استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

لماذا يجب علينا أن نحب حبيبنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من أي شخص آخر ؟ Empty لماذا يجب علينا أن نحب حبيبنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من أي شخص آخر ؟

seif dz
seif dz
عضو جديد
عضو جديد
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 27 نقاط التميز : 61 تقييم العضو : 5 التسجيل : 11/08/2013 العمر : 27
تمت المشاركة الأربعاء أغسطس 28, 2013 11:27 am
السؤال : لماذا يجب علينا أن نحب ونطيع ونتبع ونحترم رسولنا محمَّداً صلى الله عليه وسلم إلى أقصى درجة؟ ( أو أكثر من أي شخص آخر) ؟

الجواب : الحمد لله

1-
أوجب الله تعالى علينا طاعة النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى :
( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ
تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ
) المائدة/92 .

2- وأخبر الله تعالى أن طاعة النبي صلى الله عليه
وسلم هي طاعة لله تعالى ، قال الله تعالى : ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ
فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ
حَفِيظاً ) النساء/80

3- وحذَّر الله عز وجل من التولي عن طاعته ،
وأن هذا قد يصيب المسلم بالفتنة وهي فتنة الشرك ، قال الله عز وجل : ( لا
تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً
قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً
فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ
فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) النور/63 وأخبر الله تعالى أن
مقام النبوة الذي أعطاه لنبيه صلى الله عليه وسلم يستوجب من المؤمنين
احترام النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره ، قال الله تعالى : (
إناأَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ
بُكْرَةً وَأَصِيلا ) الفتح/8-9

4- ولا يتم إيمان المسلم حتى يحبَّ
النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، بل حتى يكون النبيُّ صلى الله عليه وسلم
أحبَّ إليه من والده وولده ونفسه والناس أجمعين . عن أنس قال : قال النبي
صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده
والناس أجمعين ) رواه البخاري ( 15 ) ومسلم ( 44 ) .

وعن عبد الله
بن هشام قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب ،
فقال له عمر: يا رسول الله ، لأنت أحب إلي من كل شيء ، إلا من نفسي . فقال
النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من
نفسك ) فقال له عمر : فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي . فقال النبي
صلى الله عليه وسلم : ( الآن يا عمر ) رواه البخاري ( 6257 ) .

قال
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وأما السبب في وجوب محبته صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعظيمه أكثر من أي شخص فلأن أعظم الخير في
الدنيا والآخرة لا يحصل لنا إلا على يد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بالإيمان به واتباعه ، وذلك أنه لا نجاة لأحد من عذاب الله ، ولا
وصول له إلى رحمة الله إلا بواسطة الرسول ؛ بالإيمان به ومحبته وموالاته
واتباعه ، وهو الذى ينجيه الله به من عذاب الدنيا والآخرة ، وهو الذى يوصله
إلى خير الدنيا والآخرة . فأعظم النعم وأنفعها نعمة الإيمان ، ولا تحصل
إلا به وهو أنصح وأنفع لكل أحد من نفسه وماله ؛ فإنه الذى يخرج الله به من
الظلمات إلى النور ، لا طريق له إلا هو ، وأما نفسه وأهله فلا يغنون عنه من
الله شيئا ..) اهـ مجموع الفتاوى 27/246

وقال بعض أهل العلم :
إِذَا تَأَمَّل العبدُ النَّفْع الْحَاصِل لَهُ مِنْ جِهَة الرَّسُول
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي أَخْرَجَهُ الله به مِنْ
ظُلُمَات الْكُفْر إِلَى نُور الْإِيمَان ، عَلِمَ أَنَّهُ سَبَب بَقَاء
نَفْسه الْبَقَاء الأَبَدِيّ فِي النَّعِيم السَّرْمَدِيّ , وَعَلِمَ أَنَّ
نَفْعه بِذَلِكَ أَعْظَم مِنْ جَمِيع وُجُوه الانْتِفَاعَات ,
فَاسْتَحَقَّ لِذَلِكَ أَنْ يَكُون حَظّه مِنْ مَحَبَّته أَوْفَر مِنْ
غَيْره , وَلَكِنَّ النَّاس يَتَفَاوَتُونَ فِي ذَلِكَ بِحَسَبِ
اِسْتِحْضَار ذَلِكَ وَالْغَفْلَة عَنْهُ ، وكلّ مَنْ آمَنَ بِالنَّبِيِّ
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيمَانًا صَحِيحًا لا يَخْلُو عَنْ
وِجْدَان شَيْء مِنْ تِلْكَ الْمَحَبَّة الرَّاجِحَة , غَيْر أَنَّهُمْ
مُتَفَاوِتُونَ . فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَ مِنْ تِلْكَ الْمَرْتَبَة
بِالْحَظِّ الأَوْفَى , وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَ مِنْهَا بِالْحَظِّ
الْأَدْنَى , كَمَنْ كَانَ مُسْتَغْرِقًا فِي الشَّهَوَات مَحْجُوبًا فِي
الْغَفَلات فِي أَكْثَر الأَوْقَات , لَكِنَّ الْكَثِير مِنْهُمْ إِذَا
ذُكِرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِشْتَاقَ إِلَى
رُؤْيَته , بِحَيْثُ يُؤْثِرهَا عَلَى أَهْله وَوَلَده وَمَاله وَوَالِده ،
غَيْر أَنَّ ذَلِكَ سَرِيع الزَّوَال بِتَوَالِي الْغَفَلَات , وَاَللَّه
الْمُسْتَعَان . انظر فتح الباري 1/59 .

وإلى هذا المعنى يشير قول الله عز وجل : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) الأحزاب/6 .

قال
ابن كثير رحمه الله : ( قد علم شفقة رسوله صلى الله عليه وسلم على أمته ،
ونصحه لهم ، فجعله أولى بهم من أنفسهم ، وحكمه فيهم مقدما على اختيارهم )
6/380 .

وقال الشيخ ابن سعدي رحمه الله : ( يخبر تعالى المؤمنين
خبرا يعرفون به حالة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومرتبته ؛ فيعاملونه
بمقتضى تلك الحالة ، فقال : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ ) : أقرب ما للإنسان ، وأولى ما له نفسه ، فالرسول أولى به من
نفسه ، لأنه عليه الصلاة والسلام ، بذل لهم من النصح والشفقة والرأفة ، ما
كان به أرحم الخلق وأرأفهم ، فرسول الله أعظم الخلق منة عليهم من كل أحد ،
فإنه لم يصل إليهم مثقال ذرة من خير ، ولا اندفع عنهم مثقال ذرة من الشر
إلا على يديه وبسببه . فلذلك وجب عليه أنه إذا تعارض مراد النفس ، أو مراد
أحد من الناس مع مراد الرسول أن يقدم مرا الرسول ، وأن لا يعارض قول الرسول
بقول أحد كائنا من كان ، وأن يفدوه بأنفسهم وأموالهم وأولادهم ، ويقدموا
محبته على محبة الخلق كلهم ، وألا يقولوا حتى يقول ، ولا يقدموا بين يديه )
. اهـ

وحاصل ما ذكره أهل العلم في بيان ذلك أن غضب الله والنار
هما أعظم مرهوب للعبد ؛ ولا نجاة منها إلا على يد الرسول صلى الله عليه
وسلم ، ورضى الله والجنة هما أعظم مطلوبه ، ولا فوز بهما إلا على يد الرسول
صلى الله عليه وسلم .

وإلى الأمر الأول يشير النبي صلى الله عليه
وسلم بقوله : ( مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَوْقَدَ نَارًا
فَجَعَلَ الْجَنَادِبُ وَالْفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهَا وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ
عَنْهَا وَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنْ النَّارِ وَأَنْتُمْ تَفَلَّتُونَ
مِنْ يَدِي ) مسلم 2285 من حديث جابر ، ونحوه في البخاري 3427 من حديث أبي
هريرة .

{ ( الفَراش ) َقَالَ الْخَلِيل : هُوَ الَّذِي يَطِيرُ كَالْبَعُوضِ

وَأَمَّا ( الْجَنَادِب ) فَجَمْع جُنْدُب , وَالْجَنَادِب هَذَا الصِّرَار الَّذِي يُشْبِهُ الْجَرَاد .

أَمَّا ( التَّقَحُّم ) فَهُوَ الإِقْدَامُ وَالْوُقُوعُ فِي الأُمُور الشَّاقَّة مِنْ غَيْر تَثَبُّت .

وَ ( الْحُجَز ) جَمْع حُجْزَة وَهِيَ مَعْقِد الإِزَار وَالسَّرَاوِيل .

وَمَقْصُود
الْحَدِيث أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَّهَ تَسَاقُط
الْجَاهِلِينَ وَالْمُخَالِفِينَ بِمَعَاصِيهِمْ وَشَهَوَاتهمْ فِي نَار
الآخِرَة , وَحِرْصهمْ عَلَى الْوُقُوع فِي ذَلِكَ , مَعَ مَنْعه
إِيَّاهُمْ , وَقَبْضه عَلَى مَوَاضِع الْمَنْع مِنْهُمْ , بِتَسَاقُطِ
الْفِرَاش فِي نَار الدُّنْيَا , لِهَوَاهُ وَضَعْف تَمْيِيزه ,
وَكِلاهُمَا حَرِيصٌ عَلَى هَلَاكِ نَفْسه , سَاعٍ فِي ذَلِكَ لِجَهْلِهِ .
) } شرح مسلم ، للنووي

وأما الثاني فيشير إليه قوله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ
إِلا مَنْ أَبَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ مَنْ
أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى ) البخاري 7280
من حديث أبي هريرة

والله الموفق .

لماذا يجب علينا أن نحب حبيبنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من أي شخص آخر ؟ Empty رد: لماذا يجب علينا أن نحب حبيبنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من أي شخص آخر ؟

ملكة الاحساس
ملكة الاحساس
عضو مميز
عضو مميز
رقم العضوية : 11259
الجنس : انثى عدد المساهمات : 1663 نقاط التميز : 2140 تقييم العضو : 20 التسجيل : 22/12/2011 العمر : 36 الإقامة : الطارف
تمت المشاركة الأربعاء أغسطس 28, 2013 2:32 pm
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين


بارك الله فيك و احسن اليك
جزاك الله خيرا اخي

تقبل مروري اختك في الله سمية

لماذا يجب علينا أن نحب حبيبنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من أي شخص آخر ؟ Empty رد: لماذا يجب علينا أن نحب حبيبنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من أي شخص آخر ؟

عبدالحميد19
عبدالحميد19
عضو محترف
عضو محترف
رقم العضوية : 13498
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 10029 نقاط التميز : 12437 تقييم العضو : 105 التسجيل : 07/10/2012 العمر : 34 الإقامة : برج بوعريريج
تمت المشاركة الأربعاء أغسطس 28, 2013 2:36 pm
لماذا يجب علينا أن نحب حبيبنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من أي شخص آخر ؟ 357296 

لماذا يجب علينا أن نحب حبيبنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من أي شخص آخر ؟ Empty رد: لماذا يجب علينا أن نحب حبيبنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من أي شخص آخر ؟

avatar
زائر
زائر
تمت المشاركة الأربعاء أغسطس 28, 2013 5:47 pm
جزاك الله خيرا اخي موضوع قيم وهادف مشكور
استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى