استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

الاعجاز العلمي في القرآن   Empty الاعجاز العلمي في القرآن

avatar
خالد
عضو متقدم
عضو متقدم
رقم العضوية : 12507
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4200 نقاط التميز : 5413 تقييم العضو : 142 التسجيل : 01/05/2012 العمر : 36 الإقامة : في دارنا
تمت المشاركة الثلاثاء يوليو 24, 2012 3:16 am
الاعجاز العلمي في القرآن


أولاً- من الأخطاء اللغوية المزعومة في القرآن الكريم تمثيل جماعة المنافقين بالواحد في قوله تعالى (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ )، حيث كان الظاهر يقتضي أن يقال مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِينَ اسْتَوْقَدُوا نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُمْ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ )، وبذلك يتم التطابق بين أجزاء الصورة في المُمَثَّل، والمُمَثَّل به.
وإذا كان كذلك، فكيف يقال:﴿ مَثَلُهُمْ ﴾ وهو جمع؛ ﴿ كَمَثَلِ الَّذِي ﴾ وهو مفرد.
وقد أجابوا عن ذلك من وجوه:
أحدها: أن ﴿ الَّذِي ﴾ هنا مفرد في اللفظ، ومعناه على الجمع؛ ولذلك قال تعالى:﴿ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ﴾، فحُمِل أول الكلام على الواحد، وآخره على الجمع. والتقدير: مثلهم كمثل الذين استوقدوا نارًا، فلما أضاءت ما حولهم ذهب الله بنورهم. وزعم أصحاب هذا القول أنه يجوز في اللغة وضع « الذي » موضع « الذين »؛ كما في قوله تعالى:﴿ وَخُضْتُمْ كالذي خَاضُواْ ﴾(التوبة: 69). أي: كالذين خاضوا.
والثاني: أن المنافقين وذواتهم لم يشبهوا بذات المستوقد حتى يلزم منه تشبيه الجماعة بالواحد؛ وإنما شُبِّهَت قصتُهم بقصة المستوقد. أي: قصة المنافقين كقصة الذي استوقد نارًا. ومثله قوله تعالى:﴿ مَثَلُ الذين حُمّلُواْ التوراة ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الحمار ﴾(الجمعة: 5).
والثالث: قيل: إنما وُحِّد ﴿ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾، و﴿ مَا حَوْلَهُ ﴾؛ لأنه كان واحدًا في جماعة، تولَّى إيقاد النار لهم، فلما ذهب الضوءُ رجع عليهم جميعًا؛ ولذلك قال:﴿ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ﴾.
والرابع: ومنهم من قال: إن جواب ﴿ فلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ﴾ محذوف للإيجاز، وجملة:﴿ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ﴾ استئنافية راجعة إلى بيان حال الممثل. وتقدير الكلام: فلما أضاءت ما حوله- خمدت أو طفئت- ذهب الله بنورهم.
ثانيًا - وتحقيق القول في هذه المسألة أن يقال: إن المراد من الآية الكريمة تمثيل المنافقين، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالذي استوقد نارًا، مع جماعته التي اجتمعت على ضوء ناره التي استوقدها، فذهب الله تعالى بنور طائفة من تلك الجماعة؛ لأنها آثرت الظلمة على النور، والضلالة على الهدى.. تلك هي طائفة المنافقين. ويتضح لك ذلك إذا علمت أن التمثيل في الآية الكريمة هو تمثيل صورة بصورة:
الأولى: هي المعبَّر عنها بقوله تعالى:﴿ مَثَلُهُمْ ﴾. وعناصرها: طائفة المنافقين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، والمؤمنين.. والثانية: هي المعبَّر عنها بقوله تعالى:﴿ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ﴾. وعناصرها: الذي استوقد نارًا، وجماعته، ومنهم الطائفة التي ذهب الله تعالى بنورها.
وعلى هذا الذي ذكرناه يكون التشبيه قائم بين مثل المنافقين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، ومثل تلك الطائفة المخصوصة التي ذهب الله تعالى بنورها مع مستوقد النار وجماعته، فحذف من المشبه ما أثبت نظيره في المشبه به، وحذف من المشبه به ما أثبت نظيره في المشبه، وقد طُوِيَ ذكرُ كل منهما اعتمادًا على أن الأفهام الصحيحة تستخرج ما بين المشبه، والمشبه به من المطابقة برد الكلام إلى أصله على أيسر وجه وأتمه.
وكان حق كاف التشبيه أن تدخل على مثل الطائفة التي ذهب الله بنورها- كما يقتضيه ترتيب الكلام- لأن مثلها هو المقابل لمثل طائفة المنافقين، فيقال مثلهم كمثل الذين اجتمعوا على نار المستوقد، فلما أضاءت ما حوله، ذهب الله بنورهم )؛ ولكن خولِف هذا النظم لفائدة جليلة، وهي تقديم ما هو أهم. والأهم هنا هو:﴿ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾؛ لأنه مثل لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا غاية البلاغة والإعجاز، وهو من أساليب القرآن المعجزة، ونوع عزيز من أنواع البديع، سمَّاه الأندلسي في شرح البديعية الاحتباك ). وذكره الزركشي في البرهان، وسَمَّاه الحذف المقابلي ). ومثَّل له الكرماني في الغرائب بقوله تعالى:﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾(البقرة:171)، وقال في تقديره:« مثل الذين كفروا معك يا محمد! كمثل الناعق مع الغنم. فحذف من كل طرف ما يدل عليه الطرف الآخر، وله في القرآن نظائر، وهو أبلغ ما يكون في الكلام، وهو من ألطف الأنواع وأبدعها، وقلَّ من تنبَّه له، أو نبَّه عليه من أهل فنِّ البلاغة ».
وبهذا الفهم لمعنى الآية الكريمة يكون ﴿ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾ تمثيلاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مثله في ذلك:﴿ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ﴾، وتكون الطائفة التي ذهب الله بنورها من جماعة المستوقد تمثيلاً لطائفة المنافقين.
وممَّا يستأنس به هنا ما أخرجه مسلم في صحيحه، والتِّرمذيُّ في سننه، عن أبي هريرة رضي الله عنه من قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مُسلم:«- إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها ، فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها ، فأنا آخذ بحجزكم عن النار ، وأنتم تقحمون فيها
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
وعلى هذا يكون قوله تعالى:﴿ اسْتَوْقَدَ ﴾ دالاً على الطلب، خلافًا لمن ذهب إلى أنه بمعنى أوقد ). وأما ما احتجُّوا به من أن جعله للطلب يقتضي حذف جملة حتى يَصِحَّ المعنى، وأن إضاءة النار لا تتسبب عن الطلب وإنما تتسبب عن الاتقاد، فليس بشيء؛ لأنه مبني على أن معنى ﴿ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾ ( الذين استوقدوا نارًا )، وأنه مثل للمنافقين. وفرق كبير بين أن يكون ﴿ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾ مثلاً للمنافق، وبين أن يكون مثلاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.


فليس من الصواب في شيء بعد هذا البيان أن يذهب ذاهب إلى أن ﴿ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾ هو مثل المنافق، وأنه مفرد في معنى الجمع، وأن ناره التي استوقدها قد خمدت، وأن نفاقه كان سببًا في إذهاب نوره. ولا يخفى ما في ذلك من خطر؛ إذ كيف يُجْعَل منافقًا من أضاء بناره الوجود من حوله، ثم يُؤخَذ بجرم المنافقين؟ وكيف يحكم على نوره الذي رفعه لهداية الناس بالذَّهاب، وعلى ناره التي استوقدها بالخمود.. هذه النار التي أوقدها الله تعالى له؛ ليهتدي بنور ضوئها الذي ملأ الوجود كلُّ موجود في هذا الوجود؟! نسأله سبحانه أن ينور قلوبنا؛ ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾.

الاعجاز العلمي في القرآن   Empty رد: الاعجاز العلمي في القرآن

mohamed nazih
mohamed nazih
عضو مشارك
عضو مشارك
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 263 نقاط التميز : 335 تقييم العضو : 7 التسجيل : 12/03/2012 العمر : 38
تمت المشاركة الثلاثاء يوليو 24, 2012 12:32 pm
جزاك الله كل الخير اخي خالد وبارك فيك تقبل مروري

الاعجاز العلمي في القرآن   Empty رد: الاعجاز العلمي في القرآن

ملكة الاحساس
ملكة الاحساس
عضو مميز
عضو مميز
رقم العضوية : 11259
الجنس : انثى عدد المساهمات : 1663 نقاط التميز : 2140 تقييم العضو : 20 التسجيل : 22/12/2011 العمر : 36 الإقامة : الطارف
تمت المشاركة الثلاثاء يوليو 24, 2012 12:59 pm
جزاك الله خيرا على الطرح القيم
تقبل مروري اخي خالد


فلور

الاعجاز العلمي في القرآن   Empty رد: الاعجاز العلمي في القرآن

avatar
زائر
زائر
تمت المشاركة الثلاثاء يوليو 24, 2012 2:26 pm
بارك الله فيك اخي خالد موضوع قيم ومفيد
جعله الله في ميزان حسناتك
كل الشكر والتقدير لك

الاعجاز العلمي في القرآن   Empty رد: الاعجاز العلمي في القرآن

avatar
خالد
عضو متقدم
عضو متقدم
رقم العضوية : 12507
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4200 نقاط التميز : 5413 تقييم العضو : 142 التسجيل : 01/05/2012 العمر : 36 الإقامة : في دارنا
تمت المشاركة الثلاثاء يوليو 24, 2012 2:32 pm
شكرا الاخ سعيدو والاخوات سمية وسندس لمرورك العطر
تحياتي الاخوية لكم
وصح فطوركم
وتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الاعمال
اللهم اعتق رقابنا من النار

الاعجاز العلمي في القرآن   Empty رد: الاعجاز العلمي في القرآن

لمسة خيال
لمسة خيال
عضو مميز
عضو مميز
رقم العضوية : 12518
الجنس : انثى عدد المساهمات : 1700 نقاط التميز : 1959 تقييم العضو : 78 التسجيل : 03/05/2012 العمر : 26 الإقامة : سكيكدة وافتخر ليمعجبوش الحال ينتحر ويكتب في قبروا منقهر
تمت المشاركة الثلاثاء يوليو 24, 2012 5:18 pm
شكرا لك

الاعجاز العلمي في القرآن   Empty رد: الاعجاز العلمي في القرآن

avatar
زائر
زائر
تمت المشاركة السبت فبراير 16, 2013 4:05 pm
آللهْ يعطيك آلفْ ع ـآفيهْ
جع ـلهُ آللهْ فيّ ميزآنْ حسنآتِك
أنآرَ آللهْ بصيرتِك وَ بصرِك بـ نور آلإيمآنْ
وَ جع ـلهُ شآهِد لِك يومـ آلع ـرض وَ آلميزآنْ

استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى