مشاكل المدرسة والأسرة أهم مسببات الكوابيس لدى الأطفال
بحث علمي ألماني يؤكد ضرورة اشتراك الوالدين في مساعدة ابنائهم للتخلص من مصادر الأحلام المزعجة
كولون: «الشرق الأوسط»
يثبت العلم يوما بعد يوم ان الكوابيس لا تقتصر على البالغين، الذين يعانون من اعباء العمل اليومي ومشاكل الحياة والمخاوف من جنون البقر والبشر على حد سواء، وانما تراود ايضا تلاميذ المدارس الصغار الذين يعانون من مشاكل الطلاق والدراسة واعباء الحصص والوظائف اليومية.
واذ يعرف العلماء الكوابيس على انها احلام مفزعة يتصاعد فيها الخوف الى درجة ايقاظ الانسان من نومه، فانهم يعرفون الاحلام المزعجة على انها احلام مخيفة لكنها لا تؤدي الى ايقاظ النائم. وعلى هذا الاساس فقد توصل ثلاثة باحثون المان في شؤون النوم والاحلام الى ان الكوابيس تراود 40% من الاطفال من اعمار بين 6 الى 11 عاما مرة في الشهر وتراود نسبة 5% منهم مرة كل اسبوع او اكثر. ولا تترك الاحلام المزعجة اية اثار نفسية كبيرة على الطفل وتبدأ بالزوال بعد سن العاشرة لكن الكوابيس تؤثر على حياة الطفل وقد ترافقه حتى البلوغ ما لم تحظى باهتمام الوالدين.
وتوصل الباحثون، ميشائيل شريدل ودوروتيا بلوماير وميشائيلا غورلنجر، بعد جلسات مطولة مع 300 طفل مع ذويهم، الى ان مشاكل الطلاق هي في مقدمة مسببات «كوابيس الاطفال» وتلقي بثقلها على الصبيان اكثر مما تلقيه على البنات. وتوصل الباحثون الى ان قضايا موت الاقارب وحوادث الاصابات لا تلعب ذلك الدور الذي يعتقده البعض في اثارة الاحلام المفزعة عند الاطفال. بل ان التلفزيون، الذي يشتد النقاش حول تأثيراته السلبية على الاطفال، والافلام والمسلسلات المفزعة لا تلعب دورا بحجم الدور الذي يلعبه خناق الوالدين المقبلين على الطلاق في ايقاظ الاطفال من نومهم ليلا وهم فزعون. وعموما تراود الكوابيس المزعجة، الناجمة عن مسببات اخرى غير الطلاق، البنات اكثر مما تراود الصبيان وفسر الباحثون الحالة على انه الخوف الطبيعي لدى البنات والذي يزيد عنه عند الصبيان.
كوابيس مزعجة ولكن هل هناك علاقة للكوابيس بالنشاط الذهني للطفل؟ يرد الباحث ميشائيل شريدل ايجابا على السؤال اعتمادا على نتائج الاستفتاء الذي اجراه بين ذوي الاطفال. واثبت الاستفتاء ان الوحوش والاشخاص المفزعين يزورون احلام الاطفال الذين يصفهم ذويهم «بالنباهة» و«الفنطازيا» اكثر مما يقلقون نوم غيرهم من الاطفال. ويشير المنحنى البياني للاحلام المزعجة انها تبدأ بالتلاشي تدريجيا بعد سن العاشرة لكنها تعود لتزداد من جديد مع دخول الطفل سن المراهقة ويحصل ذلك، من جديد، اسرع لدى البنات مما عند الصبيان. وتشاهد الفتيات في كوابيسهن على العموم افرادا مرعبين، عدوانيين عادة، ويتعرضن لمختلف الاصابات في حين يتعرض الاولاد في كوابيسهم لهجمات الحيوانات الكاسرة والوحوش.
ويؤكد شريدل ان الاطفال الصغار (اقل من ست سنوات) يشاهدون الكوابيس لكنهم يعجزون عن وصفها او تذكرها كاملة وربما ان اهم مؤشر للوالدين على تعرض طفلهم للكوابيس هو خوف الطفل من النوم او الذهاب الى الفراش. وينصح الباحث الالماني الابوين، في حالة استيقاظ الطفل مفزوعا، بالابتعاد عن ترديد الصيغة المعتادة «لا تخف، انه مجرد حلم» لان مفهوم الحلم عن الاطفال يختلف عن فهم البالغين له. فالاطفال حتى سن الخامسة عشر يعتقدون ان الحلم معايشة حقيقية، وطبيعي فانهم عايشوا الخطر الداهم في الكابوس مباشرة، ولذلك فان التطمين الشفاهي لا يكفي لتبديد مخاوفه وعلى احد الوالدين ان يلازم الطفل في فراشه الى ان ينام ثانية. ويقع على الوالدين ان يطمنوا مخاوف طفلهم بطريقة اخرى وعن طريق تشخيص مصدر هذه المخاوف ومن ثم العمل على تبديدها.
وحسب مصادر الباحث شريدل فان دراسة اخرى اجراها تثبت امكانية مساعدة الطفل في التخلص من مخاوفه عن طريق تكليفه برسم الكوابيس والاشكال المفزعة التي شاهدها في طيفه. وقد تم تكليف عدد كبير من الاطفال برسم كوابيسهم ومن ثم برسم البدائل التي يعتقدون انها كفيلة بتبديد هذه الكوابيس. وهذا يعني اشراك الطفل نفسه في عملية تشخيص مصادر الفزع ومن ثم في العمل على التخلص منها. كما تم في الدراسة تكليف الاطفال برسم الكوابيس اكثر من مرة ثم مقارنة هذه الرسوم مع بعضها ومع الحلول التي يطرحها الطفل. ويقول شريدل انه نجح بهذه الطريقة بتغيير الكوابيس التي يشاهدها الاطفال خلال اسبوعين. اذ صار الاطفال بعد اسبوعين يرسمون احلاما بذات الموضوعات الا ان «مصدر خطر» اختفى من هذه الرسومات.
بحث علمي ألماني يؤكد ضرورة اشتراك الوالدين في مساعدة ابنائهم للتخلص من مصادر الأحلام المزعجة
كولون: «الشرق الأوسط»
يثبت العلم يوما بعد يوم ان الكوابيس لا تقتصر على البالغين، الذين يعانون من اعباء العمل اليومي ومشاكل الحياة والمخاوف من جنون البقر والبشر على حد سواء، وانما تراود ايضا تلاميذ المدارس الصغار الذين يعانون من مشاكل الطلاق والدراسة واعباء الحصص والوظائف اليومية.
واذ يعرف العلماء الكوابيس على انها احلام مفزعة يتصاعد فيها الخوف الى درجة ايقاظ الانسان من نومه، فانهم يعرفون الاحلام المزعجة على انها احلام مخيفة لكنها لا تؤدي الى ايقاظ النائم. وعلى هذا الاساس فقد توصل ثلاثة باحثون المان في شؤون النوم والاحلام الى ان الكوابيس تراود 40% من الاطفال من اعمار بين 6 الى 11 عاما مرة في الشهر وتراود نسبة 5% منهم مرة كل اسبوع او اكثر. ولا تترك الاحلام المزعجة اية اثار نفسية كبيرة على الطفل وتبدأ بالزوال بعد سن العاشرة لكن الكوابيس تؤثر على حياة الطفل وقد ترافقه حتى البلوغ ما لم تحظى باهتمام الوالدين.
وتوصل الباحثون، ميشائيل شريدل ودوروتيا بلوماير وميشائيلا غورلنجر، بعد جلسات مطولة مع 300 طفل مع ذويهم، الى ان مشاكل الطلاق هي في مقدمة مسببات «كوابيس الاطفال» وتلقي بثقلها على الصبيان اكثر مما تلقيه على البنات. وتوصل الباحثون الى ان قضايا موت الاقارب وحوادث الاصابات لا تلعب ذلك الدور الذي يعتقده البعض في اثارة الاحلام المفزعة عند الاطفال. بل ان التلفزيون، الذي يشتد النقاش حول تأثيراته السلبية على الاطفال، والافلام والمسلسلات المفزعة لا تلعب دورا بحجم الدور الذي يلعبه خناق الوالدين المقبلين على الطلاق في ايقاظ الاطفال من نومهم ليلا وهم فزعون. وعموما تراود الكوابيس المزعجة، الناجمة عن مسببات اخرى غير الطلاق، البنات اكثر مما تراود الصبيان وفسر الباحثون الحالة على انه الخوف الطبيعي لدى البنات والذي يزيد عنه عند الصبيان.
كوابيس مزعجة ولكن هل هناك علاقة للكوابيس بالنشاط الذهني للطفل؟ يرد الباحث ميشائيل شريدل ايجابا على السؤال اعتمادا على نتائج الاستفتاء الذي اجراه بين ذوي الاطفال. واثبت الاستفتاء ان الوحوش والاشخاص المفزعين يزورون احلام الاطفال الذين يصفهم ذويهم «بالنباهة» و«الفنطازيا» اكثر مما يقلقون نوم غيرهم من الاطفال. ويشير المنحنى البياني للاحلام المزعجة انها تبدأ بالتلاشي تدريجيا بعد سن العاشرة لكنها تعود لتزداد من جديد مع دخول الطفل سن المراهقة ويحصل ذلك، من جديد، اسرع لدى البنات مما عند الصبيان. وتشاهد الفتيات في كوابيسهن على العموم افرادا مرعبين، عدوانيين عادة، ويتعرضن لمختلف الاصابات في حين يتعرض الاولاد في كوابيسهم لهجمات الحيوانات الكاسرة والوحوش.
ويؤكد شريدل ان الاطفال الصغار (اقل من ست سنوات) يشاهدون الكوابيس لكنهم يعجزون عن وصفها او تذكرها كاملة وربما ان اهم مؤشر للوالدين على تعرض طفلهم للكوابيس هو خوف الطفل من النوم او الذهاب الى الفراش. وينصح الباحث الالماني الابوين، في حالة استيقاظ الطفل مفزوعا، بالابتعاد عن ترديد الصيغة المعتادة «لا تخف، انه مجرد حلم» لان مفهوم الحلم عن الاطفال يختلف عن فهم البالغين له. فالاطفال حتى سن الخامسة عشر يعتقدون ان الحلم معايشة حقيقية، وطبيعي فانهم عايشوا الخطر الداهم في الكابوس مباشرة، ولذلك فان التطمين الشفاهي لا يكفي لتبديد مخاوفه وعلى احد الوالدين ان يلازم الطفل في فراشه الى ان ينام ثانية. ويقع على الوالدين ان يطمنوا مخاوف طفلهم بطريقة اخرى وعن طريق تشخيص مصدر هذه المخاوف ومن ثم العمل على تبديدها.
وحسب مصادر الباحث شريدل فان دراسة اخرى اجراها تثبت امكانية مساعدة الطفل في التخلص من مخاوفه عن طريق تكليفه برسم الكوابيس والاشكال المفزعة التي شاهدها في طيفه. وقد تم تكليف عدد كبير من الاطفال برسم كوابيسهم ومن ثم برسم البدائل التي يعتقدون انها كفيلة بتبديد هذه الكوابيس. وهذا يعني اشراك الطفل نفسه في عملية تشخيص مصادر الفزع ومن ثم في العمل على التخلص منها. كما تم في الدراسة تكليف الاطفال برسم الكوابيس اكثر من مرة ثم مقارنة هذه الرسوم مع بعضها ومع الحلول التي يطرحها الطفل. ويقول شريدل انه نجح بهذه الطريقة بتغيير الكوابيس التي يشاهدها الاطفال خلال اسبوعين. اذ صار الاطفال بعد اسبوعين يرسمون احلاما بذات الموضوعات الا ان «مصدر خطر» اختفى من هذه الرسومات.