- زائرزائر
تمت المشاركة الخميس مايو 24, 2012 4:08 pm
السلام عليكم
أسرار الأرقام
قدّم الأستاذ الجامعي وعالم الرياضيات البريطاني ماركوس دوسوتوا، الكثير من الأبحاث حول الرياضيات وعالم الأرقام ومكانتها، في مغامرة العقل الإنساني. وهو يكرّس كتابه الأخير، والذي يحمل عنوان: "أسرار الأرقام"، للبحث في "اوديسة" الرياضيات عبر الحياة اليومية، كما جاء في عنوانه الفرعي. هل تريدون معرفة كيفية استخدام الرياضيات في مناحي الحياة اليومية؟ وكذا كيف يمكن للرياضيات أن تساعد في إيجاد الأرقام الرابحة في ألعاب الحظ؟ وهل تريدون التعرف على مخترعي ألعاب الأرقام في عالم التسلية؟ يطرح المؤلف مجموعة هذه الاسئلة، في مطلع كتابه، وتبدو الإجابة عليها نوعا من التسلية. ولكن الأمر أبعد من ذلك بكثير، عندما يأتي من عالم الرياضيات بوزن ماركوس دوسوتوا.
يشير المؤلف، إلى أن إنجاز مثل هذا الكتاب، كان ممكنا قبل عصر الثورة الرقمية التي نعيشها اليوم، وقبل شبكة الانترنت.
ولكن هذه التكنولوجيات قدمت إمكانات جديدة. كما يكتب المؤلف. ثم يؤكد مباشرة أنه انطلق من تجربة استخدم فيها للمرة الأولى، التكنولوجيات المتوفرة من أجل تقريب الرياضيات، من ما يجري في الحياة اليومية، بينما كانت مقاربتها تقتصر قبل الآن، على الذهن والحبر، في حل المشاكل المطروحة. بل ومحاولة تقديم الحلول لهذه المشاكل، في إطار الزمن الحقيقي.
وإذا كانت الفكرة السائدة عن الرياضيات، أنها رياضة ذهنية، فإن مؤلف الكتاب، يؤكد أن الرياضيات ليست رياضة المتفرّج فقط، بل يمكن أن تكون، كما هي في واقع الأمر، أداة للاكتشاف والتنقيب.
هكذا، يحتوي الكتاب على تجارب رياضية تقوم على فهم دينامية تزايد عدد السكان. وهناك تجارب في عالم الأرقام وأحجيتها يمكن للقارئ، نفسه أن يطبق فيها، ما يسميه المؤلف "الاستراتيجيات الرياضية"، بمعنى "استراتيجيات الرياضيات".
وتتركز تحليلات الكتاب أولا، على تقديم نبذة تاريخية، لما يسميه المؤلف المسائل الأكبر التي لم يتم إيجاد حلول لها في عالم الرياضيات. والمسألة الأولى ــ السر الأول ــ تتعلق بالتحدي الكامن في إيجاد سبب وراء الأرقام، الألغاز الأولى التي تأسس عليها مفهوم العدد.
وتتم الإشارة بهذا الصدد، إلى أسطورة تقول ان حشرة في شمال أميركا، كانت هي النوع الأول الذي انطلق في محاولة سبر أسرار هذه الأرقام. ويحاول المؤلف أن يثبت للقارئ كيف أن الأرقام، ربما كانت مفتاح بقاء وتطور تلك الحشرة الغريبة.
وهناك مسائل أخرى ـ ألغاز أخرى ــ تتضمن البحث عن محاولة فهم واستقراء عدد من الظواهر الطبيعية والمستقبلية. وهكذا يبيّن المؤلف، كيف أن علماء الفلك والجيولوجيا والفضاء والمناخ، وغيرها من العديد من المشارب، جميعا يقدّمون قراءات استشرافية دقيقة أحيانا، بالاعتماد على المعادلات الرياضية في العديد من الميادين.
وهناك الكثير من العلماء والاقتصاديين، يعملون على تطوير علوم استقراء المستقبل. وهنا يتم الانتقال من عالم الأرقام المجرّد، إلى عالم الحياة اليومية للبشر. وإذا كان المؤلف يشرح في أحد الفصول، كيف يمكن استخدام الرياضيات في إعداد إستراتيجيات الربح في البورصة، كما في الألعاب التي تعتمد على الأرقام،: مثل "مونوبولي".
فإنه يشرح كيف أن بعض الألعاب المنتشرة اليوم، تتجاوز من حيث المسائل التي تطرحها الإمكانات المتوفرة في الرياضيات، إنها تتجاوز حدود الرياضيات. وهذا أحد الأسرار (غير المحلولة)، التي يناقشها المؤلف في تحليلاته.
الأسلوب الذي ينتهجه المؤلف في تقديم أفكاره وبراهينه، حول مكانة ودور الأرقام في الحياة اليومية للبشر، هو الانتقال بقارئه من نقطة طرح المسألة، إلى نقطة محاولة الحل. ولكن طموحه هو أن يذهب إلى أبعد من التدليل النظري، ليصل إلى محاولة دفع القارئ نحو المشاركة في التجربة، أي عدم اكتفاء القارئ بدور المستهلك السلبي. ويرى المؤلف أن التكنولوجيات الجديدة، لا تشدّنا إلى الأسفل، حسب أحد الأفكار السائدة، بل هب تدفعنا إلى المشاركة الانخراط، في بناء عالم أكثر التزاما وأكثر إبداعا.
وعلى قاعدة المشاركة، جرى الشروع في حوار بين الناشرين وأرباب الصناعة القائمة على الأرقام، بينما كان مثل هذا الحوار مستحيلا، قبل ذلك، إذ لم يكن لدى الطرفين ما يقوله كل منهما للآخر. وأمّا اليوم فقد غدا العالم الرقمي، واقعا قائما وملموسا.
ويرى المؤلف أن المستقبل يفتح آفاقا أوسع وأشمل، عبر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، من أجل تعميم تطبيقات الرياضيات في علم الفلك والمناخ وغيرهما، على شرائح اجتماعية أكبر، وبآلية خلق حوارات بين القرّاء ومستخدمي تلك الشبكات، ذاتها. ويشير الى أن العالم يدخل عصرا جديدا في حقبة ثورة المعلوماتية التي يعيشها البشر اليوم .ويشرح المؤلف في هذا الكتاب، مجموعة من الأطروحات والنظريات، الموصوفة غالبا بأنها معقّدة. ويقوم بشرحها تدريجيا، وبأسلوب يميل إلى البساطة والوضوح. ولا شك أن قراءة مثل هذا العمل لعالم رياضيات كبير، هي ذات فائدة كبيرة لكل من يهتمّ بهذا الميدان من المعرفة، وحتى للذين يفتقدون إلى المعرفة فيه.
- زائرزائر
تمت المشاركة الخميس مايو 24, 2012 4:36 pm
شاكر لك تواجدك العطر ين صفحاتي
تقديري اختي مي مي
تقديري اختي مي مي
- زائرزائر
تمت المشاركة الخميس مايو 24, 2012 4:36 pm
chokran yazen akhi
- زائرزائر
تمت المشاركة الخميس مايو 24, 2012 4:40 pm
الف شكر لك للمرور هنا اختي الصغيرة ياسمين
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى