الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
ـ لقد أردت أن أطرح موضوع أعرف أنه يشغل ويؤرق الكثير من النساء ، وهو لقب مطلقة الذي صار في مجتمعاتنا اليوم عنوان للبؤس والمعاناة ، دون الخوض في أسبابه فهذا ليس مرادنا اليوم ، سأتحدث عن الظاهرة كنتيجة قد تحدث لأي إمرأة ومدى تأثيرها في حياتها من الناحية النفسية والإجتماعية .ـ قد تجد أي إمرأة مهما كان مستواها نفسها تحمل لقب " مطلقة " شاءت أم أبت وهذا ليس عيبا أو عار ، فالطلاق قد يحدث لأسباب خارجة عن نطاقها ولا ذنب لها فيه ، فكما هو معروف أن أي إمرأة تبحث عن الإستقرار والأمان من خلال الزواج برجل يقدر قيمتها ويكونان سندا لبعضهما ، فالرجل والمرأة وجهان لعملة واحدة وهذه قاعدة الحياة التي شرعها ديننا الحنيف ولايمكن لأي طرف الإستغناء عن الأخر ، لكن كما قلنا قد يحدث الطلاق والإنفصال وتجد المرأة نفسها وجها لوجه مع واقع لم تألفه ، فبعدما كان لها بيت وزوج وأبناء هاهي اليوم فقدت الزوج وقد تفقد البيت والأبناء فمن ينتشلها ؟ تعود إلى بيت أهلها وهناك قد تجد من يتفهم وضعها وهناك من قد يكون وجودها يسبب له إحراج ، لتبدأ أول معاناة وهي نظرة الأسرة لها كمطلقة خاصة إذا كان مستواها محدود ومركزها الإجتماعي غير مؤثر ، وهذه أول خطوة لرفع التحدي أو راية الإستسلام ، قد تجد مطلقة مثقفة ومركزها الإجتماعي لابأس به تبدأ حياتها من جديد وتشق طريقها بمفردها وتتحدى الصعاب وفي أخر المطاف تثبت وجودها دون أي يؤثر فيها عامل الطلاق وهذا النوع من النساء قلما تجده وهو يستحق كل التقدير والإحترام ، وهناك نوع ثاني وهو المطلقة التي تجد نفسها منبوذة من طرف الأسرة والمجتمع وكل المسؤوليات ملقاة على عاتقها وهي لا حول ولا قوة لها إلا بالله ، وكأنها وسط غابة تترصدها الذئاب البشرية ، فالكل يتودد إليها و يبحث عن التقرب منها بشتى الوسائل المباحة والغير مباحة وغايتهم معروفة ، فإما أن ترضخ وتتنازل عن مبادئها وقيمها وتكون بذلك قد خسرت نفسها كإنسان قبل كل شيء ، وإما أن ترفض وتتحدى لكنها لن تكون في معزل عن هؤلاء الذئاب لأنها ستجدهم في كل مكان أينما حلت وحيثما ذهبت ، ربما لأن نقطة ضعفها أنها في أمس الحاجة للمساعدة ويا لللأسف ليس هناك من سيقدم لها تلك المساعدة دون طلب المقابل ، وهذه هي معاناة المطلقة لا أحد يحس بما تشعر به ولا أحد يمكنه مد يد العون لها لوجه الله ، وهذه نقطة مؤثرة جيدا في نفسيتها قد تجرها لما يحمد عقباه .
ـ إذن أليس المجتمع يتحمل مسؤولية معاناة المطلقة ، لماذا ننظر إلى المطلقة دائما وكأنها صيد يجب الظفر به ؟ أليس من الممكن أن تكون تلك المطلقة هي أمنا وأختنا وزوجتنا ؟ ألم يكن الأجدر بنا أن نساعدها للخروج من أزمتها ؟ ألم نفكر أنه بنظرتنا السلبية نحوها ندفعها بذلك لنبذ المباديء والقيم الإنسانية ؟
ــ هي أسئلة كثيرة تطرح نفسها وأنا أكتفي بهذا القدر وأترك لكم المجال مفتوحا لإبداء أرائكم حول هذا الموضوع . النقاش مفتوح .
تقبلوا مني فائق التقدير والإحترام
