يا أيها الطيف البعيد
فى القلب شىء .... من عتاب
ودعت أيامى
وودعنى الشباب
لم يبق شىء من وجودى
غير ذرات التراب
و غدوت يا دنياى وحدى
لا انام
الصمت ألحان أرددها هنا
وسط الظلام
لا شىء عندى
لا رفيق .. لا كتاب
لم يبق شىء فى الحنايا
غير حزن .. و اكتئاب
فلقد غدوت اليوم جزءا من تراب
بالرغم من هذا ...
أحن إلى العتاب




أعطيتك الحب الذى
يرويك من ظمأ الحياة
أعطيتك الأشواق من عمر
تداعى فى صباه
قد قلت لى يوما :
(( سأظل رمزا للوفاء ))
فإذا تلاشى العمر يا عمرى
ستجمعنا السماء



و رحلت يوما للسماء
و بنيت قصرا من ظلال الحب
فى قلب العراء
و اخذت أنسج من حديث الصمت
ألحانا جميلة
و أخذت أكتب من سطور العشق
أزجالا طويلة

و دعوت للقصر الطيور
و جمعت من جفن الازاهر
كل أنواع العطور
و فرشت أرض القصر
أثواب الأمل
و بنيت أسوارا من الأشواق
تهفو للقبل
و زرعت حول القصر
زهر الياسمين
قد كنت دوما تعشقين الياسمين
و جمعت كل العاشقين
فتعلموا منى الوفاء
و أخذت أنتظر اللقاء




و رأيت طيفك من بعيد
يهفو إلى حب جديد
و سمعت همسات الهوى
تنساب فى صوت الطبول
!! لم خنت يا دنياى ؟!


أعطيتك الحب الذى
يكفيك عشرات السنين
و قضيت أيامى
يداعبنى الحنين ..
ماذا أقول و حبى العملاق
فى قلبى .. يثور
قد صار لحنا ينشد الأشواق
فى دنياى القبور
قد عشت يا دنياى
أحلم ... باللقاء
و بنيت قصرا فى السماء
القصر يا عمرى هنا
أبقى القصور
فهواك فى الدنيا غرور
فى غرور ....





ما أحقر الدنيا
و ما أغبى الحياة
فالحب فى الدنيا
كأثواب العراه
فإذا صعدتم للسماء..
سترون أن العمر وقت ضائع
وسط الضباب ..
سترون الناس صارت كالذئاب
سترون أن الناس ضاعت
فى متاهات الخداع ..
سترون أن الأرض تمشى للضياع
سترون أشباح الضمائر
فى الفضاء .. تمزقت
سترون آلام الضحايا
فى السكون .. تراكمت
و إذا صعدتم للسماء ....
سترون كل الكون فى مرآتنا
سترون وجه الأرض
فى أحزاننا .....




أما انا ..
فأعيش وحدى فى السماء
فيها الوفاء
و الأرض تفتقد الوفاء
ما أجمل الأيام
فى دنيا السحاب ..
لا غدر فيها ، لا خداع ،
و لا ذئاب ..