- yara Crazyعضو محترف
- رقم العضوية : 2016
الجنس : عدد المساهمات : 8007 نقاط التميز : 10221 تقييم العضو : 158 التسجيل : 27/12/2009 العمر : 33 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة الثلاثاء فبراير 19, 2013 3:12 pm
ساعدوني في هذه المقالة
التوقــيـــــــــــــــــــــع
- عبدالحميد19عضو محترف
- رقم العضوية : 13498
الجنس : عدد المساهمات : 10036 نقاط التميز : 12444 تقييم العضو : 105 التسجيل : 07/10/2012 العمر : 34 الإقامة : برج بوعريريج
تمت المشاركة الثلاثاء فبراير 19, 2013 3:15 pm
الشغل كتحرر
هل نستخلص من ذلك أن الشغل متعارض مع ماهية الإنسان نافي لها وأنه مجرد عامل من عوامل الاستلاب؟
الواقع أن الماركسية التي أسهبت في كشف مظاهر هذا الاستلاب لا تربطه بطبيعة الشغل أو بمنظور احتقاري له – كما في الفلسفة اليونانية - ، بل بأشكال الشغل الخاصة بنمط الإنتاج الرأسمالي. أما الشغل في حد ذاته، فهو نشاط إنساني بامتياز بل إنه الشرط الأول لكل حياة إنسانية لدرجة يتعين علينا أن نقول بمعنى من المعاني إن الشغل قد خلق الإنسان: فبينما يستفيد الحيوان من الطبيعة الخارجية مباشرة، فإن الإنسان يحملها على خدمة أغراضه بما يدخله من تغييرات فيسيطر عليها. وهنا يكمن الفرق الجوهري بين الإنسان والحيوان، وهو فرق يدين به الإنسان للشغل! وليس تاريخ البشرية في الماركسية سوى تاريخ أنماط وعلاقات الإنتاج والتنظيمات الاجتماعية للشغل.
ويعتبر تمجيد الشغل على هذا النحو استمرارا لإعادة اعتبار بدأت مع عصر الأنوار وبعض حركات الإصلاح الديني كالبروتستانتية كما أوضح ذلك ماكس فيبر(حيث أصبح الشغل دينيا وسيلة للتطهر والتقرب)، وتجسدت بوضوح في مؤلفات اقتصاديين أمثال آدم سميث الذي جعل العمل معيارا لكل قيمة تبادلية ومصدرا حقيقيا لثروة الأمم وذلك في كتاب يحمل نفس الاسم (أنظر نص ). بل إن هيجل يجعل الشغل انبثاقا للإنسان عن طريق الوعي، ويضيف في كتابه الإستطيقا: « يوجد الإنسان من جهة مثل أشياء الطبيعة وجودا مباشرا، لكنه من جهة أخرى وجود من أجل ذاته يتجلى من خلال النشاط العملي. إن الإنسان مدفوع إلى أن يجد ذاته ويتعرف عليها في ما يعطاه مباشرة وما يعرض عليه من خارج، وهو يفعل ذلك من خلال تحويله للأشياء الخارجية التي يطبع بطابع دخيلته... والإنسان يسلك على هذا النحو – بما هو ذات حرة – من أجل أن ينزع عن العالم غرابته القاسية، وهذه الحاجة إلى تغيير الأشياء الخارجية مرسومة سلفا في الميولات الغريزية للطفل الصغير “. بل إن الشغل يلعب دورا حاسما حتى في جدلية العبد والسيد، يتمثل ذلك في كون العبد يغير الأشياء بواسطة الشغل مكتشفا ذاته وإبداعيته في منتجاته وفي سيطرته على الطبيعة، ليصبح تدريجيا متحكما في حياة وحرية السيد.
هكذا يتضح بأن الشغل لا يستهدف مجرد تغيير الطبيعة بل أنسنتها ومن ثم أنسنته الإنسان أيضا، وكما يقول إيمانويل مونييه فإن الشغل يفعل فعله في الإنسان كما يفعله في المادة. فالإنسان ليس مجرد كائن مفكر – كما تصورت الفلسفة اليونانية - بل كائن مزدوج مفكر/ صانع أيضا: إنه ليس مجرد كائن مفكر لا يعوق نشاطه أي عائق وليس مجرد كائن بيولوجي غارق في الطبيعة ومنشغل بالتلبية المباشرة لحاجة وكما قال جون لاكرو: ليس النشاط الحيوي للحيوان شغلا وليس التأمل الخالص الذي يقوم به الفكر شغلا، إن الشغل يقتضي النفاذ العسير للفكر داخل المادة.
قد يرى البعض أنه رغم كل ما يتضمنه الشغل من أنسنة للطبيعة وللإنسان، فإنه يظل منطويا على عوامل استلاب و تشيئ كثيرة بالنسبة للعامل، وهنا يدعو فريدمان إلى العدول عن هذه الطوباوية التي تريد تجعل من الشغل فرصة لازدهار الشخصية وسعادة الشخص وبالمقابل ينبغي اعتبار العمل - في ظل نظام الآلية الذي يوجه إليه اشد النقد – مجموعة مهام غريبة عن اهتمامات العامل، مهمة شاقة لمدة محدودة لا بد من توزيعها على أكبر عدد من الناس وكأنه خدمة اجتماعية يتعين على المرء أن يتحملها كمنتج من اجل أن يستمتع بها المستهلك، لأن العامل مستهلك كما هو منتج. وهكذا رغم ما يوجه إلى نظام الآلية في الصناعة من انتقاد، إلا انه لا يمكن إنكار مساهمة هذا النظام في تحرير الإنسان من كثير من الأعباء والأعمال الشاقة كالشحن والتفريغ والجر... كما ساهم في انتشار مهول للمواد الاستهلاكية وفي تحسن مستوى وظروف العيش حيث اصبح المستهلك يجد أمامه حلول وفيرة لتلبية حاجاته، وهذه الحلول تنعكس على حاجاته فتهذبها وتطورها، وكأن ازدياد معاناة الإنسان في الشغل يوازي تخفيف هذه المعاناة في جوانب حياته الأخرى وكان ما يحمله الشغل من استيلاب هو ضريبة ضرورية للتمتع بما يحمله من تحرر.
يضع الشغل الإنسان في موقع المراوحة بين زمنيين: يتحمل الإنسان بعض التضحيات كمنتج من اجل أن يستمتع كمستهلك، يحرم نفسه من بعض أوقات فراغه لكي يستمتع بما يستبقي منها، يتحمل عذاب الشغل لينجو من عذاب الحاجة والاحتياج، عليه أ ن يشتغل ولو شغلا روتينيا مملا حتى يستطيع العثور على تعويضات خارج الشغل في الثقافة وأوقات الفراغ المتنوعة حيث تجد الأذواق الشخصية فرص البروز والتعبير .أن هذين الزمنيين ليسا سوى ما عبر عند ماركس بمملكتي الضرورة و الحرية، حيث يقول إن مملكة الحرية لا تبدأ في الواقع إلا حينما ينتهي العمل الذي تفرضه الحاجة والضرورة الخارجية. لذا توجد هذه المملكة بالطبع خارج دائرة الإنتاج. ينبغي للإنسان أن يدخل في صراع مع الطبيعة لإرضاء حاجته و للمحافظة على حياته وتجديد قواه الحيوية، وفي ما بعد يبدأ ازدهار القوة الإنسانية التي تشكل قوة غاية لذاتها أي تبدأ المملكة الحقيقة للحرية.
إن الشغل يخضع ذات الإنسان لحركة جدلية من الإثبات والنفي: إثبات للذات من منطلق كونه مجهودا لتغيير العالم والطبيعة المادية والإنسانية ووسيلة لتحقيق الإندماج الإجتماعي بالنسبة للفرد،ولصناعة التاريخ بالنسبة للبشرية، وهو أخيرا نفي للذات بما يقوم عليه من موانع وما يمثله من إكراه وإلزام.
هل نستخلص من ذلك أن الشغل متعارض مع ماهية الإنسان نافي لها وأنه مجرد عامل من عوامل الاستلاب؟
الواقع أن الماركسية التي أسهبت في كشف مظاهر هذا الاستلاب لا تربطه بطبيعة الشغل أو بمنظور احتقاري له – كما في الفلسفة اليونانية - ، بل بأشكال الشغل الخاصة بنمط الإنتاج الرأسمالي. أما الشغل في حد ذاته، فهو نشاط إنساني بامتياز بل إنه الشرط الأول لكل حياة إنسانية لدرجة يتعين علينا أن نقول بمعنى من المعاني إن الشغل قد خلق الإنسان: فبينما يستفيد الحيوان من الطبيعة الخارجية مباشرة، فإن الإنسان يحملها على خدمة أغراضه بما يدخله من تغييرات فيسيطر عليها. وهنا يكمن الفرق الجوهري بين الإنسان والحيوان، وهو فرق يدين به الإنسان للشغل! وليس تاريخ البشرية في الماركسية سوى تاريخ أنماط وعلاقات الإنتاج والتنظيمات الاجتماعية للشغل.
ويعتبر تمجيد الشغل على هذا النحو استمرارا لإعادة اعتبار بدأت مع عصر الأنوار وبعض حركات الإصلاح الديني كالبروتستانتية كما أوضح ذلك ماكس فيبر(حيث أصبح الشغل دينيا وسيلة للتطهر والتقرب)، وتجسدت بوضوح في مؤلفات اقتصاديين أمثال آدم سميث الذي جعل العمل معيارا لكل قيمة تبادلية ومصدرا حقيقيا لثروة الأمم وذلك في كتاب يحمل نفس الاسم (أنظر نص ). بل إن هيجل يجعل الشغل انبثاقا للإنسان عن طريق الوعي، ويضيف في كتابه الإستطيقا: « يوجد الإنسان من جهة مثل أشياء الطبيعة وجودا مباشرا، لكنه من جهة أخرى وجود من أجل ذاته يتجلى من خلال النشاط العملي. إن الإنسان مدفوع إلى أن يجد ذاته ويتعرف عليها في ما يعطاه مباشرة وما يعرض عليه من خارج، وهو يفعل ذلك من خلال تحويله للأشياء الخارجية التي يطبع بطابع دخيلته... والإنسان يسلك على هذا النحو – بما هو ذات حرة – من أجل أن ينزع عن العالم غرابته القاسية، وهذه الحاجة إلى تغيير الأشياء الخارجية مرسومة سلفا في الميولات الغريزية للطفل الصغير “. بل إن الشغل يلعب دورا حاسما حتى في جدلية العبد والسيد، يتمثل ذلك في كون العبد يغير الأشياء بواسطة الشغل مكتشفا ذاته وإبداعيته في منتجاته وفي سيطرته على الطبيعة، ليصبح تدريجيا متحكما في حياة وحرية السيد.
هكذا يتضح بأن الشغل لا يستهدف مجرد تغيير الطبيعة بل أنسنتها ومن ثم أنسنته الإنسان أيضا، وكما يقول إيمانويل مونييه فإن الشغل يفعل فعله في الإنسان كما يفعله في المادة. فالإنسان ليس مجرد كائن مفكر – كما تصورت الفلسفة اليونانية - بل كائن مزدوج مفكر/ صانع أيضا: إنه ليس مجرد كائن مفكر لا يعوق نشاطه أي عائق وليس مجرد كائن بيولوجي غارق في الطبيعة ومنشغل بالتلبية المباشرة لحاجة وكما قال جون لاكرو: ليس النشاط الحيوي للحيوان شغلا وليس التأمل الخالص الذي يقوم به الفكر شغلا، إن الشغل يقتضي النفاذ العسير للفكر داخل المادة.
قد يرى البعض أنه رغم كل ما يتضمنه الشغل من أنسنة للطبيعة وللإنسان، فإنه يظل منطويا على عوامل استلاب و تشيئ كثيرة بالنسبة للعامل، وهنا يدعو فريدمان إلى العدول عن هذه الطوباوية التي تريد تجعل من الشغل فرصة لازدهار الشخصية وسعادة الشخص وبالمقابل ينبغي اعتبار العمل - في ظل نظام الآلية الذي يوجه إليه اشد النقد – مجموعة مهام غريبة عن اهتمامات العامل، مهمة شاقة لمدة محدودة لا بد من توزيعها على أكبر عدد من الناس وكأنه خدمة اجتماعية يتعين على المرء أن يتحملها كمنتج من اجل أن يستمتع بها المستهلك، لأن العامل مستهلك كما هو منتج. وهكذا رغم ما يوجه إلى نظام الآلية في الصناعة من انتقاد، إلا انه لا يمكن إنكار مساهمة هذا النظام في تحرير الإنسان من كثير من الأعباء والأعمال الشاقة كالشحن والتفريغ والجر... كما ساهم في انتشار مهول للمواد الاستهلاكية وفي تحسن مستوى وظروف العيش حيث اصبح المستهلك يجد أمامه حلول وفيرة لتلبية حاجاته، وهذه الحلول تنعكس على حاجاته فتهذبها وتطورها، وكأن ازدياد معاناة الإنسان في الشغل يوازي تخفيف هذه المعاناة في جوانب حياته الأخرى وكان ما يحمله الشغل من استيلاب هو ضريبة ضرورية للتمتع بما يحمله من تحرر.
يضع الشغل الإنسان في موقع المراوحة بين زمنيين: يتحمل الإنسان بعض التضحيات كمنتج من اجل أن يستمتع كمستهلك، يحرم نفسه من بعض أوقات فراغه لكي يستمتع بما يستبقي منها، يتحمل عذاب الشغل لينجو من عذاب الحاجة والاحتياج، عليه أ ن يشتغل ولو شغلا روتينيا مملا حتى يستطيع العثور على تعويضات خارج الشغل في الثقافة وأوقات الفراغ المتنوعة حيث تجد الأذواق الشخصية فرص البروز والتعبير .أن هذين الزمنيين ليسا سوى ما عبر عند ماركس بمملكتي الضرورة و الحرية، حيث يقول إن مملكة الحرية لا تبدأ في الواقع إلا حينما ينتهي العمل الذي تفرضه الحاجة والضرورة الخارجية. لذا توجد هذه المملكة بالطبع خارج دائرة الإنتاج. ينبغي للإنسان أن يدخل في صراع مع الطبيعة لإرضاء حاجته و للمحافظة على حياته وتجديد قواه الحيوية، وفي ما بعد يبدأ ازدهار القوة الإنسانية التي تشكل قوة غاية لذاتها أي تبدأ المملكة الحقيقة للحرية.
إن الشغل يخضع ذات الإنسان لحركة جدلية من الإثبات والنفي: إثبات للذات من منطلق كونه مجهودا لتغيير العالم والطبيعة المادية والإنسانية ووسيلة لتحقيق الإندماج الإجتماعي بالنسبة للفرد،ولصناعة التاريخ بالنسبة للبشرية، وهو أخيرا نفي للذات بما يقوم عليه من موانع وما يمثله من إكراه وإلزام.
- yara Crazyعضو محترف
- رقم العضوية : 2016
الجنس : عدد المساهمات : 8007 نقاط التميز : 10221 تقييم العضو : 158 التسجيل : 27/12/2009 العمر : 33 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة الثلاثاء فبراير 19, 2013 3:25 pm
مشكووووووووور حميدو للمساعدة مارسي
التوقــيـــــــــــــــــــــع
- عبدالحميد19عضو محترف
- رقم العضوية : 13498
الجنس : عدد المساهمات : 10036 نقاط التميز : 12444 تقييم العضو : 105 التسجيل : 07/10/2012 العمر : 34 الإقامة : برج بوعريريج
تمت المشاركة الثلاثاء فبراير 19, 2013 3:26 pm
العفووووووووووووووووو هبلة
- FOFAعضو جديد
- رقم العضوية : 19686
الجنس : عدد المساهمات : 40 نقاط التميز : 40 تقييم العضو : 5 التسجيل : 27/12/2013 العمر : 33
تمت المشاركة الثلاثاء ديسمبر 31, 2013 9:28 pm
ايهم اسبق الاحساس ام الادراك؟
من فضلكم
من فضلكم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى