استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

 استقبال رمضان بين الحاضر والماضي Empty استقبال رمضان بين الحاضر والماضي

bicha papicha
bicha papicha
عضو جديد
عضو جديد
رقم العضوية : 16212
الجنس : انثى عدد المساهمات : 67 نقاط التميز : 98 تقييم العضو : 6 التسجيل : 06/04/2013 العمر : 29 الإقامة : Blàd ChàwiYà
تمت المشاركة الأربعاء يوليو 10, 2013 11:23 pm
  استقبال رمضان بين الحاضر والماضي 433593



اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 
شهر رمضان المبارك الذي أُنزل فيه القرآن، والذي يتعبد فيه المسلمون لربهم بأعظم العبادات وأجل الطاعات، عبادة الصوم، عبادة السر التي قال الله -تعالى- عنها كما في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي»[1].


ومعلوم أن لهذا الشهر فضائل عظيمة جعلته يتميز عن سائر الشهور ولهذا كان له من الاهتمام والميزات في قلوب المسلمين والمؤمنين ما يجعلهم ينتظرون قدومه، ويستعدون للقائه، ويهيئون أنفسهم ويسألون الله أن يبلغهم رمضان ويعينهم على الإحسان فيه صياماً وقياماً وزكاةً واعتكافًا.



هذا هو شأن الصالحين من هذه الأمة سلفًا وخلفًا يفرحون لقدوم هذا الشهر الطيب المبارك ويتمنون أن يدركهم رمضان وهم أحياء ليتقربوا إلى مولاهم ويتعرضوا إلى رحمات الله ونفحاته ويستغفروا الله ويتوبوا سائلين مولاهم العظيم أن يعتق رقابهم من النار في هذا الشهر العظيم فالصوم حماية ووقاية من النار فقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «الصوم جُنّة يستجن بها العبد من النار» [2]، وقال أيضاً: «من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا» [3].

كما أنهم يتلمسون فيه رحمة ربهم ودخول الجنات، فقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن في الجنة بابًا، يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلن يدخل منه أحد»[4].

كما أنهم يبتغون في الصوم غفران الذنوب وتكفير السيئات أخذًا بقول الله -تعالى-: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}[هود: من الآية 114]. ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة»[5]. وبقوله: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر»[6]. وبقوله: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» [7].


فالصالحون من هذه الأمة يحرصون على الخير وكانوا أحرص الناس عليه، لذا تراهم قبل دخول هذا الشهر يعكفون على كتاب ربهم يتلونه ويتدارسونه ويقبلون عليه إقبالًا جميلًا ويكثرون من صيام النوافل مثل الأيام البيض من كل شهر ويومي الإثنين والخميس ويوم عرفة ويوم عاشوراء ويوم قبله أو بعده وكذلك الإكثار من صوم أيام شهر شعبان وشهر رجب. فيأتيهم رمضان وهم بعد في اشتياق ولهفة وحنين إلى الصوم ومكابدة ساعات الليل في القيام والتهجد والوقوف بين يدي مولاهم، عسى أن يغفر لهم، ويتوب عليهم، ويجاهدون النفس في لذائذها وفتورها ونومها، وكذلك يجاهدون شحها فيبذلون أنفس ما لديهم لإخوانهم الفقراء متقربين بذلك إلى ربهم ومولاهم العظيم، فهذا هو دأب الصالحين اقتداءً بسيد المرسلين- صلى الله عليه وسلم- الذي كان يفرح لقدوم هذا الشهر المبارك ويعظمه ويهتم به أيّما اهتمام، وكان يفرغ لعبادة ربه في ليل هذا الشهر ونهاره صائمً قائمًا وخاصة في العشر الأواخر منه طمعًا في أن يصيبوا قيام ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر رجاء الدخول في رحمة الله ومغفرته.

وإذا بلغهم رمضان جدُّوا واجتهدوا في العبادة وأخلصوا لله وهم على وجل خشية أن لا يقبل منهم صومهم وقيامهم، فتراهم خاشعين كأنهم مرضى، وما هم بمرضى فإذا انقضى رمضان حزنوا عليه حزنًا شديدًا، كأن القوم فقدوا عزيزهم وحبيبهم الذي يبلغهم منازل الأبرار فتراهم مشفقين يسألون الله أن يتقبل منهم صلاتهم وصيامهم وصدقاتهم واعتكافهم، وتمر الأيام والليالي وقلوبهم شاخصة إلى رمضان القادم لما وجدوا في رمضان الماضي لذة الطاعة وحلاوة النجوى وأنس القربى فيصومون النوافل انتظارًا للغائب الحبيب ووصالًا لتلك الطاعة العظمى، وتمر السنون وهم ما بين مستقبل متلهف مشتاق يدنو بناظريه إلى قدوم هذا العزيز الغالي، وبين معانق لياليه يكابد السهر ويعالج النوم واقفًا يتلو آيات الله ويناجي ربه في جوف الليل، ويستشعر عظمة الله، ويوقن بأنه قريب إليه حيث ينزل ربنا إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير ليغفر الذنوب ويتجاوز عن المسيء، وإذا انقضى الشهر المبارك، يلهجون بالذكر والدعاء أن يتقبل منهم فإنه سبحانه جواد كريم.


هذه بعض ملامح استقبال الصالحين السابقين لرمضان، وكيف يكون حالهم. أما حال كثير من الناس اليوم فمما يؤسف له ويقطع القلب حزنًا ويزيد النفس ألمًا وحسرةً أن ترى بعضهم إذا قدم رمضان كأنهم في ضيق وشدة، وكأن ضيفًا ثقيلًا ينوء بكلكله عليهم فقطع منهم الأنفاس وتحشرجت الروح في الصدور، لِمَ كل هذا؟! لأن رمضان في نظرهم، يحب عنهم الشهوات، ويمنعهم الملذات: ملذات المطعم، والمشرب، والنساء، هذا في المباح فضلًا عما يقترفونه من ملذات محرمة، فتراهم يعدون الساعات والأيام والليالي ويفرحون بانقضائه وانتهاء أيامه ولياليه فهم على مر أيام السنة ولياليها غارقون في الملذات والشهوات والمباحات والمحرمات فإذا أتى رمضان حرمهم من هذه وتلك ورأوا في التقيد بآداب هذا الشهر وفرائضه وواجباته عبئًا ثقيلًا يهجم عليهم يمنع عنهم ما ألفوه واعتادوا في سالف أعمارهم.

حتى إنهم يستقبلون صغائر الأمور وتوافهها بصدر رحب وبشاشة الوجه وفرحة القلب، فيبذلون ما لديهم من كرائم أموالهم وأنفس أوقاتهم فيبذلون الغالي والنفيس لاستقبال مباراة لكرة القدم مثلًا، حتى صارت أغلى لديهم من رمضان وأحب إلى قلوبهم وتناسوا عظائم الأمور وجهلوها.

كما أننا لو نظرنا إلى واقعنا ورأينا الناس قبل رمضان بأيام قليلة في الأسواق يحملون ما لذ وطاب وما يكفيهم الشهور لا الشهر الواحد، ولتعجب من هذا الأمر، وكأن الأسواق سوف توصد ولن تفتح بعد هذا الوقت، وانقلب شهر الصوم إلى شهر التفنن في صنع أنواع الطعام النادرة، حتى صار شهر التخمة والسمنة، وأمراض المعدة، وانقلب هذا الشهر من شهر القيام والتهجد والبكاء من خشية الله والتذلل بين يديه انقلب إلى شهر النوم في النهار، وقضاء جل الوقت أمام أجهزة التلفاز والفيديو، أو تضييع هذا الوقت في حفلات السمر وصحبة الأشرار، وانقلب هذا الشهر من شهر الإحساس بالجوعى والفقراء والمساكين ومواساتهم إلى شهر الانغماس في الشهوات حتى الثمالة، فمتى يفيق هؤلاء الناس؟!


إذاً فالبون شاسع والمسافة بيننا وبينهم بعيدة هكذا هو الحال والواقع الذي لا مفر من الاعتراف به، وتلك هي الحقيقة المرة [8]، من أجل ذلك كان لزامًا علينا أن نتعرض بشيء من الإيضاح لبعض الدروس والعبر من مدرسة الصوم التي تربت فيها الأجيال، فيما مضى ونأمل في أن تعود الأجيال المعاصرة إلى الالتحاق بهذه المدرسة العظيمة لنرى رجالًا كأولئك الأطهار الأبرار سلف الأمة من العلماء والعباد والزهاد رضي الله عنهم أجمعين.

إنني عندما أشير إلى ما كان عليه السلف الصالح فإنني أهدف إلى شحذ الهمم وإيقاظ العزائم والاقتداء بهؤلاء الأفذاذ،{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}[الأنعام: من الآية 90]، {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ}[الزمر: من الآية 18].

نسأل الله أن يرزقنا الاقتداء في صيامنا وقيامنا بنبينا -عليه والصلاة والسلام- وبصحابته الكرام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.




 استقبال رمضان بين الحاضر والماضي Empty رد: استقبال رمضان بين الحاضر والماضي

avatar
زائر
زائر
تمت المشاركة الخميس يوليو 11, 2013 12:28 am
لك من الشكر اجزلة لطرحك
تقبلي مروري وامتناني لجهودك

 استقبال رمضان بين الحاضر والماضي Empty رد: استقبال رمضان بين الحاضر والماضي

لمسة خيال
لمسة خيال
عضو مميز
عضو مميز
رقم العضوية : 12518
الجنس : انثى عدد المساهمات : 1700 نقاط التميز : 1959 تقييم العضو : 78 التسجيل : 03/05/2012 العمر : 27 الإقامة : سكيكدة وافتخر ليمعجبوش الحال ينتحر ويكتب في قبروا منقهر
تمت المشاركة الخميس يوليو 11, 2013 1:12 am
مشكورة اختي
التوقــيـــــــــــــــــــــع


لمـ♥̨̥̬̩سة خيآإل دآإئمـ♥̨̥̬̩آإآإ في آإلبـ♥̨̥̬̩آإل
 استقبال رمضان بين الحاضر والماضي 081f049832
 استقبال رمضان بين الحاضر والماضي Img_1368204494_736
 استقبال رمضان بين الحاضر والماضي Img_1368204500_570

 استقبال رمضان بين الحاضر والماضي Empty رد: استقبال رمضان بين الحاضر والماضي

barca
barca
عضو محترف
عضو محترف
رقم العضوية : 2
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 30675 نقاط التميز : 40640 تقييم العضو : 915 التسجيل : 05/08/2009 الإقامة : guelma
http://www.guelma24.net
تمت المشاركة الخميس يوليو 11, 2013 12:41 pm

بارك لله فيك اختي على طرحك الراقي والرائع
كل الشكر والتقدير على نقلك المميز

تقبلي مروري بكل مودة

 
التوقــيـــــــــــــــــــــع



فداك أبـــــــــ يا رسول الله ــــــي وأمي
 استقبال رمضان بين الحاضر والماضي Oussam10
 استقبال رمضان بين الحاضر والماضي 662263250
معلوماتـــ مهمة:

تنبيــه!! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

 استقبال رمضان بين الحاضر والماضي 34380_1232858421

 استقبال رمضان بين الحاضر والماضي Empty رد: استقبال رمضان بين الحاضر والماضي

bicha papicha
bicha papicha
عضو جديد
عضو جديد
رقم العضوية : 16212
الجنس : انثى عدد المساهمات : 67 نقاط التميز : 98 تقييم العضو : 6 التسجيل : 06/04/2013 العمر : 29 الإقامة : Blàd ChàwiYà
تمت المشاركة الخميس يوليو 11, 2013 1:20 pm
barca كتب:
بارك لله فيك اختي على طرحك الراقي والرائع
كل الشكر والتقدير على نقلك المميز

تقبلي مروري بكل مودة

 

 شكـــــــــرآ أخي بارصا و نسمة و أيضا لمسة الخيال على المشاركة الطيبة
 استقبال رمضان بين الحاضر والماضي 619214 wlcom بكم في مواضيعي المتواضعة و أتمنى تقديم الجديد دائمــــــــــآ
استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى