ما معنى قوله تعالى ?وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا
تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ
الْوَرِيد
هل الملائكة الموكلة بالإنسان سواء الكتبة أو الحافظون تكون ملازمة للإنسان؟ أم أنهم ينفكون عنه عند دخوله الخلاء؟
وما
معنى قوله تعالى ?وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا
تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ
الْوَرِيدِ?[ق:16]؟ (182)
أما معنى الآية فقوله ?وَنَحْنُ أَقْرَبُ
إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ? فهذا قرب الملائكة لا قرب الرب جل وعلا
بذاته سبحانه وتعالى؛ لأن القرب كما هو معلوم نوعان:
* قرب عام.
* وقرب خاص.
والقرب
العام لا يثبت لله جل وعلا قرب عام من جمع خلقه وإنما يثبت القرب الخاص،
وما جاء في النصوص من القرب العام مثل هذه الآية ?وَنَحْنُ أَقْرَبُ
إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ? فإنما هو قرب الملائكة كما حققه ابن
تيمية وابن القيم وجماعة آخرون.
والملائكة أنواع منها ملائكة ملازمة للعبد لا تنفك عنها البتة، ومنها ملائكة تنفك عنها وتفارقه في بعض المواضع أو لبعض الأسباب.
فدخول
الخلاء، وجماع الإنسان لأهله، وكون الإنسان يكون جُنبا، وأشباه ذلك مما
جاء في الأحاديث، هذا من أسباب أن بعض الملائكة لا يرافقونه ينفكون عنه.
ثم
هل الملائكة هذه هي ملائكة الرحمة أم ملائكة الرحمة والكتبة التي تلازم
الإنسان؟ خلاف بين أهل العلم، وهل أنهم الحفظة أو الكتبة أو هما معا؟
والصحيح أن الحفظة بخصوصهم هؤلاء ينفكون عن ملازمته وأما الكتبة فإنهم لا
ينفكون.
والحفظة يحفظ الله جل وعلا العبد بهم كما قال ?لَهُ
مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ
أَمْرِ اللَّهِ?[الرعد:11]؛ يعني يحفظونه بأمر الله، فإذا جاء قدر الله
خلوا عنه، الله جل وعلا ييسر لهم أسباب الحفظ ما ييسر.
هذا وجه في الجمع بين الأحاديث، وثَم تفصيل آخر نكتفي بهذا، نعم