- زائرزائر
تمت المشاركة الجمعة أبريل 06, 2012 8:32 pm
كان في قديم الزمان فتاة صغيرة حلوة أحبّت كلّ إنسان نظر إليها مجرّد نظر، على أنّ أكثر من أحبّتهم كان جدّتها التي لم تعرف أيّ شيء كان عليها أن تهبه للطفلة. وذات مرّة أهدتها قبعة من المخمل الأحمر؛ وبما أنّ هذه القبّعة ناسبتها تمامًا وصارت تلبسها دائمًا سميت بـ"ذات القبّعة الحمراء". وذات يوم قالت لها أمّها: تعالي يا ذات القبعة الحمراء، هذه قطعة من الكعك وزجاجة نبيذ، خذيهما إلى جدّتك فهي مريضة وواهنة القوى، وستنتعش بهما. انطلقي قبل أن يشتدّ الحرّ. وإذا خرجت فامشي بأدب ولا تحيدي عن الطريق وإلا سقطت وكسرت الزجاجة، ولن تحصل الجدّة على شيء. وإذا دخلت غرفتها فلا تنسي أن تحيّي تحية الصباح ولا تجوسي بعينيك في أرجاء الغرفة".
قالت ذات القبعة الحمراء لأمّها: "سأقوم بكلّ شيء على أحسن وجه". وصافحتها مؤكّدة وعدها. أمّا الجدّة فكانت تسكن في الغابة على مسافة نصف ساعة من القرية. وحين وصلت ذات القبّعة الحمراء إلى الغابة التقاها الذئب. لكنّ ذات القبّعة الحمراء لم تعرف أيّ صنف من أصناف الحيوانات الشرّيرة كان هذا الحيوان ولم تخف منه. قال الذئب: "صباح الخير يا ذات القبّعة الحمراء". "شكرًا جزيلاً، يا ذئب". "إلى أين في مثل هذه الساعة المبكّرة، يا ذات القبّعة الحمراء؟". "إلى الجدّة". "وماذا تحملين تحت المئزر؟". "كعكة ونبيذًا، أمس عملنا كعكة؛ ولا بأس أن ترفّه جدّتي المريضة عن نفسها قليلاً وتقوّي نفسها بذلك". "وأين تسكن جدّتك، يا ذات القبّعة الحمراء؟". قالت ذات القبّعة الحمراء: "على بعد ربع ساعة من هنا، في الغابة، تحت شجرات البلّوط الثلاث، وتحت يوجد سياج الجوز، ولا شكّ أنّك تعرف هذا".
قال الذئب في ذات نفسه: "هذه الطفلة الصغيرة الناعمة، إنّها لقمة سائغة وستكون أكثر مستساغًا من العجوز؛ وما عليك إلا أن تبدأ في دهاء ومكر لكي تفترسهما كلتيهما." ومشى قليلاً إلى جانب ذات القبّعة الحمراء ثمّ قال: "يا ذات القبعة الحمراء، انظري إلى هذه الزهور الجميلة من حولك، ولماذا لا تجيلين النظر فيما حولك؟ أظنّ أنّك لا تسمعين أبدًا كيف تغنّي الطيور غناء لطيفًا؟ تسيرين وحدك وكأنّك سائرة إلى المدرسة؛ كلّ شيء في الغابة سارّ ومفرح."
وفتحت ذات القبعة الحمراء عينيها. ولمّا رأت أشعّة الشمس وهي تتساقط بين الأشجار وكلّ شيء يحفل بالزهور الجميلة خطر ببالها: "ماذا لو أحضرت لجدّتي باقة زهور نضرة، فستفرح بها. والوقت مبكّر جدًا والنهار لا يزال في أوّله وسأصل في الوقت المناسب."
وتركت الطريق وجرت إلى الغابة بحثًا عن الزهور. وكلّما قطفت زهرة ظنّت أنّ هناك زهورًا أجمل وجرت وراءها وتوغّلت في الغابة. أمّا الذئب فقد سار على فوره إلى بيت الجدّة ودقّ الباب.
"من في الخارج؟". "ذات القبّعة الحمراء التي أحضرت لك الكعكة والنبيذ. افتحي". صاحت الجدّة: "ما عليك إلا أن تضغطي على الأكرة فقط. فقواي واهنة ولا استطيع النهوض." وضغط الذئب على الأكرة وانفتح الباب، وبدون أن ينطق بكلمة مشى مباشرة إلى سرير الجدّة وابتلعها. ثمّ لبس ثيابها ووضع قلنسوتها على رأسه وتمدّد في سريرها وأنزل الستائر. أمّا ذات القبعة الحمراء فقد راحت تبحث عن الزهور. ولمّا جمعت الكثير منها بحيث لم تستطع أن تحمل المزيد خطرت الجدّة ببالها مرّة أخرى. ومضت إليها. واستغربت جدًا وفكّرت "يا إلهي، كم ساورني الخوف في هذا اليوم، وكم يطيب لي أن أكون عند الجدّة." وصاحت: "صباح الخير" لكنها لم تتلقّ جوابًا. وهنا توجّهت إلى السرير وأرجعت الستائر، وإذ الجدّة استلقت وأغرقت وجهها بالقلنسوة وبدت غريبة. "يا سلام يا جدّتي، كم عيناك كبيرتان". "لكي أراك بهما على نحو أفضل". "يا سلام يا جدّتي، كم يداك كبيرتان". "لكي استطيع أن أمسك بك على نحو أفضل". "ولكن يا جدّتي كم فمك كبير". "لكي استطيع أن ألتهمك على نحو أفضل". وما أن تفوه الذئب بهذا حتى قفز من السرير والتهم المسكينة ذات القبعة الحمراء.
ولمّا كان الذئب أشبع رغباته عاود الاستلقاء في الفراش ونام، وأخذ يشخر شخيرًا عاليًا. وفي تلك اللحظة مرّ الصياد بالبيت. وقال في نفسه: "يا لشخير المرأة العجوز. عليك أن ترى ما إذا كان بها سوء". وعندئذ دخل الغرفة. ولمّا تقدّم من السرير رأى أنّ الذئب كان فيه. قال: "أهنا أجدك، أيها الآثم، لقد بحثت عنك طويلاً".
وهنا أراد أن يصوّب بندقيته، فخطر بباله أنّ الذئب قد يكون افترس الجدّة وقد يسعه إنقاذها. فلم يطلق النار بل تناول مقصًا وراح يشقّ بطن الذئب النائم. وما إن فتح البطن قليلاً حتى رأى ذات القبعة الحمراء تتألق، ثمّ تابع الشقّ، عندها قفزت الفتاة وصاحت: "ياللخوف الذي خفته، كم كان المكان مظلمًا في بطن الذئب". كما أنّ العجوز خرجت حيّة وأوشكت أن تختنق. على أنّ ذات القبعة الحمراء أسرعت وأحضرت حجارة كبيرة لتملأ بها بطن الذئب. ولمّا استيقظ الذئب أراد أن يقفز عاليًا؛ على أنّ الحجارة كانت ثقيلة جدًا بحيث أنّه تهالك على الأرض وسقط ميتًا.
وهنا ابتهج الثلاثة. وسلخ الصياد جلد الذئب وعاد به إلى البيت، وأكلت الجدة الكعكة وشربت النبيذ الذي كانت ذات القبعة الحمراء أحضرته وتماثلت للشفاء. أمّا ذات القبّعة الحمراء فقد قالت في ذات نفسها: "لن تغادري الطريق وحدك طوال حياتك وتخرجي إلى الغابة إذا ما منعتك أمّك عن ذلك"
- زائرزائر
تمت المشاركة الخميس أبريل 12, 2012 6:21 pm
ذكرتيني بايم طفولتي يا عمري يا جامسن
عنجد كنت بحب هاي القصة كتيييييييير
سلمت يداكي حبيبتي
وماننحرم منك ولا من وجودك
مودتي لروحك
عنجد كنت بحب هاي القصة كتيييييييير
سلمت يداكي حبيبتي
وماننحرم منك ولا من وجودك
مودتي لروحك
- زائرزائر
تمت المشاركة السبت مايو 19, 2012 9:10 pm
chokran laki chatat
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى