولي الإيطالي بابلو أوزفالدو البالغ من العمر 27 عاماً من روما الإيطالي بـ 15 مليون جنيه إسترليني.
وأخيراً فإن كارديف سيتي الصاعد لأول مرة في تاريخه إلى دوري الأضواء والشهرة، أبى أن ينتهي الميركاتو الإنكليزي الصيفي دون أن يدخل هو الآخر "نادي الأندية الأكثر إنفاقاً" بتعاقده مع لاعب الوسط المدافع غاري ميدل من صفوف إشبيليه بـ 13 مليون جنيه إسترليني، كما ضم مدافع توتنهام السابق ستيفن كولكر بما يقارب عشرة ملايين جنيه إسترليني.