لا شك أنه أصبح من الضروري في وقتنا الراهن أن
يبحث الزوجان عن ماهية الزواج والحقوق و الواجبات لكل
منهما على الآخر
خاصة وأن أغلب الآباء في الوقت الراهن يبذلون الغالي و
النفيس لتعليم أبنائهم بأحسن المدارس و يحملونهم على تحصيل المراتب الأولى والتفوق في
جميع المواد و خاصة الرياضيات ، الفيزياء ، الكيمياء و العلوم و الأفضل أن يلتحق بالقسم العلمي حتى
يحقق حلمه في أن يكون طبيبا أو مهندسا أو طيارا... الخ و يرفع اسم العائلة عاليا و
غيرها من الأمور التي يوليها الأهل الاهتمام الأكبر.
لكن لما لم تعلم الأم ابنتها كيف تعامل زوج المستقبل؟
لما لا تحدثها عن ذلك و توحي لها بأنه أمر مهم أيضا كأهمية التعليم بل ربما أكثر
أهمية منه!!
و لما لم تعط ابنها فرصة الحوار عن زوجة المسقبل وعن
السبيل الصحيح لاختيار الزوجة الصالحة
التي تعينه على بلوغ أهدافه و نيل رضا الله؟؟
لعل البعض يجيب بأن الأولاد يكتسبون ذلك فطريا!!
و أنهم سيتعاملون مع أزواجهم بما تربوا عليه من احترام لإخوتهم و الوالدين
و احترام العم و الخال
و العمات و الخالات و غيرهم و توقير من هم بسنهم من الأهل ...ما اختلفنا!!!
لكن دعونا نحلل بروية و من قلب المجتمع
وحتى نضيق المجال راح نعتمد على مجتمعنا الجزائري و نضرب
مثال شائع جدا
و حتى نكون واضحين مع بعض أنا أتحدث عن العلاقات الشرعية
فالحديث عن مظاهر* الصحوبية * بين الشباب ذكور و اناث هذا أمر ثاني لن نناقشه
هاهنا؟؟
شاب يريد الزواج
يبحث عن بنت
ما هي شروطه ؟؟ بنت
عائلة و ناس محترمين* بنت الفاميلة بالعامية*
طيب...وجد فتاة أعجبه
المظهر و قام يسأل عنها و الكل يشكر أخلاقها الطيبة و تفوقها الدراسي و نسبها
المشرف و ....و ...و الخ
استخار و تقدم للخطبة
قام أهل البنت يسألون
عنه
و بالمثل الكل يشكر عيلته
و نسبه و أخلاقه و البنت اعجبت فيه
اتفقوا على كل شيء و تم
الزواج و الحمد لله
الآن الأزواج الجدد
أمام حياة جديدة تماما
استقلالية تامة ؟؟لم
تعد موجودة للطرفين
هو يحب امور ..وهي لا تحب
بالضرورة نفس الأمور
هي
تريد استقبال صديقاتها و هو ما عنده أي مانع..لكن أهل الزوج يستنكرون ذلك و
يظهرونه لها أو لزوجها؟؟
هي تريد اتمام دراساتها
أو العمل بشهادتها اللي تعبت عليها و سنين من عمرها ضاعت ...هو ما عنده مانع لكن
أهله راح يضنون ان ابنهم ضايع مثل الأعزب ياكل برا و يدخل هو و زوجته بوقت واحد
مثله مثلها
اذا ابدت الزوجة رأيها
صارت *وجهها صحيح و ما تحشمش*
اذا الزوج عارض ذهاب زوجته
لمكان مع اهلها تقيم الدنيا و لاتقعدها و
و تفجر قنبلة موقوتة و تخرج كل مكنوناتها
(و بلاش نفوتوا لتفاصيل الحرب و الضرب و الشتم و التشناف)
....و الكثييييييير من المواقف التي يمر بها كل المتزوجين
طيب ..أين البنت ذات
الأخلاق العالية و الصفات النادرة؟؟
وأين الشاب الطيب
الظريف صاحب العقل الراجح و القلب
الحنون؟؟
كانوا ينافقون!؟ أنا
أجيبكم
ليس بالضرورة
نعم ليس بالضرورة أنهم
منافقين!!كيف؟؟ هي طييبة و هو أيضا أكيد طيب جدا لأن *الطيبين للطيبات* لا يختلف
اثنان في ذلك
لكن المشكلة هي عدم
انتباههم الى أنهما يختلفان عن بعضهما
في التربية و لو كان
كلاهما على دين و خلق
و يختلفان في طريقة
التفكير *و ليس الذكر كالأنثى*
و الأهم من هذا و ذاك
اختلاف العائلتين!!
غلطة من يا ترى هي
هاته؟؟ هل هو خطأ الآباء الذين أهملوا تعليم أبنائهم معنى تكوين أسرة و مسؤولية
زوج و زوجة و أولاد
أم هو خطأ الأبناء
المثقفين أو على الأقل الذين يحسنون الكتابة و القراءة في عدم البحث عن كيف يكون
زوجا؟و كيف تكون زوجة؟
رأيي الشخصي هو خطأ
كلاهما الوالدين و الأبناء
و لتعم الفائدة قمت
بتجميع ما تيسر من حلقات لدورة حديثة جدا تبث حاليا على قناة الرسالة
هذه الدورة شيقة جدا و
هي تحوي كل ما ذكرت سابقا و أكثر
و هي تحت عنوان
الدورة التأهيلية
للحياة الزوجية
أتمنى من صميم قلبي أن
يساهم هذا الموضوع في نشر الوعي لدى شبابنا و بناتنا و لو بـ1%
قد تكون مقدمتي للموضوع
طويلة نوعا ما
لكنني حاولت الاختصار
قدر ما استطعت
فالواقع المعيش تؤلف من
حقائقه مجلدات
أرجو من الله أن نستفيد
جميعا من هذه الدورة الرائعة
نبدأ على بركة الله
يتبع إن شاء الله