- mahdi87عضو مميز
- رقم العضوية : 11810
الجنس : عدد المساهمات : 1205 نقاط التميز : 2012 تقييم العضو : 32 التسجيل : 17/02/2012
تمت المشاركة الأحد سبتمبر 02, 2012 8:25 pm
الحديث الثالث عشر
الـديـن النصيحـة
عن تميم الداري – رضي الله تعالى عنه – قال : قال رسول اللهr :
« الدين النصيحة ( ثلاثاً ) قلنا لمن ؟. قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم »
( رواه مسلم([45]) وأبو داود([46]) وأحمد([47]) والنسائي([48]) ).
صحابي الحديث :
تميم بن أوس بن خارجة الداري أبو رقية صحابي مشهور مات سنة 40هـ.
المفــردات :
الـدين : الإسلام كله ، إذ مدار الإسلام على هذا الحديث.
النصيحة : كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له مأخوذة من نصح الرجل ثوبه إذا خاطه، فشبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح المنصوح له بما يسده من خلل الثوب.
أئمة المسلمين : زعماؤهم كالخلفاء والأمراء والعلماء.
عـامتهـم : سائر المسلمين ممن عدا الأئمة.
المعنى الإجمالي :
هذا الحديث عظيم الشأن ومن جوامع كلم الرسول الكريمr وعليه مدار الإسلام لو عمل أفراد المسلمين وجماعتهم بما تضمنه من معاني النصيحة لنالوا سعادة الدنيا والآخرة ولعاشوا أخوة متحابين تجمعهم عقيدة واحدة وراية واحدة ومنهج واحد لحياتهم.
فالنصيحة لله معناها الإيمان به سبحانه وتعالى وبكل ما ورد في الكتاب والسنة من أسمائه الحسنى وصفاته العليا إيماناً حقاً صادقاً من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل على أساس ] ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ .
وإفراده وحده سبحانه بالعبادة ونفي الشريك عنه والقيام بطاعته واجتناب معصيته والحب فيه والبغض فيه وموالات من أطاعه ومنابذة من عصاه وجهاد من كفر به والاعتراف بنعمته وشكره عليها والإخلاص في جميع الأمور له.
وأما النصيحة لكتابه فالإيمان بأنه كلام الله منـزل منه غير مخلوق وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لو اجتمعت الجن والإنس لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ولا بعشر سور من مثله بل ولا بسورة من مثله.
ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه عند التلاوة والذب عنه برد تأويل المحرفين وتحريف الغالين وانتحال المبطلين والتصديق بما فيه والوقوف مع أحكامه وتفهم علومه وأحكامه وأمثاله وحدوده والاعتبار بمواعظه والتفكر في عجائبه والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه والبحث في ناسخه ومنسوخه ونشر علومه والدعاء إليه.
وأما النصيحة لرسول اللهr فتصديقه على الرسالة والإيمان بجميع ما جاء به وطاعته في أمره ونهيه ونصرته حياً وميتاً ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه وإعظام حقه وتوقيره وإحياء طريقه وسنته وبث دعوته ونشرها ونفي التهمة عنها وخدمة علومها والتفقه في معانيها والدعاء إليها وإعظامها والتأدب عند قراءتها والإمساك عن الكلام فيها بغير علم والتخلق بأخلاق هذا الرسول الكريم والتأدب بآدابه ومحبة أهل بيته وأصحابه ومجانبة من ابتدع في سننه أو تعرض لأحد من أصحابه.
وأما النصيحة لأئمة المسلمين : فقد ذكرناها في شرح الحديث السابق.
وأما النصيحة لعامة المسلمين – وهم من عدا ولاة الأمر – فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم وكف الأذى عنهم ، فيعلمهم ما يجهلونه من دينهم ويعينهم عليه بالقول والفعل وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص وستر عوراتهم وسد خلاتهم ودفع المضار عنهم وجلب المنافع لهم والشفقة عليهم وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم وتخولهم بالموعظة الحسنة وترك غشهم وحسدهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير ويكره لهم ما يكره لنفسه من الشر والذب عن أموالهم وأعراضهم وحثهم على التخلق بجميع ما ذكر من النصيحة وتنشيط هِمَمِهم إلى الطاعة. ( انظر شرح النووي لصحيح مسلم 2/38-39 ).
ما يستفاد من الحديث :
1- أن النصيحة تسمى ديناً وإسلاماً.
2- أن الدين يقع على العمل كما يقع على القول.
3- وأنه لا دين لمن لا ينصح لله وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم ، ومن غشهم في شيء من ذلك فليس منهم.
4- وجوب النصيحة في جميع ما ذكر من أنواعها وعلى جميع المسلمين كل على حسب طاقته وعلمه ومكانته في المجتمع.
الحديث الرابع عشر
أحب الأعمال إلى الله عز وجل
عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : سألت رسول الله r أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل ؟ قال :
« الصلاة على وقتها. قلت ثم أي ؟ قال: بر الوالدين. قلت : ثم أي؟ قال : الجهاد في سبيل الله »
(رواه البخاري([49]) ومسلم([50]) وأحمد([51])).
صحابي الحديث :
تقدمت ترجمته في شرح الحديث رقم (5).
المفــردات :
أحـب إلى الله : أكثرها محبة إلى الله وأفضلها.
بـر الوالدين : طاعتهما والقيام بحقوقهما والإحسان إليهما.
الجهاد في سبيل الله : بذل النفس والمال في دعوة الكفار إلى الله وقتالهم لإعلاء كلمة الله.
المعنى الإجمالي :
كان الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – من قراء الصحابة وفقائهم وعلمائهم ، وكانت أسئلته لرسول الله تنبئ عن فقهه وإدراكه، فكما سأل هنا عن أحب الأعمال إلى الله فإننا نجد في أسئلة السؤال عن أعظم الذنوب وأشدها فيجيبه رسول الله أن تجعل لله نداً وهو خلقك ، فيقول : ثم أي ؟ فيقول له الرسولr: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك. فيقول : ثم أي. فيقول له رسول اللهr : أن تزاني حليلة جارك ، فهو كما يحرص أن يعرف أحب الأعمال إلى الله يحرص كذلك على أن يعلم أبغض الأعمال إلى الله.
ففي حديثنا هذا بيان لأمور ثلاثة هي أحب الأعمال إلى الله :
أولها : الصلاة على وقتها ، فالصلاة في حد ذاتها هي الركن الثاني من أركان الإسلام وأول العبادات تشريعاً ولم يُبَلِّغْها رسول الله كسائر العبادات بواسطة جبريل بل أسرى الله بعبده محمدr من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى السماء وهناك فوق السموات العلى ناجاه ربه وأكرمه وكلمه بفرضيتها مباشرة فهذا دليل عظمتها، وإذا صلى العبد فإنما يناجي ربه وأفضل وقت يتقرب بها العباد إلى الله هو أوائل أوقاتها كما كان رسول الله r يؤديها في أوائل أوقاتها ورغب في ذلك بقولهr كما في هذا الحديث.
وثانيها : بر الوالدين فحق الوالدين عظيم قرنه الله بتوحيده في غير ما آية قال تعالى : ] واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين
إحساناً [ (النساء 36).
وقال تعالى : ] قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً [ ( الأنعام 151).
وقال تعالى: ] وقضى ربك ألاّ تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً[ (الإسراء 23) وغير ذلك من الآيات.
وفي السنة المطهرة أحاديث كثيرة تدل على عظمة حق الوالدين منها هذا الحديث ، ومنها : « ألا أخبركم بأكبر الكبائر. قالوا : بلى يا رسول الله. قال : الشرك بالله وعقوق الوالدين … »([52]) الحديث.
ومنها : « لعن الله من لعن والديه »([53]).
ومنها : « من أحق الناس ببري قال: أمك. قال : ثم من ؟ قال : أمك. قال : ثم من ؟ قال : أمك. قال : ثم من ؟ قال : أبوك ».
فيجب على المسلم القيام بهذا الحق العظيم حتى لو كانا كافرين فإن حقهما لا يسقط عن الولد. ] وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي [ (لقمان 15).
وثالثها : الجهاد في سبيل الله فإنه ذروة سنام الإسلام وبه تكون كلمة الله هي العليا وبه يظهر الله الإسلام على سائر الأديان كما حصل ذلك بجهاد رسول اللهr وجهاد صحابته الكرام من بعده فإنهم باعوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله وجاهدوا في الله حق جهاده فأعلا الله بهم الإسلام وأظهره على الأديان كلها على أيديهم وأعلاهم وأعزهم به وجعلهم سادة الدنيا وأساتذتها وعلماءها وقادتها ، فإنهم صدقوا الله في البيعة التي تمت بينهم وبينه وهي قوله تعالى : ] إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك وهو الفوز العظيم [ (التوبة 111).
والآيات والأحاديث في مكانة الجهاد وفضله كثيرة فليرجع إليها ، وليدرك المسلمون أنه لا عزة لهم ولا سعادة في الدنيا والآخرة إلا في التمسك بالدين والجهاد في سبيل الله وما نالهم ما نالهم من ذل وهوان وتسلط أمم الكفر من المستعمرين عليهم إلا بتفريط في دينهم وتركهم الجهاد في سبيل الله. فيجب أن يسأنفوا حياة جديدة بالعودة إلى الله والجهاد في سبيله كما قال رسول اللهr : « إذا تبايعتم بالعينة ورضتم بالزرع واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينـزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم »([54]).
ما يستفاد من الحديث :
1- إثبات صفحة المحبة لله على الوجه اللائق به.
2- الصلاة في أول وقتها من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله.
3- أن حق الوالدين عظيم وبرهما والقيام بحقوقهما من أحب الأعمال إلى الله.
4- فضيلة الجهاد في سبيل الله وتوقف عزة المسلمين على القيام به وهذا يدل عليه آيات وأحاديث كثيرة.
الحديث الخامس عشر
أليس الجهاد في سبيل الله أفضل الأعمال ؟
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : سمعت رسـول اللهr يقول :
« إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت. قال : كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال : جريء. فقد قيل : ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن. فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن. قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قارئ فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله ، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها. قال : فما عملت فيها قال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال : كذبت ولكنك فعلت ليقال: هو جواد ، فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار». (أخرجه مسلم([55]) وأحمد([56]) والنسائي([57])).
راوي الحديث :
تقدمت ترجمته في شرح الحديث رقم (11).
المفــردات :
يقضى عليه : يحاكم ويحاسب.
استشهد: نال الشهادة فيما يبدو للناس أنه قُتل في سبيل الله.
جــريء : شجاع.
سحــب : جر مبطوحاً على بطنه ووجه بعنف وشدة إهانة له.
ألقــي : قذف ورمي في النار.
أصناف المال : أنـواعـه.
جـــواد : سخي كريم.
المعنى الإجمالي :
إن في مصير هؤلاء الثلاثة الأشقياء لعبرة وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.ما بالهم وما الذي دهاهم. أليس الجهاد في سبيل الله أفضل الأعمال ؟ أليس هو ذروة سنام الإسلام ؟ أليس للمجاهد في سبيل الله مائة درجة ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ؟ أليس الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، ويسرحون في الجنة حيث شاءوا ؟.
أليس العلماء ورثة الأنبياء ؟ ألم يقل الله : ] يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات [ (المجادلة 11).
وهذا المتصدق المحسن الذي لا يترك سبيلاً يحبها الله إلا أنفق فيها أليس الله يثيب على الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ؟. خصوصاً إذا كان البذل في سبيل الله ألم يحث ربنا على البذل والإنفاق في سبيله ؟
فما الذي أصابهم وجعلهم أول من يقضى عليه ويقذف به في نار جنهم – أعاذنا الله من هذا المصير -.
لقد بين رسول اللهr سبب مصيرهم هذا وهو أنهم لم يخلصوا لله في هذه الأعمال التي تبدو للناس أنها عظمية ، ولم يريدوا بها وجه الله. بل كانت مقاصدهم سيئة وأغراضهم فاسدة هو حب الثناء من الناس والمدح والإطراء.
فلم يرد ذلك المجاهد وجه الله ولا إعلاء كلمة الله إنما أراد بذلك نفسه وأحب أن يعلو صيته ويشتهر بين الناس بالبطولة والشجاعة والإقدام وقد حصل ذلك فكان جزاؤه في الدنيا ، أما في الآخرة فكان جزاؤه أن يفضح وتكشف سريرته ثم يقذف في النار.
وأما العالم فلم يطلب العلم لله ليتفقه في دينه ويعلم ما يجب لله ولكتابه ولرسوله وللناس فيؤديه ، ولم يعلم الناس لوجه الله يرجو ثواب نشر العلم والدعوة إلى الله إنما ليقال فلان عالم وفلان علامة الزمان وحافظ الوقت وقارئ الأمة فكان جزاؤه أن تفضح نواياه ويهتك ستره يوم القيامة جزاء سوء قصده ثم يلقى في النار.
وأما صاحب المال فلم يشكر الله الذي أسبغ عليه تلك النعم ولم يكن من الذين قال فيه : ] والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم [ (المعارج 24-25).
ولم يدرك أن المال مال الله استخلفه فيه لينظر كيف يعمل، لذلك فهو لا يريد بما ينفقه وجه الله ولا يعرف طريقاً إلى الإخلاص لوجه الله إنما يريد أن يتغنى الناس بمجده ويلهج الشعراء بمدحه وأن يطير في الناس أخبار وجوده وخسائه فكان له ذلك ونال ما قصده في الحياة الدنيا ، وأما الآخرة التي لم يردها فإن جزاءه فيها أن الحساب الدقيق والجزاء العادل والملائكة الغلاظ الشداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون تنتظره ليسحب على وجهه ثم يقذف في النار.
وإن في هذا لعبرة عظيمة وعظة بالغة للمجاهدين والعلماء والأثرياء المنفقين علّهم يتعظون فيخلصون أعمالهم لله فيظفرون بوعد الله وينجون من عقاب الله النازل بالمرائين والمنافقين.
الحديث السادس عشر
أثر العلم والهدى الذي جاء به الرسول محمدr في أصناف الناس
عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – عن النبيr قال :
« مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم ، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقية قبلت الماء أنبتت الكلأ والعشب الكثير.
وكان منها أجادب أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا.
وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به ، فعلم وعلم. ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله ألذي أرسلت به »
( رواه البخاري([58]) مسلم([59]) وأحمد([60]) ).
راوي الحديث :
أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار ، صحابي مشهور هاجر إلى مكة ثم إلى الحبشة ثم إلى المدينة ، واستعمله رسول اللهr على ناحية من اليمن ، كان شجاعاً عالماً عاملاً، ولاه عمر بن الخطاب على الكوفة والبصرة ، فتح الأهواز وأصبهان وعدة أمصار ، مات سنة خمسين – رضي الله عنه -.
المـفـردات :
المثـل : المراد به هنا الصفة العجيبة لا القول السائر.
الهدى : الدلالة الموصلة إلى المطلوب.
الغيث الكثير : المطر العام.
نقيـة : طيبة كما في الرواية الأخرى.
الكـلأ : يطلق على النبت الرطب واليابس معاً.
العشب : النبت الرطب.
أجادب : جمع جدب بفتح الدال المهملة. وهي الأرض الصلبة التي لا ينضب منها الماء.
قيعـان : جمع قاع وهو الأرض المستوية الملساء التي لا تنبت.
توضيـح هذا المثـل :
ضرب النبيr لما جاء به من الدين مثلاً بالغيث العام الذي يأتي الناس في حال حاجتهم إليه وكذا كان حال الناس قبل مبعثهr ، فكما أن الغيث يحيي به الله البلد الميت فكذا الوحي من الله يحيي به القلوب الميتة.
قال تعالى : ] أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها [ ( الأنعام 122 ).
فالنور هنا نور الوحي والظلمات ظلمات الجهل والكفر والضلال، ثم شبه النبيr السامعين لما جاء به بالأرض المختلفة التي ينـزل بها الغيث.
1- فمنهم العالم والعامل المعلم ، فهو بمنـزلة الأرض الطيبة شربت فانتفعت في نفسها ، وأنبتت فنفعت غيرها.
2- ومنهم الجامع للعلم المجتهد في تحصيله ، لكنه لم يعمل بنوافله أو لم يتفقه فيما جمع غير أنه أداه لغيره ، فهو بمنـزلة الأرض التي يستقر فيها الماء ، فينتفع الناس به وهو المشار إليه بقولهr : « نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها ».
3- ومنهم من يسمع العلم ، فلا يحفظه ولا يعمل به ولا ينقله لغيره ، فهو بمنـزلة الأرض السبخة الملساء التي لا تقبل الماء أو تفسده على غيرها.
وإنما جمع في المثل بين الطائفتين الأوليين المحمودتين ، لاشتراكهما في الانتفاع بهما.
وأفرد الطائفة الثالثة المذمومة لعدم النفع بها.
فعليك أخي بالعلم النبوي والعمل به يرفعك الله به. قال تعالى : ] يرفع الله الذين آمنوا منكم والذي أوتوا العلم درجات [ (المجادلة 11) ، وقال تعالى : ] قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون [ (الزمر 9).
وعليك بالعمل به والدعوة إليه قال تعالى : ] ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين [ (فصلت 33).
واحرص أن تكون من النوع الأول ممن تقبل هذا النور الذي جاء به النبي محمدr فيضيء الله به قلبَكَ ويحييه فالحياة الصحيحة الطيبة لا تكون إلا به.
واحذر كل الحذر أن تكون من النوع الثالث الذي لم يقبل هدى الله ولم يرفع به رأساً.
ما يستفاد من الحديث :
1- عظمة ما جاء به الرسول من الهدى والعلم. ألا وهو القرآن والسنة وآثارهما في حياة الناس.
2- تفاوت الناس من حيث الاستعداد لقبول ما جاء به الرسول وعدمه فالناس معادن.
3- فضل العلم والتعليم ونشر الخير في الناس.
4- خطورة الإعراض عما جاء به رسول اللهr من كتاب وسنة من جهة ، ودلالة هذا الإعراض على رداءة معادن هؤلاء المعرضين وحقارتهم عند الله.
الحديث السابع عشر
الصدق والكذب ونتائجهما
عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول اللهr:
« عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً.
وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار. وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ».
( أخرجه البخاري([61]) ومسلم([62]) وأحمد([63]) وأبو داود([64]) ومالك([65]) والترمذي([66]) وابن ماجه([67]) والدارمي([68]) واللفظ لمسلم ).
راوي الحديث :
عبد الله بن مسعود وقد تقدمت ترجمته في شرح الحديث رقم (5).
المفـردات :
عليكم : اسم فعل أمر بمعنى ألزموا الصدق.
الصدق : مطابقة الخبر للواقع.
يهدي : يدل ويرشد.
الـبر : التوسع في فعل الخير وهو اسم جامع للخيرات كلها ويطلق على العمل الخالص الدائم.
يتحرى : يعتمد وقصد.
الفجور : الانبعاث في المعاصي وهو اسم جامع للشر. وأصل الفجر : الشق الواسع.
إياكـم : صيغة تحذير من الشر أو ما يضر.
والكذب : مخالفة الخبر للواقع.
المعنى الإجمالي :
الصدق : خلق نبيل ومن أسس الفضائل به تستقيم الحياة وتسير به سيراً حميداً ، وإن الصدق ليعلي صاحبه ويرفع منـزلته عند الله وعند الناس ، فيكون محترم الكلمة محبوباً إليهم مقبول الشهادة والحديث عندهم.
فعليك بتحري الصدق ، في القول ، وفي العقيدة ، وفي العمل ، لقد أرشدنا الرسول الكريمr إلى مسألة تربوية عظيمة وهي طريق تربية الخلق وتكوينه وتقويته في النفس وذلك بأن يتحرى الإنسان القول الجميل والصنع المجيد ويقصد إلى عمله المرة بعد الأخرى والرابعة تلو الثالثة والسادسة بعد الخامسة حتى يؤثر هذا التكرار في نفسه وكلما أصر على متابعة ذلك العمل ازداد لصوقاً بنفسه ورسوخاً فيها.
فمن طمحت نفسه إلى منازل الصديقين وأن يكون الصدق خلقه وشيمته وطبعه فليتحر الصدق في أقواله وأعماله وليتابع ذلك فإذا بالصدق خلقه ، وإذا به يحتل بعون الله منازل الصديقين ، وكما أن الصدق من أسس الفضائل ، فإن الكذب من أسس الرذائل. به يتصدع بنيان المجتمع ويختل سير الأمور ويسقط صاحبه من عيون الناس لا يصدقونه في قول ولا يثقون به في عملٍ أحاديثه باطلة لذلك حذر منه رسول اللهr.
وفي القرآن الكريم كثير من الآيات المقبحة للكذب المنفرة عنه المتوعدة عليه بالعذاب الشديد.
قال تعالى : ] ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع قليل ولهم عذاب أليم [ (النحل 116-117) ، وقال تعالى: ] إنّما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون[ (النحل 105)، وهل الشرك واتخاذ الأنداد الذي هو أكبر الجرائم والذنوب إلا كذب ، وهل النفاق الذي هو شر من الكفر الصريح إلا كذب ، وكذلك الغش في المعاملة ونية الإخلاف في المواعيد والرياء في الأعمال كلها من ضروب الكذب.
فابتعد أيها المسلم عن الكذب واربأ بنفسك عن تحريه فإن فيه وفي تحريه وتقصُّده الهلاك والانحدار إلى هوة الفجور ؛ لأنه يسوق صاحبه ويجره إلى منازل الفجار وإن الفجار لفي النار ] وإن الفجار لفي جحيم * يصلونها يوم الدين [ (الإنفطار13-14).
ما يستفاد من الحديث :
1- وجوب التزام الصدق ، قال تعالى : ] يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين [ (التوبة119).
2- في الحديث قاعدة تربوية وهي أن من أراد أن يتخلق بالأخلاق العالية كالصدق والصبر والشجاعة فليتحرها وليتقصدها وليواظب عليها، فبتحري الصدق والتزامه يصبح صادقاً وبالتصبر وتحمل الشدائد يصبح الصبر له خلقاً وبالمداومة على الرذيلة وتحريها يصبح الرجل كذاباً ورذيلاً.
3- وفي الحديث التحذير من الكذب ومن تحريه.
4- وأنه يقود إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار – أعاذنا الله من الكذب والفجور والنار -.
الحديث الثامن عشر
علامــات النفــاق
عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول اللهr :
« أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر » ( رواه البخاري([69]) ومسلم([70]) وأبو داود([71]) والترمذي([72]) والنسائي([73]) وأحمد([74]) ).
راوي الحديث :
عبـد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي أبو محمد وقيل أبو عبد الرحمن أحد السابقين المكثرين من الصحابة وأحد العبادلة الفقهاء ، وكان من العلماء العباد مات سنة 68هـ.
المفـردات :
النفاق : مخالفة الباطن للظاهر وأصله من نافقاء اليربوع وهي إحدى جحره يكتمها ويظهر غيرها.
والغدر : ترك الوفاء بما عاهد عليه.
المخاصمة : المنازعة ، أصلها من خصم الشيء أي جانبه وناحيته فكل من المتخاصمين في جهة.
الفجـور : الميل عن الحق والاحتيال في رده ، وأصله من الفجر وهو شق الشيء شقاً واسعاً. والفجور فتن في الدين.
الخيانـة : فسرت هنا بأنها التصرف في الأمانة بغير وجه شرعي كبيعها أو جحدها أو انتقاصها أو التهاون في حفظها.
المعنى الإجمالي :
النفاق داء كبير وخطر جسيم على الإسلام والمسلمين ، وهو وصف ذميم لقوم أظهروا الإسلام كيداً وخداعاً لينالوا به مصالح مادية ثم لينجوا بذلك من سيوف الإسلام.
وقد لعن الله المنافقين وذمهم وتوعدهم بأليم العذاب في الدرك الأسفل من النار.
وقد ذكر صفاتهم الذميمة في سور كثيرة من القرآن الكريم في سورة البقرة والنساء وسورة التوبة وفي سورة المجادلة والحشر وسورة المنافقين ، كل ذلك ليعرفهم المؤمنون ويحذروا شرهم وكيدهم وخبثهم.
وقد بين الرسول الكريم في هذا الحديث أربعاً من صفاتهم وعلاماتهم البارزة.
الأولى : خيانة الأمانة ، وبئست الخلق هي وما أقبح أن يثق بك إنسان ويستأمنك على ماله أو عرضه أو حق من حقوقه ، فتخونه.
إن دائرة الأمانة واسعة تشمل كل ما اؤتمن عليه الإنسان ، حتى لتشمل الدين كله.
فكل ما جاء به الأنبياء من العقائد والشرائع أمانة في أعناق العلماء إذا قصروا في تبليغها ونشرها كان ذلك منهم خيانة يستوجبون بها لعائن الله وغضبه، قال تعالى : ] إن الذي يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون [ (البقرة 159).
فعلى حملة العلم أن يبلغوا ما جاء به خاتم الأنبياء – عليه وعليهم الصلاة والسلام - ، فإن ذلك أعظم الأمانات ، وكتمانه والتقاعس عنه أعظم الخيانات ، قال تعالى : ] يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون [ (الأنفال 27).
والثانية : الكذب في الحديث – فإنه أساس النفاق وهو من أقبح الأخلاق ، فإن الأمم كلها تحترم الصدق وتمقت الكذب ، وتحتقر صاحبه ، فاحرص أن تكون مع الصادقين في أقوالهم وأفعالهم ، وابتعد عن الكذب والكذابين فإنه من صفات أحط البشر وهم المنافقون كما في هذا الحديث ، وانظر إليهم وقد قامت ديانتهم على الكذب وكيف فضحهم الله ، وكشف عوراتهم ، قال تعالى : ] إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك رسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون * اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون [ (المنافقون 1-2).
والثالثة : خلف الوعود أو نقض العهود والغدر ، وذلك من أشنع الأخلاق وأرذلها. وكفى به شراً أن يكون من عواقبه مرض النفاق قال تعالى : ] فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون [ (التوبة 77).
فاحذر من الانحدار إلى هذا الخلق الحقير واحرص على الوفاء بالوعد ، واحترام العهد حتى تكون من أولي الألباب. ] الذي يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق [ (الرعد 20).
والرابعة : الفجور في المخاصمة وعدم الوقوف عند الحق وهو وزر كبير وجرم خطير ، يجر إلى مفاسد عظيمة من استباحة الأموال والأعراض ، وجحد حقوق الآخرين وإلصاق التهم الظالمة بهم ، ومحاربة الدعاة إلى الحق ، وصد الناس عن الحق والهدى والسلوك بهم في مسالك الغواية والردى ، فكم من أموال استبيحت وأعراض انتهكت ، ودماء أريقت بسبب فجور المنافقين في خصوماتهم، وكم من مريد للحق صدوه عن سلوك الصراط المستقيم واتباع الحق القويم.
ولولا الفجور في الخصومة لرأيت معظم المسلمين ملتزمين منهج الله، مقتفين سبيل المؤمنين من السلف الصالحين.
الحديث التاسع عشر
اجتنـاب الموبقـات
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبيr قال :
« اجتنبوا السبع الموبقات.
قالوا : يا رسول الله وما هن ؟.
قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ؛ وأكل الربا وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات »
( رواه البخاري([75]) ومسلم([76]) وأبو داود([77]) والنسائي([78]) ).
راوي الحديث :
أبو هريرة وقد تقدمت ترجمته في شرح الحديث الحادي عشر.
المفــردات :
الاجتناب : الابتعاد.
الموبقات : المهلكات.
الشرك : تقدم بيانه في شرح الحديث السادس.
السحر: عزائم ورقى وعقد يؤثر في القلوب والأبدان ، فيمرض ويقتل ، ويفرق بين المرءِ وزوجه إذا أراد الله ذلك.
الربا في اللغة : الزيادة مطلقاً يقال : ربا يربو ربواً إذا زاد وفي الشرع : الزيادة على رأس المال من وجه خاص مُحَرَّمٍ ، والربا المعروف في الجاهلية أن يقول الدائن لمدينه إذا حل الأجل إما أن تعطي وإما أن تربي.
الـيتيـم : من الإنسان الذي فقد أباه ، ومن الحيوان ما فقد أمه.
والتولي يوم الزحف : الفرار الهرب حال قتال العدو.
قذف المحصنـات : رمي العفيفات بالزنى.
الغـافـلات : اللاتي لم تخطر الفاحشة على بالهن لطهارة قلوبهن ، فهن ساهيات عن المنكر.
المعنى الإجمالي :
يحذر الرسولr - أمته من الوقوع في الذنوب الموبقة – وهي : المردية المهلكة وكل واحدة من هذه السبع توقع صاحبها في الهلكة.
أولها : وأعظمها شراً وأكبرها خطراً هو الشرك بالله الذي لا يغفر أبداً ولا يقبل معه من الصالحات شيء.
] إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون لمن يشاء [ (النساء 48).
فمن ذبح أو حلق أو قصر أو نذر أو ركع أو سجد لغير الله أو حلف بمخلوق يعظمه أو سأل حاجاته من الميت كأن يطلب منه الولد أو دعاهُ أو ناداه أو استغاث أو استعان به في أمر لا يقدر عليه إلا الله ، فقد أشرك وجعل لله نداً.
والشرك خفي وجلي : فمن الخفي أن تعمل رياء ، أو تترك العمل لأجل الناس ، ومن الجلي ما يقع عند قبور الأنبياء والصالحين من جهلة المسلمين وأشباه الجهلة من الطواف بالقبور ودعوة أصحابها في المهمات والشدائد ، والعكوف عليها ، والتمسك بها لطلب البركات.
وثانيها : السحر : وفي السحر جمع بين الكفر والإضرار بالناس لما يتوهم العامة والجهلة من قدرة الساحر على ما يريد واستطاعته أن يتصرف في ملك الله بغير إذنه ] وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله [ (البقرة 102).
وقد اتفق العلماء على حرمة تعلم السحر وتعليمه وتعاطيه وقالوا إن كان فيه قول أو فعل يقتضي الكفر كان كفراً ، وقال مالك وأحمد وجماعة من الصحابة والتابعين تعاطي السحر كفر يوجب القتل.
وقال آخرون يفسقه وأنه يحد بضرب عنقه ، ولا يحكم عليه بالخروج عن الإسلام كما هو مذهب الشافعي إلا إذا قال أو فعل شيئاً من هذا السحر يكفر به كمن يدعي القدرة على تغيير خلق الله أو مضاهاة خلقه أو يزعم أنه يضر وينفع بسحره كما هو شأن السحرة في كل زمان ومكان.
وأمر أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بقتل السحرة ([79]).
وقتلت أم المؤمنين حفصــة – رضي الله عنها – جاريةً لها ساحرة ([80]).
وقتل جندب بن عبد الله ساحراً كان يلعب عند الوليد بن عقبة بقطع رأس الرجل ثم يدعوه فيأتي حياً ([81]).
وثالثها : قتل النفس وإزهاق الروح البريئة وإراقة الدماء الطاهرة فتلك جريمة توقع الرعب في نفوس الناس وتزلزل أمنهم وتفتك بالأمة وتقطع روابط الإخاء وتنشر الأحقاد والعداوات بين الناس. فما أفظعها من جريمة وأخطرها ، وقال الله تعالى في شأنها : ] من قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا [.
ورابعها : أكل الربا وهو استغلال للإنسانية وامتصاص لجهودها وأكل لأموالها بالباطل دون أن يبذل المرابون أي جهد في تلك الأموال المستباحة ، وفي التعامل بالربا محاربة لله ورسوله في الدنيا وهو من موجبات النار ، وكيف لا يكون كذلك والمرابون أشد الناس قسوة وأبعد الناس عن الرحمة بالبشر حيث ينتهزون فرصة إعسار المعسرين وشدة فقرهم وحاجتهم إلى المال فيعطي المائة بمائة وعشرة مثلاً إلى أجل ، فإذا حل الأجل ولم يقم المدين بأداء دينه ربما زاد في الربا وضاعفه عليه أضعافاً، فيلحق بالناس وباقتصادهم من الأضرار والدمار ما لا يعلمه إلا الله. يحيق بآكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه لعائن الله وغضبه - أعاذنا الله من ذلك -.
وخامس الموبقات : أكل مال اليتيم : فمن حق اليتامى على الناس أن يكفلوهم ويقوموا بتربيتهم والعناية بشأنهم وينموا أموالهم ويساعدوهم حتى يبلغوا أشدهم ويدركوا رشدهم.
وقد زجر الله في محكم كتابه عن أكل مال اليتيم وتوعد على ذلك أشد أنواع الوحيد فقال : ] إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً [ (النساء 10).
وزجر عن قربانه إلا بالتي هي أحسن ، ومن التي هي أحسن فعل الأصلح له وتنمية ماله بالبيع والشراء والتصرف بما يعود عليهم بالربح والنماء المباح.
وسادسها : التولي يوم الزحف والفرار من لقاء العدو فإن ذلك من الجبن وفيه إضعاف لشوكة المسلمين وخذلان لهم وضياع الدين وتمكين الكافرين من دماء المسلمين ونسائهم وأموالهم. ولا يجوز لمسلم أن يفر من معركة هو الفائز فيها إما بالفتح والنصر وغنيمة ، وإما بالشهادة في سبيل الله.
وسابعة الموبقات : قذف المحصنات الغافلات المؤمنات ورميهن بالزنا ونسبتهن إلى الفواحش. إنها لجريمة عظيمة أن تعمد إلى امرأة كريمة متمتعة بالحصانة والعفة بعيدة عن الريبة ولا تخطر بقلبها الفاحشة فتقذفها بالزنا وترميها الفاحشة.
إن من يفعل ذلك يجب أن يأتي أربعة شهداء وإلا فهو عند الله من الكاذبين الفاسقين ولا تقبل له شهادة أبداً ويجب أن يقام عليه الحد ثمانون جلدة ، هذا جزاؤه في الدنيا ، وجزاؤه في الآخر ما رتبه الله على هذا الإفك ] إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون[ (النور 23-24).
فاجتنب أيها المسلم هذه الموبقات ولا تدنس نفسك بشيء منها فتوجب لها مقت الله وغضبه إلى جانب مقت الناس وسخطهم عليك واحتقارهم لك.
واعلم أن الكبائر كثيرة فهي كما قال ابن عباس –رضي الله عنهما – إلى السبعين أقرب ، وقد ألفت فيها كتب مثل : الكبائر للذهبي وهو مطبوع ، ومثل كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيتمي ، فاعرف الكبائر ثم اجتنبها يغفر الله لك الصغائر واللمم قال تعالى : ] إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريما [ (النساء 31).
ما يستفاد من الحديث :
1- رأفة الرسولr ورحمته بأمته حيث يدلهم على خير ما يعلمه لهم ، ويحذرهم شر ما يعلمه لهم.
2- وجوب اجتناب هذه الموبقات التي حذر منها رسول اللهr، واجتناب غيرها من الكبائر التي دل عليها الكتاب والسنة.
3- أعظم هذا الكبائر الشرك بالله فإنه الذنب الذي لا يغفر.
الحديث العشرون
نجاة الأمة في طاعة الرسولr وهلاكها في مخالفته
عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : قال رسول اللهr :
« مثلي ومثل ما بعثني الله به ، كمثل رجل أتى قومه فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان ، فالنجاء. فأطاعه طائفة من قومه ، فأدلجوا ، فانطلقوا على مهلهم فنجوا. وكذبته طائفة فصبحهم الجيش ، فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به. ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق » (رواه البخاري([82]) ومسلم([83]) ).
راوي الحديث :
تقدمت ترجمته في شرح الحديث رقم (16).
المفــردات :
مثلي : صفتي وحالي العجيبة.
النذير : المخبر بما فيه شر وسوء.
العريان : ضد المكسو المتجرد من ثيابه. والنذير العريان الممثل به رجل من خثعم تزوج امرأة من زبيد فأراد بنو زبيد أن يغيروا على قبيلته فخافوا أن ينذر قومه فجعلوا عليه حرساً بعد أن خلعوا ثيابه ، فصادف منهم غرة ففر إلى أهله فأنذرهم وكان مما قاله :
أنا النذير العريـان ينبذ ثوبه
إذا الصدق لم ينبذ لك ثوب كاذب
فصار مثلاً لكل أمر تخاف مفاجأته ولكل رجل لا ريب في كلامه.
النجاء : الهرب وهو منصوب على الإغراء.
أدلجوا : ساروا من أول الليل أو ساروا الليل كله.
صبحهم : أغار عليهم في الصباح.
اجتاحهم : استأصلهم فلم يبق على أحد منهم.
المعنى الإجمالي :
بعث الله رسوله محمداًr بالهدى ودين الحق وجاء بالمعجزات العظمى الكونية والشرعية والبراهين والواضحة والحجج القوية الصادقة الدالة أكبر دلالة على صدقه وصدق ما جاء به وأنه رسول من الله حقاً ، فآمن به واتبعه وأطاعه من أراد الله به السعادة والنعيم والنجاة من غضب الله وبطشه وعقابه.
وكذبه وعصاه أهل الكبر والعناد وأهل الجاه والمناصب والمصالح الذين حاق بهم غضب الله واستوجبوا الهلاك والعذاب الأليم والدمار الماحق جزاء كفرهم وكبرهم وتكذيبهم وعنادهم واتباع أهوائهم وعدم انقيادهم للحق.
فضرب رسول اللهr مثلاً لحاله وحال ما جاء به من الحق الواضح والصدق البين ، وما يترتب على تصديقه وطاعته وعلى تكذيبه وعصيانه ومخالفته بحال ذلك الرجل الصادق المخلص الجاد في إنذار قومه والحريص على نجاتهم من الخطر الداهم الذي يكمن وراء ذلك الجيش المباغت ، فمن صدقه وأطاعه وأخذ بأسباب النجاة في تجنب خطر ذلك الجيش نجا. ومن كذبه وعصاه واستخف بذلك الخطر نزل به خطر العدو فأهلكه واجتاحه.
وكذلك مصير هذه الأمم والشعوب التي بُعث إليها الرسولr فمن صدقه وأطاعه سعد في الدنيا والأخرى ونال من الله أعظم الجزاء وأكرمه ، ونجا من عقوبات الدنيا وخزي الآخرة.
ومن كذبه وعصاه وخالف ما جاء به ولم يرفع رأساً بالهدى الذي جاء به المتمثل في الكتاب والسنة وتعرض لغضب الله وسخطه وأنزل به العقوبات والكوارث في الدنيا والعذاب الواصب في الآخرة.
] ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً[ (الجن 23).
ما يستفاد من الحديث :
1- بلاغة رسول اللهr في ضربه الأمثال الصادقة الحية التي تجعل المعقول في قالب المحسوس ، وتقريب المعاني البعيدة بهذا التصوير الرائع.
2- حرصه على هداية الناس.
3- صدق ما جاء به ووضوحه.
4- حصول الفوز والسعادة بتصديقه وطاعته واتباع ما جاء به.
5- وقوع البوار والدمار في الدنيا والآخرة بتكذيبه ومخالفته وعصيانه.
الحديث الحادي والعشرون
أهميـة حب الله وحب رسولـهr
عن أنس – رضي الله عنه – عن النبيr قال :
« ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سوهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره إن يُقذف في النار »
(رواه البخاري([84]) ومسلم([85]) والترمذي([86]) وابن ماجه([87])).
راوي الحديث :
أنس بن مالك وقد تقدمت ترجمته في شرح الحديث رقم (7).
المفــردات :
حلاوة : لذة وبهجة.
الإيمان : هو تصديق بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح.
يكره : يبغض.
الكفر : أصله الستر ، والمراد به الجحود والنكران والتكذيب.
يُقذف : يُرمى.
المعنى الإجمالي :
هذه الأربعة الأمور من وجدت فيه وجد بهن حلاوة الإيمان ولذته وهي علامات حبه الصادق لله.
الأمر الأول : محبـة الله : قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى - :
( … فالله تعالى إنما خلق الخلق لعبادته الجامعة لكمال محبته مع الخضوع له والانقياد لأمره. وأصل العبادة محبة الله بل إفراده بالمحبة وأن يكون الحب كله لله فلا يحب معه سواه وإنما يحب لأجله وفيه كما يحب أنبياءه ورسله وملائكته وأولياءه ، فمحبتنا لهم من تمام محبته وليست محبة معه كمحبة من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحبه ، وإذا كانت المحبة له هي حقيقة عبوديته وسرها فهي إنما تتحقق باتباع أمره واجتناب نهيه ، فعند اتباع الأمر واجتناب النهي تتبين حقيقة العبودية والمحبة ، ولهذا جعل تعالى اتباع رسوله عَلَماً عليها وشاهداً لمن ادعاها، فقال تعالى : ] قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله [ (آل عمران 31). فجعل اتباع رسوله مشروطاً بمحبتهم لله وشرطاً لمحبة الله لهم، ووجود المشروط ممتنع بدون وجود شرطه وتحققه بتحققه فعلم انتفاء المحبة عند انتفاء المتابعة فانتفاء محبتهم لله لازم لانتفاء المتابعة لرسوله وانتفاء المتابعة ملزوم لانتفاء محبة الله لهم. فيستحيل إذاً ثبوت محبتهم لله وثبوت محبة الله لهم بدون المتابعة ) ([88]) اهـ.
والثاني : محبة رسول اللهr : وهي تابعة لمحبة الله ولازمة لها ، فمن أحب الله أحب رسوله وأحب جميع ما يحبه بل لا يؤمن العبد حتى يكون رسول الله أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين كما في الحديث التاسع.
ومن علامات محبة رسول الله حب ماجاء به من الوحي كتاباً وسنة والإيمان بكل ما ورد فيها من أخبار واتباع ما ورد فيها من أوامر واجتناب ما فيها من نواه وزواجر والدعوة إلى الإيمان بكل ذلك وتقديم طاعة الرسول على طاعة كل أحد من الخلق ، فمن توفرت فيه هذه الأمور فهو محب لله حقاً وإلا تكون دعواه لمحبة الله دعوى ليس لها برهان ولا سند.
والثالث : أن يحب المرء لا يحبه إلا لله لا لغرض ولا لمصلحة دنيوية ولا من أجل جاهه ومناصبه وإنما يحبه لله لأنه أخوه في الإسلام يؤمن بمبادئ الإسلام ويلتزمها ويحترمها ، فإذا وجد هذا الحب الشريف النـزيه فذلك دليل صدق إيمانه وسوف يجد بذلك حلاوة الإيمان.
والرابع : الكراهية الشديدة للكفر بالله : فهو يكرهه كأشد ما تكون الكراهية و يبغضه أشد ما يكون البغض حتى أنه ليكره أن يعود إليه كما يكره أن يقذف في النار ، ولقد ضحى كثير من المؤمنين بالله بأنفسهم، وآثروا أن يلقوا في الهلاك على حياة تعود بهم إلى الكفر كما قص الله علينا قصة أصحاب الأخدود ، فقال : ]قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود * إذ هم عليها قعود * وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود * وما نقموا منهم إلا أن يؤمنون بالله العزيز الحميد[ (البروج 4-.
تلك قصة عظيمة من قصص الإيمان وتضحية رائعة في سبيل الإيمان. على المؤمنين بالله الصادقين في إيمانهم أن يأخذوا منها عظة وعبرة وأسوة.
ما يستفاد من الحديث :
1- حلاوة الإيمان اللذة النفسية التي يجدها من توفرت فيه هذه الخصال.
2- أن المؤمنين من أبرز صفاتهم أنهم يحبون الله.
3- وأن الله يحبهم كما قال تعالى : ] يحبهم ويحبونه [. وفيه الرد على من ينكر هذا من المبتدعة.
4- وأنه ينبغي في علاقة المرء بالناس أن تقوم على أساس صحيح من الحب في الله والولاء من أجله.
5- وأن من فوائد هذا التجرد والنـزاهة أن يذوق حلاوة الإيمان.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) كتاب الزكاة : حديث رقم (1395) ، (1458).
([2]) كتاب الإيمان : حديث رقم (31).
([3]) كتاب الزكاة : (5/3).
([4]) كتاب الزكاة : حديث رقم (1783) ، (1/568).
([5]) كتاب الزكاة : حديث رقم (1662) ، (1/318).
([6]) (1/223).
([7]) كتاب الأنبياء : حديث رقم (3435).
([8]) كتاب الإيمان : حديث رقم (46) ، (47).
([9]) (5/314).
([10]) كتاب اللباس : حديث رقم (5967).
([11]) كتاب الإيمان : حديث رقم (48-51) ، (53).
([12]) كتاب الإيمان : حديث رقم (2643) ، (5/26).
([13]) كتاب الزهد : حديث رقم (4269) ، (12/1435).
([14]) (3/260-261).
([15]) (5/228).
([16]) كتاب الفتن : حديث رقم (2180) ، (4/475).
([17]) (11/369) حديث رقم (20763).
([18]) (9/45-46).
([19]) انظر الدر المنثور (3/533).
([20]) (3/275) حديث رقم (3290-3294).
([21]) كتاب التفسير : حديث رقم (4497).
([22]) كتاب الإيمان : حديث رقم (151-152).
([23]) كتاب المغازي : باب (21).
([24]) كتاب الجهاد والسير : حديث رقم (101-104).
([25]) كتاب التفسير : حديث رقم (3002-3003) ، (5/226-227).
([26]) كتاب الفتن : حديث رقم (4027) ، (2/1336).
([27]) (3/99،179).
([28]) كتاب المغازي : (4069،4070).
([29]) كتاب التطبيق : (2/160).
([30]) (2/93،147).
([31]) كتاب التفسير : حديث رقم (3004).
([32] ) كتاب الإيمان: حديث رقم (15).
[33])) كتاب الإيمان: حديث رقم (44).
([34]) كتاب السنة : حديث رقم (4607) ، (5/13).
([35]) كتاب العلم : باب (16). حديث رقم (2676) ، (5/44).
([36]) (4/126،127).
([37]) المقدمة 6 : باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين ، حديث رقم (42،43).
([38]) مقدمة : حديث رقم (96) ، (1/43).
([39]) 3 -كتاب الأقضية : 5 – باب النهي عن كثرة المسائل. حديث (1715) ، (3/1340).
([40]) الموطأ 56- كتاب الكلام ، 8 – باب ما جاء في إضاعة المال ، حديث (20) ، (2/990).
([41]) (2/367).
([42]) كتاب الإيمان : حديث رقم (80) ، (1/69،70).
([43]) (1/458،461).
([44]) أخرجه مسلم 33- كتاب الإمارة حديث (170-176). من حديث ثوبان والمغيرة بن شعبة وجابر بن سمرة وجابر بن عبد الله ومعاوية وعقبة بن عامر وهو حديث متواتر رواه ستة عشر من أصحاب رسول اللهr.
([45]) كتاب الإيمان ، 33- باب بيان أن الدين النصيحة. حديث (55) ، (1/74).
([46]) 35 – أدب ، حديث (4944) ، (5/233).
([47]) (4/102-103).
([48]) (7/40) باب النصيحة للإمام.
([49]) 78- أدب ، حديث (5970).
([50])1- الإيمان (137-139).
([51]) (1/418).
([52]) البخاري 6- باب عقوق الوالدين. حديث (5976). ومسلم 1- إيمان 38- باب بيان الكبائر وأكبرها، حديث (143) من حديث أبي بكرة.
([53]) مسلم 35-الأضاحي حديث (43-45). والنسائي (7/205). وأحمد (1/108،118).
([54]) أخرجه أبو داود 17- كتاب البيوع 56- باب في النهي عن العينة حديث (3462) وأحمد (2/84) والبيهقي في الكبرى (5/316).
([55]) 33- الإمارة. حديث (152) (3/1514).
([56]) (2/322).
([57]) (6/21).
([58]) 3-كتاب العلم : 20 باب فضل من علم وعلم حديث (79).
([59]) 43-كتاب الفضائل : حديث رقم (15) ، (2282).
([60]) (4/399).
([61]) 78-كتاب الأدب : حديث رقم (6094).
([62]) كتاب البر والصلة : 29-باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله حديث (105).
([63]) (1/8 ).
([64]) 35-كتاب الأدب ، 88- باب التشديد في الكذب حديث (4989) ، (5/264).
([65]) 56-كتاب الكلام ،7- باب ما جاء في الصدق والكذب حديث (16) ، (2/989).
([66]) 28-كتاب البر والصلة 46- باب ما جاء في الصدق والكذب حديث (1971) ، (4/347).
([67]) المقدمة 7- باب اجتناب البدع والجدل ، حديث (46) ، (1/18).
([68]) 20- الرقائق 7- باب في الكذب ، حديث (2718) ، (2/210).
([69]) 2 -كتاب الإيمان ، 24 – باب علامة المنافق ، حديث (34).
([70]) 1-كتاب الإيمان ، 25- باب خصال المنافق ، حديث (106).
([71]) 34-كتاب السنة ،16- باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه حديث (4688).
([72]) 41-كتاب الإيمان 14- باب ما جاء في علامة المنافق ، حديث (2632).
([73]) (8/102).
([74]) في المسند (2/189،198).
([75]) 55-كتاب الوصايا حديث (2766) و86-كتاب الحدود حديث (6857).
([76]) 1-كتاب الإيمان38- باب بيان الكبائر حديث(145).
([77]) 12-كتاب الوصايا 10- باب ما جاء في التشديد في أكل مال اليتيم حديث (2874).
([78]) (6/215).
([79]) أحمد في المسند (1/190) وأبو داود 14-كتاب الخراج حديث(3043) ، (3/431) ، وعبد الرزاق في المصنف(10/179) ، والبيهقي في السنن (8/136) وإسناده صحيح.
([80]) أخرجه مالك في الموطأ بلاغاً –كتاب العقول حديث (14) ، (2/871) ، ووصله عبد الله بن أحمد في مسائل أبيه (1543) ، والبيهقي في السنن (8/136) عن عبد الله بن عمر وفي إسناده سعد بن نصر. لم أقف له على ترجمته.
([81]) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/222) ، والبيهقي في السنن (8/136) من طريق بعضها صحيح وبعضها فيه انقطاع.
([82]) 96-كتاب الاعتصام حديث (7283).
([83]) 43-كتاب الفضائل حديث (16) ، (4/1788).
([84]) 2-كتاب الإيمان 9- باب حلاوة الإيمان ، حديث (16).
([85]) كتاب الإيمان 15- باب خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان ، حديث (67)
([86]) 14-كتاب الإيمان،باب (10)، حديث (2624).
([87]) 36-كتاب الفتن23- باب الصبر على البلاء ، حديث (4033).
([88]) مدارج السالكين (1/99). طبعة دار الكتاب العربي / بيروت.
التوقــيـــــــــــــــــــــع
- زائرزائر
تمت المشاركة الثلاثاء سبتمبر 04, 2012 11:40 pm
جزاك الله خير الجزاء خيو
عوافي ع هيك طرح
ادامك الله لنا
ومودتي لك
عوافي ع هيك طرح
ادامك الله لنا
ومودتي لك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى