التمارين الرياضية

التمارين الرياضية


الأطباء والأخصائيون: الرياضية حرق سعرات ورفع معنويات.. وأكثر!



في هذا العصر، حيث استـُعيضَ عن العمل اليدوي بالآلة في معظم نواحي الحياة، أصبح الإنسان خاملاً جسدياً، مكتئباً نفسياً وفي أمس الحاجة إلى التمرين المنتظم.



كل صباح ومساء يجب المشي بانتباه عميق وبهمة وحماس، والجري أو القيام بتمارين أخرى – بحسب ما تتحمله البُنية – حتى يعرق الجسم.



تمارين المشي والجري تساعد على احتفاظ المرء بشبابه وعلى إبقاء القلب قوياً.



هناك دليل طبي متزايد يربط التمرين اليومي المنتظم بالقلب السليم المعافى. فالتمارين النشيطة المنتظمة يمكن أن تقلل لدرجة كبيرة من احتمالية حدوث النوبات القلبية.



وطبقاً لتجربة أجراها الدكتور رالف بافنبارجر من جامعة ستانفورد على سبعة عشر ألف من الطلاب، استغرقت خمسة عشر عاماً، لاحظ أن الذين قاموا بتمارين رياضية نشيطة على أساس منتظم كانوا أقل عرضة للنوبات القلبية من الطلاب الذين لم يمارسوا الرياضة أبداً. فماذا عسى أن يكون السبب؟



عندما يصبح القلب قوياً يضخ كمية أكبر من الدم مع كل "دقة" من دقاته. ونتيجة لذلك يتمكن من نقل نفس كمية الدم بمجهود أقل.



وبما أن أفضل التمارين هي تلك التي تقتضي استهلاك أكبر كمية من الأكسجين وتضطر الجسد لمعالجة ذلك الأكسجين وتوزيعه فإن الدكتورين كوبر وبافنبارجر يوصيان بالقيام بنشاطات نشطة تستدعى جهداً وهمة كالجري (هرولة) ولعب كرة اليد وركوب الدراجة الهوائية والسباحة. ولكن يجب توخي الحذر وعدم الإنخراط الفوري في مثل هذه النشاطات المجهدة قبل التحضير المناسب لها.



على الراغب في اتباع برنامج رياضي كهذا أن يقوم أولاً باستشارة طبيبه والحصول على موافقته والعمل بمشورته. كما أنه من المفيد الإطلاع على معلومات بهذا الخصوص من أخصائيين في اللياقة البدنية.



إن كانت حالة الشخص الصحية أو بُنيته لا تسمح بهذا النوع من التمارين النشطة فبإمكانه ممارسة الرياضة التقليدية السهلة: المشي. إذ أكد الدكتور وليام هاسكل أستاذ الطب المساعد في جامعة ستانفورد أن المشي مفيد لمرض القلب الإحتباسي (ضيق الشرايين) عند المتقدمين في السن. ولا يساعد المشي على منع الأمراض التاجية coronary وحسب بل يمكـّن الجسد أيضاً من الإستفادة إلى أقصى حد من الأكسجين مثلما يساعد على حرق السعرات الحرارية وتقوية العضلات وشدّها. وله القدرة أيضاً على إبهاج الخاطر ورفع المعنويات والاستمتاع بالبيئة والطبيعة أكثر بكثير من التمتع بها بمعاينتها من نافذة السيارة أو الطائرة.



هناك العديد من الأغاني التي تشيد بالمشي وتحث عليه بما معناه "بفرحٍ عميق أمشي على الطريق" و "المشيُ على الدروب مُبهجٌ للقلوب" التي تذكرنا بأغانينا القديمة المحببة مثل: "صبّحنا وطلّ النور يواكب خطوتنا.." و "يا محلا (المشي) بكير والدنيا صوت عصافير.."



ذكر ول ديورانت مؤلف كتاب (قصة الحضارة) أن "صحة الأمم أهم من ثرواتها."



لكن الأمم بدأت تعي أنه بالإمكان جمع الإثنين معاً. فالمؤسسات العصرية على سبيل المثال اكتشفت أن ثروتها المالية تعتمد على الصحة البدنية للعاملين لديها، وهذه بدورها تعتمد على مدى التمارين الرياضية التي يحصل عليها العمال والموظفون. ونتيجة لذلك فإن أصحاب العمل يقومون باستحداث برامج رياضية تلقى قبولاً حسناً وحماسياً، لا سيما في اليابان والولايات المتحدة. وهناك في الولايات المتحدة آلاف المؤسسات التي تتيح للعمال والموظفين الفرصة لممارسة الرياضة على أساس يومي.



وسواء نظرنا إلى التمارين الرياضية من وجهة نظر قومية أو مؤسساتية أو فردية أو قمنا بممارستها لاعتبارات جسدية أو نفسية أو روحية.. فإنها استثمار ناجح ورابح على أية حال.



الجلسة الصحيحة:



طلب الصديق كمال أبو حجيلة معلومات حول الطريقة الصحيحة لوضع الجلوس (اليوغي). وبالحقيقة وضع الجلوس هذا وثيق الصلة بالصحة البدنية والنفسية للأسباب التالية:



العمود الفقري هو ممر حيوي لأعصاب متخصصة يتم بواسطتها نقل الطاقة أو قوة الحياة life force وتوزيعها على كافة خلايا الجسم. تلك الممرات العصبية هي في منتهى الدقة وتؤدي وظيفتها على أكمل وجه عندما تكون سالكة دون عائق.



ذلك فإن وضع الجلوس الأنسب هو الجلوس باعتدال بحيث يكون العمود الفقري منتصباً. عندما يكون العمود الفقري في هذا الوضع لا يتم تسليط أي ضغط على الأعصاب الناقلة للطاقة الحيوية فتسري من خلالها بحريّة وتصل إلى حيث ينبغي لها الوصول.



سنضرب مثالاً لتوضيح هذه النقطة الهامة:



تصوروا رجلين اثنين جالسين في نفس الغرفة بالقرب من بعضهما. أحدهما جالس بوضع متهالك، متكئ، أو مترهل والآخر جالس باعتدال وظهره قائماً.



ستلاحظون أن (المنجعي) لا يوحي مظهره بالنشاط والحيوية بل وقد تشعرون بهبوط في مستوى حيويتكم لمجرد رؤيته، في حين أن منظر الشخص الآخر يبعث في النفس العزيمة وكأن تياراً حيوياً يصدر عنه بفعل جلسته المعتدلة تلك.



السبب المنطقي هو أن وضعية جلوس الشخص الأول أعاقت انسياب الطاقة الحيوية لأنه بوضعه ذلك قد "قرص" الأعصاب الناقلة لطاقة الحياة فأعاق جريان المدد الحيوي. أما الشخص الثاني فقد سمح لانسياب النشاط في أعصابه بكل حرية، والإنطباع الإيجابي الذي يحدثه مظهره هو في الحقيقة انعكاس لذلك الفيض الحيوي المنساب عبر أعصابه إلى أنسجة وخلايا جسده.



علاوة على ذلك فإن وضع الجلوس الصحيح والمريح يبعث على التفاؤل في نفس الشخص وكل من حوله. لذلك من المفيد الجلوس باعتدال قدر الإمكان وستلاحظون الفرق بأنفسكم.



طبعاً هناك فترات للراحة والاسترخاء، لكن الجلوس بترهل و"انجعاء" ليس الطريقة الصحيحة لذلك. بل يمكنني القول أن نوعية الجلوس تلك فيها من الإرهاق أكثر مما فيها من الراحة.



وليس بعيداً عن هذا السياق نقتبس الفقرة التالية من الموسوعة العربية الميسرة:



"تعد القامة معتدلة والقوام حسناً إذا كانت أجزاء الجسم كلها في أوضاع تسمح بأداء العمل في راحة ويسر، فلا يشعر بعضها بالتعب أو الإرهاق قبل غيرها من الأجزاء. وتحقيق هذا الهدف يحتاج إلى التدريب... والمثابرة على استعمال الوضع الصحيح المناسب... وإهمال التدريب أو الخطأ في تنفيذه يؤدي إلى التشويه وسوء القامة، مما يتسبب عنه بعض العلل، مثل تفلطح القدم وسوء المشية وأوجاع الظهر."



وسواء كان الشخص واقفاً أو جالساً فإن جلسته تتحدث عن حالته النفسية بفصاحة. طبعاً المرونة مطلوبة ويجب إعطاء كل وقت حقه. إنما أنصح بصورة خاصة المتقدمين إلى وظائف أن يراعوا الوضع الصحيح للجلوس أثناء المقابلة – بحسب ما ذكرناه أعلاه – لأن الوضعية الصحيحة تعطي انطباعاً جيداً عن المتقدم للعمل وتترك أثراً إيجابياً في نفس الشخص الذي يقوم بإجراء المقابلة.



وبالله التوفيق والسلام عليكم.



مصادر: مجلة معرفة الذات والموسوعة العربية الميسرة



ترجمة وتعليق: محمود عباس مسعود