عمي يسمى لونيس وابي رمضان لكن في الحي اعتاد الناس ان يناديهما ابني شعبان لا ادري لماذا لقد تيتما مبكرا حتى ان ابي لم يعرف ابدا جدي كان الاولى ان ينادي عليهما ابني تسعديت جدتي ، اعمامهما واخوالهما يفضلون بدون شك ادامة اسم شعبان لاضهار احسن الى الناس ان اليتيمين لهما على من يستندان انهما الاثنين يعوضان في الفعل و الحق اباهما المرحوم . هذه النظرة للاشياء كانت حسنة في البداية غير انه فيما بعد الولدان صارا رجلين و الناس ينتقصونهما قليلا لانهم لا يتكلمون عنهما الا كشخص واحد مع انهما لا يتشبهان .
عمي لونيس له خطوط رفيعة ، نظرة ساحرة ، لون ابيض انه دقيق لطيف ، دائما أراه في جبة بيضاء وشاش مرتب ترتيبا حسنا ، قليلا ما أرى الفأس في يده او يشد خصره بحزام عريض قد يحدث ذلك منه احيانا غير انه لا يحسن استعمال الالة و ليست له ارادة حسنة و لايحسن عمله ، في الجماعة يحظى بمنزلة حسنة ان الناس يعرفونه انه صريح وعصبي كلمته حادة غير انه لا يشد حسيفة لقد كان من انيق شبان القرية هذا هو السبب الذي جعله يكتسب مكانة ممتازة في قلب امه ويبقى هو الابن البكر جدتي تحب ترديد انه هو ساعدها في تربية رمضان الصغير في الحقيقة المراة المسكينة لم تكن ابدا تعتمد عليه غير ان عندها ضعف نحوه لونيس لانه يشبهها كثيرا انه هديتها الاولى انها انتجت نفسها في ابنها البكر : له نفس البسمة لأمه، الوجه البيضوي، ونفس رنة الصوت
ترجمة : سيد احمد الطرابلسي