الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
العصر الجاهلي
يسود الشعر الجاهلي الألفاظ المبهمة المعاني أحيانا ً و التي تحتاج للتفسير حتى يفهم المعنى المراد منها , و سأحاول تجنبها قدر الإمكان رغبة في تمتع الأخوة في قراءتها دون عناء .
شعراء الجاهلية كالصحراء التي يعيشون فيها , في الخشونة و القسوة و القوة ظهر ذلك في شعرهم جليا ً, و لكن شعرهم رقيقا ً و مرهفا ً و يعبر عن مشاعرهم بكل صدق و أمانة , فمنهم من أظهر حتى السباب في شعره, و منهم من وصف الجسد بدقة متناهية , تحاشيت الحالتين من هذه الأشعار اختصارا ً و منعا ً للإطالة .
اختص منهم حبيبة واحدة , و راح يعطيها كل شعره , و منهم من تشبب بعدد غير محدود منهن كما درجت العادة عندهم في اعتراض النساء للشعراء للتغزل بهن
للشهرة بين القبائل , لأن الشاعر في تلك الفترة هو الصحيفة و المذياع و التلفاز .
ابن عجلان النهدي
منهم من يفز برؤيا الحبيب و منهم من لم يستطع لأسباب العداوة بين قبيلتيهما فيرسل لها المراسيل العذاب و يتشاكى البعد و الفراق فهذا ابن عجلان النهدي يتلوى و يقول :
خَلِيليَّ زُورَا قبل شَحطِ النَّوَى هِندَا
وَلاَ تَأمَنَا مِن دَارِ ذِي لَطَفٍ بُعدا
ولاَ تَعجَلاَ لَم يَدرِ صَاحِبُ حَاجَةٍ
أَغَيًّا يُلاَقِي فِي التَّعَجُّلِ أَم رُشدَا
ومُرَّا عَلَيهَا بَارَكَ الله فِيكُما
وَإن لَم تَكُن هِندُ لِوَجهَيكَما قَصدَا
وَقُولاَ لَهَا لَيسَ الضَّلالُ أَجَازَنَا
ولَكنَّنَا جُزنَا لِنَلقَاكُمُ عَمدَا
غَداً يكثُرُ الباكُونَ مِنَّا وَمِنكُمُ
وتَزدَادُ دارِي مِن دِيَارِكُمُ بُعدا
و يقول :
أَلاَ أَبلِغَا هِنداً سَلامِي وَإِن نَأَت
فَقَلبِي بِها مُذ شَطَّتِ الدَّارُ مُدنَفُ
وَلَم أَرَ هِنداً بَعدَ مَوقِفِ سَاعَةٍ
بِأَنعَمَ في أهلِ الدِّيَارِ تُطَوِّفُ
أَتَتَ بَينَ أَترَابٍ تمايَسُ إِذ مَشَت
دَبِيبَ القَطَا أَوهُنَّ مِنهُنَّ أَقطَفُ
يَبَاكِرنَ مِرآةً جَلِيًّا وَفَارَةً
ذَكِيًّا وبالأَيدِي مَدَاكٌ وَمِسوَفُ
أَشَارَت إلَينَا في حَيَاءٍ ورَاعَهَا
سَراةَ الضُّحَى مِنِّي عَلَى الحَيّ مَوقِفُ
وقالت تَبَاعَد يَا ابنَ عَمِّي فَإِنَّنِي
مُنيِتُ بِذِي صَولٍ يغارُ ويَعنُفُ
و يقول :
فَارَقتُ هِنداً طَائِعاً فَنَدِمتُ عِندَ فِرَاقِهَا
فَالعَينُ تُذرِي دَمعَهَا كَالدُّرِّ مِن آماقِهَا
مُتَحَلِّباً فَوقَ الرِّدَا ءِ يُجُولُ مِن رَقراقِهَا
خَودٌ رَدَاحٌ طَفلةٌ وَاُسَرُّ عِندَ عِنَاقِهَا
