المنهاج للمعتمر والحاج ( من مؤلفات الشيخ الشريم )
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمـــة الله وبركاته
كتـــــــاب المنهاج للمعتمر والحــــــــاج
لفضيلة الشيخ الدكتــور / ســـعـــود بن إبراهيـــــــم الشريـــــــم - حفظه الله -
بالبداية للنطلع على ماكتبــــة الشيـــخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله رحمة واسعـــة - تجاه هذا الكتـــــــاب
قال عنه فضيلة الشيخ ابن باز في مقدمة كتاب الشيخ سعود الشريم الذي هو بعنوان ( المنهاج للمعتمر والحاج ) فقد قرأت ما كتبه الأخ في الله صاحب الفضيلة الشيخ : سعود الشريم في أحكام المناسك تحت عنوان ( المنهاج للمعتمر والحاج ) فألفيته كتاباً قيما كثير الفائدة قد اعتنى فيه مؤلفة بما يحتاجه الحجاج والمعتمرون ونبه على كثير من المسائل التي ينبغي التنبيه عليها بالأدلة الشرعية فجزاه الله خيراً وضاعف مثوبته ونفع بكتابة ووفق حجاج بيت الله الحرام لكل ما فيه صلاحهم وسلامة دينهم ودنياهم وقبول حجهم إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز - رحمه الله واسكنه فسيح جنــاته -
14 / 11 / 1414 هـ
والآآن مع الكتـــاب ونسأل الله التوفيق والنفع للجميع ..
المنهاج للمعتمر والحاج
وقفات مع حجاج بيت الله
بقلم الشيخ الدكتور / سعود بن إبراهيم الشريم
إمام وخطيب المسجد الحرام
الوقفة الأولى : في السفر
قال الله تبارك وتعالى : "وفي الأرض آيات للموقنين * وفي أنفسكم أفلا تبصرون " سورة الذاريات ، الآيتان 20،21 ، وقال تعالى : " إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار " سورة آل عمران ، الآيتان 190،191 .
وقال تعالى : " فسيحوا في الأرض " سورة التوبة ، الآية 2 ، وقال تعالى : " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً مامشوا في مناكبها " سورة الملك ، الآية 15 .
لذا فاعلم أيها الحاج ، أن السياحة في الأرض والتأمل في عجائب المخلوقات ، مما يزيد العبد معرفة بربه - عز وجل - ويقيناً بأن لهذا الكون مدبراً ، لا رب غيره ولا معبود بحق سواه .
فالمسافر يتأمل ، ثم يتدبر ثم يخشى ، كل ذلك حينما يرى عجيب صنع الله وعظيم قدرته .
وقد أنكر الله - عز وجل - على أناس يسيحون في الأرض ولا يتأملون في خلقه فيعرفون حقه . قال تعالى : " وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون " سورة يوسف ، الآية 105 .
وما أكثر ما يسافر الناس لشئون حياتهم مادية كانت أو معنوية ، ومع ذلك فإن فراق المرء لبيته وأحبابه ، وتعرضه لما يخالف عاداته في يقظته ومنامه وشرابه وطعامه ، كل ذلك يجعل السفر عملا ذا بال في حياة كل مسلم .
وقد سافر النبي صلى الله عليه وسلم ، مرات كثيرة في شبابه قبل البعثة وبعد نبوته .
والسفر غالباً يعري الإنسان من الأقنعة التي كانت تحجب طبيعته ، وما سمي السفر سفراً إلا لأنه يُسفر عن أخلاق الرجال .
إن السفر تعتريه حالتان ، حالة مدح ، وحالة ذم .
فحالة المدح : تكون بسبب الخروج من الملل والسآمة والكآبة من الناس والمكان ، وبذلك مدحه بعض الناس ، فقد قال المأمون : " لا شيء ألذ لي من السفر ، لأنني أنزل مكاناً لم أكن رأيته من قبل ، وأتعرف على أناس لم أكن أعرفهم من قبل " .
وحالة الذم : لما فيه من المشاق والتعب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " السفر قطعة من العذاب " رواه البخاري ومسلم . وقد تتسأل أيها المسلم لماذا ؟ والجواب : لأن القلب يكون مشوشاً ، والفكر مشغولاً ، من أجل فراق الأحباب والأولاد .
ومع ذلك كله ، فالسفر لا يمكن أن نستغني عنه كثير من الناس إما لزيارة أو حج لبيت الله الحرام ، أو صلة قريب ، أو أخ في الله ، أو طلب كسب حلال ، أو طلب علم ، أو غير ذلك .
والسفر في هذه الأونة ، يختلف عن السفر في أيام مضت ، فقد مهدت الطرق وجرت عليها العربات الآلية بشتى أنواعها المبدعة ، فهي تسير بهم على الأرض إن شاءوا ، أو تقلهم الطائرات السابحة في الهواء إن رغبوا ، أو تحملهم الفلك المواخر في البحر إن أرادوا . كما أن الأزمنة قد تقاصرت فما كان يتم في شهور بشق الأنفس ، أضحى يتم في أيام قصيرة ، بل ساعات قليلة وبجهود محدودة .
ومه هذه الراحة الميسرة ، فإن الأخطار المبثوثة في البر والبحر والجو لم تنعدم بل إنها في ازدياد على ذي قبل مما يؤكد الاحتماء بالله ، وارتقاب لطفه ، واللجوء إليه .
ثم اعلم أيها الحاج الكريم ، أن خروجك من بلدك مسافراً لأداء فريضة الحج يذكرك بسفر الآخرة ، الذي كتبه الله على خلقه ، فالموت كأس وكل الناس شاربه ، وهو بكلٍ ضيف ولا بد للضيف أن يرتحل . قال تعالى : " كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " سورة الرحمن ، الآيتان 26،27 . وقال تعالى : " كل نفس ذائقة الموت " سورة آل عمران ، الآية 185 .
قال أحد السلف لولده : " يا بني جدد السفينة ، فإن البحر عميق ، وأكثر الزاد فإن السفر بعيد ، وأحسن العمل فإن الناقد بصير " . وخير ما يتزود به العبد تقوى الله - عز وجل - والعمل الصالح .
وفي ختام هذه الوقفة يطيب لي أن أقدم للحاج الكريم بعضاً من الآداب التي ينبغي أن يراعيها المسلم عندما يريد السفر في العموم ، ويدخل السفر إلى الحج في هذا العموم . فمن هذه الآداب :
1- أن يستخير الله - عز وجل - إذا هَمَّ بالسفر ، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - قال ويسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله ، فاقدره لي ويسر لي وبارك لي فيه ، وإن كنت تعلمه شراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضِّني به " رواه البخاري .
فقد عوض النبي صلى الله عليه وسلم ، أمته بالاستخارة عما كان عليه أهل الجاهلية من زجر الطير والاستقسام بالأزلام .
2- أن يكتب المسافر وصيته ، إذ الأعمار بيد الله ، قال تعالى : " وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير " سورة لقمان ، الآية 34 . فلا بد أن تكون الحقوق معلومة بعد وفاتك أيها المسلم من دين أو وصية أو غير ذلك .
والوصية مشروعة لكل من له شيء يوصي فيه وإن لم يكن يريد السفر ، ولكن لو نسيها الإنسان المسلم فإنها تتأكد في حقه إذا أراد السفر ، لأن السفر مظنة الهلاك والموت لما فيه من التعرض للأخطار والمشاق ، والدليل على مشروعية الوصية ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلة أو ليلتين إلا و وصيته مكتوبة عنده " رواه البخاري ومسلم .
3- استحباب الخروج للسفر يوم الخميس أول النهار لما ثبت من حديث كعب بن مالك - رضي الله عنه - أنه قال : " لقلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلا في يوم الخميس " رواه البخاري ومسلم . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اللهم بارك لأمتي في بكورها " رواه أبو داود والترمذي ، والبكور هو أول النهار .
4- يستحب للمسافر إذا أراد السفر أن يودع أهله وأقاربه وإخوانه ، ويودعهم بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يودع به صحابته ، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه إذا ودع أحداً من أصحابه قال : " استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك " رواه أحمد والترمذي .
5- أن يقرأ المسافر دعاء السفر إذا ركب سيارة أو طائرة أو سفينة أو غير ذلك مما يركب . فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر ، كبر ثلاثاً ثم قال : " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب في المال والأهل " رواه مسلم .
6- التكبير إذا صعد المسافر الثنايا وما شابهها ، والتسبيح إذا هبط واديا ونحوه ، من دون مبالغة في رفع الصوت .
لما ثبت في البخاري عن جابر - رضي الله عنه - قال : " كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا " .
7- ألا تسافر المرأة إلا ومعها ذو محرم ، إذ ينبغي للمسلم أن تكون له غيرة على أهله ، فلا يدع زوجته أو أمه أو ابنته أو أخته أو إحدى محارمه تسافر وحدها من دون محرم ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعهما ذو محرم ، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم " فقال له رجل : يا رسول الله إن امرأتي خرجة حاجَّةً ، وأني اكتتبت في غزوة كذا وكذا ؟ قال : " انطلق فحج مع امرأتك " متفق عليه .
8- أن يحرص المسافر على عدم الإسراف ، سواء كان في المال أو الطعام أو الشراب لعموم قوله تعالى : " ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " سورة الأعراف ، الآية 31 ، وقوله : " ولا تبذر تبذيرا * إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين " سورة الاسراء ، الآية 27 .
9- ألا يسافر وحده بلا رفقة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الواحد شيطان والاثنان شيطانان ، والثلاثة ركب " أخرجه مالك و أبو داود .
10- يستحب له إذا نزل أثناء السفر أن يقول ما ورد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه " وكان صلى الله عليه وسلم إذا سافر أو غزا فأدركه الليل قال : " يا أرض ربي وربك الله ، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك ، وشر ما خلق فيك ، وشر ما دب عليك ، وأعوذ بالله من شر كل أسد وأسود وحية وعقرب ، ومن شر ساكن البلد ، ومن شر والد وما ولد " أخرجه أحمد وأبو داود .
11- يستحب له إذا بدا له الفجر وهو في السفر أن يقول ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه حينما بدا له الفجر قال : " سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا ، ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذاً بالله من النار " رواه مسلم .
الوقفة الثانية : فضل الحج ومكانته في الإسلام
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام ، فرضه الله في السنة التاسعة من الهجرة على الصحيح من أقوال أهل العلم ، وقد فرضه الله تعالى بقوله : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن فإن الله غني عن العالمين " سورة آل عمران ، الآية 97 .
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه سئل عن الإسلام فقال : " أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إذا استطعت إليه سبيلا " رواه مسلم . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يا أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا ... الحديث " رواه مسلم .
ففريضة الحج ثابتة بالكتاب والسنة وبإجماع المسلمين قاطبة إجماعاً قطعياً ، فمن أنكر فريضة الحج فقد كفر ، ومن أقر بها وتركها تهاوناً فهو على خطر ، إذ كيف تطيب نفس المؤمن أن يترك الحج مع قدرته عليه بماله وبدنه وهو يعلم أنه من فرائض الإسلام وأركانه ؟! كيف يبخل بالمال على نفسه في أداء هذه الفريضة وهو ينفق الكثير من ماله فيما تهواه نفسه ، وكيف يوفر نفسه عن التعب في الحج وهو يرهق نفسه في التعب في أمور دنياه ؟! وكيف يتثاقل فريضة الحج وهو لا يجب في العمر سوى مرة واحدة ، وكيف يتراخى ويؤخر أداءه وهو لا يدري لعله لا يستطيع الوصول إليه بعد عامه ؟! .
فقد ثبت عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال : " ليمت يهودياً أو نصرانياَ - قالها ثلاثاً - رجل مات ولم يحج وجد لذلك سعة وخليت سبيله " . فلتتق الله أيها المسلم ولتؤد ما أمرك الله به وفرضه عليك ولا تجعل لنفسك خيرة في ذلك " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " سورة الأحزاب ، الآية 36 .
ثم اعلم أيها الحاج أن الحج قد فرض على المسلم مرة في العمر ، إلا أن له فضلاً كبيراً جاءت به الأحاديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم دالة على استحباب تكراره لما فيه من الأجر الكبير والخير الجزيل .
فمنها ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي العمل أفضل ؟ قال : " إيمان بالله ورسوله " قيل ثم ماذا ؟ قال : " الجهاد في سبيل الله " قيل ثم ماذا ؟ قال : " حج مبرور " ، والمبرور هو الذي لا يرتكب صاحبه فيه معصية .
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من حج ، فلم يرفث ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه " متفق عليه . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " متفق عليه .
كما ثبت عنه أيضاً أنه قال : " لكن أفضل الجهاد حج مبرور " رواه البخاري . فيما سبق كله ، تعلم أيها الحاج المسلم أن الحج واجب من جهة ومستحب من جهة أخرى ، فهو واجب على المسلم في العمر مرة ، وأما من حج فريضته فإنه يكون سنة في حقه للأحاديث الواردة في فضله وفيما يناله الحاج من جزاء عند الله إذا هو أخلص النية لله - عز وجل - وأدى حجه على وفق ما جاء به الرسول الأمين صلوات الله وسلامه عليه ، فهذان شرطان لابد منهما في قبول العمل ، الشرط الأول هو أن يكون خالصاً لله ، والشرط الثاني أن يكون صواباً ، يعني موافقاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو معنى قوله - عز وجل - : " ليبلوكم أيكم أحسن عملا " سورة الملك ، الآية 2 .
قال ذلك غير واحد من السلف رحمهم الله ، وقد جمع بعض الفضلاء هذين الشرطين في نظم فقال :
واعلم بأن الأجر ليس بحاصل ***** إلا إذا كانت له صفتان
لابد من إخلاصه ونقائه ***** وخلوه من سائر الأدران
وكذا متابعة الرسول فإنها ***** شرط بحكم نبينا العدنان
الوفقة الثالثة : المواقيت الخاصة بالحج والعمرة
المواقيت جمع ميقات وهو في اللغة : الحد ، وفي الاصطلاح : هو موضع العبادة وزمنها ، قال الله تعالى : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً " سورة النساء ، الآية 103 ، واعلم أيها الحاج الكريم أن المواقيت بالنسبة للحج والعمرة تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : المواقيت المكانية :
وهي خمسة بتوقيت النبي صلى الله عليه وسلم مع اختلاف في ذات عرق هل هي بتوقيت النبي صلى الله عليه وسلم أو هي بتوقيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فإن كان الأول فالمواقيت التي وقتها الرسول صلى الله عليه وسلم تمون خمسة ، وإن كان الثاني فهي أربعة ، وإليك بيانها جميعا :
1- ذو الحليفة : وهو ميقات أهل المدينة ومن أتى على طريقهم ، ويسمى الآن أبيار علي ، وتبعد المسافة بين ذي الحليفة ومكة المكرمة 420 كيلومترا فهو أبعد المواقيت عن مكة المكرمة .
2- الجُحْفة : هي ميقات أهل الشام ، وهي قرية خراب تلي رابغ مما يلي مكة المكرمة ، والناس اليوم يحرمون من رابغ وتبعد عن مكة المكرمة 186 كيلومترا ، ويحرم منها أهل شمال المملكة العربية السعودية ممن يأتي عن طريق الساحل ، وساحل المملكة الشمالي إلى العقبة ، ويحرم منها بلدان أفريقيا الشمالية والغربية ، وأهل لبنان وسوريا والأردن وفلسطين ردها الله إلى أيدي المسلمين إنه سميع قريب .
3- قرن المنازل : وهو ميقات أهل نجد في المملكة العربية السعودية ومن أتى على طريقهم من الجهة الشرقية كأهل الخليج العربي وغيرهم ممن يمرون على هذا الميقات ، ويسمى اليوم السيل الكبير ويبعد عن مكة المكرمة 78 كيلومترا ، ومثله وادي محرم الواقع في الهدى في الجهة الغربية من الطائف ، فهو ميقات نصّاً لا محاذاة ، وقد صدرت الفتوى باعتباره ميقاتاً نصّاً لا محاذاة من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية - رحمه الله - وسبب كونه ميقاتاً نصّاً هو أن وادي محرم يعتبر ابتداء السيل الكبير الذي يسمى قرن المنازل ، وقرن المنازل اسم للوادي فهو يشمل السيل الكبير ويشمل وادي محرم الذي في طريق الهدى بالطائف أيضاً . والله أعلم .
4- يلملم : هو ميقات أهل اليمن ، وهو واد عظيم ينحدر من جبال السراة إلى تهامة ، ثم يصب في البحر الأحمر ، ويبعد عن مكة المكرمة مسافة 120 كيلومترا .
5- ذات عرق : هي ميقات أهل العراق وتقع عن مكة شرقاً بمسافة قدرها 100 كيلومترا ، وهي الآن مهجورة لعدم وجود الطرق عليها ، وقد اختلف في ذات عرق هل هي ميقات بنص النبي صلى الله عليه وسلم أو هي ميقات على سبيل المحاذاة حيث ورد ذلك عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - موقوفاً عليه . وتكون بهذا الاعتبار محاذية لقرن المنازل " السيل الكبير " .
والأظهر والأقرب أن ذات عرق ميقات نصّاً عن النبي صلى الله عليه وسلم لثبوت ذلك مرفوعاً عنه من حديث جابر عند مسلم ومن حديث عائشة عند أبي داود والنسائي وغيرهما ، والله أعلم .
وقد صدر في الوقت الحاضر قرار من هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بتعيين ذات عرق وتحديد موقعها .
وجميع هذه المواقيت وقتها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة " .
فــــــائدة :
لقد علمت أيها الحاج الكريم أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت الجحفة لأهل الشام ، ووقت ذات عرق لأهل العراق والشام والبصرة والكوفة ، وكل تلك البلاد لم تفتح إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد كانت في ذلك الوقت بأيدي الكفار وفي هذا دلالة واضحة على معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ، بدليل أنه وقتها لأهلها وأهلها لم يسلموا بعد . فدل ذلك على أنهم سيسلمون وأنها ستفتح وسيحج أهلها .
القسم الثاني : المواقيت الزمانية :
وهي التي تسمى بأشهر الحج التي ذكرها الله في قوله : " الحج أشهر معلومات " سورة البقرة ، الآية 197 ، أي وقت أشهر الحج بشوال ، وذي القعدة ، والعشر الأول من ذي الحجة ، كما هو قول جمهور أهل العلم ؛ وهذا هو الوقت الذي عينه الله تعالى للإحرام بالحج فيه ، ولذا أجمع العلماء على كراهة الإحرام بالحج قبل أشهره .
قال ابن عباس - رضي الله عنه : " من السنة ألا يحرم بالحج إلا في أشهره " . رواه البخاري .
الوقفة الرابعة : صفة الأنساك الثلاثة
من وصل إلى الميقات في أشهر الحج وهي شوال وذو القعدة والعشر الأول من ذي الحجة ، فإنه مخير بين ثلاثة أنساك :
1- العمرة وحدها ثم الحج : وهو ما يسمى بالتمتع وهو أن يحرم بالعمرة وحدها في أشهر الحج فإذا وصل إلى مكة المكرمة ، طاف وسعى سعي العمرة ثم حلق أو قصر ، فإذا كان اليوم الثامن " يوم التروية " من ذي الحجة أحرم بالحج وحده وأتى بجميع أفعاله . وإن أخر إحرامه إلى اليوم التاسع فلا حرج عليه ولكنه خلاف السنة .
وصفة التلفظ في هذا النسك أن يقول عند الإحرام " لبيك عمرة " مع النية القلبية لهذا النسك ثم يقول في اليوم الثامن من ذي الحجة " لبيك حجاً " .
2- الحج وحده : وهو ما يسمى بالإفراد وهو أن يحرم بالحج وحده في أشهر الحج ، فإذا وصل مكة المكرمة طاف طواف القدوم ثم سعى سعي الحج - وإن شاء أخر سعي الحج فيسعى بعد طواف الإفاضة - ولا يحلق ولا يقصر ولا يحل من إحرامه ، بل يبقى على إحرامه حتى يحل منه بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد .
وصفة التلفظ في هذا النسك أن يقول عند الإحرام " لبيك حجاً " مع النية القلبية لهذا النسك .
3- الجمع بين العمرة والحج : وهو ما يسمى بالقران وهو أن يحرم بالعمرة والحج جميعاً فيقرن بينهما ، أو يحرم بالعمرة أولاً ثم يدخل الحج عليها قبل أن يشرع في طواف العمرة ، وعمل القارن مثل عمل المفرد سواء بسواء ، إلا أن القارن عليه هدي كالمتمتع ، والمفرد لا هدي عليه .
وصفة التلفظ في هذا النسك أن يقول عند الإحرام " لبيك عمرةً وحجاً " مع النية القلبية لهذا النسك .
وأفضل الأنساك هم التمتع ، فهو الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وحثهم عليه . إلا إذا كان قد ساق معه الهدي ، فإن القران في حقه أفضل ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر كل من ليس معه هدي أن يقلب إحرامه إلى عمرة ثم يقصر ويحل ، وقال : " لولا أني سقت الهدي لفعلت مثل الذي أمرتكم به " وأمر من ساق الهدي ، وقد لبى بالعمرة أن يحرم بالحج مع العمرة .
والذي يلزمه الهدي من أصحاب الأنساك الثلاثة هو المتمتع والقارن ، وأما المفرد فلا هدي عليه ، وكذلك حاضرو المسجد الحرام الذين هم أهل الحرم ومن كانوا قريبين منه بحيث لا يكون بينهم وبين الحرم مسافة قصر ، لأن من كان على مسافة دون مسافة القصر فهو كالحاضر ، ولذا تسمى صلاته إن سافر من الحرم إلى تلك المسافات صلاة حاضر فلا يقصرها صلاة مسافر حتى يشرع له قصرها .
أما من كانوا بعيدين عن الحرم بمسافة تقصر فيها الصلاة كأهل جدة فإنهم يلزمهم الهدي . وهذا هو الأظهر من أقوال أهل العلم في المراد بقوله تعالى : " حاضري المسجد الحرام " .
وإذا أراد الحاج أو المعتمر الإحرام ، فالمشروع في حقه أن يتجرد من ثيابه ويغتسل استحباباً لا وجوباً ، ويسن له أن يتطيب في رأسه ولحيته ولا يضره بقاء ذلك بعد الاحرام ، كما صح عنه ذلك صلى الله عليه وسلم ، والاغتسال سنة في حق الرجال والنساء حتى الحائض والنفساء .
ويستحب لمن أراد الإحرام أن يتعاهد أظفاره وشاربه وعانته وإبطيه لئلا يحتاج إلى أخذ شيء من ذلك بعد الإحرام إذ هو محرم عليه ، وأما اللحية فيحرم حلقها أو أخذ شيء منها في جميع الأوقات ، بل يجب إعفاؤها وتوفيرها لقوله صلى الله عليه وسلم : " خالفوا المشركين ، وفروا اللحى واحفوا الشوارب " متفق عليه .
ثم بعد ذلك يلبس ثياب الإحرام فإن وافق وقت فريضة صلاها ثم نوى بعد الصلاة ، وإن لم يوافق وقت فريضة فإن شاء صلى ركعتين ينوي بهما سنة الوضوء ثم ينوي الإحرام بعدها ، وإلا فليس للإحرام صلاة حاصة به ، والنية للإحرام تكون بالقلب ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " متفق عليه .
ويشرع التلفظ بالنسك في العمرة والحج مع النية لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك .. والأفضل أن يكون التلفظ بالنسك بعد استوائه على مركوبه من دابة أو سيارة أو غير ذلك . لأن النبي صلى الله عليه وسلم أهلَّ بعدما استوى على راحلته على الصحيح من أقوال أهل العلم .
وإن كان من يريد الإحرام يخشى ما يعوقه عن إتمام نسكه لكونه مريضاً أو خائفاً من عدو ونحوه ، استحب له أن يشترط عند إحرامه فيقول : " فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني " . كما جاء ذلك في حديث ضباعة بنت الزبير أنها قالت : يا رسول الله إني أريد الحج وأنا شاكية ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : " حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني " متفق عليه .
فإذا اشترط المحرم ذلك ، فإنه إذا عرض له ما يمنعه من إتمام نسكه جاز له أن يتحلل ولا شيء عليه .
ثم يشرع له بعد الإحرام أن يلبي تلبية النبي صلى الله عليه وسلم : " لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك " .
ولو زاد في التلبية " لبيك إله الحق " فهو سنة لفعله عليه الصلاة والسلام ، كما صح عن أبي هريرة عند النسائي وغيره . ومن زاد على ذلك بما قاله الصحابة فلا بأس ، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يزيدون على تلبيته صلى الله عليه وسلم ، فيقرهم عليها ، فمن ذلك أنهم كانوا يقولون : " لبيك ذا المعارج ، لبيك ذا الفواضل " ، وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يزيد فيها " لبيك لبيك وسعديك ، والخير بيديك ، لبيك والرغباء إليك والعمل " رواه مسلم .
وينبغي للرجال أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية ، لما رواه أصحاب السنن وأحمد وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية " .
أما النساء ، فقد قال مالك - رحمه الله - في موطئه : أنه سمع أهل العلم يقولون : ليس على النساء رفع الصوت بالتلبية ، ولكن تسمع نفسها ، وعلل بعض أهل العلم خفت صوتها بالتلبية بخوف الافتتان بصوتها ، لاسيما إذا كانة شابة ، وقال شيخ الاسلام : والمرأة ترفع صوتها بحيث تسمع رفيقاتها ... والله أعلم .
ويسن للحاج الاكثار من التلبية حتى يصل إلى البيت ، فإذا وصل إلى البيت قطع التلبية إذا كان متمتعاً أو معتمراً قبل أن يشرع في الطواف . ويستحب للمحرم أن يشتغل بالتلبية وذكر الله تعالى أو قراءة القرآن أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو تعليم جاهل أو يسكت ، وإن تكلم بما لا مأثم فيه ، أو أنشد شعراً لا محظور فيه فهو مباح ولا يكثر منه .
الوقفة الخامسة : محظورات الإحرام
الحظر معناه : المنع والحجر وهو ضد الإباحة ، فالمحظور هو الممنوع المحرم ومن ذلك قوله تعالى : " وما كان عطاء ربك محظوراً " يعني ممنوعاً .
وكل عبادة في الشرع لها سنن أو واجبات أو أركان أو محظورات خاصة بها ، فالصلاة مثلاً لها محظورات خاصة بها كالأكل فيها أو الكلام أو الالتفات أو غير ذلك . والصوم مثلاً له محظورات خاصة به كالجماع والأكل والشرب وغير ذلك . وهكذا في باقي العبادات .
وهناك محظورات عامة ليست خاصة بعبادة معينة ، كالغيبة والنميمة والكذب والغش والظلم وغير ذلك من المحظورات الشرعية . أما محظورات الإحرام فهي ما يحرم على المحرم فعله بسبب الإحرام ، وهي تسعة :
1- إزالة الشعر من جميع البدن بلا عذر لقوله تعالى : " ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله " سورة البقرة ، الآية 196 ، وهذا نص على حلق الرأس ، ويلحق بالحلق القلع والنتف ونحوه ، ويقاس على شعر الرأس سائر شعر البدن ، ولأنها من الترفه وقد ذكر هذا إجماعاً من أهل العلم إلا داود الظاهري . فإن كان للمحرم عذر من مرض أو قمل أو قروح أو غيره مما يتضرر بإبقاء الشعر أزال الشعر وفدى لقوله تعالى : " فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك " سورة البقرة ، الآية 196 ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في حديث كعب بن عجرة " صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين نصف صاع أو ذبح شاة " أخرجاه في الصحيحين .
2- تقليم الأظافر ، لأنه إزالة جزء من بدنه تحصل به الرفاهية فأشبه إزالة الشعر ، إذا كان له عذر فيجوز له إزالته مع الفدية كما في الشعر .
3- تعمد تغطية الرأس للرجل وكذلك الوجه ، وهذا بالإجماع لنهيه صلى الله عليه وسلم " المحرم عن لبس العمائم والبرانس " متفق عليه . وقد قال صلى الله عليه وسلم في الذي وقصته راحلته : " ولا تخمروا رأسه ووجهه .. " متفق عليه وهذا لفظ مسلم ، فإن فعل شيئاً من ذلك لعذر فعليه الفدية ، والإجماع المذكور آنفاً إنما هو في تغطية الرأس وأما الوجه ففيه خلاف والراجح أنه محظور ، أما استظلال المحرم بسقف السيارة أو الطائرة أو السفينة أو الشمسية أو نحو ذلك فلا بأس به لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ظلل عليه بثوب حين رمى جمرة العقبة .
4- لبس الذكر للمخيط عمداً ، قلّ اللبس أو كثر في جميع بدنه ، أو في بعضه مما هو مفصل على الجسم من قميص وعمامة وسراويل وبرنس ، وهو كل ثوب رأسه منه ، والخفين والقفازين وثوب مسه ورس أو زعفران ، والورس نبت يتخذ منه الحمرة للوجه .
ويخطيء كثير من الحجاج والمعتمرين فيظنون أن المقصود بالمخيط هو كل ما كان فيه خيط حتى ولو كان في الأحذية والأحزمة ، وهذا خطأ وليس هو المراد ، والمراد بالمخيط هو كل ما فُصِّلَ على البدن أو على عضو من أعضائه . بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل ما يلبس المحرم ، فقال : " لا يلبس المحرم القميص ، ولا العمامة ولا البرنس ، ولا السراويل ، ولا ثوباً مسه ورس ولا زعفران ، ولا الخفين إلا أن لا يجد نعلين فليقطعهما حتى يكونا أسفل الكعبين " أخرجاه في الصحيحين . قال القاضي عياض : أجمع المسلمون على أن ما ذكر في الحديث لا يلبسه المحرم .
5- تعمد الطيب إجماعاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر يعلى بن أمية بغسل الطيب ، وقال في المحرم الذي وقصته ناقته " لا تحنطوه " متفق عليه ، وفي رواية لمسلم " ولا تمسوه بطيب " فيحرم على المحرم بعد إحرامه تطييب بدنه أو ثيابه أو شيء منهما ، ولو كان التطيب له من غيره بإذنه ، وكذا لو سكت ولم ينهه .. وإذا تطيب ناسياً أو عامداً لزمه إزالته مهما أمكن بالماء .
6- قتل صيد البر المأكول وذبحه لقوله تعالى : " يا أيها الذين أمنوا لا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم " سورة المائدة ، الآية 95 ، واصطياده لقوله تعالى : " وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرماً " سورة المائدة ، الآية 96 . وللصيد حالات :
الحالة الأولى : أن يصيده خارج الحرم وهو غير محرم فهذا مباح .
الحالة الثانية : أن يصيده خارج الحرم وهو محرم أو داخل الحرم وهو محرم فهذا حرام ولا يجوز وهو من محظورات الإحرام .
الحالة الثالثة : أن يصيده داخل حدود الحرم وهو غير محرم فهذا حرام أيضاً لا لأجل الإحرام فهو ليس بمحرم ولكن لأجل الحرم .
7- عقد النكاح ، فلا يتزوج المحرم ولا يزوج غيره بولاية ولا وكالة لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا ينكح المحرم ولا يُنكح ولا يخطب " رواه مسلم . ولأن الإحرام يمنع من الوطء ودواعيه فمنع عقد النكاح لأنه من دواعي الوطء .
8- وطء يوجب الغسل لقوله تعالى : " فلا رفث " سورة البقرة ، الآية 197 . والرفث هو الجماع كما في قوله تعالى : " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " سورة البقرة ، الآية 187 .
فمن جامع قبل التحلل الأول فسد نسكهما ، حكاه ابن المنذر بإجماع العلماء . وقال شيخ الإسلام وابن مفلح إنه لا يفسد حج الناسي والجاهل والمكره .
9- المباشرة من الرجل للمرأة فيما دون الفرج قبل التحلل الأول باستمناء أو قبلة أو لمس فإن فعل فإنه لا يفسد نسكه ولا إحرامه ولكن يكون قد ارتكب محرماً وعليه الإثم إلا أن يستغفر ، وأوجب بعض أهل العلم الفدية عليه وليس بظاهر . وكذا لو باشرها بعد التحلل الأول فإنه لا يفسد نسكه ، ولكن الأول حرم بالإحرام والثاني حرم بالإجماع لأنه بعد التحلل الأول لم يكن محرماً ولكنه لم يتحلل التحلل الكامل .
تنبيــــــــه :
يجب على المحرم التحفظ من محظورات الإحرام إلا في مواضع العذر التي نبهنا عليها فيما سبق ، وربما ارتكب بعض الناس شيئاً من محظورات الإحرام وقال أنا أفتدي متوهماً أنه بالتزامه للفدية يتخلص من إثم المعصية ، وذلك خطأ صريح وجهل قبيح ، فإنه يحرم عليه الفعل وإذا خالف أثم ووجبت عليه الفدية ، وليست الفدية مبيحة للإقدام على فعل المحرم ، ومن فعل شيئاً مما يحكم بتحريمه عمداً فقد أخرج حجه عن أن يكون مبروراً .. والله أعلم
تم بحمد الله ..
- خالدعضو متقدم
- رقم العضوية : 12507
الجنس : عدد المساهمات : 4200 نقاط التميز : 5413 تقييم العضو : 142 التسجيل : 01/05/2012 العمر : 36 الإقامة : في دارنا
تمت المشاركة الإثنين يونيو 18, 2012 8:46 pm
- لمسة خيالعضو مميز
- رقم العضوية : 12518
الجنس : عدد المساهمات : 1700 نقاط التميز : 1959 تقييم العضو : 78 التسجيل : 03/05/2012 العمر : 27 الإقامة : سكيكدة وافتخر ليمعجبوش الحال ينتحر ويكتب في قبروا منقهر
تمت المشاركة الإثنين يونيو 18, 2012 8:47 pm
choukran laka akhy
- ملكة الاحساسعضو مميز
- رقم العضوية : 11259
الجنس : عدد المساهمات : 1663 نقاط التميز : 2140 تقييم العضو : 20 التسجيل : 22/12/2011 العمر : 36 الإقامة : الطارف
تمت المشاركة الإثنين يونيو 18, 2012 9:10 pm
جزاك الله خيرا اخي خالد
و بارك الله فيك على المجهود
تقبل مروري
..
.
.
.
. فلور
و بارك الله فيك على المجهود
تقبل مروري
..
.
.
.
. فلور
- خالدعضو متقدم
- رقم العضوية : 12507
الجنس : عدد المساهمات : 4200 نقاط التميز : 5413 تقييم العضو : 142 التسجيل : 01/05/2012 العمر : 36 الإقامة : في دارنا
تمت المشاركة الإثنين يونيو 18, 2012 9:14 pm
شكرا لك الاخت باني بال على مرورك
- خالدعضو متقدم
- رقم العضوية : 12507
الجنس : عدد المساهمات : 4200 نقاط التميز : 5413 تقييم العضو : 142 التسجيل : 01/05/2012 العمر : 36 الإقامة : في دارنا
تمت المشاركة الإثنين يونيو 18, 2012 9:15 pm
شكر شكرا لك الاخت الغالية سمية انتي نورتي الموضوع يفرحني ويسعدني ردك واتقبل مرورك بكل فرح وسرور وصدر رحب تقبلي تحياتي القلبية وبارك الله فيك
- زائرزائر
تمت المشاركة الثلاثاء يونيو 19, 2012 11:39 pm
آثابك الله على عمل الخير
ياخالد وجعله الله في ميزان حسناتك يارب
مواضيع قيمة
تسلم الايادي يارب
ودي لك
- RoOomaعضو مشارك
- الجنس : عدد المساهمات : 207 نقاط التميز : 244 تقييم العضو : 6 التسجيل : 24/06/2012 العمر : 39 الإقامة : الحراش
تمت المشاركة الأحد يونيو 24, 2012 10:20 pm
بارك الله فيك اخي
- زائرزائر
تمت المشاركة الأحد يونيو 24, 2012 10:38 pm
chokran laka khalido
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى