[center][size=12]
[center][size=25][b]هل
أخبرتك مرةً كم أنا حزينة ؟ كم مرةً شعرتُ ببُعدك عن قلبي ؟ هل أخبرتُك
كم مرةً تثاءبت أمنياتي وهي تنتظرُك ؟ كم مرةً غَفت ؟ وَ كم غدا سريرُ
اصطباري بالياً ...
هل أخبرتُك بأنِّي عشرينيةٌ
أكلَها الحُزنُ و نَام ؟ هل أخبرتُك بأنَّه أغمض عليّ في عينه ؟ و
أنِّي حاولتُ الخروج ولم أستطع , ركلته ولم أستطع , صرختُ في وجهه فضحك
وَ قال : إلى أين ؟
ثمَّ " سألتُ نفسي : إلى أين يا نفسي ؟
قلبهُ تقشّر منِّي , عينه باغتها قحطُ المَدينة , وَ يَدُه .. آهٍ من يده
, كم تُوجعني ! ؛ فسترتُ على نفسي , و شربتُ حُزنِي .. ثمَّ تخدّرتُ في
تلك العين وما عدتُ أجيدُ الصحو .
..
يؤلمني يَا رفيقي , أنَّك لا تعلم إلى أين وصلت في صدري , و في أي مرحلةٍ
تخلّدت .. و في أي جزءٍ من التفاصيلِ سكنت .. و في أي عمقٍ لذاكرتي
تمكّنت ..
أنت تمكّنت منِّي إلى الحدِّ الذي أشعُر بأنِّي
انسلختُ منك ليلاً , و حين أصحو صباحاً .. أتفقدُ هاتفي فلا أجدُ رقمك
متصلاً ؛ فأحزن وكأني للتوِ فارقتُك ,
أنت تمكّنت منِّي إلى
الحدِّ الذي أبيحُ لعيني رؤية غيرك .. وحين تسقطُ عيني على أحدهم ,
أُغمِضُها قَصراً , وكأنِّي ارتكبتُ جُرماً برؤيةِ غيرك ..
أنت تمكّنت منِّي إلى الحدِّ الذي أشعر بأنَّ كل المارَّةِ أنت , في
كلِّ الشوارعِ أنت .. أبحثُ عن وجهِك في الأسواق , في الممرات , في
الأرياف , في مزرعةِ جدَّي , بين الحمامات , ولا أجدك ..
تمكّنت منِّي إلى الحدِّ الذي أشعرُ بأنَّك قريبٌ منِّي , تتحسسُ دمعتي , تنتفضُ يدك على خدِّي , وحين أحاول الإمساك بها : تختفي ..
ثمّةُ وعكة صحيّة تسري في قلبينا يا سيديْ , ثمّةُ " سرطان " لا يُشفي
بيننا , ثمّةُ قُرآن .. اقرأهُ علينا ؛ فيطيب قلبي .. أما قلبُك فيبقى
خائفاً في البعيد ,
يا حبيبي .. روحي تشنّجت , ولم أغدو
قادرةً على الإيقاظ , دمي أفسدتُهُ أيدي الأطباء .. وأنا أُفسِحُ لكلِّ
عُلبِ الدواء طريقاً في جسدي ..
ماعادت " عُلبة فيفادول "
تُريقُ الصداع الغامر , و ماعادت قنينةُ عطرٍ عابِرة .. تُنسيني رائحة
عرقك المسك , و ماعادت أمنياتي هي أمنياتي ..
كُلَّ شيءٍ
تغيّر .. وَ كل رغباتي فسُدت , أضحيتُ أتمنى رؤياك صدفةً .. في الشّارع ,
من سطحِ الجيران , في الغرفةِ المجاورة .. أو حتى في ورقةٍ مشقوقة داخل
أي كتابٍ منسي ,
سأبتسمُ حين تشرقُ عينك , ولو كنت غاضباً ,
سأُفسدُ عليك غضبك و أُضحكك , سألقي عليك طُرفةً عابرة , و ستضحك حتى
لا تجد مكاناً للنفس .. فتمُوت , وأموتُ خلفك .
..
يُقال دائماً بأنِّي أتحدّثُ بصيغةِ الفعلِ المضارع / المُستقبلي .. في
حين أنِّي استخدمُ ماضِ صفاتُك الغاوية , و حاضر أحلامي مَعك ..
تلك الأحلام التي لم تُساعدني - أنت - مرةً على جعلها حقيقة أتحسسها بِيدي فاتأكد أنِّي مازِلتُ حيةً تُرزق .