استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

التوحيد واقسامه  Empty التوحيد واقسامه

avatar
زائر
زائر
تمت المشاركة الإثنين فبراير 27, 2012 8:53 pm


التوحيد) لغة: هو جعل الشيء واحداً
. وفي الاصطلاح : الإيمان بوحدانية الله عز وجل في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته.


التوحيد ثلاثة أنواع :
أولا _ توحيد الربوبية :
تعريفه : إفراد الله سبحانه و تعالى بأفعاله
و قال بعض العلماء هو إفراد الله سبحانه و تعالى بالخلق و الملك و التدبير
قال تعالى : (ألا لهُ الْخلْقُ والأمْرُ تبارك اللهُ ربُ الْعالمين) (1)


فهذه الجملة تفيد الحصر لتقديم الخبر , إذا فالله سبحانه و تعالى هو الخالق أما ما ورد من إثبات خالق غير الله , كقوله تعالى : (تبارك اللهُ أحْسنُ الْخالقين) (2) فهذا ليس خلقا حقيقة , و ليس إيجادا من عدم , بل هو تحويل للشئ من حال إلى حال , و محصور بما يتمكن الإنسان منه و محصور بدائرة ضيقة فلا ينافي هذا إفراد الله سبحانه بالخلق .
أما إفراد الله سبحانه بالملك فإنه أن نعتقد أنه لا يملك الخلق إلا خالقهم قال تعالى : (قُلْ من بيده ملكُوتُ كُل شيْءٍ) (3) و قوله تعالى : (ولله مُلْكُ السماوات والأرْض) (4), أما ما ورد من إثبات ملكية لغير الله سبحانه و تعالى , كقوله تعالى : (إلا على أزْواجهمْ أوْ ما ملكتْ أيْمانُهُمْ) (5)فهنا ملك قاصر ليس على الإطلاق و ملك محدود لا يشمل إلا شيئا يسيرا من هذه المخلوقات فالإنسان يملك ما تحت يده , قال تعالى : (أوْ ما ملكْتُم مفاتحهُ) (6) و كذا هنا هو ملك قاصر من حيث الوصف فالإنسان لا يملك ما عنده تمام الملك , فلو أن شخصا يملك أرضا لا يستطيع أن يأمر الزرع فيكبر في يوم , أما الله سبحانه و تعالى فملكه ليس فيه نقص حاش لله .
أما إفراد الله سبحانه و تعالى بالتدبير فهو أن يعتقد الإنسان أنه لا مدبر لهذا الكون إلا الله سبحانه و تعالى , يقول الله سبحانه و تعالى : (قُلْ من يرْزُقُكُم من السماء والأرْض أمن يمْلكُ السمْع والأبْصار ومن يُخْرجُ الْحي من الْميت ويُخْرجُ الْميت من الْحي ومن يُدبرُ الأمْر فسيقُولُون اللهُ فقُلْ أفلا تتقُون) (7) و التدبير شامل للرزق و الإحياء و الإماتة ... إلخ , و أما تدبير الإنسان فمقصور على ما تحت يده و محصور بما يقدر عليه .
و توحيد الربوبية لم يعارض فيه المشركون , بل كانوا مقرين به , قال تعالى : (ولئن سألْتهُم منْ خلق السماوات والْأرْض ليقُولُن خلقهُن الْعزيزُ الْعليمُ) (Cool فلم يجحد أحد توحيد الربوبية لا على سبيل التعطيل و لا على سبيل الإشراك , إلا فرعون فقد أنكر على سبيل التعطيل مكابرة , قال تعالى حكاية عنه : (فقال أنا ربُكُمُ الْأعْلى) (9) و هذه مكابرة لأنه يعلم أن الرب غيره , قال تعالى : (وجحدُوا بها و اسْتيْقنتْها أنفُسُهُمْ ظُلْما وعُلُوا) (10) .
و قد أنكر المجوس هذا النوع من التوحيد على سبيل التشريك فقالوا أن للعالم خالقين الظلمة و النور , و لكنهم لم يساووا بينهم , فهم يقولون إن الظلمة عدم لا يضئ و أن النور وجود يضئ , فكما يدعون يكون النور أكمل في ذاته .
و أما دلالة العقل أن للعالم خالق واحد :
لو فرضنا أن للعالم خالقين لكان كل خالق يريد أن ينفرد بملكه و يستقل عن الآخر , و إن إستقل فهوا يريد أن يكون السلطان له وحده لا يشاركه فيه أحد , وحينئذ إما ان يعجز كل واحد مهما على الآخر أو أن يسيطر و احد منهما على الآخر , فإن سيطر أحدهم ثبتت له الربوبية و إن عجز الإثنان زالت الربوبية عنهما لأن العاجز لا يصلح أن يكون ربا .

ثانيا _ توحيد الإلوهية :

تعريفه : هو إفراد الله سبحانه و تعالى بأفعال العباد
و قال بعض أهل العلمهو إفراد الله عز و جل بالعبادة
و يقال له توحيد العبادة بإعتبارين , فباعتبار إضافته إلى الله يسمى توحيد الإلوهية و باعتبار إضافته للخلق يسمى توحيد العبادة
و العبادة في اللغة هي : التذلل لله عز و جل , يقال طريق معبد , أي طريق مذلل .
و في الشرع : إسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأعمال و الأفعال .
فالمستحق للعبادة هو الله سبحانه و تعالى , قال تعالى : (ذلك بأن الله هُو الْحقُ وأن ما يدْعُون من دُونه هُو الْباطلُ) (11) .
و العبادة تطلق على شيئين :
الأول : التعبد بمعنى التذلل لله عز و جل بفعل أوامره و إجتناب نواهيه .
ثانيا : المتعبد به , بمعناها كما قال شيخ الإسلام إبن تيمية : إسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأفعال و الأعمال الظاهرة و الباطنة .
فإفراد الله سبحانه و تعالى بهذا التوحيد أن تكون عبدا لله سبحانه تفرده بالتذلل و الدعاء و المحبة و التعظيم .
و مثال على هذا الصلاة : فعلها عبادة و نفس الصلاة عبادة و هي المتعبد به .
قال تعالى في كتابه العزيز (لا تجْعل مع الله إلـها آخر فتقْعُد مذْمُوما مخْذُولا) (12) و قال أيضا (يا أيُها الناسُ اعْبُدُواْ ربكُمُ الذي خلقكُمْ) (13) فالمنفرد بالخلق هو المستحق للعبادة , إذ من السفه أن تجعل المخلوق الحادث الآيل للفناء إله , كأن تذهب إلى قبر إنسان صار رميما و تدعوه , و هو بحاجة لدعائك , و هو لا يملك نفعا و لا ضرا .
و هذا القسم من أقسام التوحيد جحد به و كفر أكثر الخلق و من أجل ذلك أرسل الله الرسل و أنزل عليهم الكتب , قال تعالى : (وما أرْسلْنا من قبْلك من رسُولٍ إلا نُوحي إليْه أنهُ لا إله إلا أنا فاعْبُدُون) (14) و مع هذا فأتباع الرسل قلة , قال ( صلى الله عليه و سلم ) : " فرأيت النبي و معه الرهط و رأيت النبي و معه الرجل و الرجلان و رأيت النبي و ليس معه أحد " (15)
تنبيه : هناك كثير من الكتب المؤلفة حديثا تركز على توحيد الربوبية مع أن توحيد الإلوهية هو الأجدر بالتركيز فكم من مؤمن يشرك بالله و هو لا يدري.

ثالثا _ توحيد الأسماء و الصفات :

تعريفه : هو إفراد الله سبحانه و تعالى بما له من الأسماء و الصفات
و تعريف آخر : الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم و الحديث الصحيح من صفات الله سبحانه و تعالى التي وصف بها نفسه و وصفه بها رسوله ( صلى الله عليه و سلم ) على الحقيقة من غير تأويل و لا تكييف و لا تعطيل و لا تمثيل و لا تفويض و هذا التوحيد يتضمن شيئين :
الإثبات : و ذلك بإثبات صفاته سبحانه و تعالى و أسماءه له .
النفي : و ذلك بنفي المماثلة أي لا نجعل لله مثلا أو مثيلا .
قال تعالى : (ليْس كمثْله شيْء وهُو السميعُ البصيرُ) (16) دلت هذه الآية على أن صفات الله سبحانه و تعالى لا يماثله فيها أحد , فهي و إن إشتركت في المعنى لكن تختلف في حقيقة الحال , فمن لا يثبت ما أثبته الله لنفسه فهو معطل و من أثبتها مع عدم النفي صار مشبها , و من أثبتها دون مماثلة صار من الموحدين , فالواجب أن نؤمن بما أثبته الله لنفسه و أثبته له رسوله من غير تأويل و لا تعطيل و لا تكييف و لا تمثيل و لا تفويض , فالتأويل في النصوص و التعطيل في المعتقد و التكييف و التمثيل في الصفة و لكن التمثيل أعم فكل ممثل مكيف و ليس كل مكيف ممثل .
التأويل / صرف ظاهر الآيات و الأحاديث الصحيحة عن ظاهرها إلى معنى آخر باطل , مثل تأويل قوله تعالى : (الرحْمنُ على الْعرْش اسْتوى) (17) في كلمة إستوى إلى إستولى , فهذا تحريف لا يجوز و الصحيح أن إستوى كما ذكر إبن كثير معناها إستعلى و لكن ليس كإستعلاء الخلق و قد سئل الإمام مالك عن الإستواء فقال : الإستواء معلوم و الكيف مجهول و السؤال عنه بدعة و الإيمان به واجب .
التعطيل / هو جحد صفات الله عز و جل و نفيها عنه , و نرد على المعطلة أمثال المعتزلة فنقول هل لله ذات ؟ فإن كان الجواب نعم , فنقول على حد قولكم هذا تشبيه فللخلق ذات , فإن كان الجواب لا , فقد كفروا لأنهم أنكروا ذات الله سبحانه , و قد قال تعالى في كتابه العزيز : (وهُو السميعُ البصيرُ) (18) و قال أيضا : (وهُو الْعليُ الْعظيمُ) (19) و غيرها من الآيات .

و صلي اللهم على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين

التوحيد واقسامه  Empty رد: التوحيد واقسامه

karim
karim
عضو مميز
عضو مميز
رقم العضوية : 103
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1989 نقاط التميز : 2499 تقييم العضو : 46 التسجيل : 26/09/2009 العمر : 39 الإقامة : دائرة حمام دباغ
تمت المشاركة الإثنين فبراير 27, 2012 10:16 pm
بارك الله فيكي على الموضوع الهام والجيد

التوحيد واقسامه  Empty رد: التوحيد واقسامه

avatar
زائر
زائر
تمت المشاركة الثلاثاء فبراير 28, 2012 1:01 am
karim كتب:بارك الله فيكي على الموضوع الهام والجيد

أشكـر لك حـضورك

الـعطر ..

تسلـم لي روحك الطيبه

ونبضـك و تواجـدكـ ..

دمت بود .
.


التوحيد واقسامه  26ff9120ac

التوحيد واقسامه  Empty رد: التوحيد واقسامه

karim
karim
عضو مميز
عضو مميز
رقم العضوية : 103
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1989 نقاط التميز : 2499 تقييم العضو : 46 التسجيل : 26/09/2009 العمر : 39 الإقامة : دائرة حمام دباغ
تمت المشاركة الثلاثاء مارس 06, 2012 9:01 pm
جزاك الله خيرا اخي بارصا على الافادة

التوحيد واقسامه  Empty رد: التوحيد واقسامه

avatar
زائر
زائر
تمت المشاركة الجمعة مارس 09, 2012 7:26 pm
منور اخي الغالي كريم هلا فيك مره ثانية

التوحيد واقسامه  Empty رد: التوحيد واقسامه

عبد المهيمن
عبد المهيمن
عضو فعال
عضو فعال
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 476 نقاط التميز : 562 تقييم العضو : 13 التسجيل : 25/12/2011 العمر : 45 الإقامة : في ارض الله
تمت المشاركة الجمعة مارس 09, 2012 8:06 pm
شكرا خيه شتات بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير

التوحيد واقسامه  Empty رد: التوحيد واقسامه

avatar
زائر
زائر
تمت المشاركة الجمعة مارس 09, 2012 8:23 pm
جزاك الله خيرا
استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى