الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
اذا تجاوز
الإنسان حاجته النفسية للإختلاط بالناس وتحرر وتمتع بالإستقلال النفسي ،
وإستطاع الوصول الى مرتبة الإستمتاع بمباهج ومسرات وأفراح الحياة بمفرده ..
بحيث يخرج وحده ويتمشى ويذهب الى الأسواق والمقاهي والسينما والمكتبات
ويسافر بمفرده .. يصبح عندها حرا من الداخل ، ومنتشيا باللحظات السعيدة
التي خلقها لنفسه .
فإذا وصل
الإنسان الى هذه المرتبة من التطور النفسي والإستقلال .. سيجد معظم البشر
يتشابهون في كل شيء ، في أفكارهم ومشاعرهم وهمومهم وسلوكهم والقضايا التي
يسعون نحوها … وسيشعر ان غاليبتهم مثيرة للملل ولاتقدم له شيئا جديدا على
صعيد التجربة والأفكار والبهجة والمتعة .
اذ ان
الحياة في حقيقتها نسخة مكررة ، وما يجبر أكثرية الناس على الإلتقاء
والإجتماع معا ليس الحب ، وانما الشعور بالوحشة والكآبة والهرب من الوحدة .
وامام هذا
التشابه والتكرار في البشر والأحداث .. لابد لمن يبحث عن كسر الروتين
وإبتكار لحظات مبدعة يجد فيها الفرح والمتعة … ان يبتعد عن جموع الآخرين
ويخلق عالمه الخاص الفردي – وليس الأناني – فالحرية الفردية والبحث عن
السعادة والمعنى للحياة بشكل فردي لايعني الوقوع في الأنانية أو التخلي عن
الواجبات الإنسانية .
في عصر
إستعباد الأحلام والطموحات والأوهام ، وتحول أكثرية الناس الى كائنات
ممسوخة تحركها الأعراف والتقاليد ومشاعر الخجل والشعور بالذنب اذا ماحاولوا
تحطيم القيود والتعبير عن فرديتهم وتجاوزوا سجن الشخصية التي رسمها الأهل
والمجتمع .. اذا مااراد الإنسان ان يعيش حياته ويعبر عن ذاته الحقيقية
بحرية نفسية داخلية .. لابد من خيار العزلة والفردية والسير وحيدا بعيدا عن
القافلة .
