استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع   2 Empty مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع 2

mahdi87
mahdi87
عضو مميز
عضو مميز
رقم العضوية : 11810
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1205 نقاط التميز : 2012 تقييم العضو : 32 التسجيل : 17/02/2012
تمت المشاركة الأحد سبتمبر 02, 2012 8:13 pm
الحديث السابع والثامن
الأمر كله لله وحده لا يشاركه فيه نبي ولا ملك ولاغيرهما

عن أنس – رضي الله عنه – قال : شج النبيr يوم أحد وكسرت رباعيته ، فقال :

« كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ؟ ». فنـزلت الآية ] ليس لك من الأمر شيء [.

( رواه البخاري([23]) ومسلم([24]) والترمـذي([25]) وابن ماجـه([26]) وأحمـد([27]) ).

وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه سمع رسول اللهr يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر :

« اللهم العن فلاناً وفلانا » بعد ما يقول : سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ، فأنزل الله : ] ليس لك من الأمر شيء [.. الآية.

وفي رواية يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام. فنـزلت ]ليس لك من الأمر شيء [

(رواه البخاري([28]) والنسائي([29]) وأحمد([30]) والترمذي([31])).

صحابيا الحديث :

1- أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي صاحب رسول الله وخادمه خدم النبي عشر سنين وله ألف ومائتا حديث وستة وثمانون حديثاً اتفق الشيخان منها على مائة وثمانية وستين. ( مات بالبصرة وقد جاوز المائة ).

2- هو عبد الله بن عمر القرشي العدوي أسلم قديماً بمكة مع أبيه وهاجر وهو ابن عشر وقد شهد الخندق وما بعدها وكان من سادات الصحابة وفضلائهم لازماً للسنة فاراً من البدعة ناصحاً للأمة ( مات سنة 74 هـ ).

المفـردات :

الشج : في الأصل في الرأس خاصة وهو أن تضربه بشيء فيجرحه ويشقه ثم استعمل في غيره من الأعضاء.

الرباعية : كل سن بعد ثنية وللإنسان أربع رباعيات.

الفلاح : الفوز بالمطلوب الأعظم.

اللعن : الطرد والإبعاد من الله ، ومن الخلق السب والدعاء.

المعنى الإجمالي :

خاض رسول اللهr المعركة يوم أحد ضد أعداء الله المشركين فهزم المشركين في أول المعركة ، ثم بسبب مخالفة بعض الجيش لأمر رسول اللهr ولحكمة أرادها الله دارت الدائرة على المسلمين فاستشهد بعض الصحابة وأصيب رسول اللهr بجروح فقال رسول اللهr مستبعداً فلاح هؤلاء المشركين ودخولهم في الإسلام حيث بلغ بهم السفه والعناد إلى هذا الحد « كيف يفلح قوم شجوا نبيهم » ثم دعا على جماعة من صناديدهم فماذا كان.

لقد أنزل الله العليم الخبير والمالك المتصرف الذي له الخلق والأمر وله الحكم في الدنيا والآخرة على أكرم رسله : ] ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنّهم ظالمون[ أي: لي الملك وحدي والهداية والإضلال بيدي لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت.

ثم شاء الله الهداية لهم فداهم الله للإسلام فكانوا من خيرة جنوده وأخلصهم له وفتح الله بهم الدنيا وهدى الله أمماً على أيديهم، فهل يكون من العقلاء من يعتقد في رسول الله أو غيره أنه يعلم الغيب أو يتصرف في الكون ؟. وهل يكون عاقلاً من يلجأ إلى غير الله في الشدائد وينتظر منه النجدة ؟. وكشف الكروب ؟. إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

ما يستفاد من هذين الحديثين :

1- فيه وقوع الأسقام والابتلاء بالأنبياء ، ليعلم أنهم من البشر تصيبهم محن الدنيا ويطرأ على أجسامهم ما يطرأ على أجسام البشر ليتيقن أنهم مخلوقون مربوبون ، ولا يفتتن بما ظهر على أيدهم من المعجزات ويلبس الشيطان من أمرهم ما لبسه على النصارى وغيرهم. ( قاله القرطبي ).

2- فيه مشروعية القنوت في النوازل.

3- وفيه جواز الدعاء على المشركين بأعيانهم في الصلاة ولا يؤثر ذلك في الصلاة.

4- وفيه أن الأمر والملك كله لله ، فقد دعا النبيr على المشركين ، وسادات الصحابة يؤمِّنون فلم يستجب لهم في المدعو عليهم ثم هداهم الله للإيمان.

الحديث التاسع
صـدق الإيمـان

عن أنس – رضي الله عنه – أن رسول اللهr قال :

« لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين »

( أخرجه البخاري[32] ومسلم[33] ).

راوي الحديث :

تقدمت ترجمته في الحديث السابع .

الشرح الإجمالي للحديث :

لن يكون المرء مؤمناً حق الإيمان حتى يكون رسول اللهr أحب إليه ممن تربطه بهم روابط القرابة والنسب أو روابط الصداقة والمصلحة ، فإذا كان حبه يفوق من أنجبه ورباه من والدة وأب وجد وجدة ويفوق حب أفلاذ كبده، ويفوق حب الزوجة والعشيرة وسائر من تربطه بهم علاقة اجتماعية أو سياسية أو تجارية أو أي رابطة أو مصلحة إذا كان حاله كذلك فإنه حينئذ يكون مؤمناً حقاً وعلامة ذلك أن يقدم طاعة الله ورسوله على كل طاعةٍ غيرها وما يحبه الله ورسوله على ما يحبه جميع الناس قريبهم وبعيدهم ولو أسخط جميع الناس.

ولا يجد حلاوة الإيمان حتى تتوفر فيه ثلاث خصال كما في حديث أنس المتفق عليه ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ). فإذا وجدت هذه الثلاث فعلاً وجد بهن حلاوة الإيمان ، وأصبح لا يخشى في الله لومة لائم ، ولا يبخل بنفـس ولا مال في سبيل الله ، قال صاحب القول السديد (ص112) : ((واعلم أن أنواع المحبة ثلاثة :

الأول : محبة الله التي هي أصل الإيمان والتوحيد.

الثاني: المحبة في الله وهي محبة أنبياء الله ورسوله وأتباعهم. ومحبة ما يحبه الله من الأعمال والأزمنة والأمكنة وغيرها وهذه تابعة لمحبة الله ومكملة لها.

الثالث : محبة مع الله وهي محبة المشركين لآلهتهم وأندادهم من شجر وحجر وبشر وملك وغيرها وهي أصل الشرك وأساسه)).

ما يستفاد من الحديث :

1- المؤمن حق الإيمان هو الذي يقدم حب المصطفىr على حب الناس.

2- خص الرسول r الولد والوالد في هذا الحديث لتعلق المرء بهما أكثر من غيرهما من الناس في المحبة وغيرها.

3- في هذا الحديث توجيه من الرسولr إلى الاقتداء به أولاً ، وقبل غيره من الناس وهذا هو الواجب على كل المؤمنين.

الحديث العاشر
التمسك بالكتاب والسنة وسنة الخلفاء الراشدين

عن أبي نجيح العرباض بن سارية – رضي الله عنه – قال : وعظنا رسول اللهr موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا : يا رسول الله!! كأنها موعظة مودع ، فأوصنا. قال : « أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضو عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ».

(رواه أبو داود([34]) والترمذي([35]) وقال : حديث حسن صحيح ورواه أحمد([36]) وابن ماجه([37]) والدارمي([38])).

صحابي الحديث :

العرباض بن سارية السلمي أبو نجيح نزل حمص ومات بعد السبعين.

المفــردات :

الموعظة : هي التذكير بالله والتخويف من غضبه وعذابه.

بليغـة : أي مؤثرة تصل إلى قلوب السامعين بأحسن الألفاظ وأفصحها وأعذبها.

وجلت القلوب : خافت.

ذرفت العيـون : سالت منها الدموع.

فـأوصـنـا : الوصية الأمر المؤكد المقرر.

الـتـقـوى : أن تجعل بينك وبين ما تخافه شيئاً يمنعك ويقيك.

الـسـنــة : الطريق والمنهج فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه رسول اللهr وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأقوال والأعمال.

الـبـدعــة : إحداث أمر في الدين لم يكن على عهد رسول الله ولا على عهد أصحابه.

الـراشـدون : من الرشد وهو ضد الغي.

المـهـديـون : الموفقون لإدراك الحق واتباعه.

الضـــلال : هو الذهاب والبعد عن الحق وهو ضد الهدى.

المعنى الإجمالي :

هذا الحديث أصل عظيم وفيه توجيهات عظيمة جامعة ، فقد أسدى فيه رسول اللهr هذه النصيحة العظيمة والوصية البليغة إلى الأمة الإسلامية حيث أرشدهم إلى أمور عظيمة ، لا قوام لدينهم ودنياهم إلا بالتزامها واتباعها ، ولا حل لمشاكلهم إلا بتنفيذها بدقة.

1- فلا دين إلا بتقوى الله، وهي طاعة الله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

2- ولا قيام لدينهم ولا دنياهم إلا بإمام صالح عادل يقودهم بكتاب الله وسنة رسول اللهr وينفذ فيهم شريعة الله وينظم صفوفهم ويوحد كلمتهم ويرفع لهم راية الجهاد لإعلاء كلمة الله وعلى الأمة أن تسلم له زمام الطاعة فيما تحب وتكره ما دام مستقيماً على أمر الله ومنفذاً لأحكامه.

ولمصلحة الإسلام والمسلمين وحفاظاً على وحدتهم وحقنا لدمائهم يفرض الإسلام الطاعة بالمعروف على الأمة لولي الأمر وإن كان عاصياً ما لم يخرج به العصيان إلى الكفر.

3- وتناولت وصية رسول اللهr موقف الأمة من الخلافات والمخالفين للحق ، فأرشدنا إلى الاعتصام بالحق والرجوع إلى النهج السوي منهج رسول اللهr والخلفاء الراشدين – رضي الله عنهم – وما سنتهم ومنهجهم إلا كتاب الله الذي ] لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه [. وسنة رسول اللهr المطهرة ، ففيهما النجاة والسعادة وفيهما الحلول الصحيحة الحاسمة للخلافات الواقعة بين الفرق الإسلامية وانهائها على الوجه الذي يرضي الله ويجمع كلمة المسلمين على الحق وكل الحلول التي تقدم على غير هذا الوجه فخاطئة وعاقبتها الفشل.

4- وتناولت نصيحة رسول اللهr التحذير من البدع ومحدثات الأمور فكم حذر رسول اللهr أمته من أخطار البدع ومفاسدها مع البيان النير أنها ضلالة وأنها في النار فما الذي يدعو كثيراً من المسلمين إلى الوقوع فيها والتشبث بها وقد أكرمهم الله بكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه دين كامل غاية الكمال لا نقص فيه. ] اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نمتي ورضيت لكم الإسلام دينا [ (المائدة 3).

إنه من المؤسف حقاً أن ترى كثيراً من الأمة الإسلامية لا تعتمد على القرآن ولا على السنة في عقائدها وقد طغت البدع على السنن في عبادتها وتقاليدها وصدق فيها قول الرسولr : « لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ».

ما يستفاد من الحديث :

1- مشروعية النصيحة والوعظ للمسلمين ويكون ذلك تخولاً كما في حديث ابن مسعود.

2- الأمر بتقوى الله في الموعظة.

3- في الحديث علم من أعلام النبوة حيث وقع الخلاف في الأمة كما أخبر.

4- وفيه الزجر عن الاختلاف في أصول الدين وفروعه.

5- وفيه الرجوع إلى منهج الرسولr وخلفائه الراشدين.

6- وفيه الزجر على البدع والتحذير منها.

7- وفيه أن كل بدعة ضلالة وليس فيها حسنة.

الحديث الحادي عشر
رضا الله في ثلاث وسخطه في ثلاث

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول اللهr قال :

« إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويسخط لكم ثلاثاً : يرضى لكم أن تعبدوه ، ولا تشركوه به شيئاً ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ، - ويسخط لكم ثلاثاً – قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال » ( رواه مسلم([39]) ومالك([40]) وأحمد([41]) ).

راوي الحديث :

أبو هريرة الدوسي الصحابي الجليل حافظ الصحابة اختلف في اسمه فقيل: عبد الرحمن بن صخر ، وقيل: ابن غنم ، وقيل غير ذلك، وذهب الأكثرون إلى الأول مات سنة تسع وخمسين من الهجرة.

معاني المفردات :

الرضى والسخط : صفتان لله تليقان بجلاله لا تشبهان صفات المخلوقين.

العبـــادة : لغة الخضوع والذل مع المحبة وهي أمر جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، فكل ما أمر الله به أمر إيجاب أو استحباب فهو عبادة وصرفه لغيره شرك.

الـشــرك: أن يتخذ لله نداً في شيء من العبادات بأن يصرف العبد نوعاً من أنواع العبادة لغير الله ، فكلُّ اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص وصرفه لغيره شرك.

الاعتصام بحبل الله : هو التمسك بما جاء به رسول اللهr كتاباً وسنة.

قيـل وقــال : الخوض في الباطل وفيما لا يعني.

كثـرة السـؤال : الإكثار من سؤال الناس وفرض ما لم يقع من المسائل والمشاكل.

إضاعــة المال : إهماله والتفريط فيه وتعريضه للضياع.

المعنى الإجمالي :

في هذا الحديث إشارات نبوية عظيمة:

فأولها : الحث على التوحيد الخالص والقيام بأعظم حقوق الله وأعظم واجبات الإسلام وهو إفراد الله وحده بالعبادة التي هي الغاية من خلق الجن والإنس. قال تعالى : ] وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون[.

والابتعاد عن الشرك في عبادته فلا يشرك العبد بالله أحداً من خلقه فيجعله نداً لله في دعاء ولا استغاثة ولا ذبح ولا نذر ولا رجاء ولا خوف ولا توكل لأن هذه الأمور حق خاص لله لا يرضى أن يشاركه فيها ملَك مقرب ولا نبي مرسل.

وثانيها : الاعتصام بحبل الله وهو ما جاء به رسول اللهr من كتاب وسنة وما حوته تعاليم الرسول من عقائد وعبادات وأخلاق ومعاملات ، فلا يسع مسلماً لا فرداً من أفراد المسلمين ولا طائفة من طوائف المسلمين ولا مجتمعاً من المجتمعات الإسلامية ولا حاكماً ولا محكوماً الخروج عن شيء من أصول الإسلام أو فروعه. بل يجب على الجميع الإيمان والالتزام الكامل بكل ما جاء به خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وتقديمه على كل قول وهدي.

والاحتكام إلى ما جاء به الرسول في كل شأن وتجريد الطاعة والمتابعة لرسول اللهr في صغير أمور الدين وكبيرها ، ومجانبة كل بدعة ورأي ومعصية وبذلك لا بغيره يجتمع شمل المسلمين وتقوم وحدتهم المنشودة ويصدق عليهم جميعاً أنهم معتصمون بحبل الله وهذا الواقع هو الذي يريده الله وكلف به الأمة الإسلامية لا الوحدات السياسية مع اختلاف العقائد والمشارب والاتجاهات فإن هذا اللون من التجميع لو تم – وهو بعيد – ينطبق عليه قول الله تعالى : ]تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى [ (الحشر 14).

وثالثها : مناصحة ولاة أمر المسلمين وذلك يتم بالتعاون معهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم ، والصلاة خلفهم والجهاد معهم وأداء الصدقات إليهم وترك الخروج عليه بالسيف إذا ظهر منهم حيف أو سوء العشرة والدعاء لهم بالصلاح وأن لا يغروا بالثناء الكاذب عليهم.

ورابعها : النهي عن قيل وقال ، وهو الخوض في الباطل وإشاعة الفواحش ونشر الإشاعات والأخبار الكاذبة وكفى بالمرءِ كذباً أن يحدث بكل ما سمع ، وكذلك الإغراق في فرض مسائل لم تقع والإجابات عنها قبل وقوعها فإن هذا يصرف المسلمين عن دراسة الكتاب والسنة ويشغلهم عن حفظ نصوصهما والتفقه فيهما.

وخامسها : النهي عن كثرة السؤال وهو يشمل سؤال الناس ما في أيديهم من المال وغيره وإنزال حاجته بهم ، وهذا لا يليق بالمسلم الذي يريد الله له أن يكون عزيزاً شريفاً ، فسؤال الناس محرم في الأصل ولا يجـوز إلا في حال الضرورة وفي سؤال المخلوق بلا ضرورةٍ ثلاث مفاسد :

(1) مفسدة الافتقار إلى غير الله وهي نوع من الشرك.

(2) ومفسدة إيذاء المخلوق المسؤول وهي نوع ظلم الخلق.

(3) ومفسدة الذل لغير الله وهو ظلم للنفس.

هذا إذا كان المسؤول حياً قادراً على تحقيق المطلوب منه فكيف بسؤال الميت والغائب ما لا يقدر عليه إلا الله ؟. إن ذلك هو عين الشرك بالله.

كما يشمل هذا النهي كثرة الأسئلة العلمية خصوصاً التي يقصد منها التعنت وإثارة النـزاع والجدال بالباطل وكذلك الإغراق في فرض المسائل التي لم تقع وطلب الإجابات عنها.

وسادسها: النهي عن إضاعة المال فإن المال نعمة من الله وفيه عون على طاعة الله والجهاد في سبيله وعلى مساعدة المستحقين من المسلمين الفقراء والأقارب وغيرهم، فيجب أن يشكر المسلم ربه على هذه النعمة ويحافظ عليها من الضياع والإهمال ولا ينفق منه إلا في الطرق التي شرعها الله أو أباحها وليس له أن ينفق منه في سبيل الشيطان والمعاصي كما ليس له أن يهمل هذه النعمة ويعرضها للضياع.

ما يستفاد من الحديث :

1- وجوب القيام بعبادة الله على الوجه المطلوب.

2- وجوب الابتعاد عن كل أصناف الشرك صغيره وكبيره.

3- وجوب الاعتصام بحبل الله وهو الإسلام الذي جاء به الرسول محمدr كتاباً وسنة في كل شأن.

4- تحريم التفرق ووجوب وحدة المسلمين على الحق.

5- وجوب مناصحة ولاة أمر المسلمين والتعاون معهم على الحق والبر.

6- تحريم القيل والقال.

7- تحريم سؤال المخلوقين إلا فيما يقدرون عليه في حال الضرورة والأفضل التوكل والصبر.

8- تحريم إضاعة المال.

الحديث الثاني عشر
جهاد المنحرفين عن هدي الأنبياء

عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – أن رسول اللهr قال :

« ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده ، فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل »

( أخرجه مسلم([42]) وأحمد([43]) ).

راوي الحديث :

عبد الله بن مسعود تقدمت ترجمته في شرح الحديث رقم (5).

المفــردات :

الحواريون : هم خلصاء الأنبياء وأصفياؤهم، وقيل: الأنصار، وقيل: المجاهدون.

تخلـف : تحدث.

الخُلـوف : جمع خَلْف بإسكان اللام وهو الخالِف بِشرٍّ.

المعنى الإجمالي :

هذا الحديث فيه أخبار عن أحوال الأنبياء وأحوال أممهم وأن أصحابهم وحوارييهم الذي استضاؤا بنور نبوتهم وشاهدوا نـزول الوحي عليهم يظلون أوفياء مخلصين لربهم ومتمسكين بَهَدْي أنبيائهم في الظاهر والباطن تطابق أقوالهم أفعالهم ، ثم تخلفهم أجيال يحيد بهم الشيطان عن مناهج الأنبياء يدعون بأقوالهم أنهم على نهج الأنبياء ، ويخترعون من البدع والمناهج الباطلة ويرتكبون من المنكرات والمعاصي ما يجعلهم أبعد الناس عن أديان أنبيائهم ويعيشون في تناقضات بين أقوالهم وأعمالهم.

ويبقى في كل أمة علماء مخلصون أوفياء لدينهم يجاهدون ويناضلون عن تعاليم أنبيائهم ، كل على حسب طاقته ومنـزلته من الإيمان ؛ فمجاهد بلسانه ومجاهد بيده ومجاهد بقلبه وذلك أضعف الإيمان. وليس وراءه شيء من الإيمان.

وأمة محمدr وقع فيها ما وقع في الأمم السابقة وخلفت بعد القرون المفضلة خلوف تفرقت بهم السبل وشتتتهم الأهواء وصدق فيه قول رسول اللهr : « لتتعبن سنن من كان قبلكم حذوة القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ». « ستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ».

وبقي في هذه الأمة الطائفة المنصورة التي أخبر عنها رسول الله r : « لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة »([44]). هذه الطائفة لا زالت وستبقى كما أخبر بذلك رسول اللهr تدعو إلى الحق والخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدحض البدع والشبهات المضللة بالحجج والبراهين وتجاهد الباطل حسب إستطاعتها باليد واللسان والقلب ، فعلى المؤمن الثبات على ما جاء به الرسول في عقيدته وعبادته وأخلاقه وعليه الأخذ بسنة نبيه والاقتداء بأمره ومجانبة الأهواء والمعاصي والبدع ثم الدعوة إلى الحق وبذل ما يستطيعه في نصرة دينه.

ما يستفاد من الحديث :

1- فيه أن الأنبياء قد جاؤا بشرائع وسنن لهداية الناس.

2- وفيه فضيلة ومزية أصحاب الأنبياء باتباعهم سنن أنبيائهم.

3- وفيه ذم من خالف منهجهم بأنه خلوف وهم الذين يخلفون أنباءهم بِشرٍّ وما كنوا أشراراً إلا بمخالفة الأنبياء.

4- وفيه ذم من تخالف أقوالُه أفعالَه. ] كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون [ (الصف 3).

5- وفيه ذم البدع وما هي إلا فعل ما لا يأمر به الله على ألْسنة أنبيائه.

6- وفي مدح التابعين للأنبياء الثابتين على سنتهم والمتمسكين بالاقتداء بهم.

7- وفيه مدح هؤلاء الأتباع بصبرهم وجهادهم لمن خالف منهج الأنبياء.

8- وفيه بيان مراتب الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنه على حسب طاقة أصناف المجاهدين فمن يستطيع الجهاد وإزالة المنكر بيده فعليه أن يقوم بهذا الواجب ، ومن عجز عن هذه المرتبة واستطاع أن يقول كلمة الحق فعليه أن يقولها ، ومن عجز عن ذلك فعليه أن يقوم بما يستطيعه وهو الجهاد بالقلب وإنكار الباطل بقلبه ، فإن فاته هذا فليس بمؤمن وقد مات قلبه.

9- وفيه أن الإيمان يتفاوت ويزيد وينقص « وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان ».
التوقــيـــــــــــــــــــــع


مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع   2 70x50_10

مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع   2 Empty رد: مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع 2

avatar
زائر
زائر
تمت المشاركة الثلاثاء سبتمبر 04, 2012 11:54 pm
مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع   2 3ANDNA_NICE12


أنآآآر ألله طـُريقـَُك بآآلايمآآآن كمآآآ أنرتَ

بصيرتنـُآآآ بهـذآآ الطـٍُرح ألرآآآقي

ودي لكـْ


مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع   2 3ANDNA_NICE17

مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع   2 Empty رد: مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع 2

mahdi87
mahdi87
عضو مميز
عضو مميز
رقم العضوية : 11810
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1205 نقاط التميز : 2012 تقييم العضو : 32 التسجيل : 17/02/2012
تمت المشاركة الأربعاء سبتمبر 05, 2012 12:26 am
مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع   2 813769
التوقــيـــــــــــــــــــــع


مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع   2 70x50_10
استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى