[center]السلام عليكم و رحمة الله
النفس+الجسد+الروح=معادله الأنسان نحو نفس مطمئنه واثقه.
إن الله سبحانه وتعالى حينما خلق هذا الإنسان خلق فيه
النفس والجسد والروح....
وما كان للنفس حقيقة الاستقرار إن لم تطمئن الروح...
وما كان لنفس أن تستقر أيضا حقيقة الاستقرار إذا كان البدن معنى يعلل
يمكن علاجها
ولم يستطع أن يتعامل معها ذلك الإنسان...
وحينما خلق الله سبحانه وتعالى ( الشمس والقمر والأرض) أرادها كما هي,
فهي كما نراها
تسير في منظومة متناسقة متناغمة..
أرأيتم لو أن القمر تقدم قليلا أو أن الشمس تأخرت قليلا أو أن الأرض قد حادت
ذات اليمين أو ذات الشمال فإن هذه المنظومة ولا شك ستضطرب!!
كذلك الإنسان في جسده وفي نفسه وفي روحه إن لم تتناسق وتتناغم مع
بعضها البعض, فإن هذا الكيان البشري سيضطرب..
إن أطروحة الإسلام الحياتية لم تتجه إلى روح ابن ادم فحسب, وإنما اتجهت
إلى نفسه وبدنه أيضا
في توازن تام من اجل إشباع كل ركن من هذه الأركان الثلاثة.
وحينما نتكلم عن النفس: ماهية هذه النفس ورغباتها وشهواتها وعلاقتها
بغيرها من البشر.
وحينما نتكلم عن الروح: وهي علاقة الفرد بربه جل وعلا؟
فالله سبحانه قد خلق النفس والروح والجسد.. ولكي يستقر الإنسان
ويطمئن فيجب أولا: أن يتم الإشباع الحقيقي لكل ركن من الأركان الثلاثة.
والشرط الأخير: يجب أن يتناسق هذا الإشباع مع بعضه البعض...
هنا فقط يتحقق الاستقرار الحقيقي للانسان.
( كتاب اعجبني ل د. طارق الحبيب )
قال تعالى : *( سنريهم ءايتنا في الأفاق وفي أنفسهم )*
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بالجانب الايماني في قلوب الصحابة فحسب وانما يربي الجانب النفسي لهم ...
كان صلى الله عليه وسلم يبني أنفس قوية قادرة على العطاء قادرة على التحمل
حتى لو اختل جانب كا لركن الجسدي فان يقوي النفس والروح للتوازن بين الاركان
----------------------------
صعد عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه على نخلة
وكان دقيق الساقين
فتضاحك الصحابة ينظرون الى دقة ساقيه وهو فوق النخلة
ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم اتضحكون من دقة ساقيه انها اثقل في ميزان الله من جبل احد
ماذا اراد النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
اكان اخباره لنا ان ابن مسعود كان تقيا كان مؤمنا .. .نعم لكنه
كان يعالج في نفس ابن مسعود شيء أخر
ماكان مريضا نفسيا رحمه الله
لكن كان يربي ذاتا عظيمة تستطيع ان تحمل راية ذلك الدين لماذا ؟
لان الركن الجسدي كان فيه نقص عند ابن مسعود..
فيه ضعف .. نحيل .. صغير جسده رضي الله عنه فخاف ان تتاثر نفسه تأثرا ولو كان بسيطا
ماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
اتجه الى نفس ابن مسعود اتجه الى روحه .
.كأاني بابن مسعود ينظر الى دقة ساقيه اذا جلس لوحده فيقول لنفسه هذه بجبل احد
فيكون اعتزازه بايمانه وبنفسه قوي
وهكذا كان النبي يتجه الى النفس فيشبعها من كل جانب
ومن تأمل في السيره النبويه يرى عجبا
في اعتباره صلى الله عليه وسلم للجوانب النفسيه
يقول ابن مسعود رصي الله عنه
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول الوقت المناسب للموعظه
ان تخول النفس بالموعظه يكون من اجل أن يتحقق المراد من هاذه النفس
وذلك من أجل أن يتحقق المراد من منها في الحياه .
ان علاجاتنا النفسيه لن تكون كافيه وحدها لطمأنينه ابن ادم إن لم يجتمع معها طمأنينه الروح
لن تستقر النفس استقرار ا حقيقيا إن لم تطمئن الروح
وحينما نقول طمئنينه الروح لاندعو الى دين سلوكي
يمارسه بعض الأفراد
انما ندعو الى دين بجوانبه الثلاثه :
بجانب السلوكي وبجانب انفعالي وبجانب معرفي
(( جانب السلوكي الصلوات الخمس ))
(( جانب المعرفي * أن الصلاه تنهى عن الفحشاء والمنكر * ))
(( جانب انفعالي وذالك الشوق والحب والرغبه الملحه ))
وفي الصراحه تكون الراحة
لن تستقر النفس إن لم تنطق عن ذاتها ..
لن تستقر إن لم تعبر عن مكنوناتها ..
لم النظام الأبوي العلاقة السلطويه في تربيتنا لأولادنا ؟؟!
حتى اصبحو يخافوننا دون اقتناع ,
ويهابوننا دون احترام ..
ولننظر الى تربيه النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه لنا
أنس ابن مالك رضي الله عنه حين قال :
خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ولله ماقال لي اف قط
ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا )
فما عنفه ابدا ولا زجره ولذا لم يكن انس رضي الله عنه علا علاقه خوف مع النبي صلى الله عليه وسلم
بل يحب و يجل ذالك النبي (صلى )
هاذه هي الطريقه المناسبه في تربيه انفسنا لأنفسنا وفي تربيه من حولنا
هناك من الزوجات من تساهم في تربيه زوجها ومن الابناء من يساهم في تربيه امه وابيه
إن في منهج التربيه الأ سلاميه
أن النفس يجب ان يسمح لها ان تنطق ذاتها ...
---------------------------------
جاء شاب الى النبي ( صلى )
فقال : يارسول الله ائذن لي في الزنا .... !!!
(( عجبي يا كرام !! اعظم نبي وخاتم الأنبياء يأتي اليه
رجل من القرون المفضله بل من افضل قرن ( خير القرون قرني ))
ويأتي ليستأذن في الزنا !!
ماهذا ؟؟ أكانت عاجزه تربيه النبي ( صلى ) عن برمجه ذالك الشاب ضمن فلك الصحابه الأطهار ؟!
لا .... بل هي العظمه أن ينطق ذالك الشاب حاجته بلا خوف
عند ذالك النبي المهيب صلى الله عليه وسلم
وجد الشاب شهوه تتأجج في ذاته ورغبه جامحه خاطئه في نفسه
فعلم ان ذالك النبي ( صلى ) هو مصحح الرغبات الخاطئه
فأراد ان يتمدد فوق مشرحه الجراح العظيم
لكي يزيل ما اعترى تلك النفس من الأم ومن مرض ..
( يارسول الله أذن لي في الزنا !! )
فأقبل القوم عليه فزجروه لكن النبي ( صلى )
أدناه منهو قريبا وماذا قال له ؟؟!!
هل قال له اتق الله ؟!... لا ماقالها
أذكره بأيات الله او بأحاديث السنن ؟! ... كلا ماذكره
هل قال لعمر اقطع راسه ياعمر ! .... لا لم يقلها هو قادر على ذالك
ترك ذلك كله واتجهه الى خلفيه ذالك الشاب العربي
اتجه به الى معنى انتهاك العرض في الحس والمفهوم العربي
فهي ايضا من الاسلام ألم يقل النبي صلى ( انما بعثت لأتمم صالح الأخلاق )) ومن صالح الاخلاق الغيره على العرض
هذا الشاب لم يكن مهيئا لحظتها أن تناقشه في شهوته لم يكن مهيئا لتذكير ببعظ الأيات والأحاديث
اكان نقصا في ذالك الصحابي ؟ .. لا .. انما هي حاله انفعاليه كان يمر بها
كواحد من البشر فتعامل معها ذالك الجراح العظيم ( صلى )
بكل حكمه وهدوء بهذا الحوار الرائع
قال له : اتحبه لامك قال الشاب لا ولله جعلني الله فدائك
قال النبي ولا الناس يحبونه لامهاتهم
أفتحبه لأأختك قال الشاب لا ولله جعلني الله فدائك
قال الرسول ( صلى ) ولا الناس يحبونه لأخواتهم
والنبي يسال ويقرر لابنتك لعمتك لخالتك
والشاب ينفي ينفي
ثم وضع الرسول الله يده على الشاب وقال :
( اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه )) فلم يكن شيء ابغض عليه من الزنا
شهدنا في هذا الحديث
ليس فقط مافعله النبي من موقف علاجي لهذا الشاب وتوجيه نبوي رائع ..
لكن الشاهد الاكبر في نظري في هذه القصه قد ربى الصحابه
على حق التعبير عن الانفعلات .. لتعيش نفوسهم مطمئنه ..
فتوافق النفس مع حاجات الروح فلا تصطدم الشمس بالقمر بالارض في تلك المنظومه الكونيه التي ذكرناها ابتداء
انه لابد لنفس ان تعبر عن ذاتها ,
لمرب او اب او لشخص اخر ممن يوثق فيه
فيحاولون تشخيص ما اصاب تلك النفس من الداء ويصفون الدواء ..
عبر عن روحك .. عن معاناتك الروحيه .. لعل أحدا يساهم في علاج تلك المعناه ..
عبر عما يعتري جسدك من أمراض واوجاع
ولا تتباطأ في علاجها , لان الجسد هو وعاء النفس والروح
فإذا استقر واستقام سهل على النفس والروح أن يحققا الا سترخاء والطمأنينه
أريت مريضا بمرض مزمن متعب يقلقه الليل والنهار
لاتكون نفسه مستقره في العاده ألا من قواه الله .
إذن نحنو بحاجه الى تجديد طبيعه العلاقه مع انفسنا وارواحنا
فإذا صلينا جائت الصلاه المحمديه ,
وذالك حينما تؤدي الصلاه بنفعالاتها وبا التفكير المصاحب لها ..
نربي ارواحنا بنفس الوقت وبنفس الحرص الذي نربي فيه انفسنا
حدد الحجات واشبعها
نحتاج ايضا في تربيتنا لانفسنا أن نتأمل حاجتها
احدد حجاتي .... احدد مااحبه .... احدد مااكره ....
أنظر الى ما أحبه هل يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فاادعمه
هل يبغضوه الله ورسوله ؟؟
اذا هو امر لاخير فيه وأن كانت نفسي تميل إليه ..
ففيه الخسران في الدنيا والاخره
ولا أقول هذا من منطلق عاطفي انما اقوله كرجل كغيره من الباحثين
قد قراءه نصوص الكتاب والسنه واستقر حقيقة مافيها ..
وقراء اوصول الطب النفسي ونظر اليه فوجد انه التكامل لايكون
الا حينما تتعانق النفس والروح ويتلاءم ذلك مع الجسد
لن تستقر النفس حقيقة الاستقرار حتى نحقق فيها معنا التزكيه
قال تعالى :: (( قد افلح من زكها * وقد خاب من دسها ))
كيف تكون التزكيه ؟؟
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي
زكاها أي طهر نفسه من الذنوب ونقاها من العيوب ورقاها بطاعة الله
وعلاها بالعلم النافع والعمل الصالح
فالتزكيه ليست فقط بالأعمال الصالحه وانما بالأخلاق الكريمه الساميه فتجتمع الاخلاق بأوامر الدين
في هذه المنظومه المتكامله وهذا هو لب الطرح الاسلامي الذي اراده الله في هذه الحياه ..
اذن .. نحتاج ان نفهم ذوتنا واذا اردنا ان نفهم الذات .. فنحتاج ان نعرف
مامفهوم الذات؟!
هو: مااحمله من تقديرات عن نفسي انا ايها الانسان هذه النفس ماتقديراتي لها؟؟ .. مانظرتي لها ؟؟..
كيف ارى سلبياتي ؟؟ .. كيف أرى إيجابياتي ؟؟
لقد تعود الواحد منا ان يبتهج بإيجابياته واما العيوب فلا يحب ان يذكره احد بها
ان هذا الانسان بهاذيه الصوره ليس بالسوي!
ان فرحك بالايجابيات لايضيف لك شيئا حينما تذكرها اويذكرك الناس بها
ولكن عيوبك حينما تذكر لك فينبغي ان تفرح لان هذا يدعوك لان تقومها..
--------------------------------
جاء شعر المديح في امة العرب بدرجه تفوق غيرها من الامم ورثنا هذا الموروث العربي لاكن ليس بالضروره ان يكون صحيحا
بالمقابل ايضا عند النقد ادرك ان في امتي خطا في طريقة النقد
النقد يفهمه اكثر الناس انه شتم واهانه واتجاه الى الانسان لا للفعل
وهذيه مشكله نراها في تربيتنا لأولادنا
(( فتجد والدا يقول لولده : اصلا انت حقير وانت غبي !! ))
ليست هذه تربيه صحيحه انما التربيه ان اتجه بنقد الى فعل الطفل لا الى ذات الطفل ..
لانك اذا توجهت الى ذاته فانت تدمر نفسه
من حيث اردت ان تنفعها
وتقدير الذات ومفهوم الذات الذي تحدثنا عنه قد يكون تصورا صحيحا وقد يكون خطا
فتصور الصحيح ان ترى عيوبك بنفس الدرجه التي ترى فيها مزاياك وان تكون عمليا في التعامل معها لا انفعاليا
فتكون انفعاليا فايصيبك العجب بــ مزاياك دون بذل الجهد في الحفاظ عليها وتطويرها ,
وتصيبك الكابه والضجر او رفض الاستبصار
وهو الاسوأ _ فيما يتعلق بعيوبك ..
اذا.. نحتاج ان نواجه ذوتنا .. وان نكون قادرين على الحوار معها
كيف يكون الحوار مع هذه الذات ؟! ..
حصرتها في جزئيتين صغيرتين أيها الكرام :
الأول / العمل بجدية على تحديد القيم التي تمثل ذاتي :
ما أحبه أنا أيها الإنسان .. ما أكرهه ..
ليس بالضرورة أنت أيها الشاب من تعمل في حقل دعوي ولك شيخ أو طالب علم تتربى عنده ..
ليس بالضرورة أن تحب ما يحب .. يحب الحديث وأنت أحببت الفقه ..
لا تمثل نفسك لحب الحديث لا بل حب ما تريد ..
يحب شيئاً ما من أمور الدنيا .. ليس بالضرورة أن تحب ذات الشيء أيها الكريم ..
يحب أن يلقي بطريقة معينة .. ليس من المنهج أن تلقي بنفس الطريقة إن لم تكن تميل إليها ..
لاشك أن الاقتداء بالأمور المميزة أمر مبارك .. لكن الذي أهم من الاقتداء
ـ أعني بالأمور الشخصية ـ هو أن أتوافق مع ذاتي ثم يأتي الاقتداء بعد
التوافق مع الذات ..
إذن .. أحدد القيم التي تمثل طبيعتي لكي أصبح متوافقاً مع ذاتي .. فيتحقق لدي احترام هذه
النفس من الداخل ..
لكل إنسان له طريقة نظر .. ولقد قلتها ربما مرة سابقة ربما بعضكم سمعها مني :
محمد رامي الدرة ..
هذا الطفل .. كل إنسان يستقبل ذلك الحدث بطريقته التقييمية الداخلية ..
بعض الناس ماذا يقول ؟ : انظر ذلة العربي كيف أصبح ! انظر اليهود الشياطين ماذا
يفعلون ! .. بعزة العربي ينتشي ويقاوم ذلك الموقف انتقاداً منه ذلك الإنسان ..
آخر يقول : ماذا ستفعل أمه ؟! إنها ستبكي عليه .. ماذا سيفعل أبوه ؟! إنه سيبكي عليه ..
بلغة العاطفة .. لا بلغة النخوة العربية ..
ثالث ـ وأنا ربما منهم ـ :
لم يضايقني الموقف كثيراً حزنتُ عليه ولا شك .. لكن أيها الكرام أليس من
الظلم نحن منا نحن المسلمين والعرب أن تتجه تبرعاتنا لبيت محمد رامي الدرة
لماذا ؟!
لأن يد مصور مبدع ومخرج مبدع استطاع أن يلتقط هذه اللقطة .. تحت ذلك الجدار ..
فمات محمد رامي الدرة بطريقة درامية .. لكن مات خلف هذا الجدار ربما عشرات الأطفال بطريقة
أشد درامية أو بطريقة غير درامية ..
إن قتل النفس لم يُنقل لنا أن تكون درامية أو غير درامية لكي نفعّل ذلك ..
فاتجهت الأموال إلى بيت محمد رامي الدرة .. والبيت الذي بجانبه قد مات
أبوهم في تلك المعركة .. والبيت الذي بجانبه ذات الشمال قد ماتت أمه ..
إنهم أولى بالتبرعات من موت طفل في بيت !! ..
إذن .. نحتاج إلى طريقة تصوّر .. لا أقول نغير بل أنطلق مع طريقتي التقييمية أنا أيها الإنسان ..
لي طريقة معينة .. أتوافق معها وأتعامل معها وأصححها إن كانت خاطئة .. إن لم تكن خاطئة
وليس بالضرورة أن تتوافق مع غيري .. فكل إنسان له ميول مختلف عن الآخر .. أعرفها ..
أدركها .. أتعامل معها ومن خلالها أنطلق في هذه الحياة ..
---------------------------------------
الطريقة الثانية في التحاور مع الذات :
كن رفيقاً لطيفاً مع ذاتك .. بعض الأخوان حينما يستمع إلى محاضرة دينية أو
نفسية مثل هذه يخرج وقد قرر أن يكون حسان بن ثابت في الشعر .. خالد بن
الوليد في المعارك .. أبو هريرة في رواية الأحاديث .. وأن يكون أبي بكر في
نفسه اللينة الهينة .. وعمر بن الخطاب بنفسه القوية ، هذا الانتعاش الشديد
.. إنك ستجلد نفسك أيها الكريم ستكون شديداً معها أيها الكريم ..
كن رفيقاً لطيفاً مع ذاتك .. وسنتكلم عن المنهج بطريقة متدرجة بعد ذلك ..
إذن يجب أن تحدد أيها الإنسان ما هي ميولاتي ؟ ما هي تصوراتي ؟
ولا أنطلق من تصورات الغير التي أعجز عنها ..
إن كانت متميزة وأقدر عليها ولا تتعارض مع ذاتي فأنطلق منها وإلا أنطلق من
تصوراتي .. شرط أن لا تكون خاطئة أو مرضية أو غير منهجية ..
آية أستمع إليها أو أقرأها في كتاب الله .. فأقف عندها .. هنيهة أو بل هنيهات ..
" سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم "
ما بال حرف العطف أتى بالنفس هنا ؟!!
إنها قضية كبرى هذه النفس .. إننا في أطروحتنا أيها الكرام لم نُعنَ بالنفس العناية الكافية ..
وحينما أتت عناية القرآن إلى النفس في هذه الآية لماذا ؟!
لأن الإنسان هو المقصود بالهداية ..
فإذا أردنا أن نصل بالإنسان لكي يعرف ما له وما عليه .. فلا بد أن يستكشف
هذه النفس .. يدرك معايبها .. يدرك مميزاتها فيستطيع من ذلك أن يعيش في
توافق مع هذه النفس ويحقق مطالبها
ومطالب ذلك الجسد متناغمة متناسقة مع مطالب تلك الروح ..
ثانيةً أؤكد : لِمَ نغربل الأحداث بعقول الغير ليس بعقولنا ؟!
نستشير نعم بل ونستخير أيضا لكن نفوسنا لا نهملها لأنك إن أهملتها فإنك قد
تضطر أحيانا أن تنتفض ضد هذه النفس .. أن تعاقبها .. وهي لم تخطئ !
إنما أنت أيها الكريم من أخطأ لأنه لم يعطها حقها
" وإن لنفسك عليك حقا "
ليس معناها كما يظنها بعض الناس فقط أن تنام لا تقوم الليل كله وأن لا
تصوم النهار كله وأنك كذا .. لا تشد عليها أيضا لا تقصّر في حقها .. إنه
معنىً متكامل ..
إني أعجب في أمتي في قراءة النصوص الشرعية قراءة جزئية رغم أن لها طرحا متكاملا ..
يستشهد بها علماؤنا الأفذاذ في أمر معين فيشيرون إلى ذلك الجانب ولا يشيرون إلى الجانب الآخر
لأنهم ليس محط الاستدلال في ذلك اللقاء أو في ذلك المكان .. فيظن الناس
خطأً منه لأنهم لم يفهموا توجيهات علمائنا رحم الله من مات منهم وحفظ الله
من بقي .. فيظنون أن معنى هذه الآية أو ذلك الحديث بهذا المعنى الضيق ..
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
نسمعها : إنك إذا ما شددت على نفسك بالصلاة فإنك لن تصلي ..
ما قصد علماؤنا ذلك ..
ارجعوا إلى كتب التفسير ليس معنى ذلك ! ..
حتى في الأطروحات النفسية إن لم تقدّم التغيير فإنك لن تُغير ..
تحتاج إلى جهد منك أنت أيها الإنسان ..
قسماً بالذي رفع سبع سماوات وخفض سبع سماوات لو لم يكن هناك جنة ولا نار
ما تبعت غير منهج هذا الدين .. لماذا ؟! ..
منهج هذا الدين فيه الراحة أيها الكرام ..
فيه الطمأنينة لك أنت أيها الإنسان ..
فيه التوفيق لك أيها الإنسان ..
في توافقك مع ذاتك مع حاجاتك النفسية والجسدية أيها الكرام ..
ولذلك حينما نربي الناس لا نربيهم فقط على الجنة والنار .. حينما نقدم
أطروحتنا الدعوية لا نقدمها بنفس متخاذلة : والله يا أخي الدين كذا والدين
كذا ..
كأني أستعطفه أن ينتسب إلى دين الله ..
كأنني أستجديه أن يتبع منهج هذا النبي ! ..
بل نقدم أطروحتنا بطريقة راقية : أنظر إلى عظمة الدين ..
حتى يصل إليه رسالة غير مباشرة ..
أدرك نفسك ليس فقط للجنة والنار بل حتى لكي تستمتع بالدنيا أيها الكريم حقيقة الاستمتاع ..
إنما من يمارسون المعاصي أيها الكرام قد يستمتع بالمعصية في لحظتها لكن بعدها خسارة وندامة
ثم إعادة ثانية لها ليس لكي يستمتع ..
ينتقل من الطبيعي إلى فوق الطبيعي أبداً ..
بل لكي ينتقل من التعب إلى الطبيعي الذي أنت تعيش بطبيعتك أيها الإنسان ..
إن المعاصي ومنها المخدرات لا يأكلها لكي ينتشي انتشاء زائداً لا ..
إنما مع تكرار استخدامها يضطر استخدامها لمن عنده أعراض انسحابية.. نزل من المستوى الطبيعي إلى أدنى من الطبيعي ..
فيأخذها لكي يرتقي إلى الطبيعي ! ..
أنت تعيش الطبيعي في أطروحتك الدينية ترتقي إلى مستوى فوق الطبيعي وتستقر به وتعيش به ..
قالها أحمد ابن تيمية رحمه الله شيخ الإسلام : ( ما يفعل أعدائي بي ، جنتي في صدري ، سجني خلوة ، نفيي سياحة) لماذا ؟!
لأن القوة والتحكم من الداخل عنده رحمه الله ..
قالوها رضوان الله عليهم بل قالها في موطن آخر ونقلها عنه ابن القيم رحمه الله :
( لو نجد في الجنة ما نجده من هذه الحلاوة في الدنيا لكفانا ذلك في الجنة ) ..
هو يريد أكثر ولا شك لكن يعبّر لك عن حقيقة الراحة وعن حقيقة المتعة في نفس ذلك العظيم رحمه الله ..
وفي السير من العظماء في الأمة ما يطول الاستشهاد فيها ..
إذن أيها الكرام ..
نعيش أزمة حضارية في بلادنا .. ليس في بلد كريم هذا وإنما في بلاد كثيرة للأسف ..
لمَ يسبق البنيان في تطوره الإنسان ؟! ..
مباني كبيرة مباني عظيمة ..
يجب أن يسابق تطور الإنسان تطور البنيان ..
نحتاج إلى حضارة تتعانق فيها المادة والروح ..
ما كان لبنيان أن يخدم أمة .. صاروخ من هنا أو هنا ويهدم بنيان المدن الكبيرة ..
لكن نفوساً مطمئنة .. نفوساً واثقة .. نفوساً محبة تستطيع أن تقوم بواجب هذا البلد الكريم ..
بواجب أهلك الذين يحتاجون إليك .. ليس فقط في الجهاد ..
أيضا في الدعوة ، في البناء ، في العلم ، في التوجيه ، في التربية ، في التعليم ، في الطب .....
ليس الإنسان الصادق مع هذا البلد .. الصادق مع أهله هو الداعية الذي يدعو إلى الناس في المساجد ..
إنك أيها الطبيب الصادق مع الناس في إخلاصك ..
طالب الطب الصادق في دراسة الطب الدراسة الحقيقية إنه يعمل بحقيقة ما نريد منه ..
ذلك المهندس .. ذلك الموظف الذي يكون أميناً في عمله .. كل هؤلاء دعاة ..
من ضيّق العمل الدعوي بهذا المفهوم الضيق : محاضرة في مسجد ؟! ..
كلكم دعاة .. ( كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ) ..
إن الدعاية لون من ألوان الدعوة ووصف النبي صلى الله عليه وسلم جميع
الجوانب في تلك الحياة .. أعني بها الرجل والزوجة راعية في بيت زوجها إلى
آخر ذلك الحديث الطويل ..
نقف وقفة في وصف النفس .. هذه النفس أيها الكرام .. هذه النفس الغير الواثقة ما أعراضها ؟!!
حدثني أيها الطبيب ما أعراض النفس الغير الواثقة ؟!
وما أعراض النفس الواثقة ؟! ..
ثم أخبرنا كيف نعالج هذه النفس الواثقة بخطوات علمية ؟! ..
ربما هيّجتَ في نفوسنا شيء من الحاجة إلى التغيير .. ربما في نفوس البعض أقول -
ربما قلة لا ندري أو كثرة - : كيف نفهم .. كيف أعرف نفسي واثقاً أو غير واثق ؟!!
إن النفس الغير الواثقة أيها الكرام .. تعيش إشكالية نفسية وجسدية ..
في حركات جسد ذلك الإنسان .. حينما يتواصل بعينه مع الآخر لا يستطيع أن يتواصل بعينه مع الآخر بل يُنزل ببصره ..
لا يستطيع أن يتواصل التواصل الكافي ..
حتى حركات جسده حينما يجلس غير مستقرة تتحرك يديه تتحرك رجليه ..
أيضاً في جسده فيه انخفاض فيه انحناء فيه انكفاء ذلك الإنسان أيها الكرام..هذا بجانبه الجسدي ..
في بنيته النفسية يميل إلى موافقة الآخرين ..
أي كلمة يقولها الآخر نعم نعم ربما قبل أن يكمل الآخر كلامه ..
يحاول أن يُظهر الموافقة يحاول أن يظهر أيضا أن يساير الآخرين في آرائهم لماذا ؟!
لأنه عنده هيبة من الداخل من الآخرين .. لا يحمل الطمأنينة الداخلية أيها الكرام ..
ولذلك يوافق الآخرين لأنه إن لم يوافقهم ناقشوه وهو مختلف الذات من الداخل ..
إن هذه النفوس نفوس مرفوضة أيها الكرام ..
إن المتكبر في الأمة أهون خطراً من الضعيف الذليل الخانع أيها الكرام ..
لأن المتكبر مكشوف مكروه من الناس كله معروف عاري ..
لكن الضعيف الخانع الذليل قد يلبس علينا دون أن ندري أو يلبس علّ نفسه دون
أن يدري ثوب المتواضع ثوب المؤثر أيها الكرام فننخدع بذلك الإنسان دون أن
يدري وربما دون أن ندري نحن .. لماذا ؟!
عمر بن الخطاب كان يسير في شوارع المدينة ومعه الدرّة ويضرب بعض الناس من كانوا من يضربهم ؟!
كانوا صحابة كانوا تابعين ارفع رأسك ينشد منهم أن يعتزوا بدينهم ..
كان يقاوم ذلك أشد المقاومة رضي الله عنه ..
إذن النفوس الخانعة النفوس الذليلة لن تكون مؤهلة أن تعيش مستقرة مع ذاتها ..
لن تكون مؤهلة تلك النفوس أن تنفع بلدها الكريم ..
لن تكون مؤهلة أن تخدم أهلها ..
لن تكون مؤهلة أن تخدم هذا الدين ..
إن الدين في غنى عن نفس مهترئة إن لم تراجع ذاتها ..
تقوي نفسها بدين الله ابتداءً وبمناهج نفسية مقللة مبرمجة من علاج معرفي
وربما سلوكي إن بلغت حد المرض وإن لم تبلغ فهناك مناهج تدريبية معينة تعزز
هذا الذات ..
ولعله إن شاء الله ربما أرتب لاحقاً دورة في فن إدارة الذات وبناء الثقة في النفس ..
أقول : تلك النفوس ..
النفوس الغير الواثقة تميل إلى الاهتمام بحاجات الآخرين أكثر من حاجاتها
لأنها لا ترى نفسها شيء وترى الآخرين شيئا كبيرا ..
تميل كما قلت موافقة ومسايرة وإذعان شديد لماذا ؟
لكي لا تُنتقد تلك النفس
وهنا تقع تلك المشكلة في تلك النفس ، الأثر هي النفس الذليلة ..
مقابل ذلك هي : النفس الواثقة
النفس الواثقة المطمئنة إلى ذاتها ..
عندها صفات هي ضد تلك الصفات الموجودة عند تلك النفس ..
كيف تكون علامات تلك الثقة في النفس ؟!!
أن يوجد عند ذلك طمأنينة داخلية ..
بينما مشاعر ذلك الإنسان بين أحاسيسه وبين سلوكه وبين أفكاره ،
لا يحدث التناقض بين هذه الأمور الثلاثة :
زاوية التفكير في ذلك المثلث ، زاوية المشاعر وزاوية السلوك ..
إنما فكرة عند الإنسان يقتنع بها ..
تتفاعل مشاعره بها ..
فينزل على أرض الواقع سلوكاً يسير به ذلك الإنسان ..
إنها سلسلة متناغمة متناسقة ..
أرأيت لو عند إنسان مشاعر طبيعية معينة
ثم لم يلبّي تلك المشاعر فإنه سيحجر تلك الفكرة الصحيحة التي كانت في باله ..
فلا تنزل سلوكاً منطقيا على أرض الواقع ..
والأخطر من ذلك أن تسلك سلوكا مناقضا ..
أرأيت لو إن إنسان ينتقد الآخرين مثلا ..
له صديق يظلمه ، يتعدّى عليه ربما يستعير منه حاجاته ..
مثلا شاب عنده سيارة جديدة ليس من السيارات الفخمة لكن عنده نفس خانعة نفس ذليلة نفس مهينة ،
فطلب صديقه منه هذه السيارة ،
يعرف صديقه : سيذهب عشرين ثلاثين مرة ستتأثر سيارته ربما وبيته هناك ليس طريقا معبّداً في الإسفلت وإنما في الصخور والحجارة ..
تتأثر سيارته لكن نفسه الذليلة ما استطاع أن يستطيع أن يعبر عن رفضه لذلك الأخ ..
إن هذه النفس ستمنعه من التعبير ثم يأخذ السيارة ويعيدها إليه مهشمة أو متأثرة تأثرا ولو بسيطا ثم ماذا يفعل هذا الشاب الأول ؟!
يغضب عليه ولا يعبر عن الغضب لأنه خانع من الداخل ثم ينقطع عنه ..
إن عدم التعبير عن شعوري الداخلي أدّى إلى قطيعة و ربما قد يكون بين هذين الفردين
انقطعت بسبب عدم تعبيره عن شعوره الداخلي ..
--------------------------------
لعل سؤالاً يطرح نفسه في نفوس بعضكم :
إذن ترفض الإيثار في أطروحتك !!
أقول : لا ..
إن الإيثار أن تعطي وأنت قادر على المنع ..
إن التواضع أن تتنازل وأنت قادر على قول لا ..
هذا هو المتواضع الحقيقي ..
هذا هو المؤثر الحقيقي ..
لكن تعطي وأنت لا تريد العطاء لكنك مغصوب لأن نفسك لن تستطع أن تعبّر عن حاجاتك ..
إنه ليس بالعطاء وإنما هو التقصير ..
الواثق من نفسه المطمئن لها هو القادر على التعبير عن أفكاره بوضوح
وليس التعبير عن الأفكار بوضوح أن يكون عندنا ضجيج صريخ حينما نعبّر عنها !!
في أطروحتنا في الحقيقة
في موروثنا الحضاري في الأمة يجب أن نعبّر بضجيج وبصريخ
وحينما تأتي إلى حياة النبي والصحابة ما كانوا يصرخون حينما يتعاملون ..
حتى في خطب الجمعة ما كانوا يهتفون الهتاف والصراخ الشديد في تعاملهم حتى في الخطأ :
( ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ) .. صلى الله عليه وسلم وما كان يغضب ويتمعّر وجه إلا إذا مس حداً من حدود الله ..
أما في أمور الدنيا فإنه ما كان يعبأ بها صلى الله عليه وسلم ..
كان يهتم بها لتربية الأمة لكن ما كانت تهزه من ذاته صلى الله عليه وسلم
ولذلك جاء تعبيره عن أفكاره بوضوح ..
التعبير بوضوح ليس معناه الضجيج كما أخبرتكم من قال أن الوضوح قريناً للضجيج ؟!
إن الوضوح في نظري بالمنهج النبوي وبالمنهج النفسي التابع له قرين باللباقة ،
وضوح مع لباقة .. إن الإنسان الهادئ هو الإنسان القوي إن الإنسان الواثق في العادة يكون هادئا ..
انظروا إلى البحار والمحيطات الكبيرة تجدوها راكدة هادئة تلك المحيطات
مستقرة تلك المحيطات وفي قاعها اللؤلؤ والمرجان ..
وانظروا إلى الأنهار تسير بقوة ومع ذلك هي ضحلة تلك المياه وليس في قيعانها كما هو في
البحار والمحيطات من لؤلؤ ومرجان وأسماك ونعم وخير أيها الكرام ..
إذن ليس الوضوح معناه الضجيج ، معناه الصريخ لا ..
إن الناس يحبون ويستمتعون بالإنسان الهادئ في هذه الحياة ..
أينما التعبير بلباقة مع الوضوح هذا شيء ..
الطلب والرفض بأسلوب لبق أعيدها تستوعي كلمة نعم ولا في حياتك أنت أيها الإنسان ..
إنها طريقة مهمة في التعامل مع ذاتك أيها الإنسان ..
أن تكون قادراً في التواصل مع الآخرين : أهابه!
أنظر إلى الله فوقه تذكر الله سبحانه وتعالى فيصغر ذلك الإنسان الذي أمامك
بقدرة الله سبحانه وتعالى وبمساعدة بعض المناهج العلاجية والسلوكية ..
هناك إشكالية النفس الغير الواثقة في العمل قد يحمّلك نفاقك في العمل عمل ولا تستطيع أن
تقول لا..
حتى يستخدمونك إنساناً لا تُعارض لا تُمانع لماذا ؟
إنسان طيب ..
لكن طيب بالتعبير قصدهم باللغة العامية (صحيّح) قادرين على تكييفه ما يقول لا ..
والخلاصة الله مشغول والله كذا ويشغلونه الليل والنهار ..
إشكالية دينية أن تتنازل عن بعض المبادئ التي يجب أن تتنازل عنها فلا تقعد
معهم بعد الذكرى ، الخانع الذليل لا يستطيع أن يقوم حينما توجد المعاصي ..
---------------------------------------
إذن النفس المطمئنة ..
النفس الواثقة هذه مطلب ديني لك أيها الإنسان ..
مطلب لكي تحقق دين الله على الأرض
مطلب لكي تحقق لك السعادة لك أنت أيها الإنسان ..
مطلب لانها احد الطرق المعبّد بإذن الله إلى الجنة سبحانه وتعالى إن كان معها صحة في المنهج ..
إذن نحتاج إلى نفوس واثقة
نحتاج إلى هذه النفوس والنبي صلى الله عليه وسلم أشار إليها في مواطن كثيرة :
( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام )
يتكلم عن البنية النفسية .. يتكلم عن الشخصية ثم يضيف : ( إذا فقهوا )
قالها صلى الله عليه وسلم ..
وإن أنسى لا أنسى أيها الكرام ثمامة بن هتاف :
انظر تلك الشخصية المتزنة . تلك الشخصية المتوافقة مع حاجاتها مع ذاتها حتى قبل إسلامه رضي الله عنه ..
كان يسير قريبا من المدينة ربما كان تائها فرآه نفر من الصحابة ما عرفوه ..
لكن عرفوا أنه رجل كافر ذلك الرجل فأخذوه وأتوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..
فعرفه النبي صلى الله عليه وسلم فربطه في سارية من سواري المسجد ..
كان يمر عليه كل يوم
فيسأله : ( يا ثمامة أسلم )
قال يا محمد ( إن تعفُ تعفُ عن شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم )
انظر إلى النفس المتزنة . * لننسى أنه كافر أيها الكرام *
انظر الاتزان في التعبير الداخلي ..
لم يصرخ بهدوئه بطمأنينة بثقته في نفسه من الداخل :
( إن تعفُ تعفُ عن شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم)
فيتركه النبي صلى الله عليه وسلم ثم يعود إليه في اليوم الثاني فيسأله فيجيب ثمامة بنفس الجواب
ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم باليوم الثالث فيسأله ذات السؤال فيجيبه ثمامة ذات الجواب
ثم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاق سراحه ..
فخرج إلى أقرب بئر من المدينة فاغتسل
ثم دخل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
لم يشهدها بقوة إيمانه لأنه بالكاد الآن قد أسلم
إن الثقة التي كان يتعامل بها مع النبي عليه الصلاة والسلام بتلك النفس
هي ذات النفس التي أخرجته إلى البئر وعادت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم
شاهداً أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
بنفس النفس واسمحوا لي على الجرأة التي دخل بها أول رجل يدخل مكة ملبيا
( لبيك اللهم لبيك ) لأنه تربّى أياما قليلة عند النبي عليه الصلاة والسلام
ما كان الإيمان وحده كافياً إنما كانت تلك النفس القوية ثم غُلّفت بغلاف الإيمان العظيم
فاجتمعت نفس مع إيمان ..
( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا )
إن النفوس المطمئنة
النفوس السوية . النفوس ذات الشخصية الحقيقية المنهجية هي مطلب ..
إذا كان عندنا يجب أن ننميها.
ليست عندي يجب أن أوجدها في ذاتي ..
أن أبحث عن طريقة أن أستمتع .
ما بال بعض الناس يعيش نكداً مع نفسه ..
مع زوجته مع بنيه أيها الكرام ؟!! ..
لأن نفسه غير مستقرة ..
ليس بالضرورة مريضا نفسيا ذلك الإنسان أيها الكرام ..
إنما ما عاش استقرارا داخليا مع ذاته ..
ما نظر ما هي القيم التي يحبها التي يكرهها وتعامل معها !
ما حاول ربما أن يفهم حقيقة أطروحة هذا الدين ..
ربما بعضهم يشعر أن هذا الدين ثقيلا عليه !
افهم هذا الدين ..
استقرِ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ..
ولذلك أنا أتمنى لو في التربية نركز على قراءة السير في تربيتنا لأبنائنا وأجيالنا ..
ونركز على حب النبي صلى الله عليه وسلم ..
إن العلاقة بهذا النبي الكريم بهذا الدين الكريم
يجب أن تكون انفعالية فيها قناعة معرفية بهذا الدين ..
ما الذي ثبّت عبد الله بن حذافة رضي الله عنه حينما أتوا به عند هرقل الروم !! ....
نستمع إلى هذه القصة في التاريخ :
انظر عبد الله بن حذافة .. انظر إليه إنه عظيم ..
أين عظمة عبد الله بن حذافة ؟!
أتوا بامرأة جميلة فما افتتن بها ..
من الطبيعي أيها الكرام أن لا يُفتتن وهو تحت حد السيف والقدر يغلي من أمامه ..
من الطبيعي ألا يكون عنده نشاط جنسي في تلك اللحظة ..
ما افتتن أن أولئك الكفار عرضوا أن يكون عندهم ..
يعرف أن النصرة للمسلمين ..
حاولوا به ثم استمرت القضية تلو القضية يحاولون ويرفض ! ..
ثم أخيراً أرادوا أن يلقوا به في القدر ..
وحينما أخذوه - ولم أسرد القصة كلها - وإنما شاهدي هو
أن أرادوا أن يلقوا فيه القدر .بكى عبد الله !!
بكى عبد الله ابن حذافة
فرح هرقل والروم بكى عبد الله أوتوا به إلي ..
تحطّم ذلك الجبل الكريم ..
تعال يا عبد الله ( ما يبكيك يا عبد الله ؟ )
بمعنى أغيّرت رأيك يا عبد الله ؟!
قال : لكم تمنيت- ما يقولها بالضجيج والصراخ – بهدوئه –
ثانية أقول أقرأ نظرة أحرف التاريخ بها لأنفس أولئك المستقرين نفسيا أن فهموا منهج الدين وعبّروا عن ذواتهم غاية التعبير ..
( لكم تمنيت أن كان لو كان لي بكل شعرة في جسدي نفسا تموت في سبيل الله يا هرقل ، أينفعكم مثلي هذا عقاب ؟!! )
ثم انتهت القصة بالتقبيل التي تعرفونها ثم عمر ابن الخطاب قبّل رأسه وقال :
حق على كل مسلم أن يقبل رأسه ..
إذن أيها الكرام نحن بحاجة أن نعود إلى ذواتنا ..
أن نطمئن إلى هذه الذات ..
لكل ذات بنية نفسية خاصة أيها الكرام ..
سؤال أداعب به طلابي في كلية الطب : أيهم أقوى في الحق أبو بكر أو عمر ؟
عمر يا دكتور يقولونه الطلاب ..
أقول : أين عمر في حروب الردة ؟!
أين عمر حينما مات النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
اهتز تأثر عمر ..
أكان ضعيف الشخصية حاشا وكلا ..
ولكني أقارن بأبي بكر ، كان في بنيته الشخصية الهدوء .. أنظر إليه في
الجاهلية وفي الإسلام البنية الشخصية الطبيعة أعني بها هي الهدوء .. عمر
شخصيته قبل الإسلام التي هي الشدة هي التي بعد الإسلام لكن وجهها للحق ..
إذن نحتاج أن نفهم ذواتنا وأن نقوّم فيها ما نستطيع التقويم
وحتى النبي صلى الله عليه وسلم علم من ذلك في نفس عمر فوجهها التوجيه المبارك
لكي تنفس هذه القوة في الحق في مواطنها الطبيعية ..
إذن نحتاج ثانية أن نركز على ذلك لماذا ؟
لأن ذلك يمنعنا من الوقوع في النفاق ..
المجاملة ما سمّوها إنما هو نفاق فيما يتعلق في أمور الدين ..
وأيضا من فوائد ذلك أن أجد راحة في نفسي أيها الإنسان..
استقامتي ..علاقتي مع ربي ..
بعض الناس الذي لا يعيش ثقة مع نفسه دائما إذا سجد أو ذهب إلى العمرة أو الحج :
اللهم حسن علاقتي مع زميلي فلان اللهم حسن علاقتي مع زوجتي اللهم كذا ...
لا بأس بالدعاء أيها الكرام لكن ما سبب اضطراب علاقته ذلك الإنسان ؟!
لأن علاقته مع نفسه مضطربة ..
لو هدأت هذه النفس لنشرت الهدوء في أغلب الأحوال ليس بالضرورة في كلها على
نفسه على من حوله من زوجه من أبنائه من زملائه في العمل ..
من فوائد استقرار النفس :
راحة داخلية..لا متكبر متغطرس ولا ذليل خانع ذلك الإنسان فيستقر
قتل للمشاعر السلبية المرضية في نفسي أنا أيها الإنسان حينما أستقر
أيضا وقاية من الأمراض النفسية ..
إن الذين عندهم استعداد للإصابة بالأمراض النفسية حينما لا يستقروا مع
ذواتهم قد تكون فترة من الإدراك التي تفجّر ذلك الاستعداد الجيني أو
الوراثي
لدى ذلك الفرد للإصابة بالأمراض النفسية
نصل إلى العلاج
كيف أنمي الثقة في نفسي ؟! كيف أنمي هذه الثقة ؟!
كيف أجعل أيها الكرام هذه الثقة جيدة في نفسي ؟!
ابتداءً الصراحة : أن تتفق في جلسة صريحة مع ذاتك ..
أن تكون صريحاً مع ذاتك أيها الكريم
صراحة مباشِرة ، لا تكون مجاملا لأنك لست أمام غريب ..
أمام هذه النفس التي تريد تقويمها ..
إنما يكون هو الحوار الصريح ..
تحديد السلبيات : خطوة أساسية - تحديد الإيجابيات -
ثم دعم هذه الإيجابيات ثم الذهاب إلى السلبيات وجعلها في قائمة متدرجة ..
وأبدأ بعلاج الأهون منها فالأشد فالأكثر شدة ..
هذه طريقة تدرجي في التعامل مع عيوبي لماذا ؟!
لأني إذا بدأت بالأقل فإني احتمال النجاح والانتصار على ذلك العيب
هو أكبر ثم يأتي مردود نفسي وهذه نظريات من نظريات علم النفس
تقوّي ذاتي من الداخل فأنطلق وهكذا يكون العلاج السلوكي في علاج الإنسان لذاته ..
الجمع بين اللباقة والوضوح ..
ليس معنى الوضوح عدم قدرتك على التعبير عن فلان أو ضد فلان حينما يكلمك أو يخطئ عليك ما لم تقم وتشتمه لا :
والله يا أخي الكريم بارك الله فيك أنا أعتقد وأرى رأياً آخر أننا لو فعلنا كذا وكذا ..
أنت عبّرت عن رأيك بأسلوب ممتاز بأسلوب جيد فيه ذكر الله ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
فانتشرت السكينة في ذلك اللقاء وفي ذلك الحوار ..
ما تستطيع أن تتواصل بصرياً معه يجب أيضا أن تدرّب جسدك أن تدرب أيضاً
عي*** أن تدرب أيضا نبرة صوتك ربما تحتاج إلى مراكز تدريب المهارات لا بأس
في ذلك ..
استخدام بعض العبارات ترددها على نفسك : أنا جرئ أنا واثق أنا كذا أنا من سلالة النبي ..
في الأطروحات الغربية هناك الكلمات : أنا جرئ أنا قوي أنا واثق لكن لا أرى النفس أن تُطرح لوحدها ..
إنما الروح تُمزج معها فتأتي القوة : أنا قوي أنا عزيز بالله أنا واثق
بنفسي أنا أحب النبي أنا على طريقة النبي أنا قادر على التعامل مع الآخرين
..
أنظر حينما نجعل النفس تتناقض مع الروح بإذن الله سبحانه وتعالى ..
هذه الروح تنشر الهدوء على النفس ..
فإننا إذا تعاملنا بطريقة نفسية بحتة فتكون ناشفة من الداخل طريقة تقليدية
لا تكفي لأن العلاج يجب أن يقوم أيها الكرام على طبيعة المجتمع
ولا يقوم على طبيعة المجتمعات الأخرى ..
ما دام عندنا مقوّمات معينة نوظفها في أساليب العلاج ..
-------------------------------
[b][color=blue]من الأساليب أيضا أيها الكرام أن نقتنع ـ وأعيدها ثانية ـ أن اللباقة
والوضوح مفهومان متكاملان لا متضادان .. فنركز على هذه الحقيقة وأعدتها
لأهميتها أيها الكرام ..
من الوسائل عدم الانشغال بالطرف الآخر
لا أنشغل بالطرف الآخر: ماذا يقول الناس عني؟
لاأجعل مركز تحكمي خارجي ماذا يقول الناس ؟! ما رأي فلان ؟! ..
لا بأس أن الاهتمام بعرف الناس أمر حسن لكن الاهتمام بأوامر الله بأوامر
النبي بحاجاتي النفسية المباحة والشرعية هو أولى من الاهتمام بحاجات الناس
الطبيعية وليست المفروضة أو العرف الشيء الواضح عند الناس ..
من الأساليب أيها الكرام أيضا أن تستوي وأشرنا لها ابتداءً عند كلا ونعم ..
وإذا قلت لا تقولها بصريخ وضجيج .. فقل : والله ربما لي رأي آخر أيها الكريم ..
إنها لغة من الأدب ليس الخنوع وإن اضطررت فقل : لا يا أخي أنا ما أرى هذا الرأي .
حسب المتلقي الآخر تقول هذه الكلمة ..
حتى في العلاقة الزوجية كثيرا من المشكلات الزوجية ،
بعض النساء لا تهندس علاقتها مع زوجها وبعض الرجال لا يهندس هذه العلاقة ..
يأتي الزوج مثلا متأخر ماذا تقول له هذه الزوجة تقول : والله تأخر علينا
في البيت وهو يشتغل في عمله مثلا : أبتأخر ونص وأنتِ ما ينفعلك هذا الشيء
ثم يخرج من بيته !
طيب ممكن تقولها بطريقة أخرى : والله تتعب نفسك في العمل تتأخر كثير الله يعينك .
والله يعينكم أنتم علي ، أنا والله اللي تعّبتكم بهذا التأخر ، إذن أدّبته وعادته إلى البيت ..
إنما اللباقة الموزونة هو استخدام العبارة .. ليس خنوعاً أيها الكريم بهذه الكلمة إنما
هو المنطقية وهو التعادل ..
النبي صلى الله عليه وسلم حينما رآه رجلان من الأنصار وكان يسير مع زوجته صفية
( على رسلكما إنها صفية ) .. ما كان في حاجة إليهم ..
أستشهد في هذا الجزء أو هذا الجانب من الموقف ما كان بحاجة وإنما من فقه التعامل
فقه إدراك النفوس أرادها النبي صلى الله عليه وسلم ..
حينما قال " ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا "
ويعّرض في الناس ثم يواجه حاطب بن بلتعة ..
ثم ماذا فعل مع زوج خولة بنت حكيم حينما جاءت في الظهار ..
إذن تختلف النفوس .. تختلف طرق التعامل في أنفسنا ومن حولنا لما هو مناسب ..
لن تستطيع المُسايسة إن لم تبني نفساً واثقة ..
لن تستطيع التعامل الجيد إن لم تبني نفسا مطمئنة - تستقر مع ذاتها-
أن رفضي لأمر ما أيها الكرام ليس رفضي للإنسان الآخر ..
وأن رفض الآخرين لكلامي ليس رفضا لذاتي أنا وإنما للموضوع الذي تحدثت فيه ..
يجب أن نفصل بين ذاتي وبين ما قلت ..
قلت كلام فقام أحد الفضلاء : أنت مخطئ ، يجب علي ألا أتأثر،
ما هو الصواب جزاك الله خير ، أنقله إلى ماذا ؟!
إلى الموضوع محط الحوار ، أبعده عن ذاتي
وكذلك حينما أخاطب الآخرين
قد أختلف مع هذا الرأي بعض الشيء : في الرأي بارك الله فيك جزاك الله خير على هذا الرأي لكن في الرأي أعتقد لو فعلنا كذا وكذا ..
في الرأي في الرأي أعديها لكي أخرج الحديث من الشخصية إلى الموضوعية محط الحوار وهو الأمر المهم أيها الكرام ..
أن حب الذات ليس النرجسية
حينما تهتم ببناء ذاتك أيها الكريم ..
حينما تلتفت إلى بنائها لست نرجسياً يحب الذات يهتم بها لا يهتم بالآخرين ..
إن أول خطوة في اهتمامك بأبنائك وزوجتك أن تهتم باستقرار ذاتك ..
إذا استقررت فإنهم سيستقرون
ما بال نساء كثيرات وأبناء كثيرين يتصلون يستشيرون في الأمور ..
نفس أبٍ غير مستقر أو أولاد يتصلون نفس أمٍ غير مستقرة
لو استقرت لهدأ أولئك الأبناء أو أولئك الأمهات أيها الكرام ..
إذن نحتاج أن نكون متنوّرين واعين لحاجات ذواتنا
وألا نكون أميين في التعامل مع الذات ..
ألا نعيش خلف شهادات خلف دالٍ تسبق كلمة الإنسان ،
خلف ميمٍ إن صحت العبارة تسبق المهندس أو ألف تبسق أستاذ أو (بشت)
يحميني من الناس أنا أيها طالب علم
يجب أن يحميني ربي ابتداءً وتحميني نفس مطمئنة أسير بين الناس
وكأن الدنيا هادئة هذه
لا ننتفخ بشهاداتنا لا ننتفخ بما حققناه لا
الانتفاخ والاعتزاز بالله ..
اتجهوا هذا الاتجاه فتطمئن نفوسنا ..
أنا أدعوكم أن تستقروا مع أنفسكم حينما تمروا بمرحلة السن الكبير
إن الوحدة التي تأتي إليك في السن الكبير
لن يحميك إلا أمران بعد توفيق الله :
إيمان حقيقي منهجي بالله ، ونفس مطمئنة هادئة ..
هذه النفس الهادئة المتوافقة مع حاجاتها ..
ما بال بعض كبار السن مضطرب قلق ذلك الإنسان وبعضهم هادئ بسيط
أهذا بسيط !
ليس بالبسيط وإنما متوافق مع حاجاته الداخلية ..
ليس التوافق مع الحاجات الداخلية أفعل ما أردته من المعاصي بل أقوّم الذات
وأروّضها ترويضاً كما فعل أبو حفص في ترويض نفسه أن روضها لله سبحانه
وتعالى وأطر هذه النفس أطراً لله سبحانه وتعالى وجعل هذا القوة فقط بالحق
حينما يخطئ بعض الناس في بعض ممرساتهم ..
أن تعرف ماذا تريد ؟!
وأن تنسّق ما تريد مع ما تستطيع ..
الآن يجب أن نحدد ماذا تريد : أريد كذا وكذا ..
أسأل نفسي هل أستطيعه ؟!
إذا لم تستطع شي فدعه *** وجاوزه إلى ما تستطيعُ
إذا لم اكن أستطيع سيأتي الفشل فتنخدش نفسي من الداخل ..
أذهب إلى ما أستطيعه وأمارسه وأحمد الله على ما وفقني إليه وما أعطانيه وهذا قدر من الله ..
إن معنى الإيمان بالقضاء والقدر في الأمة أظنه يحتاج مراجعة منا عند علمائنا أيها الكرام ..
أن نسائلهم ثانية عن معناه الحقيقي قدموه لنا لكن نفوسنا ما شربته تماماً ،
إن معنى الاحتساب الحقيقي ـ ورددتها كثيراً ـ
يجب أن نراجعه في أطروحتنا ..
ليس الإيمان بالقضاء والقدر حينما تصاب أيها الإنسان
قدر الله وما صار ماذا نفعل وهذه الدنيا وكذا ..
إنه مرض إنه خور ليس هذا قبول القضاء والقدر ..
ثم إذا أتاه القدر : الحمد الله ما قدر الله إلا الخير وكذا ،
هو فرح بنفسه ليس فرح بالخير من الله وحينما كان المصاب هو ناقم على الله لكن لا يعبّر بألفاظه
لكن عينيه لكن نفسه تنطق تلك النقمة ..
إذن يجب أيها الكريم أن يستوي في حسّك الخير والشر من الله سبحانه وتعالى
( أمر المؤمن كله خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر )
والأحاديث في ذلك كثيرة ..
يأتي الابتلاء فيعرف أنه ابتلاء
إذن نحتاج إلى برمجة في مناهجنا التربوية
أن نربي شبابنا على المعاني ، على القيم الموجودة في نصوص الكتاب والسنة ..
أنا لا يهمني كثيراً
شاب لا يصلي ركعتين بعد المغرب لا يحافظ على السنن الرواتب وهو لا يحب النبي .
لو اخترنا واحدة من الاثنتين
لاشك أن فعل الاثنتين هو الأفضل لا شك أن نربي على الاثنتين
لكن شابا لا يحب النبي لا يشعر بحب النبي صلى الله عليه وسلم لا يشعر بعظمة الله
تخيّرني بين من يتربى على حب النبي وعلى عظمة الله أو يصلي ركعتي السنن الرواتب ؟!
أقول هذه لكن لا شك أن الجمع هو الأولى ..
عبد الله بن عمر بن الخطاب سمع أن رجلاً هو من أهل الجنة قالها النبي صلى
الله عليه وسلم .. فذهب إليه يسأل عن ذلك الرجل فاستضافه فجلس عنده وقال
إني اختلفت مع عمر أو بيني وبين عمر كما قال خلاف فاستضافه ثلاثة أيام ما
رأى عنده زيادة عمل !
فقال له ما قال النبي صلى الله عليه وسلم ،
بمعنى قوله : ما عندك من الأعمال ما جعل النبي يصفك بأنك من أهل الجنة !
نريد أن نفعل فعلك !
قال : ( لا أنام وفي قلبي على أحد من الناس شيء )
كيف استطاع ذلك الصحابي ؟!
حينما اطمأنت نفسه
فأشرق في الطمأنينة على من حوله من الناس أيها الكرام
من هنا نستطيع أن نحقق الطمأنينة .
لا نتجه إلى التربية السلوكية مع أبنائنا ربما الطفل قبل المراهقة تسير معها التربية السلوكية يحفظ القرآن وكذا كذا
نعم يجب أن نشد فيه في تلك الفترة لأنه متلقي مثل المسجل يكون عنده مخزون .
لكن عند ما يقارب على نهاية الطفولة ودخول المراهقة يجب أن أتجه إلى المعاني
لأنه يبدأ بفهم المعاني الرمزية
إشكاليتنا بعض الفضلاء يتصلون : ولدي تعبني يا طارق !
لماذا ؟ والله يا أخي ما يسمع الكلام !
نعامله كما هو الطفل !
أقول إحفظ القرآن ما يحفظ أقوله كذا وكذا ،
طيب أعلمته معاني الآيات ؟!
يا أخي كلنا ما تعلمنا دون معانيه
يا أخي ذلك الوقت ما كان فيه دش ما فيه كذا وكذا ،
لو تريد الفساد ما
- انورعضو مميز
- الجنس : عدد المساهمات : 1573 نقاط التميز : 2454 تقييم العضو : 17 التسجيل : 01/05/2010 الإقامة : لايهم الى اي بلد انتمي المهم اني مسلم والى العروبة انتسب*الجزائر*
تمت المشاركة الأحد يوليو 04, 2010 8:01 pm
براك الله فيكا اخي مشكور وجزاك الله خيرا
التوقــيـــــــــــــــــــــع
- barcaعضو محترف
تمت المشاركة الأحد يوليو 04, 2010 8:05 pm
السلام عليكم
جزاك الله خيرا اخي على هذا الكتاب الرائع والشيق
تقبل مروري بود
جزاك الله خيرا اخي على هذا الكتاب الرائع والشيق
تقبل مروري بود
التوقــيـــــــــــــــــــــع
فداك أبـــــــــ يا رسول الله ــــــي وأمي
معلوماتـــ مهمة:
تنبيــه!! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
- بوكعضو مطرود
- الجنس : عدد المساهمات : 9166 نقاط التميز : 10738 تقييم العضو : 181 التسجيل : 02/05/2010 الإقامة : *في المنتدى*
تمت المشاركة الأحد يوليو 04, 2010 10:50 pm
بارك الله فيك اخي على هذا العمل الرائع
التوقــيـــــــــــــــــــــع
- Monerahعضو جديد
- الجنس : عدد المساهمات : 2 نقاط التميز : 2 تقييم العضو : 5 التسجيل : 16/10/2010
تمت المشاركة السبت أكتوبر 16, 2010 2:34 pm
بوركت جهودكم وأنا من اشد المتابعين لبرامجكم
اغلق الأكواد
- زائرزائر
تمت المشاركة الخميس أكتوبر 21, 2010 11:16 pm
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى