استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

سلسلة اجمل ما كتب د. محمد اسماعيل على .. اسرار الحب : استعاده الحب Empty سلسلة اجمل ما كتب د. محمد اسماعيل على .. اسرار الحب : استعاده الحب

admin
admin
المدير العام
المدير العام
رقم العضوية : 1
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 3049 نقاط التميز : 7194 تقييم العضو : 87 التسجيل : 05/08/2009
https://hammam24.ahlamontada.net
تمت المشاركة السبت سبتمبر 26, 2009 8:14 pm
اسرار الحب : استعاده الحب


الحب‏,‏
شعور‏,‏ وتصرف‏.‏ ويبدا الحب دائما بالشعور‏,‏ ثم بالتصرف‏..‏ وقد لا يصل
ابدا الي مرحله التصرف‏.‏ تلك حكايه الحب الشرقي‏..‏ اما حكايه الحب في
الغرب‏,‏ فالشائع عندهم ان التصرف‏,‏ يولد الحب‏!!.‏ والشعور‏,‏ وصفناه‏,‏
بانه‏(‏ ميل الي شخص اخر بقوه قاهره‏,‏ لسبب غير معلوم‏).‏ اما التصرف‏,‏
فهو سلسله من الافعال‏,‏ تفصح عن الشعور‏,‏ او‏(‏ تفضح‏)‏ الشعور
المستكن‏.‏ وعندنا في الشرق صوره وحيده للحب الذي يسبق فيه‏,‏ التصرف‏,‏
ميلاد الشعور‏,‏ وهو الحب بالتعود‏.‏ واحب ان اذكر بان الحب بالتعود غير
الحب التراكمي‏.‏ ففي الحب بالتعود‏,‏ ينعدم الشعور في البدايه‏.‏ لكن
الاستمرار في التعامل‏(‏ قد‏)‏ يولد الشعور بالحب‏.‏ اما الحب التراكمي
فهو يبدا بالشعور بالميل الخفيف‏..‏ او الاعجاب‏..‏ اوالاستحسان‏..‏ ويبدو
القلب منفتحا منذ البدايه لمرور الحب يوما بعد يوم‏,‏ حتي تتراكم مشاعر
الاعجاب المتتاليه الي شعور كامل بالحب‏..‏ والحب كاي شعور يتعرض للتوقف
الموقت او للتوقف المستمر‏.‏ ونحن نقول في الحاله الاولي‏,‏ انها‏(‏ حاله
صعوبات‏)‏ او‏(‏ حاله مستحيلات‏)‏ تجعل من استمرار الافعال امرا عسيرا‏..‏
فيتاثر الشعور علي المدي البعيد‏,‏ تماما كمن يتوقف عن ري شجره‏..‏ تبدا
في الذبول‏..‏ حتي اذا اتاها الماء‏,‏ اينعت‏..‏ واشرقت‏.‏

اما
في حاله التوقف المستمر‏,‏ التي قد نسميها احيانا‏,(‏ نهايه الحب‏)‏ فاننا
نجد ان السوال المطروح‏,‏ هو‏(‏ هل يمكن استعاده الحب؟‏!).‏ ونحن نلاحظ‏(‏
لغويا‏)‏ ان كلمه‏(‏ استعاده‏)‏ نستخدمها بدلا من كلمه‏(‏ عوده‏)‏
فنقول‏(‏ استعاده الحب‏)‏ ولا نقول‏(‏ عوده الحب‏).‏ والسبب بسيط‏,‏ يكمن
في ان‏(‏ الاستعاده‏)‏ رهينه باراده الانسان‏.‏ اي من طرفي العلاقه‏..‏ في
حين ان‏(‏ العوده‏)‏ بعيده عن اراده الانسان‏!!‏ وكاننا في الاولي ندعو
الحب للعوده‏..‏ وفي الحاله الثانيه يدعونا الحب للعوده‏!!‏

مره
اخري هل يستطيع الذين فرق بينهم مفرق‏,‏ ومضت بهم الحياه دون الرفيق
المحبوب‏,‏ ان يستعيدوا ما كانوا يشعرون به؟ نحن نضرب مثالا‏,‏ لاثنين
تحابا‏..‏ شعورا وتصرفا‏.‏ ثم حيل بينهما وبين الزواج مثلا‏,‏ وتزوج كل
منهما بشخص اخر غير من يحب‏..‏ فاذا مضت السنون ثم التقيا‏..‏ هل يستطيع
الاثنان ان يستعيدا الحب الذي كان؟‏!‏

الحاصل
انهما يستطيعان استعاده‏(‏ التصرف‏)..‏ استعاده الافعال‏..‏ استئناف
الكلام او اللقاء‏..‏ لكنهما لا يستطيعان استعاده الشعور‏!!‏ انهما كثيرا
ما يشعران بشيء اخر‏,‏ هو اقرب الي ‏(‏الصداقه‏)‏ منه الي‏(‏ الحب‏).‏
ولان‏(‏ التجربه‏)‏ لها ظل مطبوع في الوجدان‏,‏ فسوف يخيل اليهما انهما
استعادا الحب‏!!‏ وسوف يجمح بينهما الخيال الي نفس الافاق الاولي‏..‏
يرتادان حقول الامل‏..‏ ويسبحان في انهار التمني والتطلع الي التوحد‏.‏
لكنهما بمضي الوقت‏,‏ يشعرون ان هناك حاجزا غير مرئي بينهما‏!!‏ وان تحويل
الامل والتمني الي واقع ملموس‏,‏ ليس الا اضغاث احلام‏..‏ لذلك يخضعان
تدريجيا لحكم الزمن‏..‏ الا في حالات نادره واستثنائيه لا يقاس عليها‏.‏
ونحن حين نتكلم عن امل الاستعاده‏,‏ انما نتكلم عن الحب الحقيقي‏,‏ حين
يتعرض للذبح بظروف خارجه عن اراده الطرفين‏.‏ اما ذلك الحب الذي ينتهي
بالخصام او بمعركه او بفضيحه‏,‏ فليس حبا‏,‏ انما كان‏(‏ وقتا سعيدا اختلف
الاثنان علي تقدير ثمنه في النهايه‏)!!‏

وهناك
اعتقاد سائد لدي البعض ممن تحدثوا الي‏,‏ فعاده‏,‏ ان الصداقه تودي
للحب‏,‏ ولكن الحب لا ينتهي الي صداقه‏.‏ ان هذا الاعتقاد صحيح في مظهره
للوهله الاولي‏.!!‏ شطره الاول لا جدال فيه‏..‏ فالصداقه بين رجل وامراه
تودي في اغلب الاحيان‏,‏ الي الحب اذا توافرت ظروفه‏.‏ لكن الشطر الاخر من
المقوله الشائعه وهي ان الحب لا يتحول الي صداقه‏,‏ ليس صحيحا الا من
ناحيه السياق اللغوي للمقوله‏.‏ بمعني انه من المستحيل ان نقول‏(‏ لا داعي
للحب‏..‏ دعنا نكون اصدقاء‏)!‏ ان المساله ينبغي ان تفهم في اطار فهم
دور‏(‏ الاراده‏)‏ في الموضوع‏!!‏ فالحب الراهن في وجداننا‏,‏ لم نوجده
عارادتنا حتي ياتي يوم نقرر فيه بارادتنا ايضا‏,‏ ان نحوله الي صداقه‏!!‏
ذلك ضرب من المستحيل‏,‏ لان الصحيح هو ان ما بينهما لم يكن الا صداقه
مفعمه بالامل في الحب‏..‏ وحين يعجز ايهما عن الشعور بالحب‏..‏ يهتف وكانه
عثر علي ضالته‏(‏ خلينا اصدقاء‏)!!‏ مع انهما لم يكونا الا اصدقاء‏!!‏

لكن
السياق المعنوي او الشعوري للمقوله‏,‏ هو السياق المقبول‏..‏ بمعني انه
اذا كان من المستحيل ان‏(‏ يقرر‏)‏ اثنان‏)(‏ تحويل‏)‏ علاقه الحب بينهما
الي صداقه‏..‏ فانه من الممكن ان ‏(‏تتحول‏)‏ علاقه الحب الي صداقه‏.‏
وهذا التحول‏,‏ هو تحول تلقائي وليس تحولا ازاديا‏..‏ وهو لايحدث اوضحنا
الا اذا حيل بين حبيبين وبين تحقيق امالهما بالزواج مثلا‏,‏ وانقطعت
صلاتهما زمنا طويلا‏,‏ ثم تلاقيا من بعد غياب قهري‏..‏ هنا فقط‏,‏ تصبح
الصداقه بينهما امرا طبيعيا‏..‏ ونحن هنا‏,‏ نلاحظ ان الاختلاف بين الحاله
الاولي او المقوله الاولي والمقوله الثانيه‏,‏ يكمن في عنصر الزمن‏.‏ ففي
الحاله الاولي زمان ممتد بحمل سمات واحده وصفات متشابهه للعلاقه وفي
الحاله الثانيه زمان مقطوع‏..‏يتخلله‏(‏ فجوه‏)‏ من البعاد‏..‏ تحمل ما
يهيا لها من سمات‏.‏ فقد يرد عليها الياس‏,‏ او الاحباط او القهر‏..‏ او
الصعوبات او المستحيلات‏..‏ ولكل هذه المتغيرات خلال الفجوه الزمنيه اثره
الواضح علي الشعور وعلي التصرف‏..‏ ونحن نستطيع تشبيه هذه الحاله‏,‏
بشجره‏,‏ انقطع عنها الري‏..‏ وتغيرت طبيعه تربتها‏..‏ فتعرضت للذبول
التدريجي‏..‏ الذي طال امره‏..‏ هنا‏..‏ نجد انه من المستحيل‏,‏ ان تعود
الشجره الي رونقها او اخضرارها مهما ضخ فيها من وسائل الاحياء‏!!‏ غايه ما
نحصل عليه من الشجره‏..‏ ان تعيد لنا ذكريات المرح في المخيله‏..‏ او
نستخدمها وقودا بالمدفاه‏..‏ لبرد الشتاء‏!!‏ هذه هي الصداقه التي تنشا
بعد ذبول الحب‏..!!‏

غير
ان الحب قد يعود‏!!‏ وحين يعود الحب فلا انا ولا هي قد دعوناه للعوده‏!!‏
لم نفكر في ذلك ابدا‏.‏ فقد فهمنا المستحيل واستوعبنا وعوره الطريق‏..‏
لكن‏..‏ وعلي غير توقع منا او انتظار‏..‏ يطوف بنا طائف يهتف في حنايا
القلب‏..‏ ها انا ذا انشد نشيد العوده‏.‏ اراها فينعقد اللسان ويرتج القلب
ويرتعش البدن‏..!!‏ تراني‏,‏ فتظل شاخصه ببصرها كانها تسائل اليقظه
والنوم‏..‏ بعينيها الاشياء المحيطه‏..‏ وفوق شخصي‏..‏ يجثم بصرها متشبثا
بمن كان قد ضاع‏!!‏ ينتفض الحب في قلبينا‏..‏ وتغرورق مع ماقينا‏..‏ لا
نملك لانفسنا حيله‏..‏ ولا كان شيء ملك ايدينا‏!!‏ انمحي زمان البعاد من
لوح القدر‏..‏ ضاعت الفجوه‏..‏ والجفوه‏,‏ فانتشينا بلقاء الوصل‏..‏ وفصل
الخطاب‏!!‏ نحن قد عدنا‏..‏ او اعادنا الحب الي انفسنا بغته‏..‏ وحين يعود
الحب نتماسك جميعا‏..‏ انا وهي‏,‏ والحب‏..!!‏ وسوف يكون تماسكنا عنيفا
وقويا‏..‏ ولم لا وقد ذقنا مراره البعاد وقيظ الهجر والم الياس‏!!‏ هنا‏,‏
لن يدع اي منا الاخر يبرح مكانه في مقله العين‏,‏ كلا ولا في عمق
القلب‏!!‏ سنتصل ونتحد ونندمج ونصبح انسانا واحدا‏!!‏ ولن يستطيع احد ان
يفصل انسانا عن نفسه‏!!‏ كنا قبل البعاد‏,‏ شخصين‏..‏ انا وهي‏..‏ واليوم
وقد جربنا محنه الهجران‏,‏ سوف نكون شخصا واحدا‏..‏ اصل وظل‏..‏ انا اصل
وظل لها‏..‏ وهي اصل وظل لي‏..!!‏ عوده بجنون العطش والظما وحريق
البعاد‏.‏ عوده بوهج الشوق ولهب الوجد‏,‏ وعطر الايام‏...‏ ولا يدري
احد‏,‏ لماذا تكون العوده هنا اقوي من الاصل‏!!‏ هل هو حب جديد؟ ام هو بعث
لحب قد مات من زمان؟‏!‏

لاهو
هذا ولا هو ذاك‏!!‏ انه غير ذلك‏..‏ انه مزيج من حب قديم طعن بسكين
البعاد‏,‏ وحب جديد‏,‏ عوضا من السماء‏!!‏ مزيجا بين حبيبين‏!!‏ بمذاق
العنب والكليب‏..‏ في جنه الحب‏,‏ بين اطياف لضاربي الدفوف‏..‏ والضارعين
بالكفوف‏..‏ جددت حبك ليه‏...!!‏






google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);

سلسلة اجمل ما كتب د. محمد اسماعيل على .. اسرار الحب : استعاده الحب Empty رد: سلسلة اجمل ما كتب د. محمد اسماعيل على .. اسرار الحب : استعاده الحب

barca
barca
عضو محترف
عضو محترف
رقم العضوية : 2
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 30651 نقاط التميز : 40610 تقييم العضو : 915 التسجيل : 05/08/2009 الإقامة : guelma
http://www.guelma24.net
تمت المشاركة الخميس أكتوبر 08, 2009 12:00 pm
سلسلة اجمل ما كتب د. محمد اسماعيل على .. اسرار الحب : استعاده الحب 425276
استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى