هذا القصر يهدم وصاحبه يموت
يحكى أنه كان في قرية رجل فتح عليه الله ومن عليه بجزيل الخيرات فأصبح من أغنى الأغنياء في القرية
شيد
هذا الرجل قصرا كبيرا لا يحلم به أحد في تلك القرية، وكان يوم بعد يوم
يعزم أهل قريته، في كل يوم ناحية، كان يطعمهم ما لم يكونوا يحلمون بأكله من
خير وعندما يفرغون من الأكل ويهمون بالانصراف يسألهم سؤال: هل يوجد أحد
لديه قصر أكبر مني في القرية وهل يوجد من أطعمكم مثلما أطمعتكم أياه اليوم
فيردون أكيد لا يوجد غيرك يا سيدي من يملك ويطعم ما أطعمتنا ربي يجازيك.
ينصرف هؤلاء ويعد العزومة لناحية أخرى في القرية وفي كل مرة بعد الإفراغ من الأكل يسألهم نفس السؤال ويجيبون بدورهم نفس الإجابة
وفي
يوم ما جلس هذا الرجل يتحدت مع نفسه لقد عزمت كل أهل قريتي رجالا ونساء
وشيوخا وشبابا وكلهم أخبروني بأنني الوحيد من أملك هذا القصر وأطعم هذا
الطعام، شعر في تلك اللحظة بغرور شديد في داخله وسرعان ما تذكر شيئا، فلان
الفلاني شيخ كبير في القرية ولم أعزمه؟ كان جالسا ثم وقف لما تذكر أنه نسى
هذا الشيخ ولم يعزمه يا الله ماذا فعلت ويضرب كفا بكف يتحرك ثم يتوقف حيران
ماذا سيقول عنه هذا الشيخ، ولم يجد غير خادمه ليبعثه له على وجه السرعة
طالبا منه أخباره أنه معزوما عنده الليلة وكان ذلك.
حضر الشيخ وقدم له
أكثر مما كان يقدم لغيره وذلك نظير نسيانه له ولما فرغ من الأكل سأله نفس
السؤال: شيخي وأبي الموقر ما رأيك في قصري هذا وفيما أطعمتك أياه اليوم؟
ابتسم
الشيخ وقال له فعلا قصرك كبير وما أطعمتني أياه كان أكبر ولكن "هذا القصر
يهدم وصاحبه يموت" لم يفهم صاحب القصر ما قاله الشيخ وطلب منه تكرار ما
قاله فأعاد له ما قال كان الرجل واقفا فجلس وكأنه حائط انهار وضع يده على
خده وبقي يفكر طويلا فيما قاله الشيخ، رفع الرجل رأسه وقال له وهو مهزوم
:عزمت كل أهل بلدتي وأعطيتهم خير ما عندي ولكن لا أحد فيهم قال لي ما قلته،
فكلماتك يا شيخي الموقر هزتني وجعلتني أعرف الدنيا على حقيقتها وأعرف
بدايتي من نهايتي، واسترسل في كلامه قائلا: شيخي من اليوم وصاعدا مكاني هو
بجانبك في بيت الله وكل ما أملك هو للمحتاجين والفقراء والمساكين فعبادتي
هي خير ممتلكاتي وهي التي تدوم لي أما القصر وما دونه زائل لا محالة.
أهدى الرجل كل ما يملك لمحتاجيه في القرية وعزم على عبادة لله سبحانه وتعالى وأدرك أن الدنيا فانية و لا تدوم.
أختكم "التوام"
شيد
هذا الرجل قصرا كبيرا لا يحلم به أحد في تلك القرية، وكان يوم بعد يوم
يعزم أهل قريته، في كل يوم ناحية، كان يطعمهم ما لم يكونوا يحلمون بأكله من
خير وعندما يفرغون من الأكل ويهمون بالانصراف يسألهم سؤال: هل يوجد أحد
لديه قصر أكبر مني في القرية وهل يوجد من أطعمكم مثلما أطمعتكم أياه اليوم
فيردون أكيد لا يوجد غيرك يا سيدي من يملك ويطعم ما أطعمتنا ربي يجازيك.
ينصرف هؤلاء ويعد العزومة لناحية أخرى في القرية وفي كل مرة بعد الإفراغ من الأكل يسألهم نفس السؤال ويجيبون بدورهم نفس الإجابة
وفي
يوم ما جلس هذا الرجل يتحدت مع نفسه لقد عزمت كل أهل قريتي رجالا ونساء
وشيوخا وشبابا وكلهم أخبروني بأنني الوحيد من أملك هذا القصر وأطعم هذا
الطعام، شعر في تلك اللحظة بغرور شديد في داخله وسرعان ما تذكر شيئا، فلان
الفلاني شيخ كبير في القرية ولم أعزمه؟ كان جالسا ثم وقف لما تذكر أنه نسى
هذا الشيخ ولم يعزمه يا الله ماذا فعلت ويضرب كفا بكف يتحرك ثم يتوقف حيران
ماذا سيقول عنه هذا الشيخ، ولم يجد غير خادمه ليبعثه له على وجه السرعة
طالبا منه أخباره أنه معزوما عنده الليلة وكان ذلك.
حضر الشيخ وقدم له
أكثر مما كان يقدم لغيره وذلك نظير نسيانه له ولما فرغ من الأكل سأله نفس
السؤال: شيخي وأبي الموقر ما رأيك في قصري هذا وفيما أطعمتك أياه اليوم؟
ابتسم
الشيخ وقال له فعلا قصرك كبير وما أطعمتني أياه كان أكبر ولكن "هذا القصر
يهدم وصاحبه يموت" لم يفهم صاحب القصر ما قاله الشيخ وطلب منه تكرار ما
قاله فأعاد له ما قال كان الرجل واقفا فجلس وكأنه حائط انهار وضع يده على
خده وبقي يفكر طويلا فيما قاله الشيخ، رفع الرجل رأسه وقال له وهو مهزوم
:عزمت كل أهل بلدتي وأعطيتهم خير ما عندي ولكن لا أحد فيهم قال لي ما قلته،
فكلماتك يا شيخي الموقر هزتني وجعلتني أعرف الدنيا على حقيقتها وأعرف
بدايتي من نهايتي، واسترسل في كلامه قائلا: شيخي من اليوم وصاعدا مكاني هو
بجانبك في بيت الله وكل ما أملك هو للمحتاجين والفقراء والمساكين فعبادتي
هي خير ممتلكاتي وهي التي تدوم لي أما القصر وما دونه زائل لا محالة.
أهدى الرجل كل ما يملك لمحتاجيه في القرية وعزم على عبادة لله سبحانه وتعالى وأدرك أن الدنيا فانية و لا تدوم.
أختكم "التوام"