استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع  1  Empty مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع 1

mahdi87
mahdi87
عضو مميز
عضو مميز
رقم العضوية : 11810
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1205 نقاط التميز : 2012 تقييم العضو : 32 التسجيل : 17/02/2012
تمت المشاركة الأحد سبتمبر 02, 2012 8:11 pm
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

أما بعد :

فهذه أحاديث شريفة ذات مواضيع عظيمة اخترتها من أحاديث من أوتي جوامع الكلم والذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، منها ما يدعو إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة وإخلاص الدين له ، ومنها ما يحذر من الشرك والبدع والمعاصي الموبقات ، ومنها ما يدعو إلا حب الله ورسوله والمؤمنين ، ومنها ما يدعو إلى التمسك بالكتاب والسنة واتباع منهج الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين ، اخترتها لطلاب الدورة التدريبية العربية الإسلامية في المستوى المتقدم والجامعي التي تقوم بها الجامعة الإسلامية التي تبنَّتْ أهدافاً إسلامية كبرى منها – محاولة إصلاح أحوال المسلمين الدينية والخلقية والاجتماعية ، ومحاولة العودة بهم إلى التمسك بالكتاب والسنة ، وجندت ما تملكه من إماكانيات لتحقيق هذه الأهداف السامية.

ومن ضمن برامجها الاصلاحية اقامة دورات تدريبية في العديد من البلدان الإسلامية لمدرسي اللغة العربية والعلوم الإسلامية في المدارس الإسلامية.

وقد شرحت هذه الأحاديث الشريفة شرحاً أرجو أن يكون مناسباً لماكانتها ويوضح أهدافها ومقاصدها ، شرحت مفرداتها ووضحت مجملاتها واستنبطت ما فيها من مبادئ ومسائل ثم وضعت عليها أسئلة تدريبية تربوية يمرن الطالب على استخراج المسائل وتُكوِّن ممارستها عنده ملكة مبدئية في الانشاء، وتنمي قدرته على التخاطب باللغة العربية وتركيب الجمل وفي الوقت نفسه ترسخ في نفسه العقيدة الصحيحة وتشد عقله ومشاعره إلى حب الله ورسوله واتباع الكتاب والسنة.

وإني لأرجو الله أن ينفع بها الكثير من أبناء الأمة الإسلامية ، كما أرجو أن يتقبل الله مني هذا الجهد المتواضع وأن يجعله خالصاً له إنه سميع الدعاء.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الفقير إلى مغفرة الله ورضوانه

ربيع بن هادي عمير المدخلي

في 16/4/1406هـ.

الحديث الأول
منهج الدعـوة إلى الله

عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله r لما بعث معاذاً إلى اليمن قال :

« إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله - وفي راوية : إلى أن يوحدوا الله - فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم. فإن هم أطاعوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ».

( أخرج الحديث البخاري([1]) ومسلم([2]) والنسائي([3]) وابن ماجه([4]) والدارمي([5]) وأحمد([6]) ).

راوي الحديث :

عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي ابن عم رسول الله ، الحبر البحر لسعة علمه وهو أحد المكثرين من الصحابة ، وأحد العبادلة من فقهاء الصحابة مات سنة ثمان وستين.

المفـردات :-

بعـث : أرسل.

أهل الكتاب : هم اليهود والنصارى.

شهادة أن لا إله إلا الله : الاعتراف بأنه لا معبود بحق إلا الله وأن عبادة ما سواه باطلة وشرك بالله.

يوحدوا الله : يفردوه بالعبادة وحده.

افـتـرض : أوجب وحتم.

صـدقـة : المراد بها الزكاة المفروضة.

أطاعـوك : انقادوا وامتثلوا.

كرائـم : خيار المال وأنفسه وأكثره ثمناً.

موضوع الحديث

بيان منهج الدعوة إلى الله

المعنى الإجمالي للحديث :

يبين الحديث الخطوات الواجبة التي يجب أن يسلكها الداعي إلى الله ، فأول شيء يجب أن يبدأ به هو الدعوة إلى التوحيد وإفراد الله وحده بالعبادة والابتعاد عن الشرك صغيره وكبيره ، وذلك يكون بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، والمقصود بهذه الشهادة أن العبادات بكل أنواعها حق ثابت لله وحده لا يستحق سواه منها شيئاً. لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا رجل صالح ولا حجر ولا شجر ولا شمس ولا قمر.

فلا يدعى إلا الله وحده ولا يستغاث إلا به ولا يستعان إلا به ولا يتوكل إلا عليه ولا يخاف ويرجى إلا هو.

فمن صرف شيئاً من هذه العبادات أو غيرها لغير الله فقد أشرك بالله ] إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار[.

وليس المراد من لا إله إلا الله مجرد النطق بها بل لا بد من معرفة معناها والعمل بمقتضاها ولا بد من استكمال شروطها ، وشروطها سبعة :

الأول : العلم المنافي للجهل.

الثاني : اليقين المنافي للشك.

الثالث : القبول المنافي للرد.

الرابع : الانقياد المنافي للترك.

الخامس : الإخلاص المنافي للشرك.

السادس : الصدق المنافي للكذب.

السابع : المحبة المنافية لضدها.

والمقصود بشهادة أن محمداً رسول الله: معرفة معناها والعمل بمقتضاها. فليس المراد أيضاً مجرد التلفظ بها فهي تعني تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وعبادة الله بما شرع على لسان هذا الرسول الكريم لا بالهوى ولا بالابتداع.

فعلى كل مسلم معرفة معنى الشاهدتين حق الفهم والعمل الجاد بمقتضاهما، وهو التصديق والإيمان والعمل بما جاء به رسول الله في الكتاب والسنة، ما يتعلق بالعقائد وما يتعلق بالعبادات والتشريعات في كل مجلات الحياة.

ما يستفاد من الحديث :

1- أن التوحيد هو أساس الإسلام.

2- أن أهم الأركان بعد التوحيد هو إقامة الصلاة.

3- أن أوجب أركان الإسلام بعد الصلاة هي الزكاة المفروضة ، وهي من حق المال.

4- أن الإمام هو الذي يتولى قبض الزكاة وصرفها إما بنفسه أو نائبه.

5- وفي الحديث دليل أنه يكفي إخراج الزكاة في صنف واحد.

6- وفيه أنه لا يجوز دفعها إلى غني.

7- وفيه أن يحرم على العامل في الزكاة أخذ كرائم المال.

8- وفيه تنبيه على التحذير من جميع أنواع الظلم.

9- وفيه قبول خبر الواحد العدل في العقيدة وما يوجب العمل.

10- وفيه أن يبدأ الداعي بالأهم فالأهم.

الحديث الثاني
فضل عقيدة التوحيد

عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله r :

« من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ».

( رواه البخاري([7]) ومسلم([8]) وأحمد([9]) ).

راوي الحديث :

عبادة بن الصامت الأنصاري ، كان ممن شهد بيعتي العقبة الأولى والثانية مع رسول الله r وشهد معه سائر الغزوات ، كان معلماً للقرآن في المدينة ثم في الشام توفي في بيـت المقـدس سنة 32 هـ – رضي الله عنه -.

تفسير المفردات اللغوية :

شهد أن لا إله إلا الله : تكلم بها بلسانه واعتقد ما تدل عليه بقلبه وعمل بما تقتضيه بجوارحه.

وحـده : أي واحداً فرداً.

عيـسى : هو ابن مريم العذراء.

كلمتـه : أي خلقه بقوله (كن) فكان عيسى بقدرته وحكمته وسمي (كلمة) لوجوده بقوله تعالى (كن).

روح منه : أي عيسى روح من الأرواح التي خلقها الله وأوجدها.

الجنة والنار حق : أي أنهما ثابتتان حقيقة لا شك فيهما.

المعنى الإجمالي :

يتضمن هذا الحديث خمسة أمور من آمن بها وعمل بما تدل عليه في الظاهر والباطن دخل الجنة :

أولها : قوله r : « من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له» يعني آمن بالله عن صدق ويقين معترفاً بالوحدانية لله تعالى وتجرد عن عبادة غيره ، وعمل بما تدل عليه شهادة أن لا إله إلا الله من اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه قولاً وعملاً.

ثانيها : « شهادة أن محمداً رسول الله r » : يعني من اعتقد اعتقاداً جازماً لا يقبل الشك بأن محمداً رسول الله أرسله الله إلى الثقلين الجن والإنس برسالة شاملة كاملة، وأنه خاتم النبيين، ورسالته خاتمة الرسالات ، وآمن بأنه عبد من عباد الله شرفه الله بحمل رسالته إلى العالم فصدقه فيما أخبر به وأطاعه فيما أمر به وابتعد عما نهى عنه وزجر.

ثالثها : الاعتقاد بأن عيسى – عليه السلام – عبد من عباد الله ورسول من رسله، وأنه ليس ابن سفاح كما يزعم اليهود وليس هو الله ولا ابن الله ولا ثالث ثلاثة كما يزعم النصارى ، بل هو عبد من عباد الله أرسله الله إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى عبادة الله وحده.

وقد خلق الله عيسى بكلمة (كن) الدالة على التكوين وأنه روح من الأرواح التي خلقها الله ] إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون [.

رابعها : « أن الجنة حق » أي واعتقد أن الجنة التي أعدها الله للطائعـين من عباده ثابتة موجودة وحقيقة لا ريب فيها وأنها المقر الأخير الخالد للمؤمنين به والمتبعين لرسله.

خامسها : « أن النار حق » أي واعتقد أن النار التي توعد الله بها الكافرين والمنافقين حقيقة ثابتة لا ريب فيها أعدها الله لمن كفر به وجحده وعصاه.

هذه الأمور الخمسة من صدق وآمن بها وعمل بما تقتضيه أدخله الله الجنة وإن كان مقصراً وله ذنوب وذلك بسبب توحيده وإخلاصه العبادة لله وحده.

ما يستفاد من الحديث :

1- يستفاد منه فضيلة توحيد الله ، وأن الله يكفر به الذنوب.

2- سعة فضل الله ورحمته بعباده.

3- يستفاد من قوله في محمدr « عبده ورسوله »: معرفة ما للأنبياء من الحق وخاصة محمدr بلا إفراط ولا تفريط.

4- أن العصاة من الموحدين لا يخلدون في النار.

5- وجوب الإيمان بالجنة والنار.

الحديث الثالث
حق الله على العباد

عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال كنت رديف النبي r على حمار ، فقال لي : « أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله ؟ قلت : الله ورسوله أعلم. قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاًِ. قلت : يا رسول الله أفلا أبشر الناس ؟. قال : لا تبشرهم فيتكلوا ».

(أخرجه البخاري([10]) ومسلم([11]) والترمذي([12]) وابن ماجه([13]) وأحمد([14])).

راوي الحديث :

هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي أبو عبد الرحمن صحابي مشهور من أعيان الصحابة شهد بدراً وما بعدها، وكان إليه المنتهى في العلم والأحكام والقرآن ، مات سنة ثمان عشرة بالشام في طاعون عمواس.

تفسير المفردات :

رديـف : راكباً خلفه.

حق الله على العباد : هو ما يستحقه عليهم من العبادة والطاعة.

حق العباد على الله : هو استحقاق إنعام وفضل هو جعل ذلك على نفسه تفضلاً وإحساناً على الموحدين المخلصين وليس على الله حق واجب بالعقل كما تزعم المعتزلة.

أفلا أبشر الناس : أخبرهم بما يسرهم.

يتـكــلـوا : يعتمدوا.

المعنى الإجمالي :

بين رسول اللهr في هذا الحديث الغاية التي خلق الله الخلق من أجلها ألا وهي إفراد الله وحده بالعبادة والإخلاص له فإن هذا الحق العظيم ليس إلا لله الخالق العظيم المنعم المتفضل.

كما بين الرسول الكريم ما يستحق العباد على الله من الجزاء ، إن هم قاموا بهذا الواجب العظيم (إخلاص العبادة) أن ينجيهم من عذاب النار ويدخلهم جنات النعيم.

وهذا أمر يسر به المؤمن ويستبشر به لذا قال معاذ - يستأذن النبي r : - « أفلا أبشر الناس ». ولكن الرسولr نهى معاذاً عن ذلك لمصلحة أمته وحباً منه أن يجدُّوا في العمل وفيما يقربهم إلى الله ويتنافسوا فيه لينالوا بهذا الجد والجهاد والتنافس الدرجات العالية عند الله ، وعلى العكس من ذلك لو تقاعسوا عن العمل واتكلوا على مثل هذا الوعد فإنهم سوف يفوتهم خير كثير وأجر كبير.

ما يستفاد من الحديث :

1- حكمة رسول اللهr في التعليم حيث افتتح هذا التعليم بالسؤال ليكون أوقع في النفس وأبلغ في فهم المتعلم.

2- فيه تواضع رسول اللهr وحسن أخلاقه حيث يركب الحمار يردف أصحابه على مركوبه.

3- وفيه بيان أعظم حقوق الله على عباده ألا وهو توحيد الله وإفراده بالعبادة وحده.

4- وفيه تفضل الله على عباده بأحسن الجزاء على أداء هذا الحق.

5- وفيه استحباب بشارة المسلم بما يسره.

6- وفيه الخوف من الاتكال على سعة رحمة الله ، فإن هذا الاتكال يضر كثيراً من الجهال.

الحديث الرابع
تحريم التبرك بالأشجار ونحوها

عن أبي واقد الليثي – رضي الله عنه – قال : خرجنا مع رسول اللهr إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط ، فمررنا بسدرة ، فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط ، كما لهم ذات أنواط فقال رسول اللهr :

« الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده ، كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ] اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون [ لتركبن سنن من كان قبلكم ».

( أخرجه أحمد([15]) والترمذي([16]) وصححه ، وعبد الرزاق([17]) وابن جرير([18]) وابن المنذر([19]) وابن أبي حاتم(5) والطبراني([20]) بنحوه ).

راوي الحديث :

هو أبو واقد الليثي نسبة إلى ليث بن عبد مناف ، قيل : اسمه الحارث بن مالك ، وقيل : ابن عوف ، خرج له الجماعة وله في الصحيحين حديثان ، قيل إنه شهد بدراً ، وقيل من مسلمة الفتح مات سنة 68 وهو ابن 85 سنة.

تفسير المفردات :

حـنـيـن : موضع قريب من مكة.

حدثاء عهد بكفر : أي قريبٌ عهدهم بالكفر.

ســـــدرة : نوع من الشجر.

يعكفون عندهـا : العكوف هو الإقامة على الشيء في مكانه.

ينــوطــون : يعلقون بها أسلحتهم تبركاً.

الســنـــن : الطرق والمناهج.

المعنى الإجمالي :

كان في جيش رسول اللهr في غزوة حنين من دخل في الإسلام جديداً لم ترسخ قدمه في الإسلام ولم يتمكن من فهم الدعوة الإسلامية وفهم عقائدها ومبادئها لقرب عهده بالجاهلية والشرك ، فمروا على قوم من المشركين يعكفون حول شجرة تبركاً بها وتعظيماً لها فما إن رآهم هؤلاء المسلمون الجدد يفعلون هذا حتى طلبوا من رسول الله أن يجعل لهم شجرة ينوطون بها أسلحتهم تبركاً بها لا عبادة لها – ظناً منهم أن الإسلام يسمح بهذا النوع من التبرك وأنهم بمثله يحرزون النصر على أعدائهم.

أدهش رسول اللهr هذا الطلب الغريب العجيب فقال كلمته العظيمة التي ينبغي أن تكون درساً لأمته إلى يوم القيامة : « الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا آلهاً كما لهم آلهة. قال إنكم قوم تجهلون ».

ما أحرى المسلمين بأن يعوا هذا الدرس وما أحرى العلماء بالأخص أن يصرخوا بهذه الكلمة قوية مدوية في وجه العوام وأشباههم الذين يتبركون بالأحياء والأموات والأشجار والأحجار ظناً منهم أن هذا من الإسلام ، ويزين لهم ذلك من لا يخشى الله ولا يرجو الله واليوم الآخر من عباد المال والجاه ويستغل عواطف الجهال والسذج فيثبتهم على الباطل ويدفعهم إلى محاربة الحق والتوحيد.

ما يستفاد من الحديث :

1- النهي عن التشبه بأهل الجاهلية.

2- تشبيه النبيr طلبهم بطلب بني إسرائيل.

3- أن الفعل الذي يذم فيه بنو إسرائيل تذم فيه هذه الأمة إذا فعلته.

4- في الحديث تنبيه على قاعدة سدّ الذرائع.

5- وفيه علم من أعلام النبوة لكونه وقع كما أخبر النبيr.

6- وفيه الخوف من الشرك وأن الإنسان قد يستحسن شيئاً يظن أنه يقربه إلى الله وهو أشد ما يبعده من رحمته ويقربه من سخطه.

الحديث الخامس والسادس
خطورة دعاء غير الله تعالى

عن ابن مسعود – رضي الله عنه – أن رسـول اللهr قال : « من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار».

(رواه البخاري([21])).

وعن جابر – رضي الله عنه – : « من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار ».

(رواه مسلم([22])).

صحابيا الحديث :

عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي أبو عبد الرحمن من السابقين الأولين ومن كبار العلماء من الصحابة مناقبه جمّة ، وأمّره عمر على الكوفة مات بالمدينة سنة 32هـ.

جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام ، الأنصاري ، ثم السلمي صحابي ابن صحابي غزا مع رسول اللهr تسع عشرة غزوة ، مات بالمدينة بعد السبعين.

تفسير المفردات :

الدعاء : هو الطلب والرغبة.

النـد : هو الشبيه والمثيل.

الشرك : هو أن يجعل لله نداً يدعوه كما يدعو الله أو يخافه أو يرجوه أو يحبه كما يحب الله أو يصرف له نوهاً من أنواع العبادة ، فهذا هو الشرك الذي لا يبقى مع صاحبه من التوحيد شيء.

المعنى الإجمالي لحديث ابن مسعود :

الحديث يبين مكانة الدعاء وأنه من أعظم العبادات ومن أعظم حقوق الله بحيث لو صرفه العبد لغير الله لكان بذلك مشركاً قد اتخذ لله نداً ومثيلاً في الإلهية وفي استحقاق العبادة.

وهذا تمرد على الله وعناد لأنبيائه وتكذيب لرسله الذين اتفقت دعواتهم ورسالاتهم جميعاً على وجوب إفراد الله بالعبادة ومن أعظمها الدعاء.

قال رسول اللهr : « الدعاء هو العبادة ».

وقال تعالى : ] ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين [ (الأعراف 55).

وقال تعالى : ] وقال ربكم ادعوني أستجب لكم … [ (غافر 60).

وقال ناهياً عن دعاء غيره : ] ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين [ (يونس 106).

وقال : ] فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين [ (الشعراء 213).

فدعوة غير الله تعتبر تأليهاً لذلك الغير والعياذ بالله …

وقال تعالى موبخاً للمشركين : ] ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير * هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب * فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون [ (غافر 12-14) الدين : أي الدعاء.

وقال تعالى حاكماً بالضلال والخيبة على من يدعو غير الله : ] ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين [ (الأحقاف 5-6).

وقال تعالى : ] ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير [ (فاطر 13-14).

ومن هذه النصوص وأمثالها في القرآن الكريم والسنة المطهرة يتبين لمن فتح الله بصيرته وأنار قلبه وشرح صدره أهمية الدعاء ومكانته في العقيدة الإسلامية.

ولأجل هذه المكانة توعد الله من لا يخضع له بالدعاء بدخول النار صاغراً ذليلاً. قال تعالى : ] إن الذي يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جنهم داخرين [.

وتوعد من يدعو غير الله بدخول النار كما في هـذا الحديـث: « من مات وهو يدعو لله نداً دخل النار ».

ما يستفاد من الحديث :

1- مكانة الدعاء وأنه أعظم العبادات لله.

2- إن دعاء غير الله شرك عظيم وظلم جسيم.

3- إن من يدعو غير الله ليس له جزاء إلا النار إن مات على ذلك.
التوقــيـــــــــــــــــــــع


مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع  1  70x50_10

مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع  1  Empty رد: مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع 1

avatar
زائر
زائر
تمت المشاركة الأربعاء سبتمبر 12, 2012 6:16 pm
جزاااااااااك الله الجنة اخي مهدي
ويعطيك الف عافية ع الاختيار القيم والرائع
تقبل مروري وتقييمي واعجابي
مودتي لروحك
استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى