- barcaعضو محترف
تمت المشاركة الجمعة مارس 15, 2013 12:53 am
في أجواء جنائزية مهيبة، شيٌع ألآف الأشخاص جثتي الطفلين
البريئين هارون بودايرة وإبراهيم حشيش إلى مثواهما الأخير بمقبرة سليمان
زواغي بمدينة قسنطينة، وسط تعالي أصوات التهليل والتكبير داخل المقبرة
ومحيطها التي اكتظت عن آخرها بالمشيعين، الذين جاءوا من المدينة الجديدة
وحتى من مختلف أرجاء ولاية قسنطينة، تتقدمهم السلطات المدنية والعسكرية
بالولاية.
المشيعون لجنازة الطفلين البريئين اللذين
اختطفتهما أيادي الإجرام، منذ يوم السبت الماضي، مما جعل سكان المدينة
الجديدة يعلنون حالة الإستنفار القصوى للبحث عنهما في كل مكان، قبل أن يعثر
على جثتيهما ظهيرة أول أمس الثلاثاء وتحديدا عند الساعة الثانية زوالا،
مخبأتين إحداهما داخل كيس بلاستيكي أسود اللون، فيما تم إخفاء الجثة
الثانية داخل حقيبة، غير بعيد عن الجثة الأولى، قبل الإشتباه فيهما من طرف
أحد العمال الصينيين العاملين في ورشة البناء القريبة من مكان رمي الجثتين،
ليتم إبلاغ باقي العمال الجزائريين الذين سارعوا إلى إخطار المصالح
الأمنية التي تنقلت على جناح السرعة إلى مكان وجود الجثتين وتطويق المكان،
في الوقت الذي تمكن بعض المواطنين من القاء القبض على أحد الجناة متلبسا
بوضع الحقيبة، وتسليمه إلى رجال الشرطة بالأمن الحضري الأول بالمدينة
الجديدة، قبل أن يقرر العشرات من المواطنين من بينهم جيران الضحيتين،
اللحاق بسيارة الشرطة ومحاولة إقتحام مقر الأمن ورشقه بالحجارة، مطالبين
بتسليمهم الجاني لأخذ الثأر منه ومطالبين بالقصاص. قبل تدخل بعض الأئمة
والعقلاء لاحتواء الوضع الذي كاد ينذر بانزلاق خطير، فيما انتشرت وحدات قمع
الشغب والتدخل السريع لتفريق المحتجين ومنعهم من اقتحام مقر الأمن
الجواري.
.
الآلاف انخرطوا في موجة بكاء جماعي
وقد سادت حالة الإحتقان في أوساط المواطنين إلى غاية صبيحة أمس،
خاصة بوصول الجثتين إلى المدينة الجديدة، أين أقيمت صلاة الجنازة عليهما في
أجواء مهيبة أبكت كل من عايش تلك اللحظات الصعبة، تحت طوق أمني كبير وحضور
مكثف لقوات الشرطة، وتعالت التكبيرات والتهليلات التي أنذرت بتأزم الوضع،
خاصة بعد انتشار جملة من الإشاعات والتأويلات حول تعرض جثتي الضحيتين إلى
التنكيل والتقطيع واختفاء أعضائهما الحيوية، وهو الأمر الذي نفته كل
المصادر الرسمية انطلاقا من النائب العام لدى مجلس قضاء قسنطينة، وكذا خلية
الإعلام والإتصال بأمن الولاية التي أكدت بأن مصالحها تمكنت من توقيف
المشتبه فيهما البالغين من العمر 21 سنة و38 سنة، وهما مسبوقان قضائيا .
وأشادت الخلية بالدور الذي لعبته عائلتا الضحيتين وباقي المواطنين
في كشف هوية المجرمين، على الرغم من الظروف النفسية العصيبة، بينما فنٌد
النائب العام كل ما أشيع بشأن هذه الجريمة، وبتحفظ كبير تحدث عن هذه
المأساة، وأكد أن الطفلين تم قتلهما خنقا ولم تتعرض جثتيهما إلى التنكيل أو
التقطيع، مضيفا أن المشتبه فيهما اعترفا بكل الأفعال المنسوبة إليهما،
وأنهما سينالان أقصى العقاب، لارتكابهما واحدة من أبشع الجرائم الوحشية
الغريبة حسبه عن قيم مجتمعنا الجزائري، مؤكدا على أن هذه الأفعال تبقى
منعزلة ولا علاقة لها بالإجرام المنظٌم.
وقد أعادت جريمة قتل البريئين هارون وإبراهيم إلى أذهان سكان
ولاية قسنطينة الجريمة النكراء التي تعرض لها الطفل ياسر جنحي قبل نحو خمس
سنوات، بعد اختطافه من طرف أحد المسبوقين قضائيا والذي اعتدى عليه جنسيا
ثلاث مرات قبل ذبحه داخل إحدى الشقق بمدينة الخروب.
.
خوفا من رد فعل إنتقامي للمواطنين بشأن الجريمة الوحشية
طوق أمني كبير وحضور كثيف لوحدات الشرطة حول الإدارات والأحياء الشعبية
هزٌت الجريمة الوحشية النكراء، التي عاشت تفاصيلها المدينة
الجديدة علي منجلي ببلدية الخروب بولاية قسنطينة، مشاعر المواطنين الذين
بلغهم خبر مقتل الطفلين هارون بودايرة وحشيش إبراهيم، ومحاولة التخلص من
جثتيهما المخفيتين في كيس بلاستيكي وحقيبة رياضية بالمنطقة، مما فجٌر حالة
من الغضب والإستياء في أوساط الأهالي الذين تجمعوا مساء أول أمس بالمدينة
الجديدة وأقدموا على محاولة مهاجمة مقر الشرطة الجوارية ورشقها بالحجارة،
وكذا محاولة تخريب بعض المنشآت والممتلكات قبل أن تتدخل وحدات التدخل
السريع مدعومة ببعض العقلاء لتهدئة الأعصاب والسيطرة على الوضع السائد.
وقد أعلنت السلطات بولاية قسنطينة نهار أمس، تزامنا مع الصدمة
العنيفة على نفوس المواطنين وجنازة الطفلين البريئين، حالة من الطوارئ
القصوى، باستنفار جميع المصالح الأمنية التي انتشرت وحداتها في محيط
الإدارات العمومية والمراكز الإستراتيجية المنتشرة عبر أرجاء المدينة، فيما
انتشرت بقوة سيارات وحدات التدخل السريع في الأحياء الشعبية، تحسبا لأي
طارئ من شأنه أن يحوٌل جنازة الضحيتين إلى أعمال عنف وشغب قد تطال
الممتلكات العمومية والخاصة على حد سواء، في ظل حالة الغليان الشعبي، الذي
خلفته جريمة اختطاف الطفلين هارون وإبراهيم، منذ يوم السبت الماضي، بعد ما
انتشرت إشاعات مفادها تعرض جثتي الضحيتين إلى التنكيل والتقطيع بطريقة
وحشية مما رفع من حدٌة الغضب والتذمر لتتعالى الأصوات المنددة بنقص التغطية
الأمنية بالمدينة الجديدة علي منجلي والتي يقطنها أزيد من 300000 نسمة،
ولا تتوفر سوى على مركزين فقط للأمن الجواري، في حين أن مقر أمن دائرة
الخروب يبعد عن المدينة الجديدة علي منجلي بنحو 25 كلم كاملة، بالإضافة إلى
افتقاد الإنارة العمومية في الشوارع والأحياء مما قد يعيق عمل رجال الشرطة
وحتى المواطنين لرصد تحركات المشبوهين واقتفاء آثار المجرمين.
وفي الوقت الذي سعى فيه الأئمة وبعض منظمات المجتمع المدني
لاحتواء الأزمة وامتصاص غضب المواطنين، الذين حاول صبيحة أمس البعض منهم
التجمهر أمام مقر المجلس القضائي بقسنطينة، للمطالبة بالقصاص وإعدام
المتورطين أمام الملأ، فيما قام بعض الشباب بالتوجه إلى مقر الولاية بقلب
المدينة، رافعين شعارات منددة بالجريمة وتطالب بكشف الفاعلين وتطبيق حكم
الإعدام عليهما أمام الملأ وبحضور وسائل الإعلام البصرية للحد من ظاهرة
الإختطافات التي تطال الأطفال الأبرياء الذين تغتالهم أيادي الغدر من حين
لآخر.
حادثة مقتل الطفلين بودايرة هارون وحشيش إبراهيم كان وقع صدمتها
عنيفا، ليس على سكان ولاية قسنطينة فحسب، بل وحتى على سكان باقي الولايات،
في ظلٌ التخوف الذي أبداه الأولياء من إمكانية انتشار الظاهرة التي تهدد
حياة أطفالهم القصر، فيما اضطر البعض من أصحاب الإمكانات إلى توظيف سائقين
لحراسة ونقل أطفالهم إلى المؤسسات التعليمية، بينما وجد البعض الآخر نفسه
مجبرا على الغياب عن العمل لمرافقة أطفاله إلى المدرسة. وتتخوف السلطات من
أن تستغل بعض الأطراف الصدمة العنيفة التي لازال يعيش على وقعها سكان ولاية
قسنطينة، لكهربة الأجواء والتحريض على الخروج إلى الشارع بزرع البلبلة
وإطلاق العنان للإشاعات المغرضة التي من شأنها زعزعة الإستقرار باستغلال
هذه الحادثة الأليمة.
.اعتصام أمام مقر الولاية وانتشار أمني غير مسبوق
اعتصم مئات المواطنين أمسن أمام مقر ولاية قسنطينة، عقب تشييع
جنازة الطفلين هارون وإبراهيم، وجاء الاعتصام احتجاجا على الجريمة،
ولمطالبة السلطات بالاضطلاع بواجبها في حماية المواطنين، وطالب المحتجون
بالقصاص من الفاعلين. في حين شهدت المدينة انتشارا أمنيا غير مسبوق، أعاد
إلى الأّذهان صور تسعينيات القرن الماضي.
النائب العام لمجلس قضاء قسنطينة: الجريمة لا صلة لها بالإجرام المنظّم
الضحيتان هارون وإبراهيم قتلا خنقا
أكد النائب العام لدى مجلس قضاء قسنطينة، عبد اللي محمد، على
خلفية جريمة قتل الضحيتين - حشيش إبراهيم 10 سنوات وهارون بودايرة 9 سنوات
المختطفين مساء يوم السبت المنصرم، بحي 1 نوفمبر 1954 (الوحدة الجوارية رقم
18) بالمدينة الجديدة علي منجلي في قسنطينة، أن العدالة سوف تتصدى لها بكل
حزم وعزم وصرامة، مع تسليط أشد العقاب على مرتكبيها وفقا للقانون، حتى
يكونوا عبرة لكل من تسوّل له نفسه المساس بحياة المواطنين لاسيما القصّر
منهم والضعفاء.
- وردة 05عضو مميز
- رقم العضوية : 13406
الجنس : عدد المساهمات : 1467 نقاط التميز : 1674 تقييم العضو : 42 التسجيل : 29/09/2012 العمر : 32
تمت المشاركة الجمعة مارس 15, 2013 1:26 am
لست أدافع عن المجرمين فهما يستحقان أقصى العقاب
لكن يجب النظر في الاسباب التى أتاحت للمجرمين فعل ذالك و محاربتها
كتأثير المخدرات مثلا.. كذلك الصحة النفسية المتدهورة لشخص يجعله يرتكب أبشع الجرائم
شكرا لك أخي على نقل الخبر المؤسف و أسأل الله ان يكون في عون عائلتي الضحيتين و يمدهما بصبر لجتياز محنتهما
فلا تنسوا الدعاء لهم
تحياتي الطيبة لك أخي بارصا
لكن يجب النظر في الاسباب التى أتاحت للمجرمين فعل ذالك و محاربتها
كتأثير المخدرات مثلا.. كذلك الصحة النفسية المتدهورة لشخص يجعله يرتكب أبشع الجرائم
شكرا لك أخي على نقل الخبر المؤسف و أسأل الله ان يكون في عون عائلتي الضحيتين و يمدهما بصبر لجتياز محنتهما
فلا تنسوا الدعاء لهم
تحياتي الطيبة لك أخي بارصا
- barcaعضو محترف
تمت المشاركة الجمعة مارس 15, 2013 1:34 am
اشكرك على المرور الجميل والاضافة القيمةوردة 05 كتب:لست أدافع عن المجرمين فهما يستحقان أقصى العقاب
لكن يجب النظر في الاسباب التى أتاحت للمجرمين فعل ذالك و محاربتها
كتأثير المخدرات مثلا.. كذلك الصحة النفسية المتدهورة لشخص يجعله يرتكب أبشع الجرائم
شكرا لك أخي على نقل الخبر المؤسف و أسأل الله ان يكون في عون عائلتي الضحيتين و يمدهما بصبر لجتياز محنتهما
فلا تنسوا الدعاء لهم
تحياتي الطيبة لك أخي بارصا
ومعك كل الحق اختي وردة فيما تفضلتي بــه وأنا مع فكرة إعادة النظر في تنفيذ حكم الإعدام
الذي يعد الحل الأمثـــل في مثل هاته الظروف الطارئة
---------------
رحم الله الفقيدين وألهم أهليهما الصبر والسلوااااان
- زائرزائر
تمت المشاركة الجمعة مارس 15, 2013 1:51 am
ربي يرحمهم ويصبر العائلة التاعهم
- عبدالحميد19عضو محترف
- رقم العضوية : 13498
الجنس : عدد المساهمات : 10035 نقاط التميز : 12443 تقييم العضو : 105 التسجيل : 07/10/2012 العمر : 34 الإقامة : برج بوعريريج
تمت المشاركة الجمعة مارس 15, 2013 1:33 pm
ما قاما به هذان المجرمان جريمة بشعة مهما كانت الاسبا ب والظروووووووووووووووف يستحفان الاعدام
- زائرزائر
تمت المشاركة الجمعة مارس 15, 2013 6:54 pm
شكرا لك اخي بارصا وربي يرحمهم نشاله
- nadimعضو مشارك
- الجنس : عدد المساهمات : 332 نقاط التميز : 367 تقييم العضو : 6 التسجيل : 20/04/2012
تمت المشاركة الجمعة مارس 15, 2013 6:57 pm
شكرا على الخبر اخي بارصا وربي يرحمهم ويصبر عائلتهم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى