ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البيوت أنواع.. فأيّ البيوت بيتك؟
محطة تلفزيونية وأخرى تتنقل متتبعة مسلسلاً تلو الآخر ساهرة الليل بين أبنائها وزوجها لا تتحرك فيهم إلا أفواههم حين يمضغون شيئا من المسليات أو الفواكه أو القطايف المحضرة مسبقا في جلستهم ، أو يعدلون منها في حال أطالوا الجلوس في وضعية معينة فآلمتهم عظامهم ..
كل همهم أن يعرفوا ما حصل من مستجدات لذاك البطل في مسلسله أو ما سترتديه تلك البطلة في حلقة اليوم .. وانتظار تسريحة الشعر الجديدة لبطلةٍ أخرى على الشاشة الصغيرة في رمضان ... أدّوا الصلوات المفروضة عليهم والتراويح في عجلة .. قلقين من أن يفوتهم مشهد من مسلسل أو آخر .
بينهم اتفاق ضمني ألا يتحدثوا إلا وقت عرض الإعلانات التجارية ، فتسمعهم أثناءها يتناقشون وربما يعلو صوتهم.. تنصت لتجدهم يذاكرون ما حصل في حلقة سابقة مختلفين حينا ومتفقين حينا آخر .. محاولين توقع المشاهد القادمة متنافسين حول من كان صاحب أدق توقعات لسنين سبقت ، وفي أثناء تقليبهم بين المحطات يمرون على حلقة للدكتور مبروك عطية أو الدكتور عمرو خالد أو الدكتور العريفي فيكون تعليق أحدهم :" لا وقت الآن لمتابعة دروسك للأسف " فيرد آخر :" بسيطة .. كل شيء يعاد عرضه بعد رمضان " .. وربما يستوقفهم أحدهم ليعرف موضوع الحلقة قبل أن يغير المحطة !.
وينهض الوالد بعد أن أدركه النعاس ليصلي ركعات قبل أن يخلد للنوم ، فأمامه غد حافل في عمله ، تليها سهرة في بيته مع إخوانه الذين دعاهم لتناول طعام الإفطار .
في بيتٍ آخر..
بيت آخر يصدح فيه صوت مؤثر لقراءة القرآن .. يليه تكبير .. إنه سيد البيت يصلي بأهله قيام الليل ، ويتلو ما تيسر من القرآن .. رأى للجنة طريقا فسلكه وآثر أن تكون زوجته شريكة حياته .. شريكة له حتى في طموحه للفوز بالجنة .. وبجانبهما صبية وطفل تجاوزا العاشرة .. فرحتهما بالصلاة مع والديها تغمرهما .. لا يظهر على وجوههما التعب على عكس ما تتوقع .. وعدهما والدهما بما وعده به ربه .. فناما مبكرين قريري العين في انتظار إحياء الليل .. في الصلاة والدعاء .
وقبيل نومهم كانت لهم جلسة تبادلوا فيها أخبارهم وقص الطفلان على والديهما تفاصيل يومهما الرمضاني .. فأخبر الولد أمه عن العائلة التي اصطحبه إليها والده .. حيث صادق صبيا أصغر منه بقليل ولعب معه وتحدث وقص عليه ما حفظه من والده من قصص الأنبياء رضوان الله عليهم حتى انقضى جزء من النهار.. وأخبرها عن وضعهم الذي بدا مرهقا ماديا .. فثياب الولد مهترئة .. وحذاؤه قديم .. وطلب إذنها ليشتري له من حصالته ثوبا للعيد كهدية بعد أن رفض أن يأخذ منه نقودا .
وقصت البنت على والدها كيف تحملت الصوم في هذا الحر الشديد.. وكيف صلت مع والدتها الفروض كلها والسنن .. وكيف قرأت من القرآن صفحات أشادت أمها بحسن تلاوتها وتمكنها من التلاوة بالأحكام .. ثم لعبت مع جارتها " بيت بيوت " و " حجلة " و" شريدة " وغيرها من ألعاب البنات ، وتبادلتا الأحاديث حين تعبتا من الحركة والركض ، ثم حدثته كيف ساعدت أمها في تحضير السفرة والسلطة .
فأي البيوت بيتك ؟
وأي الأطفال أطفالك ؟
وأي السهرتين تفضل ؟
وما همك في شهر رمضان : تلك البطلة أم زوجتك ؟
ذاك البطل أم ابنك ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البيوت أنواع.. فأيّ البيوت بيتك؟
محطة تلفزيونية وأخرى تتنقل متتبعة مسلسلاً تلو الآخر ساهرة الليل بين أبنائها وزوجها لا تتحرك فيهم إلا أفواههم حين يمضغون شيئا من المسليات أو الفواكه أو القطايف المحضرة مسبقا في جلستهم ، أو يعدلون منها في حال أطالوا الجلوس في وضعية معينة فآلمتهم عظامهم ..
كل همهم أن يعرفوا ما حصل من مستجدات لذاك البطل في مسلسله أو ما سترتديه تلك البطلة في حلقة اليوم .. وانتظار تسريحة الشعر الجديدة لبطلةٍ أخرى على الشاشة الصغيرة في رمضان ... أدّوا الصلوات المفروضة عليهم والتراويح في عجلة .. قلقين من أن يفوتهم مشهد من مسلسل أو آخر .
بينهم اتفاق ضمني ألا يتحدثوا إلا وقت عرض الإعلانات التجارية ، فتسمعهم أثناءها يتناقشون وربما يعلو صوتهم.. تنصت لتجدهم يذاكرون ما حصل في حلقة سابقة مختلفين حينا ومتفقين حينا آخر .. محاولين توقع المشاهد القادمة متنافسين حول من كان صاحب أدق توقعات لسنين سبقت ، وفي أثناء تقليبهم بين المحطات يمرون على حلقة للدكتور مبروك عطية أو الدكتور عمرو خالد أو الدكتور العريفي فيكون تعليق أحدهم :" لا وقت الآن لمتابعة دروسك للأسف " فيرد آخر :" بسيطة .. كل شيء يعاد عرضه بعد رمضان " .. وربما يستوقفهم أحدهم ليعرف موضوع الحلقة قبل أن يغير المحطة !.
وينهض الوالد بعد أن أدركه النعاس ليصلي ركعات قبل أن يخلد للنوم ، فأمامه غد حافل في عمله ، تليها سهرة في بيته مع إخوانه الذين دعاهم لتناول طعام الإفطار .
في بيتٍ آخر..
بيت آخر يصدح فيه صوت مؤثر لقراءة القرآن .. يليه تكبير .. إنه سيد البيت يصلي بأهله قيام الليل ، ويتلو ما تيسر من القرآن .. رأى للجنة طريقا فسلكه وآثر أن تكون زوجته شريكة حياته .. شريكة له حتى في طموحه للفوز بالجنة .. وبجانبهما صبية وطفل تجاوزا العاشرة .. فرحتهما بالصلاة مع والديها تغمرهما .. لا يظهر على وجوههما التعب على عكس ما تتوقع .. وعدهما والدهما بما وعده به ربه .. فناما مبكرين قريري العين في انتظار إحياء الليل .. في الصلاة والدعاء .
وقبيل نومهم كانت لهم جلسة تبادلوا فيها أخبارهم وقص الطفلان على والديهما تفاصيل يومهما الرمضاني .. فأخبر الولد أمه عن العائلة التي اصطحبه إليها والده .. حيث صادق صبيا أصغر منه بقليل ولعب معه وتحدث وقص عليه ما حفظه من والده من قصص الأنبياء رضوان الله عليهم حتى انقضى جزء من النهار.. وأخبرها عن وضعهم الذي بدا مرهقا ماديا .. فثياب الولد مهترئة .. وحذاؤه قديم .. وطلب إذنها ليشتري له من حصالته ثوبا للعيد كهدية بعد أن رفض أن يأخذ منه نقودا .
وقصت البنت على والدها كيف تحملت الصوم في هذا الحر الشديد.. وكيف صلت مع والدتها الفروض كلها والسنن .. وكيف قرأت من القرآن صفحات أشادت أمها بحسن تلاوتها وتمكنها من التلاوة بالأحكام .. ثم لعبت مع جارتها " بيت بيوت " و " حجلة " و" شريدة " وغيرها من ألعاب البنات ، وتبادلتا الأحاديث حين تعبتا من الحركة والركض ، ثم حدثته كيف ساعدت أمها في تحضير السفرة والسلطة .
فأي البيوت بيتك ؟
وأي الأطفال أطفالك ؟
وأي السهرتين تفضل ؟
وما همك في شهر رمضان : تلك البطلة أم زوجتك ؟
ذاك البطل أم ابنك ؟